القاهرة .. أخبار اليوم .. نادية عثمان مختار

فى الوقت الذى أمرت فيه النيابة فى مصر بتسليم الجثث التى تم التعرف عليها الى ذويها ، ومواصلة البحث فى هوية بقية الضحايا من اللاجئين السودانيين
كشفت المتحدثة باسم المفوّض السامى لمفوضية اللاجئين أسبريت ستيوارد عن اتصالات موسعة قالت انها تجرى حاليا مع المسئولين المصريين وذلك لاعطاء المفوضية الفرصة للالتقاء باللاجئين ال(200) المحتجزين لديها ، واوضحت ستيوارد خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته أمس بمقر المفوضية انهم شددوا على ضرورة عدم ترحيل اى لاجئ قبل التحقق من هويته لمعرفة اذا ماكان يدخل فى نطاق عمل المفوضية من عدمه .
ونفت نفيا قاطعا نقل اى لاجئ وترحيله الى السودان حسبما رددت بعض الصحف ذلك مؤخرا ، معربة عن استغرابها من ماتردد حول ترحيل عدد كبير من اللاجئين بطائرات مصرية الى السودان ، مؤكدة انه لم يصل الى المفوضية اى تقارير تفيد بترحيل اى لاجئ من قبل موظفى المفوضية فى السودان.
و رفضت "ستيوارد" توجيه اللوم لأى جهه لتحميلها مسئولية ماحدث, معتبرة ان الوضع تصاعد تدريجيا حتى وصل الى هذه النهاية المحزنة ، مشيرة الى ان الحكومه المصرية تعاملت مع الاعتصام لثلاثة اشهر كاملة دون اى تدخل منها لفضه الا انها قالت انه كان لابد من انهاء الاعتصام, معترفة بذلك أن المفوضية طلبت من السلطات المصرية انهاء الاعتصام بالطرق السلمية, مؤكدة استعداد المفوضية للمشاركة فى أى تحقيقات تجريها مصر حول هذه الأحداث.
وجددت أسف المفوضية البالغ للخاتمة المأساوية التى فض بها اعتصام اللاجئين السودانيين المعتصمين بمسجد مصطفى محمود بحى المهندسين من ثلاثة أشهر وقالت أن المفوضية ظلت مع السلطات المصرية فى مفاوضات طويلة مع اللاجئين املا فى فض اعتصامهم سلميا
وحول مطالبة المعتصمين باعادة توطينهم فى بلد ثالث بصورة جماعية قالت أن هناك استحالة فى هذا الأمر, مبينة أن هناك أكثر من 3 مليون سودانى بمصر من بينهم 24 ألف لاجئ مسجلين فى المفوضية.
وقالت اسبريت ان المفوضية قد عملت لمئات الساعات مع قادة الاعتصام فى تفاوض طويل للوصول الى اتفاق ، واشارت الى الاتفاق الذى توصلت له المفوضية مع اللاجئين فى السابع عشر من ديسمبر الماضى ، مؤكدة ان عددا كبيرا من طالبى اللجؤ رفض الاتفاق .
واشارت الى أنه لم يتم من قبل ترحيل أو اضهاد أى سودانى فى مصر, موضحة أن السلطات المصرية أخرجت عدد كبير من اللاجئين وأن المفوضية قامت بتقديم مساعدات لهم عن طريق الكنائس وزيارة المصابين بالمستشفيات.
وأكدت قائلة (نحن نقدر أن اللاجئين يعانون من ظروف صعبة وهذا الأمر ليس فى مصر فقط ولكنه فى معظم دول العالم أيضا, مشيرة أن المفوضية وصلت الى طريق مسدود مع المعتصمين)
واعتبرت ان الاتفاق الذى تم مع اللاجئين فى 17 ديسمبر الماضى مازال قائما, وأن المفوضية مازالت تقوم بتسجيل اللاجئين السودانيين وتوفير كافة المساعدات لهم, وشددت على ان المفوضية على استعداد للتعاون مع الحكومه المصرية فى التعامل مع كافة المشكلات التى تخص اللاجئين.
وفى ذات السياق أعرب الفنان المصرى عادل امام سفير النوايا الحسنة لشئون اللاجئين عن بالغ حزنه للنهاية المأساوية التى انتهى بها اعتصام اللاجئين فى المهندسين، مرجعا ماحدث لهم بأنه سؤ حظ حيث قال :(أعتقد أن ماحدث كان سوء حظ وأن وزير الداخليه المصرى لم يصدر أوامره باستخدام القوه المفرطه فى انهاء الاعتصام, وماحدث هو مصادمات بين قوات الأمن واللاجئين, وهذا لابد أن يكون له ضحايا) موضحا ان هناك تحقيقات فى الحادثة تجريها السلطات المصرية حول المسألة .
وكشف عادل إمام عن وجود تهديدات وصلت الى موظفى الأمم المتحده بعد الحادث والى منظمة الكاريتاس وبعض الكنائس للانتقام منهم لما حدث.
وقال امام ان اللاجئين فى مصر يعيشون عيشة المواطن ، معتبرا ان هذا كرم مصرى خالص , واوضح أن مسألة اعادة التوطين توضع بشروط واليات محددة مشيرا الى ان المفوضية اعادت توطين اكثر من 17 الف لاجئ كانوا يقيمون فى مصر .
واكد على حزن الشعب المصرى لما حدث وقال ( نحن جميعا نشعر بضيق, ولكن اللاجئون فى مختلف دول العالم يعانون من ظروف انسانية بالغة الصعوبه)
ودعا الدول الغنية فى العالم لمساعدة الدول الافريقية الفقيرة, معربا عن أسفه لعدم قيام الدول العربية الغنية للقيام بتبرعات للدول العربية الفقيرة التى تحتاج الى الدعم والمساعدة .