اخبار سودانية
أخر الاخبار من السودان

لقاء مع مع رئيس الـ CPR د. عبد العزيز كروك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
30/12/2005 11:07 ص




السؤال الأول
إنها أزمة دستورية في الأساس ولكنها تشعبت وأفرزت أزمة في السلطة وانفلاتاً في الأمن وتنافساً سياسياً عائلياً مما أدّى إلى التمرّد الأخير والانقلابات المتلاحقة وردود الفعل من قبل رئيس الدولة كانت شديدة مما أدى إلى تفجّر الوضع برمته.
لماذا أعتبرها أزمة دستورية ؟ لأن الدستور المنبثق من المؤتمر الوطني الحر والذي انعقد في 1993 لا يتيح للرئيس الحالي تقديم نفسه كمرشح للانتخابات القادمة في 2006. فهو أراد تعديل هذا البند من الدستور (المادة 61) حتى يتسنى له الترشيح لمرّات عديدة أو إلى ما لا نهاية وحتى يتمكن من توريث ابنه من بعده (تعديل المادة الخاصة بالعمر). هذه الفكرة وجدت معارضة شديدة في الداخل والخارج أرهبت أركان النظام وخاصة الحرس الجمهوري بشقيه العسكري والمدني... حيث تنبأ أقرباؤه بانهيار النظام لا سيّما وأن الرئيس يعاني من مرض عضال لا يسمح له بمواجهة هذه الضغوط. وفي حالة سقوطه، سيترتب على الطغمة الحاكمة عواقب وخيمة خاصة مسئولية الجرائم الجنائية، وجرائم ضد الإنسانية والجرائم الاقتصادية والفساد الإداري والمالي والأخلاقي والسياسي التي ارتُكبت طيلة الـ 15 عاماً الماضية، ولذلك تم التخطيط للتخلص من الرئيس دبِّي جسدياً عدة مرات لكي تذهب معه كل تلك الجرائم.
فكما قلت في البداية وبعد فشل هذه المحاولات كان رد فعل الريس دبِّي على المتآمرين شديداً مما خلق الأزمات الأخرى وتداعيات ذلك نعيشها بصورة درامية مما أدّى إلى إعلان الحرب بين تشاد والسودان.

السؤال الثاني
هذا التحليل غير موفَّق، فإن الدافع الرئيسي لا يكمن في موقف إدريس دبِّي المعارض أو السلبي من التمرد في دارفور. ولكن ربّما اعتبر أحد العوامل الدافعة. فإذن الدافع الأول هو أن أقرباء الرئيس لا يعرفون مصيرهم ما بعد إدريس دبِّي. فالمستقبل مظلم أمامهم. والنظام فشل تماماً في كل المجالات بعد 15 عاماً من الحكم. الكراهية واللعنة من قبل الجماهير أصبحت سمة أساسيَّة ويوميَّة للنظام. أضيف إلى ذلك مرض الرئيس ودخوله إلى المستشفى في باريس كل شهرين. فكل الناس تعرف هذا ولكن لا يعرف أي منَّا متى يموت. ثم تأتي محاولة تعديل الدستور وتوريث ابنه إبراهيم. وبدأ يمارس المحاباة والعنصرية داخل أفراد الأسرة الواحدة ناهيك عن القبيلة وعن التشاديين عموماً. فإذا رجعنا إلى الوراء هذا الحرس تعب وسئم من الحرب في كل أقاليم البلاد وفي الخارج... بدأ من توغو مروراً بإفريقيا الوسطى وزائير والآن مع السودان. كل هذه العوامل هي الدافع الرئيسي للخروج عن طاعته لا بل لخوض الحرب ضده.

السؤال الثالث
هذا السرد صحيح في الجزء الأول من السؤال. فالرئيس دبِّي لم يتورط على الإطلاق في إشعال الحرب في دارفور بل سعى جاهداً لإخمادها وبالقوة. فهو عدو لدود للمعارضة في دارفور وخاصة مجموعة الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية والتي تقاتل في الولاية الغربية من دارفور وحركة العدل والمساواة ولكنه معتدل نوع ما في بعض الحالات مع حركة تحرير السودان.
إن القاسم المشترك بين النزاع في دارفور وما يجري في تشاد من معارضة هو الشعور بالظلم والكيد وانعدام الديمقراطية وسوء الأحوال الاجتماعية والتنموية لدى السواد الأعظم من الشعب. إدريس دبِّي يهتم بعائلته وطغمته الحاكمة وكما نلاحظ، إن الحكومة في الخرطوم أيضاً تهتم بزمرة صغيرة وحاشية تمتلك الثروة والمال والسلطة وبقية الشعب يعاني من الفقر الشديد.
فالنظامين صديقين حميمين لمدة 15عاماً وساعد كل منهما الآخر حتى بالأمس القريب وسوف نرى ما تسفر عنه المعركة الدبلوماسية والإعلامية الساخنة والاتصالات السياسية والحشود العسكرية التي يقوم بها رئيس النظام في أنجمينا بعد الهجوم الذي شنته المعارضة التشادية على مدينة « أدرى» الحدودية.
فأمنياً تتصاعد المواجهات بين المعارضة التشادية والقوات الحكومية وتساعد الخرطوم المعارضة التشادية في حربها ضد الطاغية دبِّى ويساعد دبِّى المعارضة في دارفور وعلى الهامش تكون هناك تحرشات بين جيش البلدين وعندئذٍ يتدخل المجتمع الإقليمي والدولي بالقوة لحماية المواطنين العُزَل واللاجئين بناءً على ما تنصّ عليه بنود الأمم المتحدة ويصبح الوضع الإنساني والأمني خطراً جداً في البلدين. فخوفاً من اندلاع مظاهرات أو انقلابات يكون هناك إعلان لحالة الطوارئ وهدم الحريات الأساسية بحجة أن هناك حرباً ويحوّل دبِّى كل مقدرات البلاد البسيطة لتمويل الحرب مما يجعل الأحوال المعيشية والاجتماعية صعبة للغاية وتزداد حدَّة المعارضة الداخلية ضد النظام وعند هذه النقطة تكون شرعية النظام قد انتهت بانتهاء مدتها القانونية فيجتمع المجلس الوطني (البرلمان) لكي يمدد فترته القانونية أو يحل الرئيس دبِّى البرلمان لكي يحكم بالمراسيم الرئاسية إلى نهاية الحرب بالمفاوضات مع المعارضة.

وفي الجانب الآخر، إي السودان، تنشط المعارضة في دارفور وفي الخرطوم وتتدخل أيضاً القوى الخارجية لكي تضع دارفور تحت وصاية الأمم المتحدة على حسب القانون الدولي.

السؤال الرابع
نظام الحكم في إنجمينا هو الذي يبقي المعارضة التشادية منقسمة على نفسها. لاحظ نظرية الـ ANR، CMAP، MDJJ وأخيراً الـ UST. في كل مرة وعندما يبدأ قادة المعارضة بجمع الشمل وترك الخلافات، تنشط دبلوماسية النظام الميكيافلية لجذب أطراف من المعارضة للدخول معها في حوارات ومناقشات جانبية وفردية وذرع الشكوك وعدم الثقة في نفوس الآخرين ويفتت بذلك الأمر برمته.
هناك سبب آخر فرعي هو تأثير القبيلة والجهوية في الممارسة السياسية في تشاد وسبب آخر مهم جداًَ ولم يدركه الكثير من قادة المعارضة وهو تغيير النظام الدولي وانتشار ظواهر غريبة وبنشاط في العالم كالإرهاب وانتشار الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية. إن هذا الأمر قلَّل نظرة أو اهتمام عدد كبير من الدول الكبرى الداعمة للديمقراطية في مساعدة الشعوب المضطهدة. وهذا ما أثَّر سلباً على أداء المعارضة الدبلوماسية والإعلامية والعسكرية بسبب قلة الإمكانيات. فلا بد لدينا من تغيير إستراتيجية المقاومة والكفاح مع هذا النمط الجديد بما يلائم هذه المرحلة.

السؤال الخامس
الذين هجموا على مدينة «إدرى» الحدودية هم فصيلة صغيرة من قوّات النقيب محمد نور والجزء الأكبر هم الهاربون من القوّات الوطنية التشادية لحماية البادية (Garde Nationale Nomade du Tchad) بقيادة محمد روزى وهؤلاء أبدوا بلاءً حسناً في المعركة وأظهروا كفاءة عالية في القتال... أما المجموعة الأخرى والتي تسميها فيما أظن بالحرس الجمهوري الـ (scud) فهؤلاء على حسب معلوماتي لم يُخطروا بالهجوم من قبل محمد نور القائد المنسق للعمليات فيما يبدو. فقبل أيام بسيطة جداً من الهجوم ذهب محمد نور إليه وتحدث معه في إمكانية توحيد القوات. فطلب منهم أن يتركوا له منصب رئيس التجمع، القائد العام للقوّات المرابطة ومنصب الناطق الرسمي. وهذه عبارة عن شروط تعجيزية تقدم بها الأخ محمد نور بغرض إقصاء هؤلاء من الساحة آنذاك حتى يرى نتيجة معركة «أدرى» والتي أصلاً قد تم التخطيط لها ووضعت كافة الترتيبات. فقد رأى الآن هذه النتيجة «بأم عينيه»!
فربما يتم التعاطي معه الـ Scud وآخرين بنظرة تختلف تماماً عن سابقاتها فلننتظر لكي نرى ما تسفر عنه الأيام.

السؤال السادس
المعارضة التشادية يمكن أن تلعب دوراً فاعلاًً لتحويل الأزمة الحالية لصالحها إذا توحدت جهودها الدبلوماسية والسياسية والإعلامية والتعبوية ووحدت قواتها المقاتلة في كل الجبهات تحت قيادة واحدة ونسقت مع المعارضة الفاعلة من الداخل وتحدثت بلغة واحدة قوية وطالبت بالحوار الجاد عبر وسيط مناسب كالجماهيرية العربية الليبية أو الإتحاد الأوروبي أو جمهورية مالي للحيلولة دون تعطيل الإجراءات المتبقية من تعديل الدستور الحالي وتعطيل قرار إعلان الحرب من أجل الإتفاق على الحل السياسي الشامل بتكوين حكومة وطنية انتقالية جامعة.

السؤال الأخير
نظام إدريس دبِّى لن ينهار بسهولة بالرغم من هشاشته وتوفر كل العوامل الداخلية التي تقودنا إلى ذلك وذلك للأسباب التالية:

أولاً : الرئيس التشادي لا يفكر وحده فهو محاط «بلوبي» أجنبي متخصص في مختلف المجالات وخاصة في الشؤون الأمنية والإستخباراتية التي تجلب له السلاح والمال والمعلومات وتضع له الإستراتيجيات الحربية وتفك له الأزمات الحادة الداخلية والخارجية ويقوم هذا اللوبي بوضع القوانين الانتخابية وتزوير نتائجها.

ثانياً : موقع تشاد الجيوبوليتيكي في إفريقيا، فهي تفصل بين إفريقيا الفرنكوفونية والأنجلوسكسونية والرومانية. توجد فيها قاعدة بل قواعد عسكرية فرنسية إستراتيجية باتفاقية وقعت عليها تشاد كدولة. اتفاقية للدفاع المشترك في حالة اعتداء خارجي، فهذه الاتفاقية هي التي تشجع من الاستفادة منها في الهجوم الأخير على «أدرى» ومن حسن حظه أن علاقاته مع تجمع أحزاب اليمين الحاكم في فرنسا جيدة للغاية وخاصة مع رئيس الدولة ورئيس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع. فالحملة الدبلوماسية والإعلامية التي يقوم بها دبِّى من أجل توفير الجو المناسب والملائم حتى يتسنى للقوات الفرنسية وخاصة سلاح الجو التدخل المباشر ضد أي هجوم على تشاد حتى من قبل المعارضة باعتبارها قوة خارجية ! وفي هذا الشأن سوف يكون هنالك «متاجرة» وتبادل منافع مع الولايات المتحدة في موضوع دارفور كما يحصل الآن في لبنان وسوريا.

ثالثاً: تشاد ومنذ ثلاث أعوام دولة بترولية ومعدنية مهمة أصبحت محط أنظار الدول الصناعية الكبرى وكبار رجال الأعمال الدوليين الذين أنفقوا أموالاً طائلة للاستثمار في تشاد فهؤلاء من أجل مصالحهم يلعبون دوراً فاعلاً لصالح النظام الحالي لأن عائدات البترول لا تعود على تشاد بأية فائدة فإدريس دبِّى وقَّع على برتوكول البترول مع الشركات العالمية تقريباً بلا مقابل إذاً لفائدة من يترك رئيس الدولة الثروة الأولى للبلاد الأجانب بفائدة لا تذكر ؟ لقد باع بالتأكيد ثروات البلاد للحفاظ على كرسيه. فإذا لم يتحرك الشعب والمعارضة الآن وتوضح لهذه القوى أنهم سوف يقودون حرباً لا هوادة فيها ضد هذا النظام فلن تتخلى هذه الدول عن رئيس دبَّى بسهولة.
كما ذكرت آنفاً فإن الحملة الدبلوماسية والإعلامية وأجواء الحرب الذي يقودها دبِّى ضد السودان هو "تكنيك" لجلب الدعم المادي والمعنوي والعسكري من حلفائه للخروج من أزمته الداخلية. ففترة رئاسته لم يبقَ منها سوى 6 شهور فقط وفي خلال هذه الفترة لا يستطيع ترتيب الأوضاع للفوز ولذلك يريد الحرب مع السودان لكي يجد الحجة في قمع المعارضة في الداخل والخارج بقانون للطوارئ سوف يعلنه فيما بعد ولا تجري أية انتخابات قادمة.

رابعاً : المعارضة التشادية ما زالت ضعيفة ومنقسمة وعامل الزمن ليس لصالحها وخاصة تسارع الأحداث المذهلة وشغف دبِّى لخلق حالة التوتر للاستفادة من هذا الزمن.

ولكن كما قلت في سؤالك فإذا انقلبت كل الأمور بقدرة إليه وإرادته على عقب شد النظام وقائده فعندئذٍ يتمنّى دبِّى فعلاً ترك البلاد في فوضى عامرة أو حرب أهلية حتى يقول الناس "كانت الأوضاع أفضل في عهد دبِّى". وحتى يعفو الدهر عن محاسبته سينشغل الناس بأمور أخرى وربما يكون هو جزء في الصراع لأنه يملك أموالاً طائلة وربما حسين هبري أيضاً يكون جزءاً من الصراع، فعندئذِ كل شيء وارد.

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار
للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved