اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

خفايا واسرار لقاءات ربيكا بواشنطون

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
19/2/2006 4:25 ص


تقرير : الوليد مصطفى

بعد يوم واحد من مغادرتها العاصمة الأمريكية واشنطون بدأت تظهر على السطح نتائج الزيارة التي قامت بها السيدة ربيكا أرملة الزعيم الراحل الدكتور جون قرنق الي الولايات المتحدة حيث أعلن أثنان من نواب الكونغرس وهما الديمقراطي دونالد بين والجمهوري توماس تانكريدو وهما من أشرس المعارضين لحكومة السودان مشروع قانون جديد لتوفير الدعم المادي لبرنامج عودة الجنوبيين المؤهلين في الدياسبورا (مناطق الشتات) الأمريكية للعمل لمدة خمس سنوات في الجنوب مقابل منح دراسية وتأهيل كوادر للخدمة في الجنوب وكذلك تقديم مكافآت مادية كبيرة.


مشروع القانون المشار اليه كان حتى الأسبوع الماضي ضمن ما يسمي قانون سلام ومحاسبة دارفور الذي أجازه مجلسا النواب والشيوخ بأغلبية كبيرة إلا أنه تعطل لاجراءات فنية وبعض التدخلات السياسية نسبة لاختلاف نسختي مجلس النواب والشيوخ..حيث عمدت نسخة مجلس النواب الي تغليظ العقوبات علي الشمال واستثناء الجنوب فيما حاولت نسخة مجلس الشيوخ أن تلتمس نمطا من العقوبات الأقل تشددا.وتشير بعض المصادر في العاصمة واشنطون الي أن الادارة أوعزت الي الكونغرس تأخير اصدار القانون واتاحة الفرصة للمفاوضات الجارية وكذلك تحسبا لمنع تعقيد الأوضاع بين الشريكين في انفاذ اتفاقية السلام.

وبعد أن تعثرت خطوات اجازة قانون محاسبة دارفور عمد النائبان تانكريدو ودونالد بين الي سحب البند الخاص بدعم تخديم الجنوبيين في حكومة جنوب السودان وتقديمه كمشروع قانون منفصل حتي تسرع اجازته وذلك كثمرة مباشرة لزيارة السيدة ربيكا قرنق التي حثت الكونغرس علي دعم الحركة الشعبية وحكومة الجنوب.

شكوك

القت زيارة السيدة ربيكا قرنق بظلال كثيفة من الشك علي روابط الثقة التي تجمع بين الشريكين ومدي قدرتهما علي انفاذ الاتفاق علي أرض الواقع سيما وأن مجمل زيارتها كانت عبارة عن جأر بالشكوي من الشريك الأكبر وهو المؤتمر الوطني.يشير المراقبون إلى أن زيارة السيدة ربيكا جاءت استكمالا وتأكيدا لزيارة النائب الأول سلفاكير الذي حمل في حقيبته قضايا الجنوب والشكوي من الشمال.ففي مستهل برنامج زيارتها التي استفتحته بمقابلة السيد روبرت زويلك نائب وزيرة الخارجية ركزت ربيكا في محادثاتها مع الجانب الأمريكي علي الشكوي من بطء تنفيذ اتفاقية السلام مشككة في جدية الطرف الآخر في تطبيقها وقالت إن المؤتمر الوطني أصبح يضع المعوقات في طريق السلام واستدلت بقضية الخلاف الشهير حول وزارة الطاقة وكذلك تأخير تكوين المفوضيات خاصة مفوضية الحدود وعدم حسم مشكلة أبيي وما أسمته تأخير سحب القوات المسلحة من الجنوب.وحثت في محادثاتها مع زويلك علي ضرورة أن تبدي الادارة الأمريكية مزيدا من الضغوط علي المؤتمر الوطني ليتعجل في انفاذ الاتفاق.

وفي محاضرتها المشهورة في مركز ويدرو ويلسون أشارت مجددا السيدة ربيكا أن المؤتمر الوطني يتحمل وزر بطء تنفيذ الاتفاق وانزاله علي أرض الواقع وأتهمت مجموعات متشددة داخل المؤتمر بتعويق الاتفاق. وأضافت بأن الجنوب لم يتسلم نصيبه من عائدات البترول مؤكدة أن الحركة لا تعلم انتاج السودان الفعلي من البترول وبالتالي عائداته ونصيب الجنوب منه. وأتهمت المسئولين في وزارة الطاقة بحجب المعلومات عن الحركة مما أضعف الثقة بين الشريكين.وقالت إن بوادر الانفصال قد لاحت في الأفق حيث ركز الفريق البشير علي الاحتفال باليوبيل الذهبي للاستقلال ولم يحتفل بمرور عام علي توقيع الاتفاق وقالت بأنها ستسير علي الدرب الذي أسسه الزعيم الراحل جون قرنق خاصة رؤيته للسودان الجديد وأضافت بأنها كانت في قيادة معسكر الانفصاليين علي عكس زوجها الذي كان يؤمن بالوحدة. وقالت بأنها أقتنعت برؤية قرنق الوحدوية بعد الاستقبال الخرافي الذي وجده في الخرطوم من قبل المهمشين وأنها ازدادت قناعة برؤية جون قرنق الذي كان يؤكد علي الدوام بأن عدد الأفارقة في الشمال أكثر من العرب مما يجعل رؤية السودان الجديد فكرة مؤثرة وجذابة وتحظى بجماهيرية فاعلة.

لوبي لانفاذ الاتفاقية

وأشارت في محاضرتها الي أنها جاءت الي الولايات المتحدة لقيادة لوبي جديد لانقاذ الاتفاقية من الفشل وكذلك لتحصيل ثمار السلام بحث الادارة والمجتمع الدولي للوفاء بالتزامات أوسلو. وحثت الادارة والدوائر الكنسية والكونغرس علي ضرورة مواصلة دعم الحركة ليكون البديل السياسي للمؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى في الشمال.ونفت في حديثها تطلعها الذاتي للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وقالت انها تؤمن بالوحدة العادلة تنفيذا لبرنامج زوجها الراحل..واتهمت في حديثها المؤتمر الوطني مجددا بعدم الجدية وتوفر الارادة السياسية علي انفاذ الاتفاق وأشارت الي ما أسمته الخروقات المتكررة للاتفاق مثل تأخير سحب الجيش من الجنوب وتأخير حسم مشكلة أبيي وعدم تسليم الحركة نصيبها من عائدات البترول.وقالت بأنها علي الوعد الذي قطعته أمام جثمان زوجها المسجي في جوبا بأنها ستراقب تنفيذ الاتفاق وستملكه للجماهير وستدافع عنه وأنها ستكون في شراسة اللبوة إذا ظن البعض أن موت الأسد سيضعف انفاذ الاتفاق..

وفي ردها علي مداخلة أحد الدبلوماسيين في السفارة بواشنطون حول تركيزها علي السلبيات وأهمالها للايجابيات التي أفرزها الاتفاق قالت إنها جاءت الي واشنطون لتتحدث عن السلبيات فقط وأن تطالب الادارة بالضغط المكثف علي المؤتمر الوطني لاخضاعه لارادة السلام.

وحول قضية دارفور قالت إنها تطالب بتحويل مهمة الاتحاد الأفريقي الي مجلس الأمن ونشر قوات حفظ سلام دولية في دارفور أسوة بالجنوب وجددت أيضا مقترح زوجها السابق بنشر قوات ثلاثية من الجيش السوداني والحركة والمجتمع الدولي.كما شككت في حديثها عن وجود ارتباطات مشبوهة بين جيش الرب وربما بعض عناصر الحكومة خاصة في جوانب التشوين والامداد بالسلاح. وقالت إن خطة وزارتها تركز علي تشييد البني التحتية خاصة الطرق والجسور حيث لم يشهد جنوب السودان طريقاً مسفلتاً منذ بدء الخليقة.

ندوة الجامعة الامريكية

في ندوتها التي أقامتها للجالية السودانية في الجامعة الأمريكية بواشنطون ركزت السيدة ربيكا علي ذات المعاني التي ذكرتها في ندوة ويدرو ويلسون وزادت بالقول بأن الحركة تريد مشاركة أكبر في صنع وتنفيذ السياسة الخارجية وطالبت بأيلولة بعض السفارات الي الحركة. مثل واشنطون ولندن وكذلك اقامة تمثيل دبلوماسي منفصل للحركة مع دول العالم المختلفة . وأعقب ذلك ندوة مغلقة أقامها معهد السلام بواشنطون الذي يدير برنامجا عن السودان يحظى بدعم سنوي من الكونغرس مقداره ثلاثة ملايين دولار.ولم ترشح للأعلام أية معلومات عن المداولات المغلقة بيد أن بعض المصادر أكدت أن الجانب الأكبر تركز حول ابيي إحدى أهم محاور اهتمام المركز في السودان.

وفي ذات السياق التقي الرئيس الامريكي جورج بوش بالسيدة ربيكا بمكتبه في البيت الأبيض سيما وقد سبق ذلك حضور السيدة ربيكا بأعتبارها إحدى ضيفات السيدة الأولى لورا بوش لخطاب حالة الاتحاد الذي القاه بوش أمام الكونغرس في مطلع هذا الشهر. تناول اللقاء مجمل الأوضاع في السودان كما أشار التقرير الاعلامي الذي أصدره البيت الأبيض بالتركيز علي الجنوب ودارفور. وقد أكدت السيدة ربيكا مجددا ضرورة نشر قوات سلام دولية في دارفور وفرض مزيد من الضغط علي المؤتمر الوطني. وقد كان لافتا للأنظار أن السيدة ربيكا ذكرت للرئيس بوش بأن السفارة في واشنطون لا تمثل السودان ولا حكومة الوحدة الوطنية ولكن تمثل حزب المؤتمر الوطني .. وعليه فإن الحركة ستعمل من خلال مكتبها في واشنطون وليس عن طريق السفارة.

وخاطبت السيدة ربيكا يوم السبت الماضي مسيرة جماهيرية ضخمة سيرتها الحركة الشعبية في ولاية نبراسكا ركزت فيها علي الهاب مشاعر الجنوبيين ضد الشماليين وقالت إن من مظاهر النفاق التصريح الغريب الذي أطلقه السفير في واشنطون الذي قال إنه لا يعلم بزيارتي ولا علاقة له ببرنامجها..وأضافت بأنها لا تعترف بسفارات السودان الخارجية لأنها تمثل المؤتمر الوطني ولاتمثل الحركة وأكدت بأنها ذكرت هذا المبدأ للرئيس بوش . وقالت إنها لن تعترف إلا بالسفارات التي تضم كوادر من الحركة منددة بالـتأخير في تعيين كوادر الحركة في وزارة الخارجية. وطالبت في هذا الصدد بانشاء علاقات دبلوماسية مستقلة بين الحركة والولايات المتحدة ودول أوربا بعيدا عن القنوات الرسمية.

يشار هنا الي ان البعثة الامريكية الدائمة في نيويورك هي التي أشرفت علي برنامج زيارتها للامم المتحدة وليس المندوب الدائم للسودان مما أثار غضب واستياء الكثيرين بمن فيهم مسئولون في وزارة الخارجية السودانية.

وثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام هي ان زيارة ربيكا حظيت باهتمام رسمي ومراسمي أكبر من زيارة النائب الأول سلفاكير الذي لم يحظ بمقابلة الرئيس بوش ويرى المحللون أن الادارة تراهن علي تيار قرنق داخل الحركة الذي يقود لواءه كل من ربيكا وباقان أموم وهو تيار يتسم بالتشدد والتمسك برؤية الراحل قرنق في اعادة تشكيل السودان وكذلك استثمار علاقات الحركة الخارجية للضغط علي المؤتمر الوطني والشمال لانتزاع مزيد من التنازلات.

ولعل لقاء الرئيس بوش بربيكا وليس سلفاكير يؤكد أن دعم الادارة يتجه لتعزيز قدرات وفعالية هذا التيار أكثر من دعم المؤسسة الحاكمة في الجنوب.وقد تبدي هذا الاتجاه أكثر عندما ذكر الرئيس بوش في المؤتمر الصحفي عقب لقائه بكوفي عنان بأنه نقل للأمين العام للمنظمة الدولية النقاش والأفكار التي تقدمت بها ربيكا قرنق.. مما يشير الي أن آراء ربيكا في حل النزاعات القائمة في السودان قد وجدت طريقا الي أذن الأمين العام بواسطة الرئيس الأمريكي.

أكدت هذه الزيارة أن ربيكا قرنق (استمزجت) القيام بدور سياسي أكثر فعالية باستثمار كل التراث السياسي والعلاقات الدولية لزوجها الراحل قرنق.وقد بدت في تصريحاتها أكثر (راديكالية) من النائب الأول سلفاكير وزادت عليه بأنها تبنت آراء تتعارض مع السياسات الرسمية لحكومة الوحدة الوطنية. ففي الوقت الذي يتحدث فيه وزير الخارجية وممثل الحركة الشعبية عن رفض الحكومة لدخول قوات حفظ سلام دولية في دارفور ظلت ربيكا تبشر وتدعم الخط الأمريكي بضرورة نشر هذه القوات..كما كشفت الزيارة أن ربيكا تساند الاتجاه المتشدد داخل الكونغرس الذي ينادي بفرض مزيد من العقوبات علي الشمال واضعاف قدارته علي مواجهة التحديات وتكثيف الضغط علي المؤتمر الوطني وتقوية الجنوب والحركة الشعبية ..وبالتالي لم يرصد لها المراقبون اي موقف مبدئي برفض تجديد العقوبات أو اعفاء السودان لاستيراد قطع غيار القاطرات والطائرات لدعم وتثبيت اتفاق السلام.وخلاصة القول إن الحركة الشعبية لا ترغب في استثمار علاقاتها أو وضعها الشرعي كشريك في اتفاقية السلام لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بل العكس هو الصحيح حيث يسعي قادتها لاستخدام كل تراث العلاقات لانزال مزيد من العقوبات علي الشمال واضعاف مقدراته تصديقا للمقولة المأثورة وهو أن اضعاف الشمال يعني تلقائيا تقوية الجنوب واستعادة توازن القوى.إذا كان حاجز الثقة بين الشريكين في الخرطوم متسعا فإنه في العاصمة واشنطون يتسع فتقه عن الرتق

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved