القاهرة .. أخبار اليوم .. نادية عثمان مختار
يعيش الشارع المصري في حالة من (الهلع ) والرعب الحقيقي بعدما تزايدت عدد المحافظات التي تم اكتشاف مرض أنفلونزا الطيور فيها ، وقد مرت ساعات عصيبة أمس على المواطن المصري بعدما سرت شائعة انتشرت سريعا في أوساط المواطنين مفادها أن تلوثا قد لحق بمياه الشرب جراء وصول فيروس المرض لمياه النيل ، الأمر الذي نفاه نفيا قاطعا وزير الإعلام المصري انس الفقى الذي أطلق تحذيراته من خطورة انتشار الشائعات التي اعتبرها أكثر ضررا بمصر من انتشار فيروس أنفلونزا الطيور نفسه !! وأكد الفقى في تصريحات صحفية أمس أن مياه النيل خالية تماما من اى تلوث ، مشيرا إلى أنها مطابقة للمواصفات الصحية ، ومن ناحيته امّن وزير الري المصري على حديث وزير الإعلام فيما يتعلق بمياه الشرب . كما قال من جانبه وزير الزراعة أمين أباظة أن تقدير حجم المرض يحتاج إلي دراسة وافية حتى يمكن حصره جيدا بحسبان انه يمس احد دعائم اقتصاد البلاد المتمثلة فى صناعة حيوية ألا وهي الصناعة الداجنة ، موضحا خلال جلسة في مجلس الشعب أمس انه تقرر إغلاق جميع المحلات الخاصة ببيع الدجاج لمدة خمسة عشر يوماً ، إلى أن يتم احتواء الأزمة .
وبينما أكدت مصادر أن عدد الدول التي وصلها فيروس أنفلونزا الطيور قد وصلت إلى اثني عشر دولة على الأقل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قال وزير الزراعة المصري إن اخطر الطيور الناقلة للمرض هي البط لأنها ناقلة للمرض فقط ولا تمرض أو تموت منه.
مشيرا بذلك إلى ضرورة الحرص على التخلص من عشش الدواجن المنزلية ، معتبرا أنها السبب الرئيسي الذي أدي إلي انتشار المرض بسرعة بالإضافة إلي التركيبة السكانية لمصر التي تمتاز بقرب المنشات السكنية من بعضها مما أسهم في انتشار المرض كذلك، منبها إلى أن المرض لا ينتقل من إنسان إلي أخر وقال انه على الرغم من قلة انتشار المرض بين الناس إلا أن نسبة الوفيات جراء هذا الفيروس الفتاك تصل إلى نسبة 50% معتبرا أن هذه النسبة كبيرة.
ومن ناحيته شرح د. حاتم الجبلي وزير الصحة كيفية تعرض بلاده لهجمة مرض أنفلونزا الطيور ، مشيدا بجهود الحكومة التي أكد أنها قد بذلت قصارى جهدها لاحتواء الأزمة منذ بداية الحديث عنها في أكتوبر 2005 ، مشيرا إلى انه قد تم تشكيل لجنة عليا لمتابعة المرض قبل وصوله ، وقال انه ظل متابعا للمسالة منذ توليه الوزارة في يناير الماضي ، حيث واظب على عقد اجتماع اسبوعى لمتابعة تطورات الموقف والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ، مشيرا إلى أن المنظمة كانت قد أعلنت خلو مصر من المرض حتى 15 فبراير الماضي ، مؤكدا استعداد وزارته لمواجهة وتلافى أزمة مرض أنفلونزا الطيور من خلال حملات استنفار توعيوية بدأت منذ شهر يناير الماضي ، حيث تم تدريب الأطباء وتأهيلهم على كيفية التعامل مع هذه الأزمة .
ولم تهدأ منظمات المجتمع الأهلية في مصر لمواجهة الكارثة حيث عقد الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة اجتماعا عاجلا يعد الأول من نوعه مع رؤساء الجمعيات الأهلية العاملة في العاصمة لتوعية المواطنين حول مرض أنفلونزا الطيور وكيفية التخلص الآمن من الطيور النافقة. وقال في اجتماعه معهم ليلة أمس أن إجراءات مكافحة هذا المرض سوف تستمر حتى بعد انتهاء الأزمة الحالية ، مشيرا إلى انه ليس من المتوقع أن تتوقف هجرة الطيور مثل الغربان والعصافير وغيرها وحذر من مغبة الاستكانة بعد انتهاء الأزمة الحالية.، وشدد على انه لابد أن تكون البلكونات والأسطح المنزلية نظيفة باستمرار. وأضاف انه آن الأوان للتفكير في نهج مختلف للتعامل مع الطيور من حيث التربية والرعاية البيطرية وعمليات الذبيح كذلك ، والبيع للمواطنين الذي يجب أن يختلف عن النهج الحالي الذي اعتبره عشوائيا .
وبينما طالب وزير الصحة بعدم إلقاء الطيور النافقة من جراء المرض في الشوارع ، وشدد على أهمية التوقف عن إلقاء الطيور في النيل أو الترع ، استمرت الجهات المصرية المعنية في إجراءاتها الاحترازية لمكافحة مرض أنفلونزا الطيور ، حيث قامت أجهزة محافظة القاهرة بإغلاق مؤقت لـ لأكثر من خمسين مجزر خاص بالدواجن، حيث من المتوقع أن تستعيض الحكومة بإنشاء مجزر آلي حكومي لذبح الدواجن وكافة أنواع الطيور تحت الإشراف الكامل من الجهات المعنية فى الصحة والبيطرة . وأعرب محافظ القاهرة عن أمله في استقرار الوضع الصحي والبيئي وحالة الذعر الحالية بعد عشرة أيام على الأكثر. وأشار الدكتور احمد عادل وكيل أول وزارة الصحة بالقاهرة إلى أن المديرية تستقبل يوميا آلاف الاتصالات من المواطنين للإبلاغ عن طيور نافقة أو معرفة كيفية التصرف معها ونبه إلى انه يتم إبلاغ المحافظ تليفونيا بكل الحالات المشتبه فيها والتي تم إجراء الفحص لها .. واعتبر أن المشكلة الرئيسية في مرض أنفلونزا الطيور تتمثل فى الريش والمخلفات والتي تنقل العدوى وهو الأمر الذي نبه المواطنين للالتفات له بعدم إلقاء الريش والمخلفات فى الشوارع حرصا على صحة الجميع
وفى ذات السياق امّن الدكتور وحيد إمام أستاذ البيئة بجامعة عين شمس ورئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية البيئة على حديث وزير الصحة حول أهمية عدم تلويث مياه النيل بإلقاء الطيور النافقة فيه ، محذرا من تزايد ظاهرة إلقاء المواطنين للطيور النافقة في نهر النيل خاصة في القليوبية والشرقية .. ومعلنا استعداد الاتحاد لتدريب عدد من الشباب على كيفية جمع والتخلص الآمن من الطيور وبالتالي هؤلاء المتدربين يستطيعوا تعليم اكبر قدر من المواطنين.. إضافة إلى أهمية تكثيف الجرعات التوعوية لطلاب المدارس على اختلاف المراحل بحسبان أنهم الوسيلة المريحة لتثقيف ذويهم بما يجب أن يفعلوه للتعامل مع هذا المرض.
وفى ذات الاتجاه أعلن زهير حلاج ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر أن الخطة التي تنفذها مصر مطابقة تماما للخطط والبرامج التي أعدتها المنظمة.. مؤكدا على أن مصر تستطيع أن تقوم باحتواء الأزمة
وأوضح حلاج في تصريحات له أمس أن منظمة الصحة العالمية درست أوضاع المزارع الكبيرة في مصر.بينما
أكد بيان للمكتب الإقليمي للمنظمة أن مياه الشرب في مصر يتم تعقيمها باستخدام الكلور وناشد المواطنين بعدم الذعر وحثهم علي عدم إلقاء أية طيور نافقة في النيل.
وفي تطور لافت إلى أهمية الانتباه لخطورة المرض الفتاك قالت منظمة الصحة العالمية في موقعها على الإنترنت إن طفرات طرأت على السلالة الفيروسية (H5N1) جعلتها أكثر فتكا بالدجاج وأكثر مقاومة للظروف البيئية فيما يبدو لكنها لم تزد خطورتها على البشر بعد. وفى ذلك تنبيه أيضا على أن الفيروس الذي قتل ما يربو على 90 شخصا ينتشر بسرعة أكبر، وأسرع رغم كافة التحوطات التي تتخذها الدول لحماية شعوبها .