اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

فاطمة أحمد إبراهيم خططــنا لإســـقاط هـــــــذا النظــــام بالإنتفاضة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/3/2006 11:29 م

حوار : فاطمة مبارك

التقيناها بحي الصفا بامتداد ناصر بالخرطوم بمنزل طبيب العيون المعروف الهادي أحمد الشيخ، فوجدناها تتأهب لحضور احتفال تكريم الدكتورة خالدة زاهر، دخلنا مباشرة في الحوار الذي تناول هموم الوطن وقضايا السلام وأشياء أخرى ، فتحدثت القيادية بالحزب الشيوعي فاطمة أحمد إبراهيم بحيوية رسمت من خلالها صورة تقريبية لحال السياسة في السودان


ربطت فيها الماضي بالحاضر ووثقت لمشاهد ومحطات تاريخية مهمة، ومن بعد ذلك دلفنا لمشوار حياتها الخاصة التي قالت انها شغلت عنها بالهم العام، وكادت أن تسقط من دفترها الخاص حتى سطر القدر تلك اللحظة التي جمعتها بالمرحوم الشفيع الذي كان في قيادة النقابات بينما كانت فاطمة في قيادة الحركة النسائية وفي حضرة ذكرى الشفيع بكت زوجته المفجوعة فاطمة .. وانقطع الحوار ثم استأنفت في ذات السياق «راي الشعب» رصدت تفاصيله ونقلته كما روتها فاطمة فإلى مضابطه:

ü كيف تقيّمين الوضع السياسي في السودان عبركافة الحقب السياسية ؟

ـ الوضع السياسي في السودان غريب جداً، فما ان نال السودان استقلاله حتى اصبحنا نفاجأ بانقلابات عسكرية، بمعدل كل اربع سنوات تقريباً، بدأت بانقلاب الرئيس عبود، تمكن الشعب من التخلص منه بثورة سلمية ولكن قيل ان يستمتع الناس بالديمقراطية حدث انقلاب نميري، واستمر (16) عاماً وكذلك قبل ان تكتمل الفرحة فوجئنا بنظام الجبهة الإسلامية، وهذه الانقلابات. جميعها تمت بمخططات غربية شاركت فيها المخابرات الامريكية C.I.A) والانجليزية.

ü حتى انقلاب الإسلاميين؟

ـ «أيوه» حتى انقلاب الجبهة الإسلامية وحسب معلوماتي ان كل الاسلاميين الذين شاركوا في الانقلاب، ذهبوا بعد ذلك الى أمريكا مع اسرهم وتعلموا في جامعاتها مجاناً وتخرجوا بدرجات عليا.

ü ما مصلحة الغرب في أن يتعاون مع حركة إسلامية؟

ـ أمريكا وبريطانيا لا يريدان أن يعيش الشعب السوداني في ديمقراطية، تجعله يستمتع بثرواته، وهما يدركان جيداً، قيمة ومكان هذه الثروات.

ü ما دليلك على ذلك؟

ـ الدليل الذي سأنشره لأول مرة هو أنني في سنة من السنوات لا أستطيع تحديدها بدقة سافرت الى بورتسودان وفيها شاهدت مراكب للسياحة أرضيتها من الزجاج تستخدم للوصول للمنطقة «المرين قادرن» وهي حديقة بها احجار كريمة وذهب وكل ألوان الطيف، وتوقعت ان تستفيد حكومتنا من هذه المنطقة السياحية، ومن عائدها المادي مستقبلاً، ولكن بعد فترة قرأت في الصحف أن السعودية طالبت بتقسيم البحر الأحمر على ثلاثة ، الثلث المطل على بورتسودان يكون من نصيب حكومة السودان، والثلث المطل على السعودية يكون من نصيبها والثلث الذي يقع في الوسط ويضم هذه المنطقة السياحية يكون مشتركاً بين الدولتين، وبمرور الزمن منحت للامريكان، الذين استولوا على الذهب والاحجار الكريمة، وهذا اكبر دليل على أن حكوماتنا العسكرية تتصرف في حق الشعب دون إستشارته.

ü وبالمقابل كانت هناك ثلاث حقب ديمقراطية؟

ـ «ترد» بسرعة فترة الديمقراطية كانت ضيقة ـ وتستدرك ـ صحيح كان مفروض نعمل حاجة، لكن أنا مصرة على أن الأنظمة العسكرية هي السبب في تدهور الوضع السياسي في السودان.

ü الأستاذة فاطمة الآن السودان يعيش مرحلة جديدة بموجب التحولات السياسية التي افرزتها عملية السلام، ألا تعتقدين انها أحدثت نقلة في المسار السياسي؟

ـ أنا لا أعتبرها نقلة، لأنني عندما أجري مراجعات، يظهر لي نفس المخطط.

ü أي مخطط؟

ـ المخطط الذي رحل بسببه الرجل الوحدوي د. جون قرنق، وأنا بحكم العلاقة التي تربطني به، كنت مطلعة على مخططاته، وكانت لديه خطة لتطوير السودان سمعتها منه مباشرة. «يقوموا يقتلوا».

ü من الذي قتله؟

ـ الانجليز والامريكان، وجهة ثالثة لا أريد ذكرها.

ü جهة لا ترغب في الوحدة؟

ـ لا ترغب في الوحدة ولا في د. جون قرنق بالذات.. «تواصل» لعلكم شاهدتم الاستقبال الذي وجده د. جون في الشمال، وبعد كل هذا الاحتفاء لم يجد «مكرفون» ليخاطب به جماهيره.

ü قرنق خلّف وراءه حركة، تمتلك برنامجاً ورؤية سياسية واضحة، ألا ترين ذلك؟

ـ هم متمسكون بمبادئ زعيمهم الراحل ولكنهم ليس في قوة قرنق، وسلفاكير اكد أنه مع السلام والوحدة وانا لا تربطني به معرفة شخصية مثلما كنت أعرف قرنق، ومن خلال سياساته وتصريحاته أعتقد انه يسير في الطريق الصحيح ولكني لا أستبعد المفاجآت.

ü الأستاذة فاطمة.. الحركة الشعبية قبل المشاركة كانت ترفع شعار نصرة المهمشين، برأيك هل ما زالت تنحاز لهذه الفئة بعد المشاركة؟

ـ بالتأكيد الحركة الشعبية استطاعت انجاز بعض المكاسب.

ü مثل ؟

ـ أولاً: أصبحت مشاركة في السلطة لكن «كمان» ما عندها سلطة، لأنها تنازلت عن وزارة الطاقة بسهولة.

ü ماذا فعلت للمظلومين؟

ـ الحركة الشعبية لا تريد ان تفعل شيئاً في الشمال.

ü وحتى في الجنوب؟

ـ في الجنوب كونت حكومة الجنوب وأكدت انها مع الوحدة، كما اعتقد انه من المبكر جداً ان تحكم عليه الآن.

ü الاتفاقية الآن تجاوزت العام؟

ـ قرنق كان رئيس وسلفاكير رجل جيش ولكنه الرجل الثاني في الحركة. وحتى الآن تمكن من جمع كل الجنوبيين المختلفين وهذه خطوة كبيرة. وأنا لم أكن أتوقع منه أكثر من ذلك، إن البناء يتم خطوة خطوة، إلا أن تنازلهم عن وزارة الطاقة أزعج الناس.

ü ما هو مستوى العلاقة الآن بين الحزب الشيوعي والحركة الشعبية؟

ـ نحن كحزبين ليس بيننا علاقة أو اتفاقية مبرمة ولكننا نؤيد خطواتهم .. وهم ما ضدنا.

ü كيف تنظرين إلى مشاركتك في البرلمان الآن مقارنة بمشاركتك في برلمان 1964؟

ـ لا توجد مقارنة بين مشاركتي في برلمان 1964م والبرلمان الآن، لأن البرلمان في 1964 كان منتخباً انتخاباً حراً مباشراً اما الآن فتم تكوينه بالتعيينات، سواء من قبل الحكومة أو من التجمع.

ü لماذا قبلت اذن المشاركة؟

ـ لاننا من داخل مجلسهم نستطيع التعرف على كل ما يتم تقديمه ، كذلك نتمكن من الاطلاع على سياساتهم وبالمقابل نرد عليها ونكشفها للشعب، و«مايقدروش يمنعونا» هذه هي الأسباب التي دعتني شخصياً للمشاركة في البرلمان.

ü من خلال الممارسة هل تمكنتم من تحقيق هذا الهدف؟

ـ «أيوه» أول الأشياء التي تم كشفها ميزانية هذا العام التي عرضت للمناقشة في المجلس دون أن تتضمن دخل البترول وعائد الذهب «في حكومة بتعد ميزانية بدخلها ومنصرفاتها «وماتجيب» سيرة للبترول والذهب».

كذلك اعترضنا على مسألة الورق الذي يتم توزيعه في الجلسة وتقرر المنصة مناقشته في ذات الوقت وسبق أن قلت لرئيس الجلسة ما ممكن انت موجود في المنصة توزع الأوراق ويفتح الباب للنقاش، فقال هذه حقيقة، لكن في المرات القادمات سنوزعها قبل وقت كاف.

ü اذن المسألة بالنسبة لكم مسألة وجود؟

ـ «دي في » لكن نحن اذا وجدنا خرم الإبرة سندخل رأسنا فيه لنظهر بالاتجاه الآخر.

ü وما الفائدة اذا كان القرار سيجاز بحكم الأغلبية التي يتمتع بها المؤتمر الوطني داخل البرلمان؟

ـ «معليش» القرار يمضي لكن سنكشفهم.

ü هل هناك تضامن بين الحزب الشيوعي والحركة الشعبية داخل البرلمان؟

ـ ابداً لا يوجد أي تضامن، صمتت قليلاً وقالت الحركة الشعبية صارت حكومة ونحن لا نريد أن نسبب اشكالات.

ü ولا تنسيق؟

ـ ولا تنسيق ..لان الورق كما ذكرت يوزع في الجلسة، وحسب المخطط كنا نسعى الى تغيير النظام بالانتفاضة كما حدث للانظمة السابقة، لكن انصار هذا النظام وضعوا أمامهم تجربة الانظمة العسكرية السابقة، وعملوا منذ البداية على مضايقة الناس حتى اضطر بعضهم الى السفر خارج البلاد وكان معظم الذين هاجروا من الشباب والموظفين والمتعلمين، والمعارضة عندما يئست من التغيير عن طريق الانتفاضة لجأت الى خيار المشاركة عبر هذه المؤسسة البرلمانية.

ü يرى بعض السياسيين والحال كذلك بالنسبة للبروفيسور حسن مكي ان التجمع المعارض يعيش حالة انتحار سياسي؟

ـ هم «مخيرين» في اختيار العبارات التي يريدونها وأنا لا اسميه انتحارًا وانما فشل التجمع في انجاز أهدافه كحزب معارض في الداخل نتيجة للمواجهات العنيفة التي وجدها من قبل النظام ، «اعتقالات ، مطاردات، قتل وتعذيب وفى ضوء هذه الأوضاع سافرت مجموعة كبيرة من المعارضين الى الخارج وفي النهاية توصلنا الى أن معارضة الخارج غير مجدية. وعموماً الخيار كان صعباً، إما أن نخرج من السودان أو نبقى بالداخل ونعرض أنفسنا للمخاطر.

ü ما هو شكل العلاقة بين أحزاب التجمع؟

ـ الآن بعض قبل أن يكون جزءاً من الحكومة فيما رفض الحزب الشيوعي المشاركة في حكومة عسكرية ظل يناهضها طيلة الفترة الماضية.

ü وهذا يعني؟

ـ ان التجمع شبه «اتفرق» لأن ناس الاتحادي الديمقراطي شاركوا في السلطة كذلك السلطويون لعبوا دوراً كبيراً في تقسيمه واعضائه اصحبوا لا يتخذون قرارات موحدة.

ü الأستاذة فاطمة ماذا تبقى من ذكريات النشأة والموطن؟

ـ تبقت مدينة القطينة التي كنا نزورها في أيام العطلات المدرسية ونستمتع بجمال نيلها الابيض كذلك ظلت بالذاكرة صورة تلك المرأة الحزينة التي قابلتها في بيت الأسرة بالقطينة وظننت انها جدتي ولكن بعد فترة اكتشفت انها امرأة أسيرة ، تم اختطافها بواسطة تجار الرقيق من وسط أبنائها. وابتاعها جدي وعاملها معاملة حسنة «وتبكي » وتواصل بصوت حزين هذا المشهد يا بناتي ترك في نفسي أثراً عميقاً وجعلني أهتم بشؤون وحقوق المرأة منذ وقت مبكر وكان الحال كذلك عندما شاهدت صوراً لاطفال سودانيين «هياكل» معلقة داخل البرلمان الأوروبي اثناء مشاركتي في إحدى جلساته. بكيت بشدة حتى قام نواب البرلمان الأوروبي بسحب تلك الصور، وفي اليوم التالي للجلسة كتبت الصحف في أوروبا عن قصة النائبة البرلمانية السودانية التي أبكتها صورة أطفال السودان.

ü أين تلقيت تعليمك ومن هن زميلات الدراسة؟

ـ درست الثانوي مع د. سعاد الفاتح وثريا أمبابي بمدرسة أمدرمان وقتئذ لم يكن هناك حاجة اسمها امتحان الشهادة الثانوية لذلك جلسنا لامتحان كيمبردج، وكانت الأوراق تصحح في جامعة كيمبردج في لندن وبعد اجتيازي للامتحان قُبلت بكلية الآداب بجامعة الخرطوم.

ü ثم ماذا؟

ـ صديق والدي وجارنا في الحي، الذي كانت ابنته قد تم قبولها بذات الجامعة كان متوجساً جداً من العلاقات الاجتماعية بين الطلبة والطالبات في الجامعة لذلك أقنع أبي بفكرة عدم السماح لنا بدخولها ، والدي لم يعلق على الأمر في حينه ولكن بعد ان تم قبولي رفض التحاقي بها، والدتي حاولت اقناعه إلا أنه اصّر على موقفه، .

ü الى أين اتجهت؟

ـ التحقت بمجال التدريس بعد موافقة والدي الذي لم امكث به طويلاً، لعدم رغبتي في الاستمرار وأخيراً قدمت استقالتي وتفرغت للعمل النسائي العام.

ü متى بدأت مشوار العمل العام؟

ـ كونت الاتحاد النسائي في العام 1952م وقد سبقتني في هذا المجال الدكتورة خالدة زاهر أول طالبة طب في السودان التي استطاعت تأسيس منظمة نسائية في أواخر العام 1946 وأوائل عام 1947 مع امرأة اغريقية سودانية ونسبة للظروف السياسية في تلك المرحلة لم تستمر هذه المجهودات، أما الإتحاد النسائي فقد كان أكبر تنظيم للمرأة في تلك الحقبة.

وجعل من أولوياته الاهتمام بقضية مساواة المرأة مع الرجل في الحقوق واتخاذ القرار، واتضح لنا منذ البداية أن الدفاع عن حقوق المرأة ومشاركتها مع الرجل في اتخاذ القرار مرتبط بالسياسة.

لذلك قررت في 1954م الانضمام الى الحزب الشيوعي لتحقيق هذه الأهداف.

ü وماذا عن صلاح ومرتضيى أحمد ابراهيم؟

ـ صلاح ومرتضى لعبا دوراً كبيراً في انضمامي للحزب الشيوعي، اضافة الى أنني بعد اطلاعي على لائحة الحزب وجدته الحزب الوحيد الذي كتب في دستوره موضوع المساواة بين المرأة والرجل، ووضع بنداً فصل فيه بين منظمات المجتمع الديمقراطية والحزب وأكد استقلالية منظمات المجتمع الديمقراطية.

علاقتي بصلاح احمد ابراهيم كانت حميمة جداً.

ü حتى بعد التحولات التي طرأت علي أفكاره وقادته الى الابتعاد عن الحزب الشيوعي؟

ـ نعم وانا كنت على علم بالاسباب التي دعته الى الانفصال عن الحزب الشيوعي آنذاك .

ü ما هي ؟

ـ لا اري داعياً لذكرها خاصة انه توفي «يرحمه الله» أما مرتضى فقد شارك في حكومة نميري بعد ان استشارنا -أنا والشفيع- وكان في ذهنه هدف محدد اراد تحقيقه من خلال مشاركته هو ادخال الكهرباء من خزان سنار.

ü نعود للاتحاد النسائي؟

ـ الاتحاد النسائي ظل مستقلاً وعضويته مفتوحة للمرأة السودانية وحافظ على قوته حتى اصبح تنظيماً جماهيرياً وأسس فروعه في أقاليم السودان كافة ، وكانت محاربة العادات الضارة ضمن اهدافه إلا أننا اكتشفنا بعد فترة ان محاربة الحكومات أسهل من مكافحة العادات الضارة، وعندما عجزنا عن محاربتها فكرنا في البدء بتنظيم النساء وتوعيتهن بحقوقهن أولاً حتى تم حل الاتحاد في أواخر عهود عبود.

ü...................؟

ـ ترشحت لبرلمان 1964م وشاركت بعد موافقة والدي وكانت معي من النساء ثريا امبابي ممثلة لتنظيم الحركة الاسلامية، ولما استلم نميري السلطة بانقلاب كانت حقوق المرأة قد اجيزت من قبل البرلمان، لذلك قمنا كوفد نسائي بزيارته وقلنا له نحن نلنا هذه الحقوق بصورة شرعية فاذا وافقت عليها سنعلن تأييدنا لك. في وقتها ابدى التزامه بها ولكن بمرور الزمن بدأ يتنصل عن وعوده، فانتهزت أول فرصة قابلته فيها وقلت له ما مصير المذكرة التي قدمتها لك فرد عليّ قائلاً: لن أطبقها لانها مستوردة فدخلت معه في مناقشات انتهت بإخراجي من المكان.

üأستاذة فاطمة.. كيف تنظرين لمسيرة الحركة النسائية الآن ممثلة في الاتحاد العام للمرأة السودانية؟

ـ اعتقد ان الاتحاد العام للمرأة السودانية هو تنظيم حكومي وحسب خبرتي الطويلة في العمل السياسي، عادة ما تعمل الانظمة العسكرية على ختير قيادات موالية في هذه المؤسسات وتقدم لها الدعومات المادية والمعنوية.

وهذ الحديث ينطبق على اتحاد المرأة ولكن بالنسبة للمرأة السودانية بشكل عام لا اعتقد انه اضاف شيئاً . ومضت في القول المجتمع الآن تركيبته تغيرت وتلاشت الطبقة الوسطى التي كانت تضم عامة الناس، وتبقت هناك فقط طبقة غنية من الاسلاميين.

ü حدّثينا عن قصتكم مع النظام المايوي؟

ـ القصة بدأت منذ أن اتصل نميري على زوجي الشفيع وطلب منه مقابلته، وكان الشفيع يتأهب للسفر خارج السودان للمشاركة في مؤتمر عالمي للنقابات، فقام نميري بتأجيل موعد «الطيارة» حتى يتمكن من لقاء الشفيع ومن هناك غادر الشفيع البلاد دون أن يتصل علينا تلفونياً. في ذات الوقت اتصلت عليّ زوجته بثينة ودعتني لتناول وجبة الغداء معهم وفي اثناء تناولنا «للغداء» اخبرني نميري بأنه ينوي تعييني في منصب وزيرة المرأة للشؤون الاجتماعية، فاعتذرت عن المنصب، وقلت له انا لدي رغبة شديدة في العمل وسط النساء خاصة الريفيات، ولكن إذا انت مصر علي تعييني وزيرة للنساء، فينبغي أن تترك النساء يخترن وزيرتهن. فغضب غضبًا شديداً وقال لي إنت وزوجك اتفقتما على محاربتي.

ü ماذا عن انقلاب الحزب الشيوعي ضد نظام نميري؟

ـ الشفيع لم يكن مشاركاً في الانقلاب واذكر انه عندما جاءه غازي سليمان وقال له هاشم العطا كلفك بكتابة الخطاب رفض الشفيع هذا الطلب وقال له انا ضد أسلوب الانقلابات العسكرية وقال لغازي انه دعا لاجتماع اللجنة المركزية ليؤكد من خلالها رفض الحزب الشيوعي لمنهج الانقلابات.

ü وينقطع حديث د. فاطمة فجأة بسبب الدموع وتعتذر «معليش يا بناتي اصلوا السيرة دي بتتعبني».

ü «قلت» اين كانت الأستاذة فاطمة عندما تم اعتقال زوجها؟

ـ أنا كنت في امدرمان والشفيع كان موجوداً مع اخوانه، وكانت وسيلة الاتصال بيننا هي التلفون وفي النهاية تم قطعه.

ü ثم ماذا؟

ـ حدثني أخواه الهادي ومنصور أحمد الشيخ ان الشفيع رفض البقاء في المنزل وقرر الذهاب الى مقر اتحاد النقابات لمقابلة العمال وفي الطريق تم اعتقاله.

ü وفي أي معتقل تم حجزه؟

ـ نقل مباشرة الى الشجرة واذكر أن صديقه المعروف أحمد سليمان المحامي حدثني عن ضرورة الاتصال بنميري واسترجائه حتى يتم الافراج عنه ولكنني رفضت ان اقدم أي تنازل له لأن زوجي كان بريئاً.

ü أين كنت عندما تم إعدام زوجك الشفيع؟

ـ أبو القاسم محمد ابراهيم طلب من رجال السلطة نقلي الى مقر وزارة الداخلية «في مكان الوزارة الحالي» لمقابلته ولما وصلت الى ذلك المكان ظللت أردد هتافات ضد نميري وأبو القاسم حتى اصبت بحالة اغماء، وبعد ذلك قررت السلطة اعتقالي في المنزل وعندما عدت الى دارنا بالعباسية تحت الحراسة المشددة، لفت نظري وجود كل الأهل والجيران خارج المنزل ووقتها أيقنت أن زوجي قد اعدم ، لذلك وقفت بقوة وسط هذه الجمهرة وقلت له لا تبكوا لان الشفيع لم يمت وانما مات نظام نميري وأبو القاسم وبتلك الكلمات استطعت تخفيف حزن الأهل وفي هذا الاثناء وانا تحت الحراسة المشددة لاحظت كما لاحظ الجميع اندفاع عربة بيجو نحوي، يقودها ضابط برتبة عالية وحينها اعتقدت ان الرجل يريد تصفيتي ولكنه وقف امامي والقى التحية العسكرية فاندهشت واندهش جميع من كانوا حولي، وظللت في حالة من القلق والتوتر على مصير هذا الضابط من نظام نميري.

ü ما اسم هذا الضابط؟

................ !!

بعد فترة قابلته وسألته عن سبب التحية فقال نحن نلقيها على من يستحقونها ومن لا يستحقونها لذلك كان من باب أولى ان نحيى هذه الشجاعة.

ü كم كان عمر ابنك عند اعدام والده وأين هو الآن؟

ـ سنتان، والآن هو مستقر في لندن بعد أن أكمل دراسة الطب التي بدأها في جامعة الخرطوم وأكملها في انجلترا.

ü الي أي تنظيم ينتمي؟

ـ انا حرصت على ابعاده عن هذه القصة.

ü ليه؟

ـ أنا «كده» خايفة «عليهو» ينتقموا مني في «شخصه».

ü حالته الإجتماعية؟

ـ تزوج زميلته في الطب وتم الاحتفاء بهذه المناسبة في لندن وسط حضور كبير من ابناء الشعب السوداني



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved