بيان من حركة وجيش تحرير السودان حول الغارات الجوية والبرية المتواصلة التي يشنها نظام الخرطوم ومليشياتها الجنجويد علي قري المدنيين وقواعد الحركة

تحية إجلال للشعب السوداني كافة , للمهمشين في ربوع السودان المختلفة خاصة وللاجئين والنازحين منهم بصفة أخص . والتحية موصولة إلي من يسعون لتحقيق السلام في السودان أينما كانوا . وتحية التبجيل من قبل ومن بعد للشهداء والجرحى الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم مهرا للحرية والديمقراطية والعدل .
تزامنا مع بدء جولة المحادثات الحالية (السابعة) في أبوجا , أرادت قوات نظام الخرطوم وبتنسيق شامل وكامل مع مليشياتها الجنجويد أن تشعل النيران في كافة الجبهات بهدف إعاقة الجهود التي تبذل من كل الأطراف لحل الأزمة سلميا .
ففي مناطق شرق نيالا نفذت عدة غارات مكثفة في (مارلا) في أواخر نوفمبر المنصرم , وفي كلٌ من كوالا , كتيل , سنطة وأم قوجا في 3/12/05 , فاستشهد جراء تلك الهجمات عدد من المواطنين الأبرياء والعزل وكان معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة , إلي جانب ذلك نهبوا أمتعة ومواشي تابعة للمواطنين لم يتم حصرها بعد. وقد تصدت قواتنا بقوة لتلك الغارات .
أما في غرب دار فور فقد شنت القوات النظامية ومليشياتها الجنجويد مواقع مختلفة جنوبي مدينة الجنينة في الرابع من ديسمبر الجاري مستخدمة آلياتها المختلفة . وكعادتها كانت قوات الحركة لهم بالمرصاد فكبَدتهم خسائر فادحة في الأرواح واغتنمت تلك الآليات التي هاجموا بها .
وفي السادس من ديسمبر الجاري ومواصلة لسلسلة محاولاتهم اليائسة للنيل من جيش التحرير سيرت ما أسمته ب( متحرك وعد الرجال) ونفذت به غارات جوية وبرية عنيفة علي قواعد جيش تحرير السودان جنوب غرب دار فور مستخدمة فيها أربع طائرات هيلكوبتر (قانشب) وطائرة أنتينوف واحدة و47 حاملة جنود , فرد جيشنا كيد الأعداء في نحورهم وألحقوا بهم هزيمة نكراء في وضح النهار , وأسقطنا مروحية مقاتلة إلي جانب عدد من الآليات الأخرى , ناهيك عن الخسائر البشرية .
وفي التاسع من ديسمبر الجاري وأملا في إلحاق الهزيمة بأبطال التحرير , أعد العدو عدته وشمر سواعده وحرك ما تبقي لديه من الطائرات المقاتلة وكل أنواع العتاد الأخرى من قواعده في الجنينة وأردمتا ومطار CHUBUKY أو مطار (صبيرة) كما يحلو لهم , فهاجموا نفس قواعد الحركة التي هوجمت مؤخرا , فاستبسل مقاتلو ومقاتلات جيش التحرير أيما استبسال للزود عن قضيتهم العادلة , فكان ذلك درسا آخر لقنته قواتنا لنظام الخرطوم وأعوانه , وكان يوما من أيام التحرير التي أكدت فيها المرأة دورها البطولي في الوقوف مع الرجل في خندق واحد بل" في صف واحد حيث ان جيش تحرير السودان لا يعرف "الخندق" . فولي المعتدون مدبرين بعد أن أسقطنا لهم طائرة أخري من نوع (قانشب) ودمرنا عدد من آلياتهم واغتنمنا الكثير من عتادهم , أما عن قتلاهم فحدث ولا حرج . وفي تلكم الملحمة احتسبنا المناضل "نور" شهيدا آخر تقدمه ثورتنا الفتية سائلين الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.
وبالأمس القريب 11/12/05 وانتقاما لهزائمه المتكررة وفي محاولة لكسر شوكة تلك القواعد العسكرية للحركة في غرب دار فور فقد شن العدو غاراته مرة أخرى وبكل ما أوتي من قوة جوية وبرية وبنظرية الأمواج المتتابعة , فاصطدموا بالحقيقة ذاتها وازدادوا هزيمة أخري. وكان ذلك انتصارا أضيف إلي سجل التحرير, وفي هذا اليوم استشهد ثمانية من أبطال النضال نسأل الله لهم الرحمة والجنة.
الجدير بالذكر أن نظام الخرطوم والي جانب مليشياتها الجنجويد استطاعت أن تزج في هذه الغارات بقوات المعارضة التشادية التي آوتها ودربتها في أراضيها ودعمتها بكل الوسائل الحربية , مما يضفي علي الأزمة بعدا آخر ينذر بعواقب بالغة الخطورة .وتجربة جيش الرب في الجنوب ليست ببعيدة عن ذهن القارئ.
هذا وقد تم إبلاغ بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة اتفاقية وقف إطلاق النار بكل تلك الوقائع تباعا , علي الرغم من علمنا بعدم جدوى تلك البعثة في عملية المراقبة هذه.
والحركة إذ تدين نظام الخرطوم ومليشياتها الجنجويد بهذا المخطط الإجرامي للهجمات المتكررة علي المدنيين العزل وقواعد الحركة , وتعتبره نسفا لكل الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة بيننا , بما في ذلك نزع سلاح الجنجويد ( بدلا من دعمها والتنسيق معها في تنفيذ الهجمات علي المواطنين الأبرياء) , وحظر استخدام سلاح الطيران في دار فور.
حركة وجيش تحرير السودان تحذر وبشدة نظام الخرطوم ومليشياتها الجنجويد وأعوانهم من مغبة التمادي في نهج اللعب بالنار والالتفاف حول القضايا الجوهرية . وإلا سوف تضطر الحركة إلي تبني مبدأ الحوار بحد السيف كخيار أوحد, وذلك بوقف عملية التفاوض السلمي وإعلان حرب شاملة , وحينها لن تقوم هنالك قائمة للعدو الآيل إلي السقوط.
وإنها لثورة حتى النصر.