ابوجا: ابوعبيدة عبدالله- ترجمة: الوليد مصطفي
بلغت التعبئة العامة ضد ارسال قوات دولية لدارفور اقصى درجاتها وبايع حسب تعميم صادر عن المنسقية العامة مليون مجاهد احتشدوا امس بمعسكر المرخيات غربي امدرمان الرئيس عمر البشير على الموت. وأجاز مجلس النواب الامريكي أمس بالاجماع مشروع قرار يطالب الرئيس الامريكي جورج بوش بإتخاز اجراء سريع لوقف ما اسموه الابادة الجماعية في دارفور والضغط علي الناتو لارسال قوات عسكرية إلى الاقليم. في وقت، طلب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان من الولايات المتحدة رسميا توفير إسناد جوي لما اسماه عمليات محتملة في اقليم دارفور لايقاف الفظائع التي يشهدها الاقليم. فيما اكد مبعوثه في السودان يان برونك انه لا مجال مطلقا لتدخلات من الناتو في دارفور ولا مجال له لقيادة اية قوات بالاقليم ونصح المجتمعات الغربية بتقديم مساعدات فنية وتكنولوجية للاتحاد الافريقي.
ودعا مشروع القرار الذي اجازه مجلس النواب الأمريكي، مجلس الامن الدولي الي اصدار قرار بتقوية قوات حفظ السلام بالاقليم، وقال السيناتور الديمقراطي جوزيف بيدن الذي طرح مشروع القرار للتصويت الى جانب النائب الجمهوري سام براون باك ان على الولايات المتحدة قيادة الجهود الرامية لوقف ما اسماه اعمال القتل في الاقليم. واضاف النائب جوزيف بيدن بما أن قرار مجلس الامن بإرسال قوات دولية الي دارفور يتطلب الاذن من الاتحاد الافريقي وقد يأخذ وقتا طويلا فإنه ينبغي ارسال قوات من الناتو في الوقت الراهن لمساعدة القوات الافريقية في مهامها. وقالت صحيفة واشنطون بوست الامريكية أمس الجمعة ان عنان تقدم بهذا الطلب لمندوب الولايات المتحدة السفير جون بولتون في خطاب سري مما يشير الى تصميم الامم المتحدة علي القيام بأعمال عسكرية في مواجهة المجموعات العسكرية في دارفور الامر الذي بتطلب مشاركة قوية من الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية .وقال عنان في خطابه السري لبولتون ان التعامل مع الوضع في دارفور يتطلب توفير مقدرات جديدة للقوات الموجودة هناك تتضمن سندا جويا عن قرب.وذكرت الصحيفة الامريكية ان طلب عنان يعتبر جزءا من استراتيجية الامم المتحدة الجديدة لزيادة قدرات قوات الاتحاد الافريقي في دارفور واسنادها بقوات دولية من الامم المتحدة ، كما طلبت الامم المتحدة من جميع الدول المساهمة في مساعدة القوات الافريقية بتقديم سند لوجستي واستخباري لها في الميدان.وارسلت الادارة الامريكية اربعة خبراء الي مقر الامم المتحدة في نيويورك للمساعدة في التخطيط لعمليات ابدال قوات الاتحاد الاقريقي في دارفور بقوات دولية وتقديم مساعدات لوجستية واستخباراتية لها.
من جانبه قال بولتون انه لم ينظر حتى الآن في خطاب عنان وما حواه من طلب صريح بتقديم سند جوي أمريكي للقوات في دارفور واضاف من المبكر جدا الآن الحديث عن دور امريكي في دارفور الي حين طرح المخططين الامريكيين والامميين خياراتهم امام مجلس الامن الدولي.لكن مسؤولا امريكيا رفيعا استبعد مشاركة الولايات المتحدة بقواتها في دارفور قائلا ان القوات الامريكية تقوم بمهام عديدة الآن في العراق وفي افغانستان وبإمكان عدة دول اخرى تقديم السند الجوي للقوات الدولية في دارفور والتي قد تتضمن القيام بهجمات او اسناد القوات على الارض. وجدد برونك ـ عقب لقائه اطراف نزاع دارفور بابوجا امس ـ ان المنظمة الدولية لن تتدخل كقوة تحل محل القوات الافريقية في دارفور إلا بطلب رسمي من الاتحاد الافريقي. واشار الى ان حماية المدنيين اصلاً من مسئوليات الامم المتحدة. وقال ان اي حديث عن نقل المهام في درافور الى الامم المتحدة يجب ان يكون عقب اجتماع مجلس السلم والامن الافريقي في العاشر من الشهر الجاري.وذكر انه اذا لم يتخذ المجلس قرارابعدم انتقال مهمته للامم المتحدة فلن تتدخل واوضح برونك ان لبسا شاب تصريحاته بشأن حلف الناتو واكد بانه «لا مجال مطلقا لتدخلات من الناتو في دارفور ولا مجال له لقيادة القوات» واضاف ان المجتمعات الغربية اذا ارادت المساعدة فعليها تقديم مساعدات فنية وتكنولوجية للاتحاد الافريقي تعين في رصد ومنع تحركات المليشيات التي تهاجم المدنيين في المنطقة وتابع «هذا يختلف عن قيادة حلف الناتو لقوة حفظ السلام في دارفور». وقال برونك ان لقاءه بالدكتور مجذوب الخليفة تناول نقطتين الاولى تتمثل في اهمية المؤتمرالدارفوري الدارفوري الذي ينبغي ان يعقب هذه الجولة ومشاركة اهل دارفور كافة فيه بما فيهم الحركات المسلحة والادارات الاهلية والاحزاب السياسية حتى لا ينشأ نزاع جديد عقب طي ملف النزاع المسلح في درافور. واضاف ان النقطة الثانية تناولت كيفية ايقاف المليشيات من مهاجمة المدنيين مؤكداُ ان الهجمات مازالت مستمرة ولا تتم عن طريق الحكومة او الحركات المسلحة ولكن بواسطة المليشيات وهو ما يجب ان يتوقف فوراً. واشار برونك الى ان زيارته لمقر التفاوض في ابوجا تعتبر روتينية تتكرر كل اسبوعين او ثلاثة يقف خلالها علي سير العملية التفاوضية
