المشورة الشعبية قد تقودنا للانضمام الى اثيوبيا او اقامة دولة الفونج

اتفاق السلام ينفذ ببطئ والمؤتمر الوطنى غير جاد

وزراؤنا بلا اعباء ولا مرتبات ولا قرار وعملية دمج القوات لم تكتمل

الترابي قال لشبابنا تمردوا إذا لم توافقوا على سياستنا

إستمرهذا التباطؤ سنضم إدارتنا لحكومة الجنوب

حوار ? هنادى عثمان

حذر مسؤل فى الحركة الشعبية ووزير الشؤن الاجتماعية والثقافية فى ولاية النيل الازرق عباس حاج حمد من ان يتجه سكان المنطقة نحو الانضمام الى اثيوبيا او اقامة دولة الفونج او ربما الانضمام الى الجنوب او خلق جنوب آحر مع المناطق الثلاث. وحمل المؤتمر الوطنى مسؤلية التقصير فى انفاذ اتفاق السلام". واثار الوزير العديد من القضايا المثيرة فى سياق التحقيقات التى قامت بها الوحدة فى غابات النيل الازرق

-: لماذا التمرد ؟

*: في العام 1984 تمرد مالك عقار ومعه 23 من الولاية فكان هذا يعني لنا موقفا شاذا لانه ذهب إلى الحركة في جنوب السودان ونحن بدورنا كنا معارضين للفكرة بإعتبار ان هذه حركة جنوبية وبعد خروج الحركة من الكرمك وقيسان حصل ضغط كبير جداً من الحكومة على منطقة النيل الأزرق ووضح لنا جلياً ان مالك عقار يسير في الإتجاه الصحيح.

-: كيف؟

*: في العام 1992 بدأت الحكومة سياسة فرز القبائل بإعتبار ان ذلك فلاتي وعربي وآخرين إلى ان ساءت العلاقات الإجتماعية بين القبائل لأن الحكومة كانت السبب الرئيسي لهذه الإنقسامات مما أدى إلى مواجهة القبائل لمواقف بعضها البعض ثم بعد ذلك للنيل الأزرق أوضح لنا النظام بانه يريد ان ضمنا كشباب الى حكمه والا ستكون هناك مشكلة.

ثم بعد ذلك في العام كونا وفدا بقيادة المك يوسف حسن عدلان والعمدة عبيد الشوتال ومجموعة من أبناء النيل الأزرق للذهاب لمفاوضة الحكومة لوقف الإنقسامات والمشاكل بين القبائل في النيل الأزرق إلا ان الزيارة للخرطوم لم تؤت بثمارها.

-: كيف؟

*: الوفد رجع بدون اي حلول وتطلعات لشباب المنطقة عندما قال د. الترابي للعمدة شوتال اذا أردتم تنفيذ سياستنا فأهلاً بكم واذا لم تريدوا فتمردوا أو أذهبوا.

ثم بعد ذلك إخترنا العمل المسلح وخرجنا وإنضمينا للتحالف بقيادة عبد العزيز خالد وإختلفنا معه وإنضمينا في العام 1995 للحركة الشعبية وبدأنا العمل في العام 1996 بمنطقة بابوسى ثم الكرمك ، قيسان، والكيلي98 إلى ان توصلت لإتفاق سلام في يناير 2005م.

- هل تعتبر ان اتفاق السلام كان مرضى لكل الأطراف بالنيل الأزرق؟

* نعم وأعطانا حقوقنا وان لم تكن مكتملة إلى انه مرضى لكل الأطراف.

-: وكيف تسير عملية تنفيذ الاتفاقية في الولاية؟

* مازالت الحكومة متقاعسة عن تنفيذ الإتفاق ولم يحدث تقدم كبير يتماشى مع طموحاتنا فى السلام. مثلاً حتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها معك لا توجد أية مشاركة في كل المستويات فبالنسبة لنا كنيل أزرق كان يفترض ان يتم دمج بالنسبة للقوات المشتركة وهى عبارة عن 3 آلاف من كل طرف من طرفى الاتفاق الا ان قواتنا التى ذهبت للانضمام الى الوحدات المشتركة او المندمجة لا تزيد عن الألف فقط وبقية القوات الأخرى تنتظر عملية اعادة انتشارها، قبغضها حتى الآن في منطقة دندرو والرصيرص. يجب ان نعرف ان اتفاق الترتيبات العسكرية والامنية نص على بدء الترتيبات واعادة انتشار القوات منذ ابريل من العام الماضى الا ان هذا لم يتم كما ذكرت لك

- ما هو تفسيركم لهذا التأخير؟.؟

* نحن نعتبر ان هذا تأخير للاتفاقية وقواتنا مستعدة و في إنتظار تكملة الإتفاق ونعتبر ان المؤتمر الوطني غير جاد في التنفيذ.

- هل تحدثت مع أية جهة حول تفصيل المشاركة؟

* نعم كان هناك حديث على مستوى السلطة في المركز والشئ المؤسف ان القوات الحكومية تصرف مرتباتها بإنتظام الا ان قوات الحركة التي يبلغ عددها الألف فقط لم تتلق أيّ مرتبات حتى الآن . واشير الى اننا يمكن اننقوم بذلك كخركة شغبية لكننا نريد تنفيذ الاتفاق والالتزام به.

- ةماذ عن ما يختص بالشرطة والاجهزة الامنية؟

* لقد نص الاتفاق على تكوين الشرطة من ابناء الولاية فى اطار الحكم الفدرالى الحقيقى وان يكون قائد الشرطة من عناصر الحركة الشعبية على حسب، وما زال قائد الشرطة وكل قياداتها بولاية النيل الأزرق من الطرف الآخر. فى تقديرنا يوجد تماطل من جانب وزارة الداخلية و لا ندري لماذا هذا التباطؤ؟. وما يهمنا كحركة ان يكون الإتفاق واقعاً ملموساً لأن الشرطة تعني الطمأنينة

- وماهى خطواتكم لتنفيذ الاتفاق؟

* نحن كحركة ملتزمون بالاتفاق وعازمون على تنفيذه لكن إذا إستمر هذه المماطلة سنضم إدارتنا لحكومة الجنوب , اما القوات النظامية الأخرى مثل حرس الصيد والسجون لم تجد مكانا في الاتفاقية.

-: وماذا عن المليشيات والدفاع الشعبي في المنطقة؟

* بالنسبة للدفاع الشعبي ما زال موجودا ولم يتم جمع السلاح منه حتى الآن وهناك ايضاً ما يسمى بالشرطة الشعبية التي نعتبرها مليشياًت وما زالت مرابطة بالمنطقة الشئ الذي يجلعنا نتأكد من ان الإتفاقية مجمدة تماماً.

- اشرت فقط الى الترتيبات العسكرية فماذا تم فيما يتعلق بالخدمة المدنية في المنطقة هل تم تنفيذ ما جاء فى اتفاق السلام؟

* حددت الإتفاقية الوظائف فى النيل الازرق بحوالى 7 آلاف وظيفة، و نسبة الحركة منها تصل الى 2400 وظيفة ما شغل من تلك المناصب بلغ فقط سبعة مناصب وزعت على 4 وزراء للصحة- المالية- الزراعة- الشؤون الاجتماعية ومعتمد للكرمك والرصيرص ومستشار لشؤون الأراضي، وحتى شاغلى هذه المناصب يجلسون في وزاراتهم بدون أعباء ويسيرون على نهج السياسة القديمة الا وهى تنفيذ سياسة الحكومة . وبالنسبة للمجالس التشريعية في الولاية فقد إكتمل التشكيل لكنه غير فاعل.

ايضاً بالنسبة للمدراء في الوزارات لم يتم إستيعابهم في أماكنهم.

- ولماذا تقبلون بهذا الوضع؟. انتم طرف فى الاتفاق وشريك فى الحكم ؟

* نحن لم نقبل بذلك. تحدثنا مع الوالي عبد الرحيم ابو مدين في عدم التنفيذ والمشاركة، الا ان الوالي ما زال يتحدث لنا عن النسب القديمة خاصة في الإيرادات وقال لنا اذا كنتم تريدون وظائف يجب ان تذهبو إلى وزارة الحكم المحلي الذي طالبنا بشهادات للموظفين حتى يكتمل توظيفهم.

- وهل لديكم شهادات؟

* ان الوظائف المشار اليها هى 2400 يتم ملئها من جانبنا بدون المطالبة بأية شهادات لأن الإتفاق يتطلب ذلك. ومن الأشياء الغريبة والمحيرة في هذه الولاية هو ان وزير الحكم المحلي مازال يقوم بالتنقلات والتعيين من وزارة لأخرى دون الرجوع إلينا كشريك.

-انت كوزير للشؤون الإجتماعية ماهو دورك؟

* وزير بدون فعاليات حيث تم إستخراج إدارة الزكاة والمنظمات من الوزارة لتصبح الوزارة خاوية على عروشها. وأنا كوزير لا أستطيع القيام بأي دور تجاه الشرائح الضعيفة في المجتمع المدني وأنا أهتم بكل هذه الشرائح المحتاجة ويؤسفني أن أقدم إعتذاري لهذه الشرائح لأن الزكاة ذهبت لوالي الولاية ونحن نعلم تماماً ان الزكاة تذهب من الأغنياء للفقراء ولكن هنا العكس اي بمعنى الزكاة تذهب من النيل الأزرق إلى الخرطوم. واحب ان اضيف اننا في الربع الأول من العام 2006م ولم يتم صرف مرتباتنا ولم تضع لنا أية ميزانية من المركز.. ناقشنا هذا الموضوع على مستوى الوالي ووزراء المؤتمر الوطني ومجلس الوزراء في الخرطوم وكل ما جنيناه منهم الوعود والشعارات الواهية وهذا فيه إشارة للمركز بان أبناء حكومة النيل الازرق عاجزين عن التنفيذ لأن كل حركة تحتاج إلى دعم ومال ولكننا نحن كحركة شعبية جئنا من أجل الشعب وسنكون صادقين مع شعبنا وسنوضح لهم كل صغيرة وكبيرة لاننا نريد لهم الشعبية والتعليم واننا جادين في تنفيذ اتفاقية السلام.

- اشرتم الى ان الزكاة وادارة المنظمات تم الحاقهما إلى الوالي. لماذا تم ذلك فى تقديركم؟

* لأن الوالي كان متخوفاً من ان الوزير الذي سيأتي من الحركة سيكون مسيحياً. والآن انا مسلم ولكن هذا لا يعني ان المسيحي لا يحسن التعامل مع الزكاة والمنظمات والوزارة تعني بكل الإجتماعيات دون إقصاء لأي أحد سواء أكان مسلماً او مسيحياً فأي شخص يأتي إلى الوزارة فهو معني بتقديم الخدمات للمواطنين دون النظر إلى الديانات وانا حريص ان أوفي لكل الناس لفهمنا للديمقراطية والإنسانية. و بالنسبة لموارد النيل الازرق فلا تزال تتبع للولاية ماعدا الطاقة والجمارك التى تبعها الاتفاق للمركز ومازال والي النيل الازرق يتحدث عن النسب القديمة ونحن كحركة ووزراء لا نعلم إلى أين تؤول هذه الموارد ونحن اثرنا هذه النقطة على مستوى مجلس الوزراء الولائي لكنه لم يحسم المسألة لأن الوالي يقوم بتنفيذ سياسات المركز ولا نعلم ان كان هذا رأيه أم رأي المركز.

- لكن لماذا لا تتحركون بفاعلية وتطرحوا هذه القضايا على جهات الاختصاص بجدية حتى يتم تنفيذ اتفاق السلام؟

* نحن نتعامل مع الحكومة بسياسة النفس الطويل لان الاتفاقية منظمة ووواضحة ولها شهود دوليين واقليمين ، ونحن جادون من جانبنا ونريد ان يغرف المجتمع الدولى ان الطرف الآخر غير جاد وغير متعاون لتنفيذ الاتفاقية، و ا من هنا أنبه شريك الاتفاقية ان بعد ثلاثة أعوام سننزل إنتخابات ولدينا حق في المشورة او الإستشارة الشعبية ولنا حق في الحالتين اذا الجنوب أراد الإنفصال يمكن ان نذهب للجنوب او للشمال أو أثيوبيا.

- اثيوبيا؟

* نعم اثيوبيا. لدينا الحق كإستشارة شعبية فى ان ننضم إلى اثيوبيا ويمكن ان نقيم دولة فونج وهذا حق شرعي بالنسبة لنا ونحن تعدادنا يبلغ حوالى 1.200 الف نسمة وكانت آخر دولة إنفصلت في العالم تيمور الشرقية كان عددها 400 "أربعمائة الف" نسمة والاتفاقية أعطتنا هذا الحق وهناك من يلوحون بالانفصال لجنوب السودان واذا إنفصل جنوب السودان سيكون هناك جنوب آخر.

- وماهو الجنوب الآخر؟

* النيل الأزرق، جبال النوبة، أبيي هذا سيكون جنوب السودان الجديد ولديه نفس مواقف الجنوب القديم واذا حصلت أية مشكلة في السودان سنكون مدعومين من الدولة الجديدة وأنا أنبه القائمين في رئاسة الدولة إلى الإنتباه لهذا الحديث .

- ما تعليقك على القيادات بالمؤتمر الوطني التي إنضمت للحركة الشعبية؟

* نحن كنا واضحين في طرحنا وهناك أفراد مؤثرين في المؤتمر الوطني إنضموا للحركة وفي الفترة القادمة كل قيادة النيل الازرق ستؤول الينا لأننا لا نكذب عليهم بالشعارات ونحن واضحين في طرحنا ونتوقع المزيد من إنضام المشايخ والعمد وعلى مستوى الجمهور لدينا قاعدة كبيرة وقد تكوني انتي كصحفية تشاهديها من خلال زيارتك لنا. واضيف اننا كحركة لدينا إهتماماتنا وأفكارنا الا ان المركز يعيقنا .