اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

السفير السابق للسودان فى العراق والحالى فى البحرين بشرى الشيخ دفع الله يتحدث عن لحظات الحرب على العراق فى حوار صريح

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
3/1/2006 7:31 م

السفير السابق للسودان فى العراق والحالى فى البحرين بشرى الشيخ دفع الله يتحدث عن لحظات الحرب على العراق فى حوار صريح ل: (أخبار اليوم)

قدر الدبلوماسيين القيام بواجبهم تحت اى ظروف مهما كانت خطورتها

الحكومة العراقية السابقة لم تبخل علينا بشئ وقدمت كل انواع الدعم فى كافة المجالات

مشكلات الجاليات ناجمة عن اختلاف وجهات النظر السياسية ومؤتمر المغتربين جعل الامور تسير نحو الأفضل و العلاقة الطيبة بيننا والجالية السودانية فى البحرين نعمة حبانا بها الله

أجرت الحوار فى البحرين مراسلة أخبار اليوم:
نادية عثمان مختار

كان للحوار مع سعادة السفير بشرى الشيخ دفع الله أهمية قصوى فى هذا التوقيت تحديدا والذى مازال فيه الدبلوماسيين السودانيين يتعرضون للاختطاف والقتل من قبل المتطرفين فى العراق ، وذلك باعتباره الدبلوماسى السودانى الشاهد على الحرب ضد العراق بحسبان عمله فيها سفيرا لما يزيد عن الاربعة سنوات ، حيث عاش فى خيرها منذ ان كانت دولة آمنة وذات سيادة وعراقة ، وتاريخ تباهى به بغداد رصيفاتها من عواصم العالم العربى !!
ولأن الاوضاع مازالت تتدهور يوما بعد يوم من السئ للاسوء فى العراق فكان لابد من الوقوف على (الاطلال) لنرى ماهى ذكريات سعادة سفير السودان السابق فى العراق بشرى الشيخ دفع الله بصفته اخر سفير تولى مقاليد الامور فى سفارتنا ببغداد قبل اندلاع الحرب (اللعينة) التى حولت العراق الى كومة من الخراب والدمار ، لتصبح مدينة الجمال مقبرة جماعية للابرياء من الاطفال والشيوخ والنساء والشباب !!
بدأ سعادة السفير متحسرا بذكر مايحدث فى دولة العراق الصامدة وقال (الحقيقة اننا لدينا فى العراق ذكريات جميلة ، وكثيرة جدا ، فالشعب العراقى شعب طيب ، ومثقف بشكل كبير ، ومنفتح ، ولذلك فان فترة العراق كانت بالنسبة لى فترة مؤثرة جدا ، وقد خلقت فيها الكثير من العلاقات سواء كانت من افراد الحكومة العراقية او من وسط الشعب العراقى). وحول اخلائهم وتأمينهم لمقر السفارة السودانية فى بغداد بعدما تحولت التهديدات بالحرب الى واقع مرير قال سعادة السفير(اولا امّنا كل مايمكن تأمينه من اشياء متعلقة بالسفارة ، وعندما خرجنا منها تركنا فيها بعض العمال المحليين الذين فضّلوا أن يبقوا ، وبعدها علمنا ان هنالك عشرات من أفراد الجالية السودانية حضروا ومكثوا فى السفارة ، وتواصلت عملية اخراج المواطنيين فى هذه الفترة ، وقد اغلقت السفارة حوالى شهر ونصف ، ثم بعدها اعيد دبلوماسيين من الخرطوم مرة اخرى), وحول أهمية ترفيع التمثيل الدبلوماسى لدرجة سفير فى العراق الان قال : (يكفى اننا بعد شهر من رحيلنا عن العراق عاد الى بغداد دبلوماسى سودانى بدرجة عالية جدا ، وظل خلال فترة الحاكم الامريكى ، وبعدها الفترة الانتقالية ، اى ان سفارتنا لم تغلق كلية ، والان موجود بها دبلوماسى بدرجة وزير مفوض، لكن الظروف الامنية بالتأكيد هى التى اجبرت الناس ان يقللوا من التمثيل الدبلوماسى ، لكننا بالطبع مع العراق وشعبها قلبا وقالبا). وحول علاقته بالجالية السودانية فى البحرين باعتباره سفير السودان هناك الان تحدث الكثير واستفاض فى الحديث حول نجاح فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية (2005م) التى شهدتها البحرين مؤخرا ..هذا وافادات أخرى كثيرة خص بها سعادة السفير بشرى الشيخ دفع الله مراسلة (أخبار اليوم) فأالى تفاصيل حواره الصريح:


فى البدء سعادة السفير أرجو ان تعطى القارئ الكريم نبذة تعريفية عن شخصكم ؟؟

بشرى الشيخ دفع الله ، من مواليد حلفاية الملوك فى العام (1948) ، تلقيت تعليمى حتى الثانوى فى مدينة الخرطوم بحرى ، تحديدا مدرسة حلة خوجلى الابتدائية ، ثم الاميرية (2) ثم بحرى الثانوية ، ومنها التحقت بجامعة الخرطوم كلية الآداب فى العام (1972م) ، حيث التحقت بعدها بوزارة التربية والتعليم لفترة شهر تقريبا ، وتحولت منها الى دار الوثائق المركزية .

وهل عملت فى حقل التدريس ؟؟

عملت فى حقل التدريس ، ولكنى لم أدخل (حصة) ، وكان التحاقى بالوزارة فقط فى بداية التعيين ثم بدار الوثائق ، وفى العام (1975م) التحقت بوزارة الخارجية ، ومن ثمّ بدأت المسيرة التى نواصلها حتى الأن .

أين كانت أولى محطاتك الخارجية ؟؟

أولى محطاتى الخارجية كانت جمهورية الصين الشعبية ، وكان ذلك خلال أخر أيام حكم الزعيم الصينى ماوستونج ، ومن الأشياء التاريخية هى اننى شهدت وفاة هذا الزعيم العظيم فى الصين ، ثم انتقلت بعدها للمملكة العربية السعودية ووقتها كانت السفارات ووزارة الخارجية فى جدة ، وعملت بها حتى العام (1981م) وعدت بعدها الى رئاسة الخارجية ، ثم نقلت الى بريطانيا وأخذت بها حوالى خمسة سنوات ، ثم منها الى رئاسة الوزارة مرة أخرى ، ثم منها الى الجماهيرية العربية الليبية .

كل هذه الدول عملت فيها سفيرا للسودان ؟؟

لا .. كان عملى فى كل هذه الدول تسلسلا وظيفيا ابتداءا من سكرتير ثالث، ففى الصين عملت سكرتيرا ثالثا ، ثم سكرتير ثانى ، ثم فى السعودية سكرتير أول ، ثم مستشارا فى سفارتنا فى لندن ، وبعدها عدت الى ليبيا مستشارا لفترة ، ثم ترقيت الى وزير مفوض ، وفى عام (1994م) ترقيت الى درجة سفير ، وعدت الى رئاسة الوزارة لفترة أربعة سنوات، ونقلت بعدها فى أول منصب كسفير للسودان فى جمهورية العراق فى العام (1998م) وقد مكثت فى العراق فترة أربعة سنوات ونصف وخرجت منها بعد عشرة أيام من الحرب الاخيرة .

العراق بالطبع كانت المحطة الأكثر أهمية وخطورة وأثارة فى كل محطاتك الخارجية فهلا حدثتنا عنها تفصيلا ؟؟

دخلت الى العراق ، وكانت قد فرضت عليها العقوبات الدولية قبل دخولى ، وكان عليها حظرا جويا ، والسفر اليها برا ، وبهذه المناسبة فى ايام عملى لدى سفارتنا فى ليبيا ايضا كانت قد صدرت ضده عقوبات دولية فى العام (1992م) وقد اخذت ايضا الفترة مابين (92و93 ) شاهدا على العقوبات والحظر الدولى على ليبيا وقد كنا نسافر اليها برا من خلال معانأة شديدة .
وقد واصلت عملى فى العراق ، وكنت خلال الاربعة سنوات فى وزارة الخارجية مديرا للمكتب التنفيذى فى تلك الفترة التى كان فيها الاستاذ على عثمان محمد طه وزيرا للخارجية ، وايضا اتزكر انه من الاشياء الهامة فقد كانت لدينا رحلة مهمة جدا فى العام (1995م) شملت دول الخليج ، وقد كانت بمثابة تحول فى علاقاتنا مع دول الخليج فى ذلك الوقت ، وهى مساع لتطبيع العلاقات شرحت من خلالها وصححت موقف السودان الذى كان بسببه يوجد نوع من القطيعة مع دول الخليج جميعها ، والحمد لله كانت تلك الجولة ناجحة ومثمرة ، وظلت علاقاتنا منذ ذلك الوقت جيدة جدا ، وقد طبّعت وتطورت بشكل ممتاز ، وشملت تلك الجولة دولة البحرين ، وقد التقيت وقتها بالأمير السابق الشيخ عيسى بن سلمان وكانت فرصة طيبة بالفعل .

اذن عد بنا الى الحديث تفصيلا عن محطة العراق وكيف كنتم فيها قبل الحرب واثناءها وبعدها ؟؟

ذهبت الى العراق فى عام (98) كما قلت لك وكان ذلك فى ظل ظروف صعبة وعقوبات دولية مفروضة على بغداد ، وانا هنا اتحدث عن مرحلة تاريخية فى علاقاتنا مع العراق ، حيث كانت علاقاتنا بها ممتازة جدا مع الحكومة والنظام القائم وقتها ، وكانت الزيارات متبادلة بيننا ، والاتصالات مكثفة ، وكانت بيننا اللجان الوزارية المشتركة التى تجمع بين البلدين وتؤطر للتعاون فى كافة المجالات السياسية ، والاقتصادية ، والثقافية ، وقد أثمرت هذه العلاقات وقتها عن اشياء كثيرة جميلة بيننا والعراق ، فوقتها الحكومة العراقية لم تكن تبخل علينا بشئ ، وقدمت لنا كل انواع الدعم ، خاصة الدعم الثقافى ، حيث كانت لدينا بعثات دراسية فى مجالات متعددة ، ومن المجالات ايضا مجال النفط ، حيث تم تدريب العديد من الكوادر السودانية فى العراق ، والتى عادت الى البلاد واسهمت فى مسيرة استخراج وصناعة النفط فى السودان .
والحقيقة اننا لدينا فى العراق ذكريات جميلة ، وكثيرة جدا ، فالشعب العراقى شعب طيب ، ومثقف بشكل كبير ، ومنفتح ، ولذلك فان فترة العراق كانت بالنسبة لى فترة مؤثرة جدا ، وقد خلقت فيها الكثير من العلاقات سواء كانت من افراد الحكومة العراقية او من وسط الشعب العراقى .
واما عن خطورة العراق كمحطة بعد اعلان الحرب عليها ، فهذا قدر الدبلوماسسين وهو القيام بواجبهم تحت اى ظروف مهما كانت خطورتها توترا وحروبا ، ونحن كنا نتابع الاحداث بدقة ، ونقوم بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية لاتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة ، وقد كان همنا الاكبر هو الجالية السودانية الموجودة فى العراق ، وهى جالية عريضة وكبيرة جدا ، لذا فقد انحصر همنا الاكيد فى توفير أكبر قدر من التأمين لهذه الجالية ، وبالفعل فقد استطعنا بعون الله خلال اسبوع واحد قبل الحرب وبفضل وجهد وتعاون وزارة الخارجية معنا ان نخلى ونخرج مئات الاسر من العراق ، وارجاعها الى السودان ، وقد تواصلت عملية نقل السودانيين حتى خلال الاسبوع الاول من الحرب ، الى ان انقطعت السبل والاتصالات فى العراق وحينها توقفنا عن عملية نقل السودانيين .

متى خرجتم من تحديدا وكيف كان حالكم جراء اندلاع الحرب على العراق ؟؟

خرجنا من العراق فى يوم (29) مارس ، اى بعد تسعة أيام من اندلاع الحرب ، وكان ذلك عن طريق سوريا ، وكانت اسرنا قد خرجت قبلنا باسبوعين ، ولحقنا بهم بعدها باسبوعين فى سوريا ، وكنا اثناء مسيرنا فى الطريق الى سوريا نجد عددا من ابناء الجالية السودانية فنقوم بتسهيل اجراءاتهم القنصلية متمثلة فى استخراج وثائق السفر ، وكانت قد حدثت فوضى عارمة وقتها فقد ترك كل الناس اماكنهم وفروا من الحرب دون ان ياخذوا معهم اى اوراق ، وفى سوريا كانت منظمة الهجرة الدولية هى من قدم لنا المساعدات لاعادة هؤلاء المواطنيين للسودان ، كنا اننا قد اخرجنا بعض المواطنيين عن طريق ايران ، والاردن ، بالاضافة لسوريا .

وهل تركتم مقر السفارة السودانية بالعراق خاليا تماما عند اندلاع الحرب ام تبقى منكم أحد ؟؟

لم نترك المقر خاليا تماما ، فقد كان هناك عمال محليين ، وهؤلاء رفضوا الخروج ، وتركناهم لارادتهم واختيارهم .

وماهو اول شئ فعلتموه عندما تيقنتم ان الحرب واقعة لامحالة ؟؟


اولا امّنا كل مايمكن تأمينه من اشياء متعلقة بالسفارة ، وعندما خرجنا من السفارة تركنا فيها بعض العمال المحليين اثروا أن يبقوا ، وبعدها علمنا ان هنالك عشرات من أفراد الجالية السودانية حضروا ومكثوا فى السفارة ، وتواصلت عملية اخراج المواطنيين فى الفترة ، وقد اغلقت السفارة حوالى شهر ونصف ، ثم بعدها اعيد دبلوماسيين من الخرطوم مرة اخرى .

وماذا عن من قتل من السودانيين فى العراق؟؟

الان نعم قتل احد السائقين بالسفارة ، وهو كان واحد من الذين اثروا البقاء لفترة طويلة فى العراق .


وكيف ترى بغداد الان بعين من عاش فيها وسكنها دبلوماسيا ومواطنا سودانيا وخبر اهلها لفترة مايزيد عن اربعة سنوات طوال ؟؟

الآم و ظروف بغداد معروفة بالطبع ، وليس السودان وحده من يحزن لحال العراق وانما كل الامة العربية .

ولكن فى اعتقادك الا تتطلب المرحلة الان عودة السفراء العرب للعراق وبخاصة سفير السودان لما يربط بين الشعبين من علاقات ازلية متميزة ؟؟

والله يكفى اننا بعد شهر من رحيلنا عن العراق عاد الى بغداد دبلوماسى سودانى بدرجة عالية جدا ، وظل خلال فترة الحاكم الامريكى ، وبعدها الفترة الانتقالية ، اى ان سفارتنا لم تغلق كلية ، والان موجود بها دبلوماسى بدرجة وزير مفوض، لكن الظروف الامنية بالتأكيد هى التى اجبرت الناس ان يقللوا من التمثيل الدبلوماسى ، لكننا بالطبع مع العراق وشعبها قلبا وقالبا ، وبالتأكيد انا الان لااتابع الاحداث كما ينبغى ، او كما فى السابق .
ولكن مع الاسف الان هناك تناقضات كثيرة جدا ، واهم افرازاتها هو وجود ضحايا كثيرين جدا من الابرياء من جانب ، ونحن لانريد ان نتدخل فى شئون الشعب العراقى الداخلية بالتأكيد ، ولايهمنا من يحكم ، ولكن نريد ان يجكم العراق العراقيون أنفسهم بالطبع بالتراضى والتعاون ، وبوحدة عراقية ، فنحن نتمنى ان لايتقسم العراق ، وان لاتكرّس اى نوع من الطائفية او العرقية فى العراق ، فهو بلد غنى ، وخبراته وموارده كثيرة جدا تكفى كل سكانه ، وبالتأكيد فان الارث التاريخى والحضارى يحتم على العراقيين ان يسيروا فى مسيرة وحدة الاراضى العراقية ، وكل مانتمناه هو ان تهيأ الظروف للعراقيين لكى يجلسوا ويعيدوا للعراق سيرته الاولى كدولة رائدة تاريخيا وثقافيا وادبية يجد فيها الانسان العربى والاسلامى عمقه بكل ماتحمل هذه الكلمة من معان ، ومن المؤسف اننا نتابع يوميا ارواح العراقيين وهى تزهق ، ولكن نسأل الله ان يتولى اخوتنا العراقيين بعونه ولطفه ، فمنهم الاصدقاء والاخوة ونحمد الله ان هنالك اتصالات متوفرة بالعراف الان ولكن الوضع ككل وضع مؤسف بالتأكيد. ونتمنى ان تهدا فيه الاحوال لان العراق خسارة وكل مايحدث فيه خسارة ، والخاسر الاول والاخير هى الأمة العربية والامة الاسلامية .وينبغى على الاخوة العراقيين ان يلتفوا حول أنفسهم ويحاولوا أن يضمدوا هذه الجراحات ويهيؤا الاجواء اللازمة للوفاق والمصالحة ، ويجدوا صيغة للتعايش السلمى بينهم انشالله ، وانا متفائل لحد كبير بالرغم من ان ذلك قد يأخذ وقتا ولكنى متفائل الى ان العراقيين سيصلوا الى هذه الغاية انشالله .


ولو انتقلنا من هذه المحطة بكل شجن الحديث حولها الى محطتك الحالية فهلا حدثتنا عن البحرين ومتى نزلت بأرضها سفيرا ؟؟

لى الان حوالى الاربعة أشهر تقريبا فقط ، والبحرين هى بلد عريق ومتميز بحضارته ولديه شعب رفيع الثقافة ، وهو شعب يعمه العلم والادب والثقافة ، وقد حضرت الى هنا خلال شهر رمضان المعظم ، وكان شهر ممتع بالنسبة لى ، بالرغم من انه كانت فيه حركة مكثفة ، وهذه الحركة هى حركة العلاقات البينية بين الشعب والحكام والوزراء والدبلوماسيين ، اى ان ليل رمضان فى البحرين هو ليل مشهود ، وبمجرد الانتهاء من الطراويح ننطلق فى المجالس ، وهنا صيغة المجالس الرمضانية من اهم الطقوس حيث يجتمع كبار الشخصيات والاعيان فى البلد .

الى أى مدى تختلف العادات والطقوس البحرينية عن السودان فى الشهر الكريم ؟؟

لا .. هناك اختلاف كبير بالطبع ، فالمجلس الرمضانى فى البحرين يضم كبار الشخصيات فى زيارات وحركة دائبة فى الليل ، وانت فى المجلس (عادى) قد يدخل عليك وزيرا او ولى العهد مثلا بدون برتكولات ولارسميات ، اى ان الناس تعيش هذا الشهر بصفاء وبعلاقات نستطيع ان نسميها ( بساط احمدى ) بدون اى تكلف وهذا يعنى ان المجتمع البحرينى مجتمع مترابط وقوى فى علاقاته ، ويقدر هذه العلاقة ، وهذه روح طيبة جدا ، ومنذ ان اتيت الى البحرين قمت بعمل كثير من الرسميات بالطبع بداءا من تقديم اوراق اعتمادى لجلالة الملك ، والتقيت برئيس الوزراء ووزير الخارجية ، وبالعديد من الوزراء وتلمست فيهم بساطة الشخصية ، والتواضع الجم ، وبحمد لله علاقاتنا طيبة جدا وانا هنا اتحدث عن مسيرة من سبقونى من السفراء السودانيين لهذا المكان ايضا فجميعهم بحمد الله كانوا محترمين فى هذا البلد ، ونحن الان نسعى لتأطير هذه العلاقة والاستفادة من هذه الاجواء الطيبة بين السودان والبحرين لبناء علاقات عملية للتعاون على ارض الواقع ، ولدينا لجنة وزارية انعقدت مرة واحدة ، ونتطلع ان يشهد العام القادم نشاطا مكثفا ، ونتطلع لانعقاد الدورة الثانية من اجتماعات اللجنة الوزارية العليا فى الخرطوم باذن الله وخلالها سيكون هناك الكثير من الاتفاقيات وتتفتح الكثير من الافاق الخاصة بالتعاون والتى ستعكس ايجابا على الشعبين الشقيقين .

سعادة السفير من ملاحظاتى فى معظم دول الخليج ان هناك توترا فى العلاقات بين السفارة والجاليات السودانية بينما الوضع مختلف هنا فى البحرين الى حد ما .. فحدثنا عن شكل العلاقة بينكم والجالية السودانية فى البحرين ؟؟

العلاقة الطيبة بيننا والجالية السودانية فى البحرين نعمة حبانا بها الله نتمنى ان تدوم ، فاولا الجالية فى البحرين رغم قصر احتكاكى بهم الا ان العلاقة بيننا توطدت ، ثم لاتنسى اننى عملت فى ليبيا والعراق ، والبلدين يعجان بجالية سودانية كبيرة جدا ، وتتميز الجالية السودانية فى البحرين اولا بان عددها بسيط نسبيا ، وكلهم بحمد الله يعملون ، ولهم مسئوليات ، ويعملون سواء كان فى الحكومة او القطاع الخاص فى البحرين ، ومن بين ذلك الكثير من الوظائف العليا سواء فى الوظائف القانونية او المالية ، والادارية ، وهناك قطاع كبير يعمل فى مجال القوات المسلحة ، والحمد لله اتضح لى ان الجالية هنا مترابطة ومتماسكة ، ولحسن حظى افتتاح النادى السودانى متزامنا مع حضورى للبحرين ، وبحكم عملى فى الخارجية كنت متابعا لحركة الجاليات السودانية بالخارج ، وكان لدى فكرة طيبة عن جالية البحرين ، والنادى السودانى هو الذى سهّل مهمتى بشكل كبير لانه هو الذى يجمع افراد الجالية ، وقد حرصت منذ اليوم الاول على ان التقى بابناء الجالية فى النادى ، كما زرت التجمعات المختلفة للسودانيين هنا فى مناطقهم ، وتحدثت معهم واكدت لهم انهم هم الذين يمثلون السفراء الحقيقين للبلد ولست أنا ، وصحيح اننى الدبلوماسى الرسمى ، لكنهم هم من يمثلون الشعب السودانى ، ولذلك فعلينا جميعا ان نتحمل مسئولية ابراز وجه السودان المشرق ، وبالتالى فان اى عمل نقوم به نؤديه من منطلق متساو ، وبتكاتف وتعاون ، والسفارة السودانية لن تبخل على الجالية هنا باى شئ تستطيع ان تفعله من اجلهم ، ويكون فى مقدورها فعله ، اما ماهو ليس فى مقدورها فهى تسعى مع الجهات السودانية المختصة او الجهات البحرينية لتحقيق كافة التسهيلات للجالية ، وحتى قيام النادى السودانى كان حصيلة ونتاج تعاون بين الجالية والسفارة ، حيث اسهمنا مع السلطات البحرينية فى تسهيل افتتاح هذا النادى .

هل معنى حديثك ان الجالية السودانية فى البحرين ترفل فى دعة من العيش الرغيد ولاتواجهها اى مشكلات من اى نوع ؟؟

لا .. بالتأكيد توجد مشكلات ولكنى اتحدث عن المشكلات العامة والكبيرة التى تكتنف الجاليات السودانية بالخارج ، وفى الجاليات الكبيرة دائما تظهر مشكلات قد تكون ناجمة عن اختلاف وجهات النظر السياسية ، وماشابه ذلك ، ولكن الحمد لله الان الاجواء السياسية فى البلاد جعل فرص الاختلاف تتقلص ، ولم يعد الان الاختلاف السياسى يؤدى الى خلافات بين الناس ، وانما تعايش تام خاصة فى ظل حكومة الوحدة الوطنية التى تعيشها البلاد الان ، وكذلك نحن الان فى الخارج جميعا نعيش فى اجواء وحدة وطنية ، وبحمد لله اصبح النادى السودانى هنا هو المحطة التى يمكن ان تلتقى فيها الجالية مع المسئولين ، وانتهزنا خلال فترة الاربعة اشهر الماضية زيارتين هامتين جدا احداهما كانت للاستاذ المتعافى والى الخرطوم ، والثانية لوزير الدولة بالخارجية الاستاذ على كرتى ، وحرصنا ان نعقد لهما لقاءا مع الجالية فى النادى ومن خلاله طبعا تحدثوا لهم ونوروهم بالاحداث فى السودان وتبودلت وجهات النظر بينهم والجالية .

ولكن الا تواجهون بعتاب من ابناء الجالية باعتبار انكم لاتسهمون ايجابا فى حل مشكلاتهم المتعلقة بالضرائب وتعليم الابناء وماشابه ذلك من مشكلات المغتربين ؟؟

هذه بالطبع قد تكون وجهة نظر الكثير من الناس ، ولكن الجهاز المسئول مسئولية مباشرة فى السودان هو جهاز المغتربين ، ونحن هنا فى السفارة قد لايكون فى مقدورنا ان نحل هذه المشاكل ، ولكن مهمتنا هى ان نعكس هذه المشاكل للمسئوليين ، وايضا هناك كانت مؤتمرات للمغتربين ، ومن خلالها يعطى المغتربين الفرصة ويأتو مناديب منهم من خارج السودان ليشرحوا هذه المشكلات ، وهناك مشكلات كثيرة يبحث فيها المعنييون الان ، ورغم وجود بعض العقبات الا اننى اعتقد ان الامور تسير نحو الافضل فى كافة الاتجاهات ، ومؤتمر المغتربين الاخير اظن انه وضع اسس لحل الكثير من المشاكل .

سعادة السفير هلا حدثنا عن عرس الثقافة البحرينى السودانى الذى شهدته العاصمة البحرينية خلال الايام الفائتة تحت مظلة الخرطوم عاصمة للثقافة العربية ؟؟

قبل ان احضر من الخرطوم كنت عضوا فى الأمانة للعامة للخرطوم عاصمة للثقافة العربية ،فى لجنة العلاقات الخارجية ، وعندما تيت الى هنا كنت أعلم ان هنالك أسابيع كثيرة تمت فى دول أخرى فكانت من أول المشاريع التى وضعتها فى ذهنى قيام اسبوع سودانى فى البحرين ، وان يقوم اسبوع بحرينى فى السودان ، وعندما أتيت وتحدثت مع الاخوان فى النادى السودانى وجدت لديهم ذات الفكرة وهى اقامة اسبوع سودانى فتلاقات الفكرتان ولذلك لم تكن هنالك أى مشكلة ، وكونت لجان مشتركة بين السفارة والنادى السودانى ، وشكلنا فريقا موحدا للعمل وبدأنا فى عقد اجتماعات تحضيرية مكثفة ، تمكنا خلالها من وضع تصور ، ومع اتصالنا بأمانة الخرطوم عاصمة للثقافة تمكنا من تحقيق هذا الهدف الذى سعينا اليه ، وأنا أكثر الناس سعادة لشعورى بأن هذا الموضوع قد ادخل البهجة فى نفوس السودانيين وهذا واجبنا ، ومن واجبنا اسعاد الناس .


وبعد ادخال البهجة فى نفوس الجالية السودانية بالبحرين كما قلتم فهل ستواصلون فى اقامة مثل هذه الفعاليات والمهرجانات ؟؟

بالتأكيد .. وهذه طبعا البداية ، والحمد لله فقد كانت ضربة البداية موفقة ، واود هنا ان اشير بصفة خاصة الى المسئولين البحرينيين ، بداءا من الاخ وزير الاعلام د. محمد عبد الغفار ، والمسئولين فى قطاع الثقافة والتراث ، وعلى رأسهم الشيخة مى الوكيل المساعد للثقافة ، فهؤلاء قد قدموا لنا كل التسهيل الممكن ومن قبل ذلك ابدوا الاستعداد والترحيب بكل مايأتى من السودان ، وذلك فى اطار حديثهم الطيب عن العلاقات المتميزة بين البلدين ويتحدث عن هذا التميز كافة المسئوليين هنا بداءا بجلالة الملك ، وكل هذا بسبب الاخوة المغتربين فى البحرين فهم الواجهة الطيبة وهم السفراء الحقيقيون ، وكل المسئولين البحريينين هنا تلهج السنتهم بالثناء على سلوك الجالية السودانية وحسن ادائهم فى أعمالهم ، وهذه نعمة نحمد الله عليها .

كلمة اخيرة سعادة السفير ماذا تقول فيها ؟؟

اولا اود ان أشكر صحيفة أخبار اليوم وعلى رأسها الأخ والصديق الأستاذ أحمد البلال الطيب ، وهو صديق قديم بالنسبة لى ، وأقول أننى الأن فى مستهل فترة عملى وبحمد لله تمكنا من تحقيق هذا النجاح وهو باذن الله لن يزيدنا الا اصرارا على بذل المزيد من الجهد وسيكون بالنسبة لنا كحافز لتحقيق الأفضل ، واتطلع الى اليوم الذى أجد فيه النادى السودانى ناد كبير ونحن نسعى الى توسعة مساحته وقد وجدنا الدعم من الاخوة والى الخرطوم ووزير الدولة بالخارجية ، ونسعى مع الكثير من الجهات السودانية لكى تساهم معنا لان هذا النادى سيكون بالقطع مركز اشعاع سودانى ، ونريده مركزا ثقافيا ، ادبيا واجتماعى ، ونريده مظلة تجمع كافة ابناء الجالية السودانية ، والشكر والتقدير للامانة العامة للخرطوم عاصمة للثقافة ، ولكل الذين شاركونا من الخارج ، ومن اساتذتنا الاجلاء بروفسير عثمان سيد احمد الذى جاءنا من الدوحة ، والاستاذ مكى الذى جاء من الرياض ، والمطربة البلبلة هادية طلسم التى جاءتنا من واشنطون ، وكذلك اخوتنا الاجلاء اعضاء الوفد الذين حضروا من الخرطوم على رأسهم الاستاذ عثمان جمال الدين ، وعلى عثمان ، وعبد الله حمدناالله ، والشاعرة روضة الحاج التى أدت اداءا مشرفا ، وهى مثال مشرف للمرأة السودانية المثقفة والأديبة ، والاخوة الفنانيين الذين اطربونا وابهجونا خلال هذا العرس السودانى .



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved