اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

القدس أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ملف بمناسبة إنعقاد مؤتمر القمة العربية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
22/3/2006 4:51 م


بسم الله الرحمن الرحيم


وكالة السودان للأنباء


القدس أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

بمناسبة إنعقاد مؤتمر القمة العربية
بالخرطوم مارس 2006م

القدس ( وعد السماء وارض الانبياء)
المحتويات


1- تمهيد
2- موقع القدس ومعالمها
3- مراحل القدس التاريخية
4- عروبة القدس
5- مكانة القدس في الإسلام
6- أهم الأماكن المسيحية
7- القدس في العالم الإسلامي
8- تدويل القدس
9- القدس ومحاولات التهويد وطمس الهوية
10- لجنة القدس
11- السودان والقدس


تمهيد:
تتميز القدس عن سائر مدائن العالم بطابع حضـاري وتاريخي فريد اكتسـبته عبر آلاف السنين منذ أن أنشـأها اليبوسيون، العرب الأقدمون.. وفى خلال هذه المسيرة الطويلة، تبوأت المدينة منزلة رفيعة من جانب المؤمنين بالأديان السـماوية الثلاثة التي تتشارك في حضها على المساواة والإخاء بين الناس أجمعين على اختلاف أعراقهم وعقائدهم وألسنتهم.
وقضية هذه المدينة، التي كانت ملتقى رائعا للثقافات والحضارات، وأصبحت اليوم في قلب الصراع العربي- الإسرائيلي، تستحق كل اهتمام ورعاية ليس فقط من جانب الشعوب المعنية مباشرة بتاريخ القدس وواقعها المحزن ومستقبلها، بل أيضا من جانب كل من يتطلعون إلى أن تظلل العالم قيم التسامح والإنصاف والإخاء بين البشر .
ومن واقع تطورات مشاكل المنطقة والمتابعة المتواصلة للأحداث ، فان الحق العربي والفلسطيني في القدس لن يضيع مهما طال أمد الاحتلال ، وأن ما للعرب والفلسطينيين سيعود لهم.. فهذه هي العبرة المستقاة من التاريخ ، والحكمة المستفادة من توالى العهود والأيام. ومادمنا أصحاب حق، وحق مشروع ، ومادام العرب والمسلمون عازمون على استرداد كافة الحقوق بالوسائل المشروعة ، وماداموا على إيمانهم بهذه الحقوق وعدالتها، فلن تنأى هذه الحقوق مهما طالت الأيام وقست الظروف.
والقدس، مع إرساء السلام العادل والشامل والمتكافئ في المنطقة على أساس الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي ، يمكن أن تصبح فعلا الأرض المباركة الطيبة التي تستنير بمصالحة تاريخية تحولها من نقطة صراع إلى منارة كبرى للتسامح والتعايش الخلاق ؛ ومن ثم ضرورة بذل كافة الجهود التي يمكن أن تنقذ عملية السلام من عثراتها الراهنة ، وهى العثرات التي نشأت نتيجة لسياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية ومواقفها المتعنتة.
وإذا كانت كل الأراضي مقدسة لأصحابها ، فإنه ليس هناك من مدينة كالقدس ، بحكم تاريخها وهويتها ، تستطيع أن تكون قبلة للمؤمنين بالسلام والعدل والوئـام بين الشعوب والثقافات ، ومصدر إشعاع للتعايش والتعاون الخلاق من أجل التنمية والأمان و الاستقرار.
إن أقدم اثر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام -إيلياء أحد أسماء القدس- وقيل أن "مليك صادق" أحد ملوك اليبوسيين - وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) والتي سميت بـ "يبوس" وقد عرف "مليك صادق" بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه "ملك السلام"، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو "أور شالم" بمعنى دع شالم يؤسس، أو مدينة سالم وبالتالي فان أورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين وسماها الإسرائيليون أيضا "صهيون" نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله .

الموقع والمعالم:
تقع مدينة القدس على خط عرض 46 - 31 شمالا ، وعلى خط طول 14-35 شرقا .
مساحتها داخل الاسوار كيلومتر مربع واحد وتحتل القدس موقعا استراتيجيا هاما متوسطا على الجبال الفلسطينيية وتحيط بها الجبال من كافة الجوانب تربط بين المدن الفلسطينية الجبلية صفد، الناصرة، جنين ، نابلس ، رام الله ، بيت لحم، الخليل.
وتقع القدس على ارتفاع (720 - 780) متر فوق سطح البحر ، اراضيها تلال صخرية قليلة الارتفاع تحيط بها الاودية القليلة العمق مثل وادي جهنم من الشرق ووادى الجبانيين من الغرب، ووادى الربابة من الجنوب وتحيط بها الجبال من جميع الجهات مثل جبل الزيتون من الشرق ، وجبل النبى صمويل من الغرب ، جبل المشارف من الشمال ، جبل المكبر من الجنوب.
وكانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويرتفع نحو 770 م، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج منتظم ولهذا السور سبعة أبواب
اما الجبال المطلة فهى:
• جبل المكبر.
• جبل الطور أو جبل الزيتون: والذي يعتقد أن المسيح صعد منه إلى السماء.
• جبل المشارف، جبل النبي صمويل، تل العاصور


أما أسواقها فهى:
سوق القطـانين: المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد.
الأسواق الثلاثة: المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل، وهو من بناء الروم. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.

وحارتها المشهورة هي:
حارة المغاربة، حارة الشرف، حارة العلم، حارة الحيادرة، حارة الصلتين، حارة الريشة، حارة بني الحارث، و حارة الضوية.

اما مساجدها فهى:
1- المسجد الأقصى الشريف: والذي يقع في وسطه الصخرة الشريفة.
2- جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.
3- جامع النبي داود عليه السلام.

وبها مقابر من اشهرها:
1- قبر النبي موسى عليه السلام: الواقع شرقي بيت المقدس.
2- مدفن النبي داود عليه السلام: في الكنيسة المعروفة "بالجيسمانية" شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام.
3- قبر مريم عليها السلام: وهو في كنيسة الجيسمانية، في داخل جبل طور خارج باب الأسباط.
4- مقبرة الساهرة: وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى "الساهرة" أرض لا ينامون عليها ويسهرون.
5- مقبرة باب الرحمة: وهي بجوار سور المسجد الأقصى.
6- مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا: وهي أكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب.
وبها قبة الصخرة، قبة السلسلة، قبة جبريل، قبة الرسول، قبة الرصاص، قبة المعراج.

السكان:
تتحدث الدراسات عن التحول الذي أصاب المجموعات السكانية على أرض فلسطين التاريخية قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948 وبعده، فلم تكن تتعدى نسبة اليهود من إجمالي سكان فلسطين 8% عام 1914 حسب تقدير الدولة العثمانية آنذاك.
وفي عام 1922 مثل اليهود نسبة 11.1% من إجمالي السكان، ثم بدأت أعداد اليهود بالتزايد في فترة الانتداب البريطاني بسبب موجات الهجرة إلى أن وصلت عشية إعلان دولة إسرائيل 31% .
ويلاحظ من الجدول السابق مدى الزيادة التي حققها اليهود في حين شهد عدد السكان العرب تراجعا في نفس الفترة، وقد بلغت نسبة مساهمة الزيادة الطبيعية في عدد السكان 63% بينما نسبة الزيادة عن طريق الهجرة اليهودية وصلت إلى 37% مما أثر كثيرا على التركيب الديمغرافي في فلسطين.
التطور الديمغرافي بين1990-2006:
بعد حرب 1967، واحتلال الضفة وقطاع غزة، "طُرد ونزح" نحو 460 ألفا من السكان الفلسطينيين، ثم استمرت عمليات التهجير بعد ذلك حتى عام 1979 وقد أشارت معطيات المجموعات الإحصائية الصادرة عن مكتب الإحصاء الفلسطيني في دمشق بأن مجموع اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا في عام 1948 قدر عددهم في أواسط عام 2002 بنحو 3973360 لاجئاً، وارتفع إلى 4.5 مليون عام 2005 بناء على معطيات تقارير الأونروا ، بيد أن هناك تقديرات أخرى تصل إلى خمسة ملايين لاجئ .
ونشر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني توقعات للميزان الديمغرافي بين الفلسطينيين واليهود على أرض فلسطين .
ويظهر من الجدول السابق أن اليهود كانوا يمثلون أغلبية عام 1990، إلا أنهم أصبحوا متساويين مع الفلسطينيين عام 2006، ويرجع نمو الفلسطينيين إلى الزيادة الطبيعية في حين أن الزيادة لدى اليهود كانت تعتمد على الهجرة، وبهذا المعدل من المتوقع أن يصبح اليهود أقلية في الأعوام القادمة ليصبح الميزان الديمغرافي في صالح الفلسطينيين.
أن التحولات السكانية الأساسية في المجتمع الإسرائيلي بدأت بعد حرب 1967 وتعمقت وتسارعت بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ويعتبر انهيار الاتحاد السوفييتي وفتحه باب الهجرة أمام اليهود من أهم المؤثرات الخارجية في المجتمع الإسرائيلي، إضافة إلى تأثير العولمة الاقتصادية والثقافية، والانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والانتفاضة الثانية عام 2000 والعملية السلمية وتطوراتها.

إسرائيل والمخاوف من الديمغرافيا:
ويعتبر معدل التزايد الطبيعي لدى عرب إسرائيل خلال السنوات الأخيرة أكثر بـ 2.4 مرة منه لدى السكان اليهود بفعل الخصوبة العالية عند النساء الفلسطينيات، وتشكل هذه النسبة قلقا عند بعض المراقبين، وتشير دراسة قام بها البروفيسور "دلا فارغولا" أن الأغلبية اليهودية بين نهر الأردن والبحر في خطر، حيث ستبلغ نسبة اليهود 47% في إسرائيل عام 2020، ليصبحوا أقلية تشكل نسبة 37% فقط عام 2050.
فيما أفادت معطيات دائرة الإحصاء الإسرائيلية لعام 2004، أن اليهود سيصبحون أقلية في هذه المنطقة في غضون أقل من عشر سنوات.

سكان الأراضي الفلسطينية:
بلغ عدد السكان الفلسطينيين عام 2005 في الأراضي الفلسطينية كما نشرها المكتب المركزي الفلسطيني للإحصاءات 2762005 مواطن.
مراحل القدس التاريخية:
بناها اليبوسيون حوالى 2500 ق.م ، فتحها (نبوخذ نصر) الكلدانى عام 586 ق.م.، احتلها الاسكندر المقدونى عام 332 ق.م ، وخلفه فيها البطالمة والسلوقيين .
دمرها القائد الرومانى (بومبى) عام 63 ق.م. ، أحرقها القائد الرومانى (تيتس) عام 70 م. احرقها مرة ثانية القائد الرومانى (هارديانوس) عام 135م، واسس مكانها مستعمرة (اليا كابيتولينا).،قامت والدته الامبراطورة هيلانا ببناء الكنائس فيها واعادت اليها اسم اورشليم. ، بعد حصار دام ثلاثة اشهر فتح الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس بعد ان تسلمها من البطريريك صفرنيوس عام 636 م واعطى الخليفة عمر بن الخطاب وثيقة الامان لسكان القدس (العهدة العمرية) والتى تدل على تسامح الدين الاسلامى مع الطوائف المسيحية. ،احتلها الصليبيون سنة 1099 م ، وبقوا فيها 88 عاما إلى أن تم تحريرها على يد البطل العربى صلاح الدين الايوبى يوم 2/10 / 1187 م، حيث دخل القدس وسمح للصليبيين بمغادرتها بسلام. وظلت القدس تحت سيطرة المماليك حتى عام 1253 م.
دخلها العثمانيون عام 1516م وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1917، وقعت تحت الانتداب البريطانى ضمن فلسطين فى الحرب العالمية الاولى واستمر حتى عام 1948م، قام الانتداب البريطانى بتسليم مدينة القدس الغربية للصهاينة اليهود اثناء انسحابهم من فلسطين عام 1948م ، احتلت اسرائيل القدس الشرقية فى 5/6/1967م.
واستمرت مقاومة الفلسطنيين المقدسيين ضد الاحتلال الاسرائيلى ومحاولات التهويد المستمرة وافراغ المدينة من سكانها العرب. بلغت ذروة مقاومة تهويد المدينة باندلاع انتفاضة الاقصى عقب انتهاك أرييل شارون لحرمة الحرم القدسى الشريف فى 28/9/2000 .
وما زالت الانتفاضة مستمرة وكل يوم يسقط المزيد من الشهداء والجرحى فداء لمدينة السلام .

اهم الاماكن الاسلامية فى القدس:
الحرم الشريف:
- كان وما زال البؤرة الرئيسية فى تخطيط المدينة وتبلغ مساحتة (150) دونما.
- يقع فى الطرف القبلى شرق مدينة القدس .
- تحيط به اربعة اسوار:
- السور الشمالى وطوله (321م)
- السور الجنوبى وطوله (283م) والسور الشرقى وطوله (474م)
- السور الغربى وطوله (490م)، وهو ما يسمى بحائط البراق، وتحاول اسرائيل الاستيلاء عليه وتسميه حائط المبكى.
- داخل أسواره يحتوى على عدة مبانى ومنشآت ومساجد اهمها المسجد الاقصى مسجد قبة الصخرة المشرفة، المصلي المروانى، كلية الدعوة واصول الدين المتحف الاسلامى، حائط البراق، المدرسة العمرية.
المسجد الأقصى المبارك :
يقع في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف وتبلغ مساحته 4400 متر مربع. بناه الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 693م ، وأتمه الوليد بن عبد الملك سنة 705 ميلادي.
يبلغ طول المسجد حوالي 80م وعرضه 55 م ويقوم على 53 عمودا من الرخام و 49 سارية مربعة الشكل.
عندما تم تحرير القدس من الصليبيين على يد البطل صلاح الدين الأيوبي في 2/10/1178، قام بإصلاح المسجد، وجدد المحراب، كسا القبة بالفسيفساء، واتى بالمنبر الخشبي المرصع بالعاج والأبنوس من حلب ووضعه بالمسجد رمزا للنصر وبقي حتى تاريخ 12/8/1969 حيث قامت إسرائيل بحرق المسجد الأقصى.
تم ترميم المسجد الأقصى بعد الحريق مباشرة حيث أزيلت آثار الحريق ورممت القبة الداخلية، والكتابات القرآنية.

مسجد الصخرة المشرفة :
- بناه الخليفة عبد الملك بن مروان ما بين عام 66 - 72 هـ و يعد آية من الهندسة المعمارية الإسلامية على مر العصور ويتميز بقبته التي يبلغ قطرها من الداخل 20.3 م وارتفاعها 20.48 م مثمنة الشكل. طول الجانب (67) قدما وارتفاع القبة (170) قدما مبنية على (4) دعائم و(12)عامودا ولها (4) أبواب.
- احتل الصليبيون القدس (1099م) وحولوا المسجد إلى كنيسة .
- عندما حرر البطل صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس عام (1187م) أعاد البناء إلى حاله القديم.

ملكية حائط البراق ( الحائط الغربي ) :
وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم القدسي الشريف بطول (47م) تقريبا وارتفاع (17م) . ويعتبر جزءا لا يتجزأ منه.
سمي بهذا الاسم لأنه المكان الذي ربط عنده الرسول (ص) براقة ليلة الإسراء والمعراج.
ويتخذه اليهود ألان معبدا لهم باعتباره جزء من الهيكل المزعوم وهذا مخالف للواقع والحقيقة والتاريخ في محاولة للاستيلاء عليه.من اجله قامت ثورة البراق في 23/8/1929، وقتل فيها العشرات من العرب واليهود وتم الاحتكام إلى عصبة الأمم المتحدة في حينه كما تم تشكيل لجنة دولية لتحديد حقوق العرب واليهود فى حائط البراق حيث أقرت أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي باعتباره جزءا لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف .

عروبة القدس :
كانت النشأة الأولى لمدينة القدس على أيدي العرب اليبوسيين الذين وصلوا إلى موقع القدس في موجة انتقال بشري وافدة من قلب شبه الجزيرة العربية إلى شماليها حوالي عام 2300 قبل الميلاد. ويؤكد المؤرخون والأثريون، و منهم كاثلين مارى كينيون ، الملقبة بـ " سيدة الأثريين في القرن العشرين " ، أن آهلي القدس في ذلك الوقت كانوا عربا ، أثبتت الحفريات وأعمال التنقيب عن الآثار وجود شواهد على أن حصون المدينة التي تحمل طابع هؤلاء السكان تعود في أقل تقدير، إلى عام 1800 قبل الميلاد، أي إلى ثمانمائة عام على الأقل قبل ظهور العبرانيين فيها..
وتقع هذه المدينة القديمة على ربوة تشرف على وديان عميقة من جميع الجهات إلا شمالها. ويبدو أن اختيار بناة المدينة الأول لهذا الموقع لم يأت من قبيل الصدفة أو الانتقاء العشوائي ، إذ أن هذا الموقع يطل على المنطقة التي كان يمر بها الطريق القديم الذي يصل فلسطين بمصر، وعلى مقربة كذلك من منطقة مفترق الطرق التي تربط نابلس بالخليل، والممر البري بين أريحا وشاطئ المتوسط .
وأشار عالم الآثار الأمريكي، و.ف أولبرايت، في مصنفه عن آثارية فلسطين، الذي نشره في لندن عام 1967 ، إلى أن الحفريات التي يرجع تاريخها إلى عشرة آلاف عام مضت تنطبق عليها المواصفات الدقيقة للهيكل العظمي وشكل الجمجمة المميزين للقبائل الحامية والسامية، فيما أصبح من الثابت الآن أن منطقة شبه الجزيرة العربية كانت المخزن البشري الذي انطلقت منه الهجرات المتعاقبة باتجاه الشمال ، وتحديدا إلى المنطقة التي تعرف بالهلال الخصيب .
وعن موجات الانتقال البشري اللاحقة لموجات 2300 قبل الميلاد، يقول مؤرخون أوروبيون محدثون، مثل دجيمز منتجمري ، أن قبائل المدينيين، والعماليق، وبني قديم، التي ورد ذكرها بالتوراة ، قد هاجرت إلى فلسطين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وانهم كانوا عربا. ويذهب بعض الباحثين العرب، مثل جواد على، في كتابه : " تاريخ العرب قبل الإسلام "، إلى أن العماليق، تحديدا، كانوا من الطبقة الأولى من طبقات العرب، وإلى أنهم سكنوا فلسطين الوسطى والجنوبية وطور سينين قبل هجرة العبرانيين إلى فلسطين.
وإضافة إلى ذلك، فإن الأنبـاط الذين زاحموا الأدوميين في الأراضي الواقعة بين جنوبي كنعان من البحر الميت إلى الخليج الشـرقي للبحر الأحمر كانوا عربا هاجروا أصلا في حوالي عام 500 قبل الميلاد، من أواسط شبه الجزيرة العربية ، و استوطنوا المنطقة الواقعة بين الشام وبلاد العرب وتمتد من نهر الفرات إلى البحر الأحمر .
وهكذا نجد أن موجات الانتقال البشــري في عموم تلك المنطقة في العصور القديمة كانت موجات عربية، وان هذه الحركة البشرية العربية تؤكد الطابع العربي للمدن التي نشأت في تلك المناطق. وهذا ما تؤكده أيضا الأدوات التي عثر عليها الأثريون المنقبون، بما فيها أواني الطهي والسهام، والتي تشير جميعها إلى الأصول العربية للحياة والبشر في هذه المنطقة . ولهذا نجد الأستاذ آب - توماس ، من جامعة بانجور في دوقية ويلز، يقول أن مدينة القدس وما حواليها كانت مأهولة منذ التاريخ الموغل في القدم، وأن الشواهد تدل على أن العموريين ، وهم اليبوسيين أجداد العرب، هم الذين قطنوها في العصر البرونزي. وتأسيسا على ذلك، يكون التواجد العربي في مدينة القدس و ما حولها أسبق بألفي أو ثلاثة آلاف عام من ظهور العبرانيين فيها..
وعلى ذلك أيضا يتبين أن دخول العرب سلميا إلى مدينة القدس في عام 637 الميلادي لم يكن بالقطع أول ظهور عربي في المدينة لأن العرب كانوا هم بناة المدينة، وآهلوها، ومحصنوها..
وأهل القدس، عندما طالعهم عمر بن الخطاب ، كانوا عربا ينطقون باللغة العربية، أي أن عروبة المدينة كانت قائمة راسخة قبل الدخول السلمي العُمري بأمد طويل. وإضافة إلى ما تقدم، فان الأثريين وجدوا آثارا تؤكد عروبة القدس مثل عين أم الدرج - عين أم العذراء - أسفل شمالي شرق المدينة، والبئر التي حفرها اليبوسيون للوصول إلى نبع الماء، كما عثروا على أجزاء كبيرة من الأسوار والاستحكامات اليبوسية القديمة .
كما ورد بالوثائق المنقوشة ذكر القدس باسمها القديم (أورشليم) في نصوص مصرية فرعونية ترجع إلى الأسرة الثانية عشرة (1991 قبل الميلاد. )، ومن هذه النصوص ما يؤكد أن القدس كانت عاصمة لمملكة تحت إمرة حاكم عربي، إما كنعاني أو عموري، وله صلة بالفرعون إخناتون (أمنحوتب الرابع) ووالده (أمنحوتب الثالث). وهذه النقوش بالخط المسماري ومدونة باللغة الآرامية عثر عليها في تل العمارنة سنة 1887 ، وبلغ عددها ثلاثمائة لوحة.
وفيما يتعلق بالأدلة اللغوية فان اسم (أورشليم) ليس عبريا ولا مشتقا من اسم عبري فأصل التسمية كنعانية (أور سالم) والتي تعني الموقع المقدس (معبد الرب سالم) أي أن سالم رب كنعاني يبوسي قديم.
ويؤكد الدكتور يوسف النتشة، خبير الآثار الفلسطيني، أن جميع الحفريات الإسـرائيلية في القدس وحول المسجد الأقصى لم تصل إلى أي دليل على وجود الهيكل الذي دمره الرومان عام 70 ميلادية . ويشـرح الأثري الفلسطيني البارز أسباب فشل الإسرائيليين في العثور على الهيكل فيقول إن الثابت تاريخيا أن منطقة المسجد الأقصى، عندما دخل العـرب مدينة القدس عام 637 قبل الميلاد. ، كانت منطقة خراب و ركام بدليل أن الخليفة عمر بن الخطاب قام بتنظيفها .
ويحاول الإسرائيليون الآن البحث والتنقيب عن آثار الهيكل ولكنهم لا يجدون إلا الآثار العربية اليبوسة والعربية الإسلامية والعربية المسيحية.
وقد أثارت المحاولات الإسرائيلية لتغيير الطابع الثقافي للمدينة المقدسة قلق العالم كله على النحو الذي حدا باليونسكو إلى وضع كل القدس القديمة وأسوارها على القائمة التي أصدرتها عام 1972 للمواقع الأثرية المحفوفة بالخطر، واتبعتها في عام 1987 بنداء عالمي لصون المعـالم الثقافية للمدينة المقدسة ، وذلك في ضوء تصاعد الأعمال الإسرائيلية الرامية إلى طمس هذه المعالم .
لقد تواصل، على امتداد التاريخ المعروف، و قبل قيام دولة إسرائيل، الطابع العربي للمدينة والتواجد العربي فيها بدليل أنه يوجد بالقدس الشرقية الآن، فضلا عن المعالم والآثار القديمة، نحو مائتين وعشرين موقعـا يصنفها الأثريون مواقع ذات قيمة كبرى ، ومعظمها مبان أثرية يرجع تاريخ إنشائها إلى العصرين الأوسط والحديث، وشيدت في مراحل حكم الأمويين، فالأيوبيين، فالمماليك فالعثمانيين .. وتتميز هذه المعالم الأثرية بروعة التصميم الهندسي، إضافة إلى أنها تعتبر من آيات الجمال المعماري والإبداع الفني .
كما تواصلت السيادة العربية على المدينة المقدسة حتى عام 1099 ميلادية عندما سقطت أمام الجيوش الأوروبية فيما عرف بالحملة الصليبية، والتي وصفها قداسة البابا شنودة الثالث، بطريارك الإسكندرية والكرازة المرقسية، بأنها كانت حربا استعمارية ومن الخطأ وصفها بالصليبية لأن المسيحية تدين الحرب وتدين الاحتلال. وفي عام 1187 ميلادية ، أي بعد ثمانية وثمانين عاما، استعاد العرب القدس، واسترجعت المدينة هويتها العربية، و بدأت شيئا فشيئا تسترد رونقها العربي . وبعد خمس سنوات، توفى صلاح الدين فتولى ابنه الأكبر، علـى، الملقب بـ " الملك الأفضل" مسئولية استكمال إزالة آثار الحرب وتكثيف جهود الإعمار .
وهكذا بدأت مرحلة أخرى في تاريخ المدينة المقدسة حظيت فيها بعناية كبرى من ملوك وحكام الأسرة الأيوبية حتى عام 1253 ميلادية، عندما وقّع الأيوبيون والمماليك اتفاقا نص على أن تؤول للمماليك السيادة على الممالك الواقعة غرب نهر الأردن، وأن يستقل الأيوبيون بالأراضي الواقعة شرقه، وبذلك آلت الولاية على القدس إلى السلاطين المماليك في مصر الذين أخذوا في القيام بزيارات طويلة ومتكررة إلى المدينة في إشارة إلى اعتزازهم بمنزلتها، وأخذوا يرممون مبانيها التاريخية ويشيدون مباني جديدة كمقار تعليمية وعلمية ، وأسواق وحمامات. وبلغ اهتمام السلاطين المماليك بإعمار المدينة أن أوقفوا لها أوقافا خيرية خاصة . وظل هذا الوضع قائما إلى عام 1516 ميلادية عندما اشتبكت قوات السلطان العثماني سليم الأول مع قوات السلطان المملوكي قنصوه الغوري في موقعة مرج دابق التي انتهت بانتصار عثماني، وبذلك بدأت مرحلة جديدة في تاريخ القدس ظلت حتى سقوط الإمبراطورية العثمانية وما أعقبها من انتداب بريطاني.

مكانة القدس في الإسلام
ان مكانة القدس فى الاسلام تأتى فى قوله سبحانه تعالى شأنه: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) ولما اشتملت عليه من جوانب روحية ودينية، حيث كانت مهبط الصالحين والأنبياء والمرسلين ومسرى خاتم النبيين، وقد دفن حول المسجد الأقصى كثير من الأنبياء والصالحين.
وسُمِّي بالمسجد الأقصى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظم بالزيارة .
والمسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".
وللمسجد الأقصى مكانته الجليلة في الإسلام فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن ينظر إلى بقعة من الجنة فلينظر إلى بيت المقدس".
في الحديث المروي في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع على الأرض فقال: "المسجد الحرام"، قلت: ثم أي، قال: "المسجد الأقصى" قلت: وكم بينهما؟ قال: "أربعون عامًا، ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركت الصلاة فصل فيه فإن الفضل فيه".
ومما يؤكد عاطفة المسلمين نحو القدس الشريف كواحد من أهم معالم الإسلام أنه قد أسرى الله برسوله صلى الله عليه وسلم إليه، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام دخل المسجد الأقصى وصلى فيه، و حادثة الإسراء والمعراج كانت الحكمة فيها أن نحمل نحن المسلمون في كل الأرض القدس الشريف أمانة في أعناقنا ، ونعلم أن التفريط فيه تفريط في دين الله فعلينا أن نوحد جهودنا، وألا نتفرق لنكون بوحدتنا قوة إسلامية لا يستهان بها، ولا نضعف في المطالبة بحقوقها فطريق الوحدة مناشدة القوة هو طرق الحفاظ على مقدساتنا التي هي جزء من عقيدتنا وديننا.
وارتبطت القدس بالأديان السماوية، واصبحت مهوى أفئدة المؤمنين كافة ولكنها ارتبطت بصورة خاصة بالاسلام والمسلمين من خلال المكانة التي احتلتها في العقيدة الإسلامية وفي التاريخ الإسلامي وفي تراث المسلمين، منذ أن خف إليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليتسلمها من أهلها قاطعا على نفسه عهدا لله أن يصون أموالهم وكنائسهم ويرعى حقوقهم، ويحقق لهم الأمن والسلامة. فمنذ ذلك اليوم إلى الغزو الصهيوني للقدس، والمسلمون يحتضنون المدينة المقدسة احتضان الأم لوليدها، ويحنون عليها حنو المرضعة على فطيمها.
لا نعرف في تاريخ الإسلام بل في تاريخ الأديان السماوية جميعها، مدينة ظفرت بما ظفرت به هذه المدينة من تقديس وتكريم وحراسة. فقد أولاها الخلفاء والأمراء والعلماء والصالحون كامل رعايتهم حيث انشأوا المساجد والزوايا والتكايا والأربطة والسبل والمدارس والمقابر، وأوقفوا عليها معظم الأراضي المجاورة، وزينوا وزخرفوا وجددوا قديما، وأسسوا جديدا، حتى أضحت تحفة منقطعة النظير وأطلقوا حرية العبادة لجميع الطوائف دون استثناء، ووفروا للمدينة والحجيج الأمن والاستقرار.
وقد احتلت القدس هذه المكانة في نفوس المسلمين لعدة أسباب منها:
الأول: إنها موطن إبراهيم خليل الرحمن، ومقر الأنبياء ومهبط الوحي، ومبعث عيسى كلمة الله التي ألقاها إلى مريم. وقد قال أبن عباس " البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي أو قام فيه ملك".
الثاني: إنها أولى القبلتين، وثالث الحرمين استقبلها المسلمون زهاء عام ونصف بعد هجرة الرسول الكريم إلى المدينة وخصها الله بإسراء رسوله وحبيبه المصطفى ، فقال في كتابه العزيز "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير". وقال رسول الله" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى".
الثالث: لأنها عاصمة فلسطين، ومتحف أثارها الدينية التي تجمعت مدة ثلاثة عشر قرنا، وصلة الوصل بين الأقطار العربية، والمنارة التي يشع منها نور الهداية والخير.
سار المسلمون في القدس على هدى التسامح الإسلامي الذي جسده، عمر بن الخطاب يوم دخوله لها. فقد زار كنيسة القيامة مع البطريارك صفر ونيوس وآثر ان يصلي خارجها خشية أن ينازع أحد من المسلمين النصارى فيها إن هو صلى فيها ، وسأل عن الصخرة وحين وصل إليها أزال بيده ما تراكم عليها من قاذورات "وجد على الصخرة زبلاً كثيرا" ، فبسط رداءه وجعل يكنس ذلك الزبل، وتتبع المسلمون مساجد الأنبياء واحدا واحدا، ابتداء ، فأعادوا بناءها، وحافظوا على قدسيتها وطهروها تطهيرا.
يلفت النظر في هذا المقام أن المسلمين لم يتبنوا اثرا من أثار السيد المسيح مع ما له من مكانة فريدة نص عليها القرآن الكريم، ويرجع ذلك إلى أن الأماكن المسيحية المقدسة كانت وقت الفتح الإسلامي في حوزة المسيحيين أنفسهم، ونصت العهدة العمرية التي كتبها عمر بن الخطاب لبطريارك بيت المقدس " إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ".
إهتم المسلمون بالمدينة المقدسة اهتماما كبيرا فلم تمر مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي على اختلاف دوله، إلا أقام المسلمون في القدس بناء حديثا أو أصلحوا بناء قديما. ففي عهد الخلفاء الراشدين أقام عمر بن الخطاب مسجدا، وقد بلغ من احتفائه بالصخرة المشرفة أن أزال بيده ما تراكم عليها من تراب وأقام عليها المصلى.
وفي العهد الأموي بني عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة، ورصد لبنائه خراج مصر لسبع سنين، ونقش اسمه على القبة مع تاريخ البناء سنة 72هـ. ثم توالى الخلفاء والأمراء فجددوا وزخرفوا حتى أضحى المسجد بشهادة أحد المؤرخين الغربيين (من أجمل الابنية الموجودة فوق هذه البسيطة التي خلدها التاريخ). وبنى عبد الملك المسجد الأقصى وأتمه إبنه الوليد، وتوالى على تجديده، وتزيينه بالنقوش والقناديل والسجاجيد عدد كبير من الخلفاء والأمراء كان آخرهم الملك المغربي المجاهد محمد الخامس الذي فرش مسجد الصخرة بالسجاد الفاخر، وفيه تُلقى خطبة الجمعة فتجيش القلوب وتفيض العيون بالدموع. وقد شرع ملوك بني أيوب في فعل الآثار الجميلة بالمسجد الأقصى. منهم الملك العادل سيف الدين أبو بكر أخو السلطان صالح الدين. وتولى الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه كنس أرض قبة الصخرة بيديه، ثم غسلها بالماء مرارا، ثم اتبع الماء بماء الورد، وطهر حيطانها، وغسل جدرانها وطهرها. وكذلك الملك الأفضل نور الدين علي والملك العزيز عثمان فعلا فيه أنواعا من البر والخير وكان السلطان صلاح الدين الأيوبي يحمل الحجارة على سرج فرسه وينقله ألى موضع بناء سور المدينة يتولى ذلك بنفسه والجماعة خواصه والأمراء. ويجتمع لذلك العلماء والقضاة والصوفية والأولياء وحواشي العساكر والاتباع، فبنى في أقرب مدة ما يتعذر بناؤه في سنين. ويوجد إلى اليوم في الطرف الجنوبي من ساحة الصخرة شاهد يذكر فيه تعمير صلاح الدين الخندق. وتوالى على تجديده وتزيينه بالنقوش والقناديل الخ .
ودفن في المدينة عدد كبير من الصحابة والتابعين والمجاهدين منهم الصحابي عبادة بن الصامت الأنصاري، والصحابي شداد بن اوس، والزاهدة أم الخير رابعة العدوية، والمتكلم محمد بن كرام صاحب الفرقة الكرامية ، والمحدث بكر بن سهيل الدمياطي.
وأنشأوا مدارس لطلب العلم، بلغ عددها 56 مدرسة حفلت بالعلماء من أهل المدينة وخارجها الوافدين من المشرق والمغرب، واوقفوا عليها المصاحف والمخطوطات النادرة ولا تزال معظم هذه المدارس قائمة حول الحرم بأبوابها الحديدية الكبيرة ونقوشها المزخرفة وساحاتها الواسعة، وكان المسجد الأقصى نفسه يحتوى على مكتبة كبيرة كما كان الحال في جامع قرطبة والأزهر والقيروان، وكان العلماء يقصدونه من الأندلس والمغرب ومصر والعراق وفارس للدرس والتدريس وفي المتحف الإسلامي - اليوم - صندوق كبير يضم مصحفا مخطوطا كتبه أحد ملوك المغرب بيده خصيصا للمسجد الأقصى.

أهم الأماكن المسيحية :
للمسيحيين في القدس أماكن مقدسة كثيرة أهمها :
كنيسة القيامة:
تخص جميع الطوائف ما عدا طائفة البروتستانت بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين عام 335م . تم بناؤها فوق (الجلجلة) في الموضع الذي اكتشفت فيه الخشبة آلتي قيل أن السيد المسيح صلب عليها (دوام البناء) 270 سنة واحرقها الفرس عندما احتلوا القدس في عهد كسرى (عام 614 م) واشترك اليهود مع الفرس في أعمال الحرق والتدمير . أعاد بناءها الراهب مودسطى رئيس دير العبيدين فى ذلك الحين 617م .
عندما فتح الخليفة عمر بن الخاطب القدس عام (636م) لم يصبها بأذى ، بل انه رفض ان يصلى فيها كيلا يتخذها المسلمون من بعده مسجدا ، ويطالبون بحق فيها .
ورممت الكنيسة بعد ذلك مرارا ولا سيما في عهد قسطنطين (1048م) وعندما احتل الصليبيون القدس عام (1099) جمعوا المعابد المتفرقة فى كنيسة واحدة وهى الكنيسة القائمة ألان.

درب الآلام:
هو طريق يعتقد أن " السيد المسيح " قد سلكه حاملا صليبه عندما ساقه جنود الرومان وإلى موقع صلبه.
ويتكون درب الآلام من 14 مرحلة تبدأ من مدرسة راهبات صهيون حيث الموقع الذي اصدر منه الحاكم الروماني "ثيوش" حكمه بصلب السيد المسيح وتتجه غربا إلى منطقة الواد وعقبة المفتى ثم عبر الطريق الذي تصل الواد بباب خان الزيت معقبة الخانقاة لتصل إلى القبر المقدس في كنيسة القيامة.

كنيسة سيدتنا مريم :
تقع الكنيسة في وادي قدرون في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط وتحتوي الكنيسة على قبور " مريم البتول " ووالديها وكذلك قبر يوسف النجار وقد بنيت بين عامي 450/457 م .

كنيسة القديسة حنة :
وتقع الكنيسة شمالي الحرم القدسي قرب باب الأسباط، حيث أتى السيد المسيح في هذا الموقع بإحدى معجزاته وقد احترقت الكنيسة إبان الغزو الفارسي عام 614م فأعاد الصليبيون بناءها وتم تحويلها في عهد صلاح الدين الأيوبي إلى مدرسة للفقهاء الشافعيين ثم استلمها الفرنسيون من السلطان " عبد الحميد العثماني " عام 1855 م فأنشئوا بها مدرسة.

كنيسة الجثمانية :
تقع هذه الكنيسة في المنطقة بين سلوان وجبل الطور وباب الأسباط. كنيسة "سيدتنا مريم " وكان قد بناها اللاتين عام 1924م، حيث يعتقد أن الموقع شهد عملية القبض على السيد المسيح عندما وشى به " يهوذا الاسخريوطي.

كنيسة العلية ( دير صهيون ) :
يقع هذا الدير على قمة جبل صهيون بالقرب من باب الخليل ويعتقد بعض المسيحيين أن "السيد المسيح" تناول واتباعه في الدير عشاؤهم الأخير.

كنيسة الصعود:
بنيت على جبل الزيتون في المكان الذي يعتقد ان السيد المسيح صعد منه إلى السماء.
من ناحية أخرى تتحدد الممتلكات الدينية للأقباط في القدس في الوضع الحالي حسب الحصر التالي:
1- دير السلطان وبه كنيسة الملاك
2- دير مارانطونيوس شمال شرقي القيامة
3- دير مارجرجس حارة الموارنة.
4 - كنيسة السيدة العذراء بجبل الزيتون.
5 - هيكل على جبل الزيتون
6 - كنيسة باسم ماريوحنا - خارج كنيسة القيامة
7 - كنيسة صغيرة باسم الملاك ميخائيل ملاصقة للقبر المقدس من الغرب.

هيكل سليمان :
يستند اليهود في تعلقهم بالقدس إلى خرافة رائجة تقول أن هذه المدينة بناها الملك داود، ثم أقام الملك سليمان فيها "هيكل الرب" وهو قدس الأقداس لدى اليهود قاطبة، لكن بعد اثنتين وثلاثين سنة على احتلال المدينة ونحو 150 سنة على بداية التنقيب الأثري فيها، لم يعثر أحد على أي دليل يشير إلى الهيكل أو إلى أي أثر يهودي فيها. بل صار من المقبول علميا لدى أوساط واسعة من العلماء، أن "الإسرائيليين" لم يدخلوا فلسطين بحروب ومعارك وإنما بالتسلل التدريجي، فالحفريات دلت على أن أسوار أريحا لم تكن موجودة في العصر المفترض لدخول يوشع بن نون إليها، فهي تحطمت قبل ذلك بثلاثة قرون ولم يعد بناؤها. أثبتت كاتلين كينون في حفريتها التي أنجزتها بين 1952 – 1958 أن أريحا لم تكن مأهولة قط في تلك الفترة، كذلك كانت عاي مهجورة قبل أحد عشر قرناً من عصر يشوع، أما الهيكل فهو واحدة من الخرافات اليهودية الأخرى الواردة في التوراة. فحتى الآن لم يكتشف اليهود أي أثر لهذا الهيكل الأسطوري. وبالطبع فلن يكتشفوه أبداً، فالتوراة تذكر أن الملك سليمان صرف في بنائه سبع سنين وقام بالعمل فيه ثلاثون ألف رجل من لبنان و80 ألفا كانوا يقطعون الحجارة و70 ألفا يحملونها وعلى رؤوس هؤلاء كان يوجد 3300 وكيل، أي أن مجموع من شارك في البناء بلغ نحو 184 ألف شخص على مدى سبع سنوات لكي يبنوا هيكلا طوله 60 ذراعا وعرضه عشرون وارتفاعه ثلاثون بحسب وصف التوراة، أي أن أبعاده 31 ضرب 5 10 ضرب 15متر هذا يساوي 325 مترا مربعا فقط أي مجرد شقة واسعة في أيامنا هذه.

القدس والعصر الاسلامى
الإسراء والمعراج (621م/ 10هـ)
في عام 621 تقريباً شهدت القدس زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أُسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم صعد إلى السماوات العلى.

العصر الإسلامي الأول (636 إلى 1072م)
دخل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدينة القدس سنة 636 /15 هـ (أو 638م على اختلاف في المصادر) بعد أن انتصر الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، واشترط البطريارك صفرونيوس أن يتسلم عمر المدينة بنفسه فكتب معهم "العهدة العمرية".
واتخذت المدينة منذ ذلك الحين طابعها الإسلامي واهتم بها الأمويون (661 - 750) والعباسيون (750 - 878م) وشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين. ومن أهم الآثار الإسلامية في تلك الفترة مسجد قبة الصخرة الذي بناه عبد الملك بن مروان في الفترة من 682 - 691م، وأعيد بناء المسجد الأقصى عام 709م، وشهدت المدينة بعد ذلك عدم استقرارا بسبب الصراعات العسكرية التي نشبت بين العباسيين والفاطميين والقرامطة، وخضعت القدس لحكم السلاجقة عام 1071م.

القدس إبان الحملات الصليبية:
سقطت القدس في أيدي الصليبيين عام 1099م بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم. وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفاً من المسلمين وانتهكوا المقدسات الإسلامية. وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم.


العصر الإسلامي الثاني
استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام 1187م بعد معركة حطين، وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، واهتم بعمارة المدينة وتحصينها.
الصليبيون مرة أخرى
ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الملك فريدريك ملك صقلية، وظلت بأيدي الصليبيين 11 عاماً إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244م.
المماليك:
وتعرضت المدينة للغزو المغولي عام 1243/1244م، لكن المماليك هزموهم بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259م، وضمت فلسطين بما فيها القدس إلى المماليك الذين حكموا مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517م.
العثمانيون:
دخلت جيوش العثمانيين فلسطين بقيادة السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق (1615 - 1616م) وأصبحت القدس مدينة تابعة للإمبراطورية العثمانية. وقد أعاد السلطان سليمان القانوني بناء أسوار المدينة وقبة الصخرة. وفي الفترة من عام 1831 - 1840م أصبحت فلسطين جزءًا من الدولة المصرية التي أقامها محمد علي ثم عادت إلى الحكم العثماني مرة أخرى. وأنشأت الدولة العثمانية عام 1880 متصرفية القدس، وأزيل الحائط القديم للمدينة عام 1898 لتسهيل دخول القيصر الألماني وليام الثاني وحاشيته أثناء زيارته للقدس. وظلت المدينة تحت الحكم العثماني حتى الحرب العالمية الأولى التي هزم فيها الأتراك العثمانيون وأخرجوا من فلسطين.

الاحتلال البريطاني (1917 - 1948م) :
سقطت القدس بيد الجيش البريطاني في 8 - 9/12/1917 بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي، ومنحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920 - 1948). ومنذ ذلك الحين دخلت المدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام 1917.
وقد أحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر1947 بتدويل القدس .
في عام 1948 أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها، فاستغلت العصابات الصهيونية حالة الفراغ السياسي والعسكري وأعلنت قيام الدولة الإسرائيلية ، وفي 3 ديسمبر 1948 أعلن ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.
ظلت القدس بأيدي المسلمين، تحكم وتدار من قبل السلالات الإسلامية التي جاءت بعد الأيوبيين، فكان المماليك والعثمانيون حتى سقطت بأيدي البريطانيين سنة 1917 م

تدويل القدس
بعد البيان الذي أذاعه الجنرال البريطاني اللنبي 1917، منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطاني (1920 - 1948). ومنذ ذلك الحين دخلت المدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور عام 1917.
وأحيلت قضية القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر/ 1947 بتدويل القدس.
وفي 3 ديسمبر/ 1948 أعلن ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو/ 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقامت سلطات الاحتلال بمحاولة إحراق المسجد الأقصى في 21/8/1969، والقيام بحفريات وأنفاق تحت المقدسات، وهدم بعض الآثار ذات الأهمية التاريخية، ناهيك عن مصادرة أراض ومعابد أثرية تاريخية موقوفة، وتحويل بعض المقابر والمعابد الإسلامية والمسيحية إلى معابد أو نوادٍ لليهود.
وفي 28/1/1976 أصدرت قاضية محكمة صلح إسرائيلية في القدس قراراً يقضي بإباحة الصلاة لليهود في الحرم القدسي الشريف .

القدس في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية:
بعد محاولات مستمرة للتوصل إلى حل سياسي للصراع حول القدس منذ عام 1967 سواء على صعيد المشاريع والقرارات الدولية أو اطروحات الجانبين، بقيت القدس مشكلة أساسية أمام أي حل سياسي للصراع العربي الإسرائيلي. وحتى في معاهدة كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل في عام 1979 كانت القدس مشكلة أساسية عند تناول الموضوع الفلسطيني.
وفي ظل انهيار النظام العربي بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، وعلى أصداء تصاعد الانتفاضة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي، بادرت الولايات المتحدة الأميركية بفكرة عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط بهدف تسوية القضية الفلسطينية نهائياً. وقد عقد المؤتمر بالفعل في مدريد عام 1991 بحضور الطرف الفلسطيني. وبعد مفاوضات ثنائية ومتعددة الأطراف منبثقة عن المؤتمر توصل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق سمي "إعلان مبادئ" عام 1993، تبعته عدة اتفاقيات مرحلية عام 1994 و1995 و1996 على مشارف الوصول إلى المفاوضات النهائية حسب ما ورد في إعلان المبادئ المذكور.
وفي مطلع عام 2000 أخذت جهود البدء بالمفاوضات النهائية منحى أكثر جدية، حيث عقدت مفاوضات مستمرة لحوالي أسبوعين في منتجع كامب ديفيد في الولايات المتحدة الأميركية سميت مفاوضات كامب ديفيد الثانية في أواسط العام، وانتهت بالفشل في 25 يوليو/ تموز من العام نفسه، وكانت القدس كما أعلن رسمياً العقبة الأساسية أمام التوصل لأي اتفاق بين الجانبين.

مؤتمر مدريد للسلام 1991م :
لم يتم بحث مسألة القدس بشكل جاد في مختلف مراحل التفاوض الثنائي ومتعدد الأطراف المنبثقة عن مؤتمر مدريد لعام 1991. وأصر الجانب الإسرائيلي على موقف محدد بأن القدس الكبرى (الشرقية والغربية) تعتبر عاصمة إسرائيل الموحدة والأبدية، وأن السيادة عليها ستبقى إسرائيلية كاملة مع حفظ حقوق الأديان الأخرى في أداء شعائرها بأماكنها المقدسة، ولذلك سادت التوجهات نحو تأجيل بحث مسألة القدس بوصفها قضية معقدة. وبقبول الجانب العربي والفلسطيني لهذا الأمر الواقع تم تقديم التنازل الأول عن الحق والسيادة المطلقة للفلسطينيين على مدينة القدس بشطريها، وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أشارت في رسالة الضمانات للفلسطينيين أنه سيجري تحديد مكانة القدس النهائية في المفاوضات. ورغم رفض إسرائيل لإشراك ممثلين من شرقي القدس في الوفد الفلسطيني المفاوض في المراحل الأولى، فإنها قبلت في الجولة التاسعة من المفاوضات مشاركة فيصل الحسيني في الوفد الفلسطيني.
بقبول الجانب العربي والفلسطيني تأجيل موضوع القدس في المفاوضات تم تقديم التنازل الأول عن الحق والسيادة المطلقة للفلسطينيين على مدينة القدس بشطريها
كما تم في مؤتمر مدريد الاتفاق على تأجيل قضايا جوهرية أخرى يتعلق بعضها بالقدس أيضا ومنها المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين والترتيبات الأمنية والحدود، وهو ما أعطى إسرائيل فرصة كافية للتوسع في فرض الأمر الواقع ديمغرافياً واستيطانياً، على الأخص فيما يتعلق بمصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وشق الطرق الالتفافية وفصل القدس عن بقية المناطق الفلسطينية.

اتفاقيات أوسلو 13/9/1993 :
تم الاتفاق في إعلان المبادئ الإسرائيلي الفلسطيني على تأجيل البت في وضع القدس النهائي، حيث أخرجت القدس من مجال نفوذ مجلس الحكم الذاتي الفلسطيني حسب البند (7) من وثيقة التفاهم الملحقة بالاتفاق والبندين (4 و5) من الاتفاق نفسه. وعلى صعيد سكان القدس الفلسطينيين سمح لهم الاتفاق في البند (1) من الملحق (1) بالمشاركة في العملية الانتخابية الخاصة بالحكم الذاتي الفلسطيني تحت شروط معقدة، مما يشير إلى تشدد إسرائيل في الجانب الجغرافي والسياسي ومرونتها النسبية في موضوع السكان الفلسطينيين.
ولم ينص الاتفاق المذكور على إبقاء الوضع القائم للمسائل المؤجلة مثل القدس على ما هو عليه، مما سمح لإسرائيل بالاستمرار في إجراءات التهويد المختلفة بين يدي المفاوضات النهائية التي ستشمل الوضع النهائي للقدس.

المفاوضات النهائية :
في ظل تداعيات سياسية مختلفة على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي شهد منتصف شهر/ يوليو من عام 2000 محاولة حاسمة لدفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى توقيع اتفاق إطار بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 (الضفة والقدس وغزة)، وسربت العديد من نقاط الاتفاق المزعومة من الجانب الإسرائيلي حيث زعم الإسرائيليون أنهم سيقدمون تنازلات "مؤلمة" مع الإشارة إلى أنهم لا يقبلون بأن تكون بأي ثمن.
وأطلق على هذه القمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وبرعاية الرئيس الأميركي بيل كلينتون قمة كامب ديفيد، غير أن الأطراف لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق محدد، وأعلن عن فشل القمة رسميا بسبب عدم القدرة على الاتفاق على مسألة وضع القدس والأماكن المقدسة فيها، في حين أعلن الجانب الفلسطيني أنه رفض التنازل عن السيادة الفلسطينية على القدس الشرقية.
كان دخول شارون إلى الحرم القدسي في 28/9/2000 استفزازاً أشعل انتفاضة عارمة وحرك غضب العالم الإسلامي. وأدت الانتفاضة الى استشهاد ارتال من المواطنين الفلسطينيين شمل النساء والاطفال والشيوخ والقيادات البارزة امثال الشيخ احمد يس مؤسس حماس والرنتيسى والطفل محمد الدرة.
ورغم هذا الفشل دخلت عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية مرحلة حاسمة، لأن القضايا الجوهرية في الصراع -وعلى رأسها القدس- أصبحت محط بحث على طاولة المفاوضات. واستمر الاتجاه الإعلامي بتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن فشل المفاوضات بين الجانبين إلى أن قامت السلطات الإسرائيلية باستفزاز المشاعر الدينية الإسلامية لدى الفلسطينيين والعرب عندما دنس أرييل شارون أرض الحرم الشريف فى ذاك التاريخ، مما أدى إلى حدوث مجزرة دامية في الحرم القدسي قامت بها قوات الاحتلال في اليوم التالي عقب انتهاء صلاة الجمعة ومن ثم ممارسة شتى أنواع العنف والإرهاب المنظم ضد الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، الأمر الذي أجج غضب الأمة الإسلامية والعربية وفتح تساؤلات أكبر تتعلق بمستقبل إسرائيل في المنطقة وتطالب بعضها بإزالة هذا الكيان من المنطقة.
وعلى أثر ذلك تحركت الدبلوماسية الأميركية والأوروبية والأمم المتحدة وبعض حلفائها في المنطقة بالضغط على الجانب الفلسطيني لوقف الانتفاضة وإعادة التفكير بما طرحه الجانب الإسرائيلي في كامب ديفيد الثانية، وأثمرت هذه الجهود عن تسخين الاتصالات الثنائية الفلسطينية الإسرائيلية والتوصل إلى اتفاق على استئناف المفاوضات في واشنطن في 20/12/2000 بعد انهيار الوضع السياسي لرئيس الوزراء إيهود باراك، وازدياد عناصر التهديد لمستقبل عملية السلام التي يطاردها شبح اليمين الإسرائيلي بزعامة أرييل شارون في ظل الانتخابات الإسرائيلية برئاسة الحكومة في شهر فبراير 2001.
وخلاصة القول إنه في ظل موازين القوى القائمة وبرغم تصاعد انتفاضة الأقصى الفلسطينية ضد الاحتلال، فإن المفاوضات النهائية لا تزال تخضع لأسس مصلحة الأمن الإسرائيلي وتصوراته للسلام ولاستعداده المحدود لإعطاء الفلسطينيين بعض الحقوق الدينية والسياسية والديمغرافية فيما يتعلق بمدينة القدس.

القدس ومحاولات التهويد وطمس الهوية
تعرضت الاراضي العربية المحتلة الى اجراءات التعدي الاسرائيلي على التراث الديني والثقافي والحضاري بهدف الامعان في محو شخصية فلسطين وشعبها واتمام عملية التهويد. وكان الحظ الأوفر في ذلك من نصيب القدس. لما تمثله القدس بأماكنها المقدسة واثارها وشخصيتها الحضارية من تحد للمشروع الصهيوني. وقامت السلطات الاسرئيلية بالاعتداءات والتعديات التالية:
قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بعد احتلال القدس القديمة بسطو منظم على ما استطاعت سرقته من المأثورات الدينية والأثرية والثقافية، بما في ذلك، نقل مخطوطات لاشيش الأثرية النادرة ومخطوطات البحر الميت أهم كنوز المتحف الفلسطيني الى المتحف الاسرائيلي.
على ان أخطر ما يجب أن يوقف عنده في هذا الصدد فيتمثل بمخطط الحفريات تحت أسوار المسجد الاقصى. مما أخذ يهدد بنيانه بالانهيار، فضلا عن أن كون ذلك انتهاكا صارخا لحرمة المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين، وأرض الاسراء والمعراج، وهو المسجد الذى بارك الله حوله .
حدد القادة الاسرائيليون بارشاد رجال الدين وعلماء الاثار أهداف الحفريات في القدس ضمن الخطوط التالية :
• الكشف الأثري على الحائطين الجنوبي والغربي للحرم الشريف وعلى امتداد طوله 485 مترا توطئة لكشف ما يسمونه بحائط المبكى.
• هدم وازالة جميع المباني الاسلامية الملاصقة من معاهد ومساجد وأسواق ومساكن قائمة فوق منطقة الحفريات وملاصقة أو مجاورة لهذا الحائط وعلى طول امتداده.
• الاستيلاء بعدها على الحرم الشريف وانشاء الهيكل الكبير. وقد كانت الحفريات الأثرية منذ أكثر من قرن قد فشلت في العثور على اثباتات علمية مقنعة عن آثار الهيكل أو آثار مدينة داود أو عهد سليمان.
وفي 15/7/1968 بدأت فرق عديدة من علماء الأثار في اسرائيل والخارج المرحلة الاولي من الحفريات في أكثر من أربعين موقعا تحت اشراف دائرة الاثار الاسرائيلية، وأبرز تلك الحفريات هي التي أجراها بنيامين مازار (الجامعة العبرية) باسم جمعية الاستكشاف في اسرائيل عند الحائط الجنوبي لما يسمى جبل الهيكل، وهي منطقة تمتد 70 مترا من أسفل الحائط الجنوبي للحرم الشريف خلف قسم من جنوبي المسجد الاقصى وابنية جامع النساء والمتحف الاسلامي والمأذنة الفخرية، ووصل عمق هذه الحفريات الى 14 مترا.
وقد تمت المرحلة الثانية من الحفريات سنة 1969 على امتداد 80 مترا من سور الحرم الشريف حيث انهت المرحلى الاولي شمال حتى تصل أحد أبواب الحرم (باب المغاربة) مارة تحت مجموعة من الأبنية الاسلامية الدينية التابعة للزاوية الفخرية. أما المرحلة الثالثة فقد بدء بها سنة 1980 واستؤنفت سنة 1975 ولاتزال مستمرة. وامتدت من مكان يقع أسفل عمارة المحكمة الشرعية القديمة، مارة بأسفل خمسة أبواب من أبواب الحرم الشريف، وعلى امتداد 80 مترا وفوق مجموعة من الأبنية الدينية والأثرية السكنية (مساجد قايتباي وسوق القطانين وعدد من المدارس الأثرية) وتراوحت أعمال الحفريات 10-14 مترا. أما المرحلتان الرابعة والخامسة فقد بدء بها سنة 1973 واستمرتا حتى 1974 في موقع خلف الحائط الجنوبي الممتد من أسفل الجانب الجنوبي الشرقي للمسجد الاقصى وسور الحرم الشريف على مسافة 80 مترا نحو الشرق، واخترقت الحفريات الحائط الجنوبي للحرم ودخلت منه الى الأروقة السفلية -للمسجد الأقصى وللحرم في أربعة مواقع. (أسفل محراب المسجد الأقصى، أسفل جامع عمرن تحت الأبواب الملاصقة للأروقة اسفل المسجد تحت الأروقة الجنوبية الشرقية). وقد بدء بالمركلة السادسة أوائل 1979 في منتصف الحائط الشرقي لسور المدينة ولسور الحرم الشريف (باب السيدة مريم والباب الذهبي) أما المرحلة السابعة فتهدف الى تعميق ساحة البراق (وتسمى ساحة المبكى) وهي ملاصقة للحائط الغربي للمسجد الأقصى.
ويقضي المشروع الذي بدأ تنفيذه سنة 1977 ضم أقسام اخرى من الأراضي العربية المجاورة للساحة وهدم ما عليها وحفريات بعمق 9 أمتار (وكان قد تم هدم 200 عقار في هذه المساحة بين 1970-1977).
والحفريات تستهدف الاستكشاف العلمي ظاهرا، ولكنها تتخذ فعلاوسيلة لتصديع ما فوقها من أبنية سكنية وتجارية ودينية وحضارية والتسبب في انهيارها، ثم هدمها واجلاء سكانها وهو الجزء الأساسي من أطماع اسرائيل وقد ثبت أن الحفريات تشكل تهديدا خطيرا لعدد من المباني التاريخية العظيمة الأهمية لما تحدثه من انهيارات وتشققات.
وبالاضافة الى ما تحدثه عمليات الحفريات من تهديد للأثار الاسلامية والمسيحية فقد تم بعد الاحتلال :
• استملاك ومصادرة وهدم ونسف العمارات الوقفية الملاصقة للمسجد الاقصى في الغرب والجنوب.
• احتلال باب المغاربة، أحد أبواب الحرم الشريف واقامة مركز عسكري فيه.
• الاستيلاء على المدرسة التنكزية والزاوية الفخرية ومقبرتي باب الرحمة واليوسفية وجميعها قرب الحرم وتعتبر جزءا هاما من تاريخ القدس الاسلامي.
• اقامة مظاهرات دينية في ساحة الحرم وأمام مدخل مسجدي الاقصى والصخرة من قبل رجال الجيش الاسرائيلي والمنظمات الاسرائيلية المتطرفة والهيئات الدينية وتوجيه الاهانات وازعاج المصلين وانتهاك قدسية المكان بالسلوك والمظهر غير اللائقين.
• اجراء الحفريات العميقة عند المسجد الاقصى.
• حريق المسجد الاقصى 21/8/1969 هو أصرح مثال على عدوان اسرائيل على المقدسات الدينية وعلى الممتلكات الثقافية في الاراضي المحتلة وموجه ضد مشاعر أي انسان يحترم مقدساته وتراثه.
• تعرض كنيسة القيامة (اكبر وأقدم كنيسة مسيحية في القدس وفي العالم) الى انتهاكات متعددة وخاصة سرقة بعض مقتنياتها الأثرية الدينية.
• تعرض دير الأقباط للاعتداء على ممتلكاته ورهبانه من قبل الشرطة الاسرائيلية عام 1970.
• احراق بعض المؤسسات والمراكز المسيحية في القدس.
على أن من الضروري التذكير هنا، دون الخروج على موضوع القدس، بما فعلته سلطات الاحتلال من استيلاء وتدنيس للحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وهو من أهم مقدسات المسلمين. وتعتبر عملية استباحة واقامة الصلوات اليهودية فيه، والاستيطان من حوله اجراءات تقع في ذروة التحدي الصهيوني للمشاعر الدينية الاسلامية...
وكانت أعنف الانتقادات التي وجهت لانتهاك السلطات الاسرائيلية معالم المدينة المقدسة هي التي وجهها كوتشر أحد المهندسين المعماريين الذين عملوا في دائرة تخطيط القدس ولكنه استقال عام 1972 بسبب الطريقة التي اخضعت بها متطلبات التخطيط في المدينة لاعتبارات سياسية وفائدة تجارية دون مراعاة صحيحة للتناسق بين البيئة المحيطة وخصائص المدينة الروحية، كما كان متبعا في الماضي..
واستكمالا لطمس معالم المدينة التاريخية عمدت السلطات الى تغيير اسماء الشوارع والساحات العربية واستبدالها بأخرى عبرية مع أن لكل من الاسماء المستبدلة دلالة كلها بتراث العرب في المدينة .
واتبعت السلطات المحتلة سلسلة من الاجراءات المنظمة لاخلاء القدس من سكانها منها الارهاب وهو أول الوسائل المباشرة التي استعملتها السلطات العسكرية منذ الأيام الاولى لاحتلال القدس عام 1967، و تدمير الأبنية وازالتها حيث اتبعت السلطات سلسلة من أعمال الهدم والنسف للأملاك العربية داخل السور وخارجه كاجراء آخر لاخلاء القدس من سكانها اضافة للضغط الاقتصادي كأسلوب غير مباشر لترحيل السكان، فاتخذت عدة اجراءات تستهدف تصفية الاقتصاد العربي واذابته في الاقتصاد الاسرائيلي، واستبدلت العملة الاردنية بالعملة الاسرائيلية، وتم فصل القدس عن القرى والمدن العربية المحيطة اقتصاديا ومن البديهي أن مختلف صنوف الضغوط الاقتصادية التي تمارس مع محدودية الاجراءات العربية المضادة قد دفعت، وتدفع، أعدادا متزايدة من الشباب الى مغادرة القدس طلبا للرزق. ولعل أخطرها الهجرة الى الامريكيتين لما تتضمنه من بعد وما قد تحمله من مخاطر قطع الصلة مع الوطن.
كما لجأت سلطات الاحتلال الى اسلوب مصادرة الأملاك والأراضي، وهذا أمر يرتبط بعملية الاستيطان، في محاولة لاجبار السكان على اخلاء القدس.
واستندت السلطات المحتلة في حملتها للاستيلاء على الأراضي والعقارات العربية الى قانون وضعته حكومة الانتداب سنة 1943 (قانون الأراضي - استملاك للمصلحة العامة 1943 فتم اغتصاب مساحات كبيرة من الأراضي والعقارات العربية باسم الخدمات العامة كالمستشفيات والمدارس والملاعب والحدائق العامة وخزانات المياه وغيرها دون أن تقدم هذه الأرض الخدمات المطلوبة .
وتتبع السلطات الاسرائيلية اسلوبا معينا عند مصادرتها للاراضي العربية فتمنع البناء أولا في المنطقة المراد مصادرتها، ثم تقوم باغلاق المنطقة بتطويقها بالاسلاك الشائكة بدعوى الحاجات الأمنية وتنذر الأهالي بعدم الاقتراب منها ثم تبدأ عمليات الاستيطان وفي كل عملية مصادرة تختار السلطات المواقع التي تخدم الاستراتيجية الاسرائيلية .
كما وضعت سلطات الاحتلال يدها على جميع المدارس الحكومية والغت برامج التعليم الاردنية وجميع الكتب المدرسية واستبدلتها ببرامج التعليم المطبقة على المدارس العربية في المناطق المحتلة سنة 1948 كما الغت مكتب التفتيش العربي وطلبت من جميع أفراد الجهاز التعليمي الالتحاق بأجهزة التعليم الاسرائيلية الخاضعة لوزارة التربية والتعليم ولبلدية القدس (الاسرائيليتين) وازاء رفض الجهاز التعليمي العربي التعاون تم فتح المدارس الحكومية بالقوة وأوجدت كوادر جديدة من المعلمين لا تتمتع بالكفاءة وحاولت السلطات وضع اشرافها على المدارس الأهلية بالنسبة للجهاز التعليمي وبرامج التعليم ومصادر التمويل. وهذه العقبات تدفع الشباب الى الهجرة خارج البلاد أو العمل في الميادين الاقتصادية (الاسرائيلية).
وقد استمر العدو الصهيوني اجراءاته فتوجه بقانون "القدس" الذي أقره الكنيست في 31 يوليو 1980 وقد نص على عدد من البنود منها :
1- أن القدس الكاملة والموحدة عاصمة اسرائيل
2- القدس هي مقر الرئيس والكنيست والحكومة والمحكمة العليا
ويفترض في هذا القانون، باعتباره أساسيا أن يصبح وفقا للنظم الدستورية الاسرائيلية جزءا من دستور اسرائيل عند وضعه. ومع اقرار هذا القانون تكون عملية تهويد القدس قد سارت خطوة جديدة، ذلك أن اجراءات الضم الاسرائيلي للقدس عملية كانت أم قانونية، مستمرة منذ احتلال المدينة دون انقطاع، ولا يمكن اعتبار القانون الأخير أكثر من تشريع يكرس اجراءات الضم الاسرائيلية، القديمة منها والمستمرة..

الاستيطان اليهودى
بعد عدوان 1967 تمسكت اسرائيل بمبدأ عدم العودة الى حدود 4 حزيران وامتزجت الحجج الأمنية بادعاءات اقتصادية ودينية. ولتثبت التوسع الاقليمي شرعت في خلق حقائق استيطانية بشكل مكثف في بعض المناطق العربية المحتلة.
وأخذت قضية الاستيطان في القدس والمنطقة المحيطة بها منذ عام 1967 أهمية رئيسية. واتفقت جميع وجهات النظر في اسرائيل على التمسك بالقدس وعلى ان عملية الاستيطان فيها انما تهدف الى جعل القدس يهودية لتصبح العاصمة الحقيقة لدولة اسرائيل. وذلك بالاتيان بربع مليون مهاجر يهودي جديد أو أكثر الى المدينة المقدسة، وامتداد الاستيطان الى ما وراء حدود القدس الحالية.
ومنذ ذلك التاريخ قامت السلطات الاسرائيلية باجراءات باعادة تخطيط للقدس اهمها :
- -احاطة أسوار المدينة القديمة بحديقة كبيرة وتغطية الأسوار بالورود والأشجار.
- -اظهار حائط المبكى في بعض اجزاء منه بطوله الكامل.
- ازالة كافة المباني القديمة والمتهدمة والاحياء الفقيرة.
- انشاء مركز تجاري رئيسي في وسط المدينة على مسافة تبلغ 2700 دونم ورغم الاحتجاجات والشكاوى العربية نفذت اسرائيل برامجها لتطوير القدس داخل السور وخارجه.

لجنة القــدس
لما لمدينة القدس من اهمية بالغة للمسلمين شكلت الدول الاعضاء فى منظمة المؤتمر الاسلامى لجنة اسميت بلجنة القدس تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في جدة عام 1395 هـ الموافق 1975 م.و تقرر إسناد رئاستها إلى جلالة الملك الحسن الثاني ملك المغرب وتتلخص اهدافها في :-دراسة الوضع في القدس-متابعة تنفيذ القرارات المصادق عليها والتي ستصادق عليها مستقبلا مؤتمرات وزراء الخارجية للبلدان الإسلامية.-متابعة القرارات المصادق عليها حول القدس من مختلف الهيئات والمحافل الدولية.-الاتصال بالمنظمات الدولية الأخرى التي قد تساعد على حماية القدس.-تقديم مقترحات للبلدان الأعضاء ولكل المنظمات المعنية بالأمر تتعلق بالخطوات المناسبة التي يجب اتخاذها لضمان تنفيذ القرارات لمجابهة التطورات الجديدة.
وتتشكل اللجنة من ممثلين عن خمسة عشر بلدا من بين بلدان الدول الأعضاء ينتخبون لمدة ثلاث سنوات من طرف مؤتمر وزراء الخارجية .
كما شكلت لجنة دائمة من ممثلي تسعة أعضاء ينضم إليهم الأمين العام بحكم منصبه تسمى : "لجنة القدس" منبثقة عن مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامية.
وقد صادقت اللجنة منذ انشائها على فرارات وتوصيات مصيرية وهامة لصالح القضية الفلسطينية والمدينة المقدسة نورد بعضا مما اتخذ فى بعض دوراتها:
ففى دورتها الاولى ناشدت اللجنة ملوك ورؤساء الدول الإسلامية الاتصال بالدول الأعضاء في مجلس الأمن لاطلاعها على خطورة الوضع في القدس الشريف وفي الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وأثر استمرار الممارسات الصهيونية على السلام في المنطقة وفي العالم.
ودعت مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات عملية تكفل تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ووقف العدوان المستمر على مدينة القدس الشريف والأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى المحتلة. وقررت ارسال وفد على مستوى عال لزيارة حاضرة الفاتيكان والمراجع الدينية المسيحية الدولية الأخرى ليعرض عليها قضية القدس الشريف والأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى المحتلة ، والعمل على كسب تأييد تلك المراجع لهذه القضايا .
وناشدت ملوك ورؤساء الدول الإسلامية الاتصال بدول أمريكا اللاتينية وغيرها من الدول غير المنحازة بهدف توفير أكبر دعم لقضية القدس وللحق الفلسطيني والعربي وإظهار المخاطر الناجمة عن اتفاقيات كامب ديفيد وواشنطن وأثرها الخطير على مستقبل العلاقات الدولية واتخاذ مواقف حازمة بما فيها قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول التي تقرر نقل سفاراتها إلى القدس، وتطالب بوقف الحفريات الأثرية، وإجراءات تغيير معالم مدينة القدس التي تهدف إلى تهويدها، وتغيير طابعها العربي والإسلامي، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها في ميثاق منظمة اليونسكو.ووضع خطة إعلامية لتطبيق القرارات الإسلامية بشأن قضية القدس وفلسطين ،حث الدول الإسلامية على ضرورة إصدار (طابع فلسطين) بصورة دائمة ومستمرة ما دامت قضية فلسطين قائمة وبالكيفية المقررة في قرارات المؤتمر الإسلامي، المساهمة الجدية في صندوق القدس كي يتمكن من النهوض بمسؤولياته في المحافظة على عروبة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.ودعوة البنك الإسلامي للتنمية لمنح التسهيلات والقروض المالية للمؤسسات الفلسطينية .
وفى دورتها الثانية عام 1980 اوصت اللجنة بالإعراب عن تقدير الموقف الفرنسي الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان في زيارته الأخيرة لعدد من الأقطار العربية الشقيقة بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واعتبار قضية فلسطين، قضية شعب وليست قضية لاجئين، ومواصلة الجهود والاتصالات للقيام بزيارات لفرنسا والدول الأوروبية ومجموعة مختارة من الدول غير الإسلامية من أجل تطوير موقفها باتجاه الوصول إلى الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني والاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني،واكدت تمسك الدول الإسلامية بقرار مجلس الأمن الدولي بشـأن المستوطنات والقدس الشريف ، واعتباره إرادة شرعية دولية اجتماعية، يجب وضعها موضع التنفيذ وتوجيه الشكر إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن لمصادقتها على القرار القاضي بتفكيك المستوطنات الإسرائيلية في القدس وكافة الأراضي المحتلة، واعتبار هذا القرار كسبا كبيرا للقضية الفلسطينية.وعبرت اللجنة عن استيائها بشدة للتصريحات الأمريكية إثر صدور قرار مجلس الأمن الدولي المذكور أعلاه والمتعلقة بوضع القدس ومستقبلها والاستيطان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة واكدت مناشدتها لملوك ورؤساء الدول الإسلامية اتخاذ مواقف حازمة بما فيها قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول التي تقرر نقل سفاراتها إلى القدس أو تعترف بضم القدس إلى الكيان الصهيوني.وتطالب الدول الإفريقية الأعضاء في المؤتمر الإسلامي ببذل كل الجهود حتى لا تعيد الدول الإفريقية العلاقات مع إسرائيل بأي شكل كان، ما لم يتحقق لقضية الفلسطينية حل عادل ودائم، مبني على تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ويمكنه من ممارسة حقه في تقرير المصير وإنشاء دولته المستقلة على ترابه الوطني واعتبار كل دعم سياسي وعسكري أو مالي أو اقتصادي أو بشري يقدم لإسرائيل مشاركة وتشجيعا لها في عدوانها على المقدسات وممارساتها التوسعية في الضم والاستيطان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ،المطالبة بعقد دورة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول القدس والقضية الفلسطينية، عقد ندوة خاصة بالقدس الشريف في مدينة باريس خلال هذا العام والتفكير في ندوات مماثلة في عواصم أخرى وبحث إمكانات التمويل، تكليف مجموعة الخبراء ورجال الفكر بالتعاون مع الأمانة العامة بوضع الوثيقة الخاصة بالقدس التي تؤكد عروبتها التعريف بمنجزات وانتصارات الثورة الفلسطينية على الصعيدين الإسلامي والدولي.، تقديم الشكر لقداسة البابا على خطابه في الأمم المتحدة، وعلى ثابت الفاتيكان في رفض ضم القدس العربية للكيان الصهيوني.
وقالت اللجنة فى بيانها لدورتها الطارئة عام 1980ان هذه الدورة الطارئة للجنة القدس تنعقد في ظرف صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي فه أعمالها الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني وصعدت ممارساتها لسياسة استكمال تهويد المدينة المقدسة واصدرت الكنيست الإسرائيلي قانونا يقضي بضم القدس العربية الشريفة إلى الكيان الصهيوني وإعلانها عاصمة أبدية لإسرائيل.
واكدت اللجنة فى البيان التزام الدول الإسلامية الأعضاء بالتنفيذ الفوري للقرارات التي اتخذت في المؤتمر الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذي انعقد في عمان مؤخرا، وكافة القرارات الإسلامية السابقة، دعوة الدول العربية والإسلامية لاستخدام جميع أسلحتها وإمكاناتها مع جميع الدول التي تتعامل مع قرار إسرائيل بضم القدس أو تؤيده وتشجعه وتسهم فيه، أو تساعد على تنفيذه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والبدء في تطبيق المقاطعة السياسية والاقتصادية لـ :
‌أ. الدول التي لها سفارات أو ممثليات في مدينة القدس الشريف.
‌ب. الدول التي تنقل أوتعلن عن نقل سفاراتها أوممثلياتها إلى القدس
‌ج. الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
- إجراء الاتصال مع دول العالم قصد تنبيهها إلى أن قيام المسؤولين فيها بزيارة القدس المحتلة يعتبر تشجيعا ودعما منها لقرار إسرائيل بضم القدس، وحثها على عدم القيام بتلك الزيارات.
- تشكيل لجنة من فخامة الرئيس أحمد سيكوتوري رئيس جمهورية غينيا الشعبية الثورية وفخامة الرئيس ضياء الرحمن، رئيس جمهورية بنغلاديش الشعبية للعمل إلى جانب الملك الحسن الثاني في الاتصالات التي يرى جلالته إجراؤها لـ:
‌أ. الطلب إلى الدول الأوروبية الغربية تبني الدعوة إلى انسحاب إسرائيل الفوري وغير المشروط من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك مدينة القدس، وأن تعلن إدانتها للتعسف الصهيوني وأن تتخذ إجراءات عملية في هذا المجال.
‌ب. الطلب من الأحزاب الأوروبية والأحزاب الصديقة المشاركة في الاشتراكية الدولية، طرد حزب العمل الإسرائيلي من المجموعة لموافقته على عملية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ، وعلى القرار الإسرائيلي المتعلق بضم القدس الشريف.
‌ج. الطلب من الدول الأوروبية التي تقدم تسهيلات للمهاجرين اليهود إلى فلسطين المحتلة، التوقف عن تقديم التسهيلات، لأن التهجير يسهم في استيطان الأراضي الفلسطينية والعربية بما فيها القدس، كما يشجع العدوان الصهيوني على شعب فلسطين.
‌د. بذل الجهود لدى الدول الغربية واليابان وكندا واستراليا لتوسيع الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وتقديم التسهيلات المختلفة لها على الصعيد الدبلوماسي والسياسي.
‌ه. الطلب من دول عدم الانحياز التي لها علاقات بإسرائيل أن تبادر إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية معها، وتطبيق العقوبات الاقتصادية ضدها.
- إجراء الاتصال مع الدول التي لها سفارات في القدس عن طريق وفد مكلف من طرف رئاسة لجنة القدس، قصد شرح موقف الدول الإسلامية ومطالبة تكل الدول بنقل سفاراتها من القدس الشريف.
- العمل على استصدار قرارات دولية في الأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها بإنزال العقوبات المنصوص عليها في الفصل السابع مع الميثاق ضد إسرائيل، وذلك لاستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية وتحديها للإرادة الدولية وقرارتها ومتابعة العمل لإقرار مشروع العقوبات من المجموعتين العربية والإسلامية لمجلس الأمن.
- دعوة جميع الدول على صعيد الأسرة الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في التصدي لتحدي إسرائيل للقرارات الدولية، وذلك باتخاذ هذه الدول إجراءات عملية رادعة للعدوان الإسرائيلي ودعمه للنضال الفلسطيني والعربي وبتبنيها موقفا واضحا من ضرورة انسحاب إسرائيل الفوري وغير المشروط من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
- تكثيف الاتصال مع حاضرة الفاتيكان وباقي العالم المسيحي لاتخذ موقف ايجابي ضد قرار العدو الإسرائيلي بضم القدس.
وقال البيان الختامى للجنة القدس فى دورتها الرابعة انه نظرا لاستهتار إسرائيل المستمر برفضها لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية، وقرارات منظمة الوحدة الإفريقية، وحركة عدم الانحياز التي تدعو إلى انسحاب إسرائيل من المناطق العربية والفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشريف، وتمكنين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في العودة وتقرير المصير وحقه في إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعب الفلسطيني.ونظرا لاستمرار إسرائيل في تحدي مشاعر المسلمين والرأي العام العالمي، بمواصلتها اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى تهويد الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف وتفريغها من سكانها العرب وممارسة سياسة العقوبات الجماعية ضدهم، وبناء المستوطنات اليهودية على أراضيهم، وتعرضهم لسياسة الإرهاب الرسمي وشبه الرسمي، الذي يهدف إلى تهجيرهم والقضاء على قيادتهم السياسية وإبعادها.
فقد أقرت لجنة القدس برنامج عمل إسلامي شامل لمواجهة التحدي الإسرائيلي ولتحرير القدس الشريف، واستعادة الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة وتحقيق جميع الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وسيتم رفعه إلى مؤتمر القمة الإسلامي القادم للمصادقة عليه.
واوصت لجنة القدس فى دورتها الخامسة بما يلى:
• الاتصال برؤساء الدول الأوروبية وكذلك رؤساء دول اليابان واستراليا وكندا ونيوزيلاندا، لشرح الموقف الإسلامي بهدف إقناعها بضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. الاتصال بالإدارة الأمريكية الجديدة وإبلاغها استنكار الدول الإسلامية للسياسة المتبعة حتى الآن المؤيدة والداعمة لإسرائيل على كل المستويات، وحثها على تفهم الموقف الإسلامي، باعتبار أن استمرار تلك السياسة سينعكس سلبا على علاقات ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في العالم الإسلامي، وشرح الموقف الإسلامي لها وإقناعها بضرورة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وبحق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.،متابعة الاتصال بحاضرة الفاتيكان لإقناعها بالاعتراف بمنظمة التحرر الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبحق شعب فلسطين في تقرير المصير، وفي العودة، وفي إقامة دولته المستقلة التي عاصمتها القدس ومطالبتها بإدانة ضم إسرائيل للقدس واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية. اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة، باعتبارها المصدر الأساسي للقوى البشرية اليهودية التي تدعم الكيان الصهيوني، وتفرض الأمر الواقع الاستيطاني على الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وعلى رأسها القدس. وتتضمن هذه الخطوات إجراء الاتصالات اللازمة مع الدول التي تسمح بالهجرة اليهودية والتي تقدم تسهيلات لها عبر أراضيها من أجل وقفها والعمل على تشجيع الهجرة اليهودية من فلسطين المحتلة للخارج. تأكيد ضرورة إجراء الاتصالات مع الأحزاب الصديقة المشاركة في الاشتراكية الدولية من أجل العمل على طرد حزب العمل الإسرائيلي من عضويتها، على اعتبار أن سياسة هذا الحزب عدوانية الأسلوب، توسعية الهدف، ولكونه مسؤولا عن شن عدة حروب على الأمة العربية، ولموافقته على عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وعلى القرار الإسرائيلي المتعلق بضم القدس الشريف، وإقناعها بعدم عقد اجتماع الاشتراكية الدولية في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة. تعزيز علاقات الدول الإسلامية مع دول أمريكا اللاتينية بهدف منع وإيقاف تغلغل النفوذ الصهيوني بجميع أشكاله في تلك الدول، وخاصة في المجال العسكري المتمثل في صفقات الأسلحة الإسرائيلية، ونشاط أجهزة الوكالة اليهودية وعملائها المتمثل في تزييف صكوك بيع الأراضي في أوساط المغتربين الفلسطينيين من فلسطين المحتلة، والعمل على الاتصال بهؤلاء المغتربين وتنبيههم إلى مخططات العدو والنتائج السلبية المترتبة عنها. الاتصال بدول عدم الانحياز ودول منظمة الوحدة الإفريقية ودول المجموعة الاشتراكية لتوطيد العلاقات معها لمواقفها من القضية الفلسطينية. إجراء الاتصالات اللازمة مع الدول الصديقة من أجل تنفيذ قرار لجنة القدس القاضي بالعمل على استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجميد عضوية إسرائيل، تمهيدا لطردها من الأمم المتحدة ما لم تبادر إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بقضية فلسطين وبمشكلة الشرق الأوسط. ضرورة قيام الأمانة العامة بالتعجيل في مراجعة وطباعة الوثيقة الأساسية عن مدينة القدس، باللغات الثلاث وتوزيعها وتعميمها على أوسع نطاق، إسلامي وعالمي، باعتبارها تمثل مرجعا تاريخيا وسياسيا وحضاريا وإعلاميا هاما عن مدينة القدس. القيام بحملة إعلامية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لكسب المزيد من التأييد الرسمي والشعبي لقضية القدس الشريف.،إقامة ندوة دولية عن القدس الشريف في العاصمة الأمريكية نظرا لأهمية توعية الشعب الأمريكي والأوساط الجامعية والثقافية بقضية فلسطين والقدس.،تنظيم ندوات دولية أخرى حول القدس وفلسطين في بون ولندن وطوكيو. تقوم الأمانة العامة بالتنسيق مع رئاسة لجنة القدس بوضع الترتيبات اللازمة والتحضير الكامل لإقامة الندوة في واشنطن خلال هذه السنة، وتغطية نفقاتها من الاعتمادات المقررة في البرنامج الإسلامي للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري. وتقوم اللجنة الإسلامية للشؤون الإعلامية والثقافية، والتي شكلها مؤتمر القمة الإسلامي الثالث، بمتابعة وتنفيذ جميع القرارات الإعلامية الصادرة عن المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس والمتعلقة بقضية القدس وفلسطين.
التأكيد على قرار المؤتمر الإسلامي بإحداث المكتب الإسلامي لمقاطعة إسرائيل والتنسيق بينه وبين المكتب الرئيسي للمقاطعة التابع لجامعة الدول العربية. الطلب من الدول الإسلامية بأن تقوم عواصمها بالتآخي مع عاصمة فلسطين، القدس الشريف، تعبيرا منها عن التقدير الكامل الذي يكنه العالم الإسلامي نحو مدينتهم المقدسة. التأكيد على الطلب من المجموعة الأوروبية بوقف اتفاقياتها الاقتصادية الثنائية والجماعية مع العدو الإسرائيلي، وذلك تنفيذا لتعهداتها بألا تسري هذه الاتفاقيات على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. حث دول المجموعة الأوروبية واليابان على عدم تبني التشريعات المعادية التي صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة المقاطعة العربية لإسرائيل والتركيز على شرعية هذه المقاطعة واستمرارها. ودعت اللجنة لإنشاء المكتب العسكري في الأمانة العامة، للقيام بالتنسيق العسكري مع منظمة التحرير الفلسطينية والدول الإسلامية، بما يحقق قدرة الاستفادة من إمكانات الدول الإسلامية بشكل يخدم النضال الفلسطيني..
واكدت لجنة القدس فى دورتها السادسة من جديد أن قضية تحرير القدس وفلسطين والأراضي العربية المحتلة هي قضية الأمة الإسلامية الأولى، الالتزام بتحرير كل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عدوان 1967م وفي طليعتها القدس الشريف وعدم التنازل أو التفريط في أي جزء من تلك الأراضي. الالتزام باستعادة كل الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد. الالتزام بتنفيذ القرار القاضي بتغطية رأسمال صندوق القدس. والعمل على تقوية التضامن الإسلامي وتكثيف الجهود من أجل إزالة كل الخلافات القائمة بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وتأكيدا على وحدة الموقف الإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي.والإسراع بمتابعة تنفيذ القرار الخاص بقيام المكتب الإسلامي لمقاطعة إسرائيل بتنسيق مع مكتب المقاطعة العربية وإعطاء الصفة الدبلوماسية الكاملة لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في الدول الإسلامية التي لم تقم بذلك بعد.
وتشكيل وفد منبثق عن لجنة القدس تعهد إليه مهمة الاتصال بحكومة الولايات المتحدة الأمريكية والتحدث مع المسؤولين الأمريكيين والرأي العام الأمريكي تنفيذا لقرار لجنة القدس في دورتها الخامسة التي تنص على الاتصال بالإدارة الأمريكية وإبلاغها استنكار الدول الإسلامية للسياسة المتبعة حتى الآن المؤيدة والداعمة لإسرائيل على كل المستويات وحثها على تفهم الموقف الإسلامي، باعتبار أن استمرار تلك السياسة سينعكس سلبيا على علاقات ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في العالم الإسلامي، وشرح الموقف الإسلامي لها وإقناعها بضرورة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وبحق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ودعم طلب المملكة الأردنية الهاشمية في إدراج مدينة القدس على لائحة التراث الحضاري العالمي المعرض للخطر، والاتصال بكافة الدول لتأييد هذا الطلب لدى اليونسكو والقيام بالتنسيق العسكري بين دول المواجهة ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة والدول الإسلامية من جهة أخرى، بما يحقق قدرة الاستفادة من إمكانات الدول الإسلامية بشكل يخدم المجهود العسكري، إنشاء مكتب عسكري في الأمانة العامة والقيام بهذا التنسيق بالاتفاق مع رئاسة لجنة القدس وتلبية احتياجات منظمة التحرير الفلسطينية من الكفاءات والمستلزمات العسكرية كما وكيفا، وإجراء اتصالات ثنائية بين منظمة التحرير الفلسطينية وجميع الدول الإسلامية من أجل ذلك، القيام بحملة إعلامية مكثفة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية قصد التشهير بالممارسات الإسرائيلية والتعريف بالقضية الفلسطينية والعمل على كسب المزيد من التأييد الرسمي والشعبي لهذه القضية، تحضير ملف يصدر في كتيب عن العدوان الصهيوني على الأماكن المقدسة وعلى الشعب الفلسطيني المؤمن، وشرح أبعاده. تحضير ملف يصدر في كتيب يعرف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبمؤسساتها وبنضال شعب فلسطين وعدالة قضيته ويتضمن التأكيد بأن الحل الوحيد لقضية فلسطين وقضية القدس كجزء منها لن يتم إلا بإحقاق الحقوق الثابتة لشعب فلسطين وإقامة دولته المستقلة على أرضه، حث الدول الإسلامية على إعلان تآخي مدينة القدس الشريف عاصمة فلسطين مع العواصم والمدن الإسلامية الكبرى، رمزا للتضامن الإسلامي مع الشعب.
واقرت لجنة القدس فى دورتها السابعة بمدينة مراكش تبني المبادئ الثمانية التالية التي أقرها مؤتمر القمة العربي بفاس :
أولا: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967م بما فيها القدس العربية.
ثانيا: إزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي العربية بعد عام 1967م.
ثالثا: ضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان بالأماكن المقدسة.
رابعا: تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وممارسة حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ممثله الشرعي والوحيد وتعويض من لا يرغب في العودة.
خامسا: تخضع الضفة العربية وقطاع غزة لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة ولمدة لا تزيد عن بضعة أشهر.سادسا : قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
سابعا: يضع مجلس الأمن الدولي ضمانات السلام بين جميع دول المنطقة بما فيها الدولة الفلسطينية المستقلة.
ثامنا: قيام مجلس الأمن الدولي بضمان تنفيذ تلك المبادئ..
وعقدت لجنة القدس اجتماعها الثامن بمدينة نيويورك فى 30 سبتمبر 1983م وأوصت بما يلي:
أولا: إعطاء موضوع المستوطنات الإسرائيلية في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة أهمية قصوى وذلك: بدعوة كافة الدول الإسلامية على الصعيد الثنائي والصعيد الجماعي للقيام بالاتصال بدول العالم قصد شرح الأخطار التي يمثلها استمرار سياسة إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وحثها على العمل من أجل وقف هذه السياسة تنفيذا لإرادة المجتمع الدولي المعبر عنها في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومختلف الهيئات الدولية، وتطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم 465 بتاريخ الفاتح من مارس 1980م الذي أعلن رفضه إقامة المستوطنات واعتبرها خرقا فاضحا لاتفاقية جنيف الرابعة وعملا غير شرعي يشكل عقبة في طريف السلام.
ثانيا: تأكيد أن جميع الإجراءات والتدابير التشريعية والإدارية المتعلقة بمدينة القدس الشريف التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية والتي ترمي إلى تغيير وضع المدينة المقدسة هي إجراءات لاغية وباطلة.
ثالثا: التنديد بالاعتداءات المتكررة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأماكن المقدسة في القدس والخليل وسائر الأراضي الفلسطينية، واتخاذ كافة الإجراءات لمواجهة هذه الاعتداءات ووقفها.
رابعا: العمل من أجل مواجهة محاولات إسرائيل الهادفة إلى استعادة علاقاتها بالدول الإفريقية وتكثيف الاتصال بهذه الدول الشقيقة على الصعيدين الثنائي والجماعي قصد شرح أبعاد المحاولات الإسرائيلية وتوضح الوجه الحقيقي للسياسة الإسرائيلية الاستيطانية التي تمارس سياسة التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني وتتعاون بشكل وثيق مع النظام العنصري في جنوب افريقيا وخاصة في المجال العسكري والنووي، وذلك انطلاقا من أن مساندة الدول الإفريقية للقضية الفلسطينية ينبع من موقف مبدئي يرتكز على محاربة الظلم والتمييز العنصري ومساندة قضايا التحرر والعدل في العالم.
واوصت لجنة القدس فى دورتها الطارئة بمدينة فاس، فى أبريل 1984م بالاتى:
أن يتولى رئيسها دعوتها إن اقتضت الظروف، للسفر في وفد برئاسته إلى الولايات المتحدة للقيام بالاتصالات اللازمة مع السلطات الأمريكية، الاتصال بالدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وبمختلف المجموعات الدولية لكسب تأييدها لوجهة النظر الإسلامية واتخاذ الإجراء نفسه إن اقتضت الظروف ، قطع العلاقات فورا مع كل من كوستاريكا والسلفادور تنفيذا للقرارات الإسلامية التي دعت جميع الدول الأعضاء إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية وغيرها مع أية دولة تقرر نقل سفارتها إلى القدس أو تعترف بضم إسرائيل لها أو بجعلها عاصمة لها، التأكيد على أن أي نوع من أنواع التمثيل الدبلوماسي في القدس وبشكل خاص ما يسمى بمكاتب الاتصال، لا يختلف في حقيقته عن نقل السفارات إلى القدس، وترى اللجنة أن إنشاء مثل هذا التمثيل الديبلوماسي أو شبه الدبلوماسي يعتبر خرفا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 478 لعام 1980م، ويجب أن يعتبر هذا العمل بمثابة نقل السفارات.
تذكر اللجنة العالم بالتزاماتها طبقا للقانون الدولي بعدم التعامل مع إسرائيل بأي طريقة يمكن أن تعتبرها إسرائيل على أنها إقرار بالأمر الواقع في القدس، أو اعتراف بها كعاصمة لها.
ودرست اللجنة بإمعان، التقارير المقدمة التي تشرح هذا العدوان، ووقفت أمام ظاهرة تفشي الإرهاب الصهيوني بالقدس، وإقامة مراكز له في المدينة القديمة وتشكيل تنظيمات متخصصة به تسير على برامج عنصرية تهدف لطرد سكان القدس العرب ولهدم المقدسات الإسلامية والمسيحية في بيت المقدس وفلسطين ويغذيها مسؤولون إسرائيليون وفق برامج منظمة وسياسة مرسومة.
وأكدت اللجنة أن السبيل الوحيد لإزالة هذا الخطر الداهم هو انسحاب إسرائيل الفوري من القدس ومن جميع الأراضي العربية المحتلة.
كما اوصت بتخصيص يوم الجمعة 17 شعبان 1404هـ الموافق 18 مايو 1984م في جميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ليكون يوما للقدس تخصص خطب الجمعة فيه للتنديد بالأعمال العدوانية التي تمارسها إسرائيل ضد القدس الشريف بالتواطؤ مع مؤيديها من مراكز القوى الصهيونية الأمريكية وغيرها.
وعقدت لجنة القدس دورتها العاشرة بمدينة مراكش في المملكة المغربية يومي 21 و22 يناير 1986م واوصت بما يلي:
التوقف عن العمل لفترة محددة في جميع أرجاء العالم الإسلامي فى 3 فبراير/ 1986م احتجاجا على الانتهاكات الصهيونية لحرمة المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، تعبيرا عن تضامن الأمة الإسلامية مع المقاومة البطولية التي تخوضها الجماهير الفلسطينية في فلسطين المحتلة دفاعا عن وطنها ومقدساتها. الاتصال بحاضرة الفاتيكان والكنيسة الأرثوذكسية والمقامات الدينية المسيحية الأخرى من أجل اتخاذ موقف فعال لمواجهة الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس الشريف وفلسطين المحتلة، توجيه رسائل من جلالة الملك الحسن الثاني رئيس لجنة القدس إلى رؤساء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ورئاسة عدم الانحياز ورئاسة منظمة الوحدة الإفريقية ورئاسة السوق الأوروبية المشتركة، لوضعهم في صورة ما يجري في مدينة القدس الشريف ومدينة الخليل وبقية المدن والمناطق المحتلة في فلسطين، من عدوان صهيوني آثم ومستمر على المقدسات، وإلى خطورة هذا الوضع المتفاقم الذي يعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر الشديد، مطالبة هذه الدول بالضغط على السلطات الإسرائيلية لوفق هذه الاعتداءات، والانصياع للقرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن، توجيه نداء موقع من رؤساء الدول الإسلامية إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وإلى قداسة البابا والمقامات الدينية المسيحية وإلى المجموعات الدولية يحذر فيه بقوة من مغبة استمرار الانتهاكات الصهيونية للأماكن الإسلامية والمسيحية في فلسطين وخاصة مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وأن السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط لا يتم إلا بانسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها مدينة القدس الشريف، وضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس .
واوصت لجنة القدس فى اجتماعها الطارىء بمدينة إيفران بالمملكة المغربية فى يناير 1988 بما يلي : تدعو جميع الدول أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي إلى تكثيف دعمها للشعب العربي الفلسطيني داخل الوطن المحتل سياسيا وماديا لتعزيز قدرته على الصمود ومقاومة الاحتلال وممارساته الإرهابية العنصرية، تؤكد إدانتها للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها القدس، وتعتبر أن استمرار هذا الاحتلال يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان الفلسطيني وحرياته الأساسية، تدين بشدة السياسات والممارسات الصهيونية اللاإنسانية تجاه السكان العرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمتمثلة في الإجلاء والطرد والإبعاد والقتل والاعتقال الجماعي ومصادرة الممتلكات والاعتداء على حرمة الأماكن المقدسة وتدنيسها وما إلى ذلك من الممارسات. وتناشد المجتمع الدولي فتح تحقيق تحت إشراف هيئة الأمم المتحـدة وهيئة الصليب الأحمر الدولي لتحديد حجم الجرائم البشعة التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب العربي في فلسطين، والعمل على وقفها، تدعو جميع الدول أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي بما لها من وزن وما تملك من صداقات في المجتمع الدولي إلى القيام بكل ما تراه مناسبا من الجهود والاتصالات السياسية والدبلوماسية بالدول والهيئات الدولية والإقليمية كي تبادر على الضغط على سلطات الاحتلال الصهيوني للتقيد بالمواثيق والاتفاقات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف لسنة 1949م بشأن معاملة السكان المدنيين في زمن الحرب في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وبالقرارات الدولية في هذا الشأن، تؤكد أن القدس وباقي الأراضي الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط لن تشهد السلام والاستقرار ما لم يتم حل قضية فلسطين، حلا شاملا وعادلا يضمن استعادة شعب فلسطين لحقوقه الوطنية الثابتة بما فيها حقه في وطنه فلسطين، وحقه في العودة إليه واسترداد ممتلكاته فيه، تدعو إلى الإسراع في عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تحت رعاية الأمم المتحدة تشارك فيه جميع أطراف النزاع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية على قدم المساواة، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، تدعو الحكومات الإسلامية إلى اتخاذ الترتيبات اللازمة لتنظيم حملة للتبرع بأجر يوم عمل واحد نقدا أو عينا تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في انتفاضته.
واكدت لجنة القدس فى اجتماعها بمدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية يومي 6 و 7 أبريل 1990م أن مدينة القدس العربية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي عاصمة دولة فلسطين، وأن أي مساس بوضعها القانوني هو انتهاك صارخ للمواثيق والقوانين والقرارات الدولية وفي هذا الصدد فإن لجنة القدس تدين بشدة القرار الأخير للكونغرس الأمريكي المخالف للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ولمواقف الولايات المتحدة الأمريكية الرسمية الخاصة بالمدينة المقدسة، وهي تطالبه بإلغاء هذا القرار الذي يتنكر للحقوق العربية، ويتحدى مشاعر الأمة الإسلامية،و تدين بشدة استمرار الممارسات الصهيونية الوحشية ضد المواطنين في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والمتمثلة في الطرد والإبعاد والاعتقال الجماعي وقتل الأطفال والنساء، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي والممتلكات وتدنيس الأماكـن المقدسة. وتناشد المنظمات الدولية التدخل لإيقاف هذه الأعمال اللاإنسانية التي تعتبر خرقا فاضحا لحقوق الإنسان الفلسطيني وسياسة الاستيطان وتوطين المهاجرين السوفيات في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها مدينة القدس الشريف، وتعتبر كل المستوطنات المقامة على الأرض المحتلة ملغاة وباطلة ومخالفة للشرعية الدولية و تطالب بوضع المناطق الفلسطينية والعربية المحتلة تحت الإشراف الدولي المؤقت تمهيدا لتحقيق السلام العاجل والشامل في المنطقة،وتطالب حكومة الاتحاد السوفياتي انسجاما مع موقفها المؤيد على وجه العموم للقضية الفلسطينية بمنع هجرة اليهود السوفيات إلى إسرائيل للأسباب التالية: لأنها تشكل خرقا للقوانين والمواثيق والقرارات الدولية ولأن إسرائيل ترفض الاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم بموجب حق العودة المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق العودةولأنها تهدد مسيرة السلام في المنطقة وتشجع الكيان الصهيوني على انتهاج سياسة التوسع والاستيطان والعدوان.
ولتعارض هذه الهجرة مع حرية المهاجر في اختيار البلد الذي يريد أن يستقر فيه، وذلك في ضوء القيود الأمريكية التي فرضت على دخول المهاجرين اليهود إلى الأراضي الأمريكية وإغلاق مراكز تجمعهم في أوروبا قصد دفعهم قسرا إلى فلسطين المحتلة ولمطالبته عدم إسقاط جنسية أي مهاجر يغادر بلده والسماح له بالاحتفاظ بجوازه لتمكينه من العودة إلى بلده الأصلي إذا رغب في ذلك، تدعو الحكومة الأمريكية إلى تحمل مسؤلياتها من خلال الإجراءات التالية: رفع القيود التي وضعتها في وجه دخول المهاجرين اليهود إليها ،إيقاف المساعدات التي تمنحها الإدارة الأمريكية للحكومة الإسرائيلية لدعم مشروعات الاستيطان الإسرائيلية، وضع قيود على حملات التبرعات التي تتم في الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك الإعفاء الضريبي على المبالغ المخصصة لدعم مشاريع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلةكما تناشد دول المجموعة الأوروبية، انسجاما مع موقفها المتميز من القضية الفلسطينية تكثيف الاتصالات لحمل إسرائيل على إيقاف الاستيطان الإسرائيلي وتوطين المهاجرين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وذلك تنفيذا للاتفاقيات الدولية حول حقوق الإنسان والقرارات الدولية ذات الصلة، السماح لمن يرغب من هؤلاء المهاجرين في الإقامة في أية دولة أوروبية وفقا لاتفاقيات هلسنكي، إعادة فتح مراكز التجمع الأوروبية التي توفر للمهاجرين فرصة اختيار المكان الذي يريدون التوجه إليه، كما تدعو الدول الأعضاء إلى العمل على تشجيع عودة اليهود من فلسطين المحتلة إلى مواطنهم الأصلية،طلب مجلس الأمن تشكيل لجنة رقابة دولية للإشراف والرقابة على عدم الاستيطان في الأراضي المحتلة بما فيها القدس وكذا بقية الأراضي العربية المحتلة، وذلك تطبيقا لقرارات هيئة الأمم المتحد،الاتصال بالسكرتير العام للأمم المتحدة،وتأكيد مبادرة السلام الفلسطينية المستندة إلى مشروع السلام العربية والشرعية الدولية، العمل من أجل اللقاء الإسلامي المسيحي بمشاركة حاضرة الفاتيكان والكنائس الشرقية والكنائس الأخرى من أجل الحفاظ على هوية المدينة المقدسة وطابعها الديني والتاريخي ووضعها الديمغرافي.
وعقدت لجنة القدس دورتها الثالثة عشرة بالرباط عاصمة المملكة المغربية يوم 15 من أكتوبر 1990،وادانت اللجنة إسرائيل فى المذبحة التي اقترفتها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في حرم القدس الشريف فى 8 أكتوبر 1990م ، مستهترة بقدسية هذه الأماكن، وبمشاعر ما يزيد على مليار مسلم في العالم،و لاستمرارها في ممارساتها العنصرية والوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وفي تنفيذ مخططها الاستيطاني في القدس الشريف وفي سائر الأراضي المحتلة بما في ذلك إقامة مستوطنات جديدة لإسكان اليهود السوفيات المهاجرين إلى إسرائيل ، كما تنوه بموقف قداسة البابا لإدانته تلك المذبحة واستنكاره للاوضاع المأساوية التي تعيشها مدينة القدس و تؤكد أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة وأنها عاصمة دولة فلسطين. وتذكر بقرارات مجلس الأمن وعلى الخصوص القرارين 476 و 468 (1980) اللذين يؤكدان أن (القانون الأساسي لإسرائيل) الذي يعتبر القدس عاصمة موحدة لإسرائيل باطل ولاغ، وأن كل التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية التي غيرت أو ترمي إلى تغيير هوية مدينة القدس الشريف ووضعها القانوني هي إجراءات لاغية وباطلة ويجب العمل على إنهائها فورا. وتؤكد أن اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس 1949م تسري على الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967م بما في ذلك القدس الشريف و تدين بقوة تحدي إسرائيل السافر لمجلس الأمن وللمجتمع الدولي برفضها القرار 672 الذي اتخذه المجلس بالاجماع يوم 12 أكتوبر 1990م والقاضي بايفاد لجنة من طرف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة لاستقصاء الأوضاع في القدس الشريف على أثر مذبحة 8 أكتوبر 1990م. وتدعو مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على إسرائيل طبقا لمقتضيات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة و تؤكد أهمية العمل على عقد لقاء إسلامي - مسيحي بمشاركة الفاتيكان والكنائس الشرقية وغيرها من الكنائس الأخرى من أجل الحفاظ على هوية المدينة المقدسة وطابعها الديني والتاريخي ووضعها الديمغرافي.
وعقدت لجنة القدس دورتها الرابعة عشرة بمدينة مراكش بالمملكة المغربية يوم 23 يناير 1992م، للنظر في تطورات الوضع في مدينة القدس وعلى ضوء تلك المداولات، اتخذت اللجنة التوصيات التالية :
التأكيد بأن قضية بيت المقدس وتحرير المسجد الأقصى المبارك تظل الشغل الشاغل لكل المسلمين، وأن الأمة الإسلامية والعربية لا تسمح بالتفريط بأي جزء ، مهما صغر شأنه، من القدس الشريف وأرض فلسطين وترفض أية دعوة لاستبعاد القدس من دائرة مفاوضات السلام، كما تؤكد أن دعوة القدس الشريف إلى السيادة الفلسطينية شرط رئيس على طريق تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.،وتدعو دول العالم إلى تجنب التعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعاملا يحدو بتلك السلطات إلى اعتباره، بأية صورة من الصور، اعترافا ضمينا بالأمر الواقع الذي فرضته بإعلانها القدس عاصمة لإسرائيل وتؤكد أن التدبيرات والإجراءات التشريعية والإدارية والاستيطانية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة باطلة ومخالفة للمعاهدات الدولية والمواثيق والأعراف،دعوة الدول الأعضاء إلى العمل على إشاعة روح الدفاع عن القدس باعتبار ذلك واجبا إسلاميا وقوميا، وعلى زيادة ترسيخ مكانة القدس في نفوس المسلمين ودحض الافتراءات والأكاذيب التي يطلقها العدو الصهيوني حول قضية القدس، ادانة كل صور الممارسات التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منتهكـة بذلك انتهاكا صارخا للعهد الدولي القاضي بإلغاء كل صور التمييز العنصري وتدين أيضا مخططات إسرائيل الاستيطانية التهويدية في القدس والأراضي الفلسطينية والجولان السوري والجنوب اللبناني التي تتحدى مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م، ادانة سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإقدامها على نهب وثائق المحكمة الشرعية في القدس يوم 18 نوفمبر 1991، وتطالب هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة والمجتمع الدولي بإجبار تلك السلطات على إعادة الوثائق الإسلامية في أقرب وقت والالتزام بعدم تكرار تلك الجريمة، دعم الجهود التي أدت إلى عقد مؤتمر السلام حول الشرق الأوسط في مدريد وبدء مفاوضات السلام في واشنطن، سعيا وراء توفير حل عادل وشامل لقضية فلسطين والنزاع العربي الإسرائيلي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ومنها قرارات مجلس الأمن رقم 242 و 338 و 425، ويضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف والجولان السوري المحتل والجنوب اللبناني وسائر الأراضي العربية المحتلة الأخرى، تنفيذا لصيغة "الأرض مقابل السلام" وتمكينا لشعب فلسطين من ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة، الاعراب عن ارتياحها لقرار مجلس الأمن رقم 726 الذي يدين إسرائيل لقرارها إبعاد اثنى عشر فلسطينيا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتطلب من المجتمع الدولي التصدي لسياسة الإبعاد والطرد وإرغام إسرائيل على الامتثال للإرادة الشرعية الدولية، تشكيل وفد من أعضائها لزيارة الجمهوريات الاسلامية الست الأعضاء في رابطة الدول المستقلة (كازاخستان- أوزبكستان- قير غيزيا- طاجكيستان- تركمانستان- أذربيجان) لشرح التطورات على صعيد القضية الفلسطينية والأخطار التي تهدد الأماكن المقدسة في بيت المقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، الاعراب عن تقديرها الفائق لموقف قداسة البابا يوحنا بولس الثاني والمراجع المسيحية الأخرى المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني وتسجل بارتياح استنكارهم الممارسات غير القانونية التي تقدم عليها سلطات الاحتلال في مدينة القدس، وتدعو إلى استمرار التنسيق مع حاضرة الفاتيكان والمراجع المسيحية الأخرى تنسيقا من شأنه الحفاظ على القدس وهويتها.
وعقدت لجنة القدس دورتها الخامسة عشرة في مدينة إفران بالمملكة المغربية يومي 16 ـ17 يناير 1995م لدراسة الأوضاع الخطيرة التي تمر بها قضية القدس الشريف.
وعلى ضوء تلك المداولات أوصت بما يلي:التأكيد أن السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق الا بتنفيذ فرارات مجلس الأمن رقم 242، 338، 425 ومبدأ الأرض مقابل السلام بما يكفل انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إلى خطوط الرابع من يونيو 1967م بما في ذلك مدينة القدس الشريف والجولان السوري وجنوب لبنان، كما تؤكد ضرورة عودتها إلى السيادة الفلسطينية عاصمة لدولة فلسطين، دعوة الأمة الإسلامية إلى تضافر جهودها من أجل دعم الحق الفلسطيني في مدينة القدس الشريف ومساندة مواقف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية وبشتى الوسائل من أجل نقل جميع السلطات والمسئوليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشريف، إلى السلطة الفلسطينية ،الطلب من مجلس الأمن الدولي وخاصة الدولتين راعيتي مؤتمر السلام باتخاذ التدابير اللازمة لحمل إسرائيل على وقف الاستيطان وتهويد القدس وعدم إجراء أي تغيير جغرافي أو سكاني فيها والالتزام بالاتفاقات والتعهدات الخاصة بعدم المساس بالمؤسسات الفلسطينية والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلةوطلب الدول الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم478 (1980) الذي يقضي بعدم نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى مدينة القدس الشريف وتؤكد مجددا أن كل التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية والاستيطانية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة باطلة ومخالفة للمعاهدات الدولية والمواثيق والأعراف، وذلك طبقا لقرارات الشرعية الدولية ومنها قرارات مجلس الأمن رقم 476، 478 (1980) 465 وكذلك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تقضي ببطلان تلك الإجراءات، الادانة بشدة قرار الكنيست الإسرائيلي الصادر بتاريخ 26 ديسمبر 1994/ القاضي بمنع أي نشاط للمؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس الشريف، وتطالب المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بهذا القرار وحمل إسرائيل على التراجع عنه كذلك الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية لما تخلفه من ضحايا وتدمير، إنشاء فريق للاتصال في مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في اللجنة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لمتابعة تنفيذ قرارات اللجنة وقرارات مجلس الأمن الخاصة بالقدس الشريف.
وعلى صعيد دعم مدينة القدس الشريف اكدت اللجنة على الدور الهام لصندوق القدس في دعم صمود أهل المدينة المقدسة ومؤسساتها في وجه المخططات الإسرائيلية، وتدعو الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى الالتزام بتغطية رأس مال كل من صندوق القدس ووقفيته من أجل إعمار مدينة وبناء الوحدات السكنية فيها وترميم أبنيتها القديمة حفاظا على التراث الحضاري والإسلامي ودعم صمود أهلها، ترحب باقتراح صاحب الجلالة الحسن الثاني ملك المغرب رئيس لجنة القدس ورئيس مؤتمر القمة الإسلامي السابع إنشاء (بيت مال القدس الشريف) لإنقاذ مدينة القدس الشريف وحماية الحق الفلسطيني فيها ودعم صمود أهلها والمحافظة على تراثها الحضاري والديني والثقافي والعمراني.ويأخذ بيت المال هذا شكل وكالة تهدف إلى تعبئة الموارد المادية والمالية من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات والهيئات والقطاع الخاص والجمعيات والجاليات الإسلامية والعربية وكذلك الأفراد.
وعقدت لجنة القدس دورتها السادسة عشرة في مدينة الرباط بالمملكة المغربية فى 27 مارس 1997م لدراسة الأوضاع الخطيرة التي تمر بها قضية القدس الشريف، قضية الأمة الإسلامية وعلى ضوء تلك المداولات أقرت اللجنة التوصيات التالية :
تأكيد دعمها لعملية السلام في الشرق الأوسط وتنفيذ كافة الاتفاقيات الموقعة في هذا الإطار بين الأطراف المعنية وكذلك جميع الالتزامات والتعهدات التي تم التوصل إليها وفق الأسس التي انطلقت على أساسها في مؤتمر مدريد، وذلك طبقا لقرارات الأمم المتحدة وخاصة قرارات مجلس الأمن رقم 242، 338، 425، وصيغة الأرض مقابل السلام، والتي تضمن انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في الخامس من/ يونيو 1967 بما في ذلك القدس الشريف والجولان السوري وجنوب لبنان وبقاعه الغربية المحتلين منذ الرابع عشر من مارس 1978 وتدعو إسرائيل إلى التقيد بالتزاماتها التي قدمتها خلال المفاوضات، واستئناف المفاوضات على المسار السوري من النقطة التي انتهت عندها ، وتدعو كذلك إلى استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف و أن مدينة القدس الشريف جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م ينطبق عليها ما ينطبق على سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة طبقا لقرارات الشرعية الدولية، وتطالب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن القدس وخاصة القرار 252 (1968) والقرار 267 (1969) والقـرار 465 (1980) والقـرار 476 (1980) والـقرار 478 (1980) والقـرار 1073 “1996 “ وقرار الجمعية العامة رقم 51/233 (1997).
والادانة بشدة استمرار إسرائيل في سياستها التوسعية الاستيطانية في مدينة القدس الشريف وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وتعتبر هذه السياسات والإجراءات متنافية مع جميع الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الدولية ذات الصلة، وخاصة قرارات مجلس الأمن واتفاقية جنيف الرابعة ، وانتهاكا واضحا للقانون الدولي، وتشكل تهديدا خطيرا لعملية السلام وتدعو المجتمع الدولي لحمل إسرائيل على الالتزام التام بتنفيذ جميع الاتفاقيات والتعهدات في إطار عملية السلام وفق الجدول الزمني المحدد لها، رفع الحصار عن مدينة القدس ووقف جميع القرارات والإجراءات والممارسات الإسلامية المتمثلة في الاستيطان اليهودي ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وسحب هوية المواطنين المقدسيين وأعمال الحفريات حول الحرم القدسي الشريف وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية،مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لأعمال الاستيطان في مدينة القدس وخاصة المستوطنة الجديدة على جبل أبو غنيم وأية إجراءات أخرى تهدف إلى تغيير الوضع السياسي والجغرافي القانوني والتاريخي للقدس الشريف وبالالتزام بتنفيذ كافة الاتفاقات المبرمة مع السلطة الوطنية الفلسطينية وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، الرفع الكلي للحصار الاقتصادي المفروض على المناطق الفلسطينية، حث الدول الإسلامية التي شرعت في اتخاذ خطوات تجاه العلاقات مع إسرائيل في إطار عملية السلام على إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل بما في ذلك إقفال البعثات والمكاتب حتى تنصاع إسرائيل إلى قرارات الأمم المتحدة وتنفذ الاتفاقيات والتعهدات والالتزامات التي توصلت اليها الأطراف المعنية بعملية السلام، وفقا للمبادئ التي أقرها مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو، والاتفاقات الأخرى المبرمة مع السلطة الوطنية الفلسطينية وتوصي اللجنة بوضع الأموال الموجودة في صندوق القدس ووقفيته فورا تحت تصرف منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية، دعوة الفاتيكان والكنائس الشرقية وغيرها من الكنائس المسيحية إلى المشاركة في العمل على مقاومة تهويد مدينة القدس الشريف وتقديم الدعم لسكانها العرب لمقاومة إجراءات التهويد وللحيلولة دون اقتلاعهم من مدينتهم،دعم طلب المجموعة العربية في الأمم المتحدة عقد اجتماع للجمعية العامة على صيغة "الاتحاد من أجل السلام" (UNITING FOR PEAC
كما عقدت لجنة القدس دورتها السابعة عشرة في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية يومي 29 و 30 يوليو 1998م لدراسة الأوضاع الخطيرة التي تجتازها قضية فلسطين والقدس الشريف قضية الأمة الإسلامية الأولى من جراء استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ خطتها الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة بشتى الطرق والأساليب والقيام بأفعال أحادية الجانب لتغيير الطبيعة الديمغرافية والجغرافية للمدينة ولوضع المجتمع الدولي أمام واقع جديد، استباقا لمفاوضات الحل النهائي للمدينة والتأثير على نتائجها.
وشارك في أعمال اللجنة فخامة الرئيس ياسر عرفات، رئيس دولة فلسطين، وأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية ووفود الدول الأعضاء في اللجنة، ومعالي الدكتور عز الدين العراقي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وقد افتتح صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، رئيس لجنة القدس، أشغال اللجنة منبها إلى خطورة الأوضاع فى مدينة القدس الشريف، وطالب أعضاء اللجنة بأن يتخذوا منهجا جديدا يتلاءم مع ما تستوجبه الأحداث العربية والإسلامية من دقة في اتخاذ القرارات. كما أعلن جلالته عن استكمال الإجراءات الخاصة ببيت مال القدس الذي تم تعيين جهازه التنفيذي وأصبح له مقر وحسابات بنكية، وسوف يبدأ فورا في مزاولة المهام الموكلة إليه.
بعد ذلك، ألقى فخامة الرئيس ياسر عرفات، رئيس دولة فلسطين، كلمة شكر فيها صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني على دعوته لجنة القدس إلى الانعقاد في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض فيه القدس الشريف للتهويد وتغيير معالمها الديمغرافية والجغرافية، وعزلها عن محيطها العربي، وطالب بتظافر الجهود للعمل على إنقاذ المدينة المقدسة من الاحتلال الإسرائيلي.
وخلصت اللجنة إلى التوصيات التالية :
طلبت مجلس الأمن بوضع قراراته بشأن حماية وضع القدس موضع التنفيذ، ووضع آلية لتنفيذ قراره الأخير رقم 1073 للعام 1996 واتخاذ الإجراءات اللازمة لقيام مجلس الأمن بمتابعة وضع ما ورد في البيان الرئاسي الذي أصدره المجلس بتاريخ 13/7/1998 موضع التنفيذ، بما في ذلك اتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة في هذا الشأن وفقا لميثاق الأمم المتحدة باعتبار أن ما قامت به إسرائيل في القدس يشكل خرقا لأسس السلام في الشرق الأوسط وتهديدا للسلم والأمن الدوليين وعملا من أعمال العدوان و طلبت من المجتمع الدولي وخاصة راعيي عملية السلام والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ودول عدم الانحياز الوقوف بحزم لمواجهة الحصار الإسرائيلي لمدينة القدس ووقف جميع الإجراءات والممارسات والقرارات الرامية إلى تهويد المدينة وتطويقها وعزلها عن محيطها الفلسطيني والعمل على رفع هذا الحصاركما طالبت جميع الدول الالتزام بقرار مجلس الأمـن رقـم 478 (1980) الذي يدعو إلى عدم نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى مدينة القدس، كما دعت إلى تجنب التعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعاملا يمكن تفسيره بأية صورة اعترافا ضمنيا بالأمر الواقع الذي فرضته إسرائيل باعتبار مدينة القدس عاصمة لها. وفي هذا الإطار رفضت التوصية الصادرة عن مجلس النواب الأمريكي القاضية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وحثت الدول الإسلامية التي شرعت في اتخاذ خطوات تجاه العلاقات مع إسرائيل في إطار عملية السلام على إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل بما في ذلك إقفال البعثات والمكاتب حتى تنصاع إسرائيل إلى قرارات الأمم المتحدة وتنفذ الاتفاقات والتعهدات والالتزامات التي توصلت إليها الأطراف المعنية بعملية السلام و دعت الفاتيكان لرفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما دعت الكنائس الشرقية وغيرها من الكنائس والمقامات الدينية المسيحية للعمل على مقاومة تهويد مدينة القدس وطالبت مجلس الأمن إحياء اللجنة الدولية للإشراف والرقابة لمنع الاستيطان في القدس والأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة طبقا للقرار رقم 446 و رحبت بالدعوة التي وجهتها الحكومة السويسرية لعقد الاجتماع الخاص بالأطراف المتعاقدة السامية لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب، بهدف اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ الاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس الشريف ودعت جميع الدول التي تقدم مساعدات اقتصادية ومالية لإسرائيل، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي والمؤسسات والصناديق الدولية المانحة إلى وقف المساعدات التي تستخدمها إسرائيل في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري المحتل و عبرت عن تقديرها لموقف الاتحاد الأوروبي برفض اعتبار القدس والمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منشأ إسرائيليا يسمح لإسرائيل بتصدير منتجاتها لدول الاتحاد الأوروبي في ظل اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية. ودعت الاتحاد الأوروبي إلى سرعة تنفيذ القرار لوقف هذه الصادرات الإسرائيلية إلى دوله. كما دعت الدول الأخرى إلى اتخاذ الموقف ذاته،و دعت دول العالم كافة إلى الاعتراف بدولة فلسطين حين إعلانها على الأرض الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وثمنت عاليا مساندة المجتمع الدولي رفع تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة واعتبرته خطوة في هذا الاتجاه و دعت الدول الأعضاء ومؤسسات التمويل والبنوك والصناديق الإسلامية والشركات والأفراد إلى تقديم المساعدات السخية لدعم بيت مال القدس الشريف وتنظيم حملات تبرع على المستوى الشعبي لصالح مدينة القدس الشريف حتى تتمكن المؤسسات والدوائر المقدسية من الاستمرار في أداء دورها في مساندة ودعم صمود أبناء المدينة المقدسـة في وجه الاحتلال.
وصادقت اللجنة على تشكيل لجنة الوصاية لبيت مال القدس الشريف المنصوص عليها في المادة السادسة من نظامه الأساس تضم كلا من وزراء خارجية :ـ دولة فلسطين (دائم العضوية) ـ المملكة المغربية (دائم العضوية) ـ المملكة العربية السعودية (لمدة ثلاث سنوات) ـ جمهورية إيران الإسلامية (لمدة ثلاث سنوات) ـ جمهورية السنغال (لمدة ثلاث سنوات).

السودان والقدس :
منذ ان بدأت مشكلة فلسطين والسودان حكومة وشعبا مهموم بها وبوضعية مدينة القدس لاهميتها الدينية ولم يتخلف عن دعوة لجهاد وتبرع بمال اوغيره او تلكأ فى تنفيذ قرارات او توصيات خرجت بها منظمة المؤتمر الاسلامى او الجامعة العربية فيما يتعلق بفلسطين او المدينة المقدسة فكان جموع الفدائيين السودانيين الذين شاركوا فى حرب 1948 والقوات السودانية المشاركة فى حربى 1967 واكتوبر عام 1973 وارتال الشهداء السودانيين.
ولم تقف امكانات السودان الشحيحة انذاك من ان يتصدى السودان لواجباته الدينية والقومية حيث استضاف مؤتمر القمة العربية الاشهر بلاءاته الثلاث ولادراك قادة العرب انذاك بما يعانية السودان بسبب اثار حرب يونيو على اقتصادياته طالب الملك فيصل رحمة الله عليه فى الجلسة الخاصة بتوفير الدعم المادى العربى لمواجهة اثار الهزيمة، بتوفير دعم سنوى للسودان لانه تضرر من الحرب خاصة بعد اغلاق قناة السويس اذ كان امام السودان طريق رأس الرجاء الصالح للتعامل مع العالم مما اضاف عليه عبئا ماليا كبيرا لبعدها عن الخرطوم غير ان رد السودان كان واضحا اذ رفض العرض خاصة لانه يستضيف القمة ومن غير اللائق قبوله رغم ان السودان كان احوج ما يكون للدعم .
وساهم السودان فى صندوق دعم الاقصى منذ انشائه وقام مؤخرا بايداع مبلغ مليون وخمسمائة ألف دولار في حساب الصندوق لتعزيز الموارد المتاحة لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته تحت الاحتلال.
وقال رئيس البنك إن هذا المبلغ يندرج في نطاق الاستجابة لقرار قمة بيروت بدعوة الدول الأعضاء إلى تقديم دعم إضافي قدره (150) مليون دولار توجه لصندوقي الأقصى والقدس، وتخصص لدعم مجالات التنمية في فلسطين.
كما قدم السودان مساعدات طبية للجنة العليا لنداء الاقصى تتمثل فى تجهيز طائرة محملة بالادوية والموارد الطبية عبر الاردن بجانب دعم من ولاية الخرطوم لنداء الاقصي بمبلغ عشرة ملايين دينار ، كما دعم اتحاد نقابات عمال السودان نداء الاقصي بمرتب يوم كامل من كل العاملين بالدولة بالقطاعين الخاص والعام اضافة للدعم المقدم من الاتحاد العام للمراةالسودانية للنداء بمبلغ 500الف دينار.
والسودان من اوائل الدول التى اهتمت بقضية القدس ليس سياسيا اوعسكريا بل واعلاميا حيث اقام مجسما ضخما للمسجد الاقصى على اهم واكبر شارع فى العاصمة القومية الخرطوم الا وهو شارع افريقيا اذ يقف المجسم شامخا عند تقاطع شارع افريقيا بالشارع المؤدى الى صالة الوصول بمطار الخرطوم ويتيح هذا الموقع للالآف من الغادين والرائحين رؤية هذا المجسم مما يرسخ فى الاذهان قضية القدس والعمل على المحافظة عليها من الممارسات التى يقوم بها الصهاينة لتهويدها وطمس معالمها ولتكون القضية متقدة فى الانفس والقلوب.
وظلت القضية الفلسطينية علي الدوام وبأبعادها المختلفة (القدس، الإنتفاضة، اللاجئيون، الإستيطان، التنمية في الأراضي الفلسطينية) قضية محورية واساسية للسودان، حكومة وشعبا، إتسمت مواقفه تجاهها بالدعم الكامل والتأييد المطلق للحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة بكامل سيادتها وعاصمتها القدس، وعلي مرالحقب والحكومات التي تعاقبت عليه ظل السودان متماسكا بمواقفة المؤازرة لهذه القضية وإنتظم إعترافه لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني كما توالي تأييده للسلطة الوطنية الفلطينية وقائدها ياسر عرفات ، كما إلتزم السودان بكافة القرارات العربية والإسلامية التي إستندت إلي قرارات الشرعية الدولية مجسدة في القرارين 2452 و338 ، وتوالي دعمه ومساندته للحق الفلسطيني من خلال متابعته لمسار القضة بمراحلها ومستجداتها المختلفة ،معبرا عن هذا التأييد بمواقف عديدة ، معززا ذلك بالدعم المادي والمعنوي في أكثر من موقف ومحفل.
وبالرغم من أن السودان لم يكن طرفا في هذه المفاوضات ، ألا أنه متابع لها ولنتائجها التي أنطلقت في مدريد 1991م ما تلاها من مباحثات في أوسلو وواشنطن ، وقد إتسم موقفه تجاهها بالتحفظ جراء الغموض الذي إكتنف الكثير من بنودها التي كان يعتقد بأن أي بند فيها يحتاج إلى فقرات عديدة لتفسيره والإحاطة بمراجعه ، ومع ذلك ظل داعما ومؤيدا لأي موقف يكون محل قبول ورضاء الفلسطينيين وقياداتهم.
واذا كانت الإنتفاضة الأولي ما بين عامي 1987 – 1993م قد حققت إنتصارا سياسيا ودوليا للشعب الفلسطيني تمثل في بدءالحوار الأمريكي الفلسطيني ثم إضطرار إسرائيل للإنخراط في عملية السلام، فإن إنتفاضة الأقصي التي بدأت في سبتمبر 2000 وضعت إسرائيل بين خيارين إما أنها تريد سلاما حقيقيا وهذايتطلب تنفيذ الإستحقاقات وفقا لقراري مجلس الأمن 242، 338 إلي جانب مبدأ الأرض مقابل السلام ، أو الخيار الثاني أن الإسرائيلين يريدون التراجع عن عملية السلام ويسعون لتقويضها علي أن يحملوا مسئولية ذلك للجانب الفلسطيني والعرب،هذا ما تفعله الحومة الإسرائيلية الحالية ، وهذا ما يفسر إصرارهم علي رفض وجود مراقبين دوليين في الاراضي الفلسطينية خشية أن يقوم هؤلاء بتحديد المسئول الحقيقي عن مواصلة العدوان وإنتهاك وقف إطلاق النار، وعليه ظل السودان مؤيدا لإنتفاضة الشعب الفلسطيني الأولي والثانية لما فيها من تمسك بالجهاد المشروع لمقاومة الإحتلال ورد علي الإعتدءآت الإسرائيلية ولما فيه من تقوية وتوحيد للصف الفلسطيني بفصائله المختلفة، التي يراعي السودان خلالها ضرورة خلق توازن في علاقاته مع هذه الفصائل لما لها من أهمية فى الدفاع للحق الفلسطيني ورد الإعتدء الإسرائيلي علي المقدسات الإسلامية .
وإنطلاقا من الإجماع العربي والإسلامي بعروبة القدس وحرمة المسجد الاقصي كأولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، يقف السودان بصلابة تجاه أية محاولات لتدنيس بيت المقدس ويري بأنه حق إسلامي خالص تعمل لجعله ملاذا آمنا للمسلمين وتدعو لعودته وتحريره من أسر الصهاينه كما يتابع السودان بإهتمام بالغ أعمال لجنة القدس التي يرأسها المغرب.
ونزولا إلي الموقف الفلسطينى يؤيد السودان ما تضمنه تقرير ميتشل وتفاهمات تينت ويدعو لتنفذ بنودها دون تباطؤ ، كما يتابع السياسة الأمريكية الجديدة تجاه الشرق الأوسط التى أعلنها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول فى 19 نوفمبر 2001 كأول إعترا ف رسمى بالحق الفلسطينى بأقامة دولته ويأمل أن يؤدي ذلك لأن تلعب الإدارة الأمريكية دورا محايدا للخروج من هذا النفق إلي حل دائم وشامل ضمن السلام والاستقرار في المنطقة .
وعلى ضوء تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما أفرزنه من تداعيات، فإن السودان يري عدم الخلط بين الأعمال الإرهابية والحق المشروع للدول المقاومة للإحتلال كنضال الشعب الفلسطيني والشعوب والاخرى فى الدفاع عن حقوقها المغتصبة كما يلتزم السودان في هذا الصدد بالموقف العربي الجماعي الذي يطالب بضرورة تعربف الإرهاب تعريفا دقيقا ومن ثم محاربته عبر جهد دولى مشترك تحت مظلة الامم المتحدة.
وقد كان للسودان دورا كبيرا وبارزا فى إيقاف الحرب التى دارت بين الأردنيين والفلسطيين إبان أزمة ايلول الاسود 1970 حيث قاد الرئيس الاسبق جعفر نميري لجنة الوساطة التى عملت على أنهاء الصراع الذى دار بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردنى وذلك بتكليف من الجامعة العربية ، وكانت نتيجة ذلك أن نجح الرئيس نميري فى حقن دماء الطرفين والإفراج عن عدد من قادة المقاومة الفلسطينية الذين إحتجزوا فى عمان، كما أن الرئيس نميري قد ساهم بدرجة كبيرة فى حماية الزعيم ياسر عرفات بل وأدي لإنقاذ حياته .
لم يقف دور الرئيس نميري عند هذا الحد بل ساهم بصورة أساسية فى مساندة القضية الفلسطينية وذلك عندما سمح لمقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية بالإقامة في الأراضي السودانية بعد الخروج من بيروت عقب الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان والحرب الأهلية فى لبنان.
وفيما يختص بخارطة الطريق فهى تعتبر مشروعا وبرنامجا مهما لأنها تعمل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب وفق الرؤية التى أعلن عنها الرئيس الأمريكي بوش ولكن رغم ذلك هناك ملاحظات يمكن أن تؤخذ على خارطة الطريق وفي مقدمتها ما تضعه من إشتراطات على الطرف الضعيف وهو الطرف الفلسطيني فى كل مراحل الخطة بصورة إلزامية مقابل لا أشتراط على إسرائيل أو جعل ما هو مطلوب من إسرائيل تنفذه أمرا خاضعا للتفاوض.
كما أن خارطة الطريق لا تضع ترتيبا واضحا يجعل منها إلتزاما متبادلا يقترن التنفيذ ببعضة لدى كل طرف مما يحمد لخارطة الطريق أنها ستضع حدا للصراع العربى الإسرائيلى إذ قدر لها النجاح فهي تحظي بتأييد مقدر من المجتمع الدولى لا سيما أنها تأخذ بالإعتبار المبادرة السعودية التى تبنتها القمة العربية في بيروت بما يساعد فى تحقيق سلام شامل على جميع المسارات بما في ذلك المساران السوري- الإسرائيلي واللبناني -الإسرائيلي.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved