اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

الحاج مضوي القطب الاتحادي :الشريف زين العابدين أقدر الناس على تجويد مسألة الاختفاء عن الأنظار!!

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
19/3/2006 6:54 م


حاوره - عادل عبده:
في إطار سياسة (السوداني) لعرض الآراء المختلفة حول القضايا السياسية المختلفة نواصل حواراتنا في الشأن العام مع رموز السياسة ونلتقي في حوار الصراحة مع الحاج مضوي أحد اقطاب الحزب الاتحادي الديمقراطي، والذي له اسهامات عديدة في الحياة السياسية عموماً والحزب الاتحادي الديمقراطي خصوصاً، وقد اتسم الحوار بالصراحة التامة.
وكان الحاج مضوي جريئاً في اجاباته ولم يستخدم أسلوب المواربة أو (اللف والدوران)، إذ وضع النقاط على الحروف وكشف النقاب في الحوار عن أسرار كثيرة وعديدة.
كانت قناعاتي بأن الرجل سيصب جام غضبه على مولانا محمد عثمان الميرغني كعادته عند تناول مسألة الاتحادي الديمقراطي، فالخلاف بين الاثنين بلغ اشده منذ مؤتمر مرجعيات الحزب ومن يومها صار مضوي ناقماً على رئيسه على الدوام.. لكن حساباتي تساقطت وتهاوت عندما أبرز الرجل كلمات مضيئة وإيجابية في حق مولانا تتعلق بمسألة تمويل معارضة الداخل والتي ظهرت فوائدها حسب اشاراته على ساحة الجامعات وربط الحزب وتفعيل العمل العسكري المضاد، غير أن مضوي لم يترك نغمة الهجوم والنقد عليه في ثنايا الحوار لكنه أضاف شيئاً جديداً بشكل لافت وهو ما اسماه ببطانة الميرغني الذين حملهم مسؤولية تدهور وضياع الحزب، بل الرجل ذهب إلى أبعد من ذلك محذراً من أن تاريخ البشرية فيه عظة للزعماء الذين يقربون بطانة السوء - على حد تعبيره-
لم تفت علينا محاورة مضوي حول قضايا الساحة السودانية، فكانت إجاباته على شاكلة الرجل، حادة وواضحة ومباشرة.
لقد كنت نائباً لمولانا محمد عثمان الميرغني خلال فترة التسعينيات في ظروف الانقاذ العصيبة ووصفته بالجنرال والقائد الملهم لكنك بعد خلافك الشهير معه تبدلت كلماتك حياله في اتجاه النقد والهجوم الشرس فماذا جرى؟!
ے- التعامل مع مولانا محمد عثمان الميرغني جاء عبر تكليف سياسي لشخصي في بداية التسعينيات عندما ذهبت لأداء فريضة الحج، حيث التقيت به هناك وتشاورنا حول الواجبات الوطنية التي تمليها قضية مناهضة الانقاذ والعمل على استرداد الديموقراطية فضلاً عن تكوين جسم موحد ومتماسك داخل الحزب الاتحادي الديموقراطي لتحقيق تلك الأهداف لأنه لا يمكن أن نحارب الانقاذ ونحن مختلفون كاتحاديين.
وبالفعل تفاكرت مع الأستاذ فتحي شيلا بتعليمات من الميرغني الذي كان موجوداً يومذاك بالخارج حول المهام المحددة لي.
ومن ثم توجهت صوب الشريف زين العابدين الهندي الذي كان موجوداً في القاهرة، حيث ابلغته برسالة مولانا عبر الهاتف بواسطة الابن السماني الوسيلة وزير الدولة للخارجية الحالي ولم يتحمس الهندي لفكرتنا.
بعد ذلك رجعت إلى الخرطوم وبدأت مسيرة العمل السياسي المعارض وتم تكوين مكتب 92 الذي يعمل تحت امرة الميرغني وكانت لنا صولات وجولات ازاء البرنامج المتفق عليه مع مولانا لكنني شعرت في ذلك الخضم بأن المؤسسية مفقودة والأطروحات تأتي في شكل قرارات واجبة التنفيذ.
والأحداث والمواقف في هذا الخصوص كثيرة ومتعددة ومتلاحقة، فكان من الطبيعي أن أرفض هذا المسلك الذي يتنافى مع تركيبتي النفسية وخصائصي الشخصية!!.
لماذا لم تطالب بتطبيق المؤسسية عندما كانت علاقتكم مع الميرغني سمناً على عسل طيلة أربعة عشر عاماً؟!.
ء- من قال لك إنني لم أفعل ذلك... فهنالك وقائع عديدة جاهرت فيها بصوتي من أجل إعمال المؤسسية واحترام الرأي الآخر، وأذكر أنني اعترضت على مسلك الميرغني في القاهرة عندما رفض التجاوب مع تحرك المرحوم محمد توفيق ومحمد الحسن عبدالله ياسين والمرحوم علي أبوسن ومولانا محمد سر الختم الذين وضعوا تصوراً لمعالجة أزمة الحزب وكان رأي مولانا أن يتم الاستماع لوجهة نظرهم فرداً.. فرداً وليس كمجموعة!!.
وأيضاً في إحدى الاجتماعات تقدم مولانا تاج السر منوفلي بنقطة نظام عند مناقشة قضية ما لكن مولانا اعترض على ذلك فكان موقفي مؤازرة رؤية منوفلي بالصوت العالي وسط دهشة واستغراب أعضاء الاجتماع.
هناك من يؤكد أن خلافكم الأساسي مع مولانا الميرغني يرجع لايقاف الدعم المالي عنكم؟!.
ؤ- صمت فترة- هذا توصيف لا يليق بنا!! لكن في الوقت نفسه لا يمكن إنكار ايجابيات مولانا محمد عثمان الميرغني بخصوص الايفاء الكامل بتوصيل الدعم المالي من أجل تنفيذ أهداف عمل المعارضة ومحاولة اصلاح بناء الحزب.. وتلك الأموال تم صرفها على صعيد الجامعات التي أصبحت كثيرة في عهد الانقاذ وكانت تكاليفها باهظة ومتطلباتها مستمرة خلال تلك السنوات وتولى إنجاز هذا العمل بجدارة الأستاذ حسن محمد عبدالله.
ولا أخفي عليكم بصمات التجمع والعمل الكثيف للحركة الطلابية في الحزب الاتحادي الديمقراطي والتنظيمات الأخرى في مقارعة طلاب وروافد الانقاذ في ساحات الجامعات وأيضاً تم استخدام أموال الميرغني في ربط تكوينات الحزب الاتحادي في العاصمة والاقاليم مع بعضها البعض في إطر هيكلية مؤقتة فكان لدينا وجود فاعل في الجنينة ومدني وعطبرة والفاشر والأبيض وبقية مناطق البلاد وبدأ حزبنا أكثر حيوية وتجانساً في هذا المضمار مقارنة بأحزاب المعارضة الأخرى.
الحاج مضوي متهم بأنه شخصية سياسية عنيدة ومتطرفة لا تعرف المنطقة الرمادية والمرونة؟!
ح- هذا غير صحيح.. لأن مواقفي مرتبطة بقناعاتي ولا أعرف النفاق والتدليس.
إذن عندما تطلب من مولانا محمد عثمان الميرغني ترك السياسة والاتجاه للسجادة ألا ترى ذلك نوعاً من الوصاية وفرض الرأي؟!
- أرجو أن تفهمني بالشكل الصحيح.. ما ذكرته نصيحة مبنية على معطيات موضوعية وليس رأياً تفرضه عليه.. فهو حر في اتخاذ قراره!!.
هل تعتقد أن هناك دائرة خاصة في الاتحادي الديمقراطي لها دور مؤثر في خلق الاشكاليات والارتباك الماثل للعيان في أروقة الحزب؟
ل- أكيد لها تأثير مباشر في رسم الأزمات وخلق الاحتقان حتى بين بعض القيادات الكبيرة ومولانا الميرغني.
وإذا نظرنا إلى تاريخ البشرية نجد أن أفعال مثل تلك البطانة تؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير الزعماء وسوقهم إلى الندامة لأنها تعكس لهم المعلومات التافهة وتزين لهم الباطل في ثوب الحق ولا تهتم اطلاقاً بالمؤشرات الموضوعية وتلمس جوهر القضايا ودقة أبعادها وخطوطها.
لدينا من يقوم بمثل تلك الأعمال في حزبنا ولا أظلم أخوتي كلهم فتلك التصرفات من صنيعة شخص أو شخصين والبقية الأخرى على قدر كبير من المسؤولية والنزاهة.
والمطلوب من الميرغني أن يتمعن في خطورة المسألة وأن يعمل على سحب البساط من تلك البطانة، حرصاً على الدور المأمول من حزب الحركة الوطنية في الأيام المقبلة.
بعد مؤتمر المرجعيات ذهبتم للشريف زين العابدين الهندي لكي يحقق معكم حلم قيام الوحدة الاتحادية لكن المشروع حتى الآن لم يعانق أرض الواقع؟!.
ا- الشريف زين العابدين الهندي رجل بليغ اللسان يلعب بالمحسنات البديعية والجناس، كما تلعب الريح المتوسطة بأوراق الشجر، وهو من فحول الشعراء وأقدر من يجيد عملية الاختفاء عن الأنظار في هذا الكون.
-مقاطعاً- ما فهمته من تعليقك أن الرجل يفتقر إلى الجدية في العمل السياسي؟!.
،- أرجو أن تنتقل إلى سؤال آخر!!
إذن ما تحركاتكم صوب الأستاذ محمد الأزهري رئيس تيار المؤتمر الاستثنائي في الحزب الاتحادي الديمقراطي؟!
ب- يجب أن تقول الزعيم محمد ابن الزعيم إسماعيل الأزهري هذا هو لقبه عندي.. وهو الآن يضطلع بمسؤوليات جسيمة من أجل الوطن والحزب الاتحادي الديمقراطي وقد تأذى كثيراً من بعض بطانة الميرغني.. تصور أن أحدهم قال لا نريد محمد الأزهري في الحزب الاتحادي الديمقراطي!!
ولو أن الزعيم محمد ذهب للمرجعيات لكان موقعه في الدرج الأعلى عند مولانا الميرغني لكنه فضل الصيغة الصحيحة التي تظلل كل الاتحاديين.
هناك من يقول إن الحاج مضوي وصل لعتبة عمرية تقتضي عليه أن يكون أباً للجميع وليس جزءاً من صراعات الاتحاديين؟!
- من الخطأ تحميل الأشياء أكثر مما تحتمل، فأنا رجل نصيحة في العمل العام والكثيرون يتضايقون من ذلك.. يريدون أن تكون المسائل مغلفة بالتدليس والمجاملات لكن ذلك ليس من طبعي.
ولا أحبذ الحديث عن سيرتي وفتح ملفاتي في العمل السياسي وما بذلته من جهد وعمل دؤوب لأكثر من نصف قرن لمصلحة بلدي وحزب الحركة الوطنية ولست جزءاً من الصراع في الحزب الاتحادي الديمقراطي بل أعمل لأرى حزبنا يعانق الثريا.
لماذا تعول كثيراً على مولانا أحمد الميرغني؟!.
ج- أنا أرى أن مولانا أحمد الميرغني ديمقراطي ولا يستمع لأصحاب الغرض!!، لكن لا اعتقد أنه يمكن أن يتقدم على شقيقه!!.
ما رأيكم في دعوة الرئيس البشير لتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة الأخطار الأجنبية؟!
أ- يفترض أن تكون الجبهة الداخلية متوحدة ومتفقة ومتناغمة حول أسس الديموقراطية وكفالة جميع الحريات والاعتراف بالآخر حتى يتسنى للمؤتمر الوطني امتلاك موافقة القوى السياسية الأخرى عندما تلوح المخاطر والزوابع الخارجية على الوطن.
فالإنسان السوداني بطبعه وقيمه مجبول على التصدي ومقاومة كل مظاهر الاعتداء، على الحكومة خلق الأرضية المناسبة التي تجعل الكافة يقفون على صعيد واحد في وجه الاعتداء الخارجي.
ودائماً تستفيد الانقاذ من عملية مؤازرة المجتمع السوداني لها عند وقوع الاشكاليات الخارجية لكن عندما تتلاشى العاصفة تعود إلى مواقفها وخطها المتسلط.
كيف تنظر للحرب الباردة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وانعكاساتها على عملية السلام؟!
ح- موت الدكتور جون قرنق المفاجئ غير الصورة تماماً وخلط الحسابات، فالمؤتمر الوطني اعتبر أن الحركة الشعبية صارت مضغوطة بعد غياب الرجل المؤسس صاحب (الكارزما) والقوى الجماهيرية لذلك مارست قدراً من الاعتداء والخروقات على حقوق الحركة الشعبية المنصوص عليها في الاتفاقية وزاد الأمر تعقيداً وجود تيار واسع داخل الحركة الشعبية يريد اسراع الخطى للوصول إلى محطة الانفصال.. ومن خلال هذه المعطيات ظهرت الخلافات حول البترول ومستحقاته المالية وترسيم حدود أبيي وقبل ذلك وضعية ولاية الخرطوم والمشاكل الأخرى.
لكن توقعاتنا أن الاتفاقية ما دامت محروسة من المجتمع الدولي وأمريكا وستصل إلى أشواطها النهائية مهما كان حجم التعقيدات والمشاكل، فالقطار يوجد بداخله (مفتش)!!!!.
هل أنت وحدوي أم من دعاة الانفاصل؟!
ل- الاتحاديون على مختلف تياراتهم من أنصار الوحدة ولا نفرط في السودان الواحد الموحد، ودائماً نعمل على تعلية الأسباب والمعطيات التي تؤدي لبلوغ الوحدة المنشودة ونرفض التعصب والاستعلاء العرقي غير المبرر لأي اثنية داخل السودان على حساب العرقيات أو الاثنيات الأخرى.
ووجدنا ضالتنا في الدكتور جون قرنق كقائد جنوبي ملهم ينادي بالوحدة بين أجزاء السودان من منطلقات فكرية ووطنية وحسابات موضوعية.
كيف ترى الجبهة الجديدة التي تسمى تحالف القوى الوطنية المكونة من حزب الأمة القومي والحزب الشعبي وبعض قوى اليسار؟!.
ا- المعايير الواقعية والتقييم الموضوعي يشير إلى ضرورة وجود قوى معارضة تراقب ممارسة حكومة الوحدة الوطنية حتى يتسنى كشفها وتعريتها على الأصعدة كافة، فلا يمكن ترك الحبل على الغارب لمثل هذه الحكومة التي حصلت على أغلبية تحكم بها من دون غطاء شعبي صحيح.
نعتقد أن العنصر السالب في تحالف القوى الوطنية هو وجود حزب المؤتمر الشعبي ضمن صفوفه، فالشعبي في نظري يمثل رأس الرمح الذي أتى بحكومة البشير ولا يخفى على أحد الدور المتعاظم الذي اضطلع به الدكتور الترابي لمساندة ومؤازرة الانقاذ في أيامها العصيبة بوصفه الاب الروحي والمنظر الايدولوجي للحركة الإسلامية.
عموماً لدينا قناعة راسخة بأن هذا التحالف سيعمل لخدمة الأهداف العامة للمواطنين ويحرك القناعات في سبيل تحقيق رغبات السلام والديموقراطية وخلق صيغة الحكم الجامعة.
هل تعتقد أن برنامج حكومة الوحدة الوطنية يمثل صيغة الحكم الملائمة في المرحلة الحالية، أم ترى أن هنالك إمكانية لإدخال صيغة أخرى لخلق الاجماع الوطني؟!
- وقوفنا مع اتفاقية نيفاشا جاء لاعتبارات وطنية بضرورة احلال السلام وايقاف طبول الحرب في جنوب البلاد، لكن ذلك لا يعني تبرئة الاتفاقية من النواقص والمثالب وابداء الملاحظات على بنودها وملامحها.
وفي تقديري أن صيغة المؤتمر الجامع إذا تحققت ووجدت رعاية دولية لمساندتها فإنها ستكون أكثر فائدة للسودان من الشراكة الثنائية بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
فالمؤتمر الوطني سيقوي من فرص الوحدة الجاذبة مع الجنوب ويضعف أجندة الانقسام والجهوية السالبة التي ظهرت في الشرق والغرب، علاوة على ذلك ستدخل الأحزاب الكبيرة والتنظيمات الأخرى التي هي خارج الحكومة الحالية في التوليفة الجديدة، فضلاً عن تمثيل منظمات المجتمع المدني التي أصبحت شريكاً أساسياً للحكومات في حل القضايا والارتقاء بنواحي الحياة.
وعليه فإن الطريق سيكون ممهداً لمرحلة سياسية جديدة في السودان على ضوء افرازات المؤتمر الجامع قائمة على النزاهة والصدق في مجالات العملية الانتخابية وإدارة العمل السياسي والتكاليف الوطنية.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
ترتيب وإحصائيات المواقع في رتب


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved