بعد النجاح الباهر لمؤتمر الحركة الأخير والذي رسخ روح واهداف الحركة من اجل السودان الجديد الذي يجب أن يقوم على الحرية والديمقراطية والعدل ، تحركت القيادة الجديدة للحركة إلى كل الأصعدة لترسيخ هذا المفهوم انطلاقا من شهادات ممثلي الدول ووكالات الأنباء التي شاركت في نقل وقائع فعاليات المؤتمر ، فكانت الزيارة التي قام بها وفد رفيع للحركة إلى نيروبى بكينيا برئاسة نائب الرئيس الدكتور / الريح محمود ، حيث التقى الوفد بممثلى المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبحضور كل من دولة النيرويج ، كندا وفرنسا ، فضلا عن المنظمات الدولية ، وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ، وقد أكدت الحركة على لسان رئيس الوفد أن الزيارة جاءت في إطار شرح نتائج المؤتمر ، توطئة واستعدادا للجولة المقبلة للمفاوضات والمتوقع انطلاقها في الحادى والعشرين من نوفمبر الحالي . وقد عقد الوفد في نهاية الزيارة مؤتمرا صحفيا ضافيا أمام ممثلي وكالات الأنباء والصحف والقنوات الفضائية وشرح كل تلك الخطوات والنتائج التي تمخضت من لقاءاتها المذكورة أعلاها .
وضمن تحركاتها لتبادل وجهات النظر مع الأصدقاء حول أنجع السبل لانجاح الجولة المقبلة ، استجابت الحركة لمساعي الأصدقاء بغية تهيئة الأرضية المناسبة لامكانية إلحاق بعض قيادات الحركة السابقين بنتائج المؤتمر الأخير مع التأمين على إعطاء كل أعضاء الحركة مساحة من الشفافية واستيعاب العمق التنظيمي والبعد الديمقراطي كمخرجات ملزمة لهذا المؤتمر الهام . في سبيل إنجاز ذلك وتلبية لمبادرة الأصدقاء (الأمريكان ) قررت الإدارة الجديدة تكوين وفد برئاسة رئيس الحركة المنتخب السيد / منى اركو مناوى وعضوية السيد / عيسى بحر الدين رئيس مجلس التحرير الثوري وآخرين ، واقترح الوفد للأصدقاء الأمريكان على أن يتم لقاء ومحاورة الأعضاء السابقين المعنيين في الأراضي المحررة . ولان هذه القيادات قد فشلت في تحديد أي بقعة في الأراضي المحررة يملكون السيطرة عليها ، وبالتالي يمكنهم النزول فيها بأمان حتى يتم الترتيب لعقد لقاء معهم ، فقد اقترحت قيادة الحركة اكثر من 20 موقعا في الأراضي المحررة ، تتوزع هذه المواقع في كل من شمال وشرق وغرب وجنوب دار فور حتى يتم اختيار انسبها من قبل هذه القيادات السابقة حتى يتم استقبالهم من قبلنا ومحاورتهم بحضور وفد المبادرة الأمريكي ، إلا انهم رفضوا النزول في كل هذه المواقع المقترحة وذلك لشعورهم بالهزيمة النفسية ، وبدلا عن ذلك آثروا النزول في مناطق سيطرة الحكومة مكانا للالتقاء . الحركة رغم شعورها بالحسرة من استجارة رفاق الامس القريب بحكومة الإنقاذ الآثمة رغم استعدادها لاستقبالهم في مناطقها ، إلا أنها ومن منطلق إدراكها وقناعتها بضرورة وحدة الصف ستسعى لالحاق هؤلاء الاخوة في ركاب المؤسسية بشرط عدم الخروج عن مقررات هذا المؤتمر التي استندت على الدستور الجديد الذي تم إجازته ، مع التزام الطرف الآخر بأن مقررات المؤتمر هي خطوط حمراء لا يمكن تخطيها ، وان الحركة ماضية أن شاء الله لتحقيق أهداف وطموحات أهل دار فور ولن تألو جهدا في ذلك . ويشار إلى أن الرئيس السابق للحركة ، وعند نزوله في الأراضي المحررة قبل انعقاد المؤتمر ، قد تم تامين كامل الحماية له من قبل قوات الحركة بقيادة القائد العام / جمعة محمد حقار ، حيث كلف القائد الميداني / احمد أبو دقن لضرورة تأمين نزول واستقبال واستضافة الرئيس السابق للحركة وحتى مغادرته الأراضي المحررة .
مصطفى محمد أحمد تيراب
الأمين العام لحركة وجيش تحرير السودان
الأراضي المحررة
حرر في يوم الجمعة 18/11/2005 م
--------------------------------------------------------------------------------
