الأوضاع غير المستقرة في دارفور
لا يزال الوضع الأمني في دارفور غير مستقر. فمنذ أن تفاقمت المواجهات المسلحة وأعمال العنف في أواسط شهر سبتمبر ، أصيبت الولايات الثلاث في إقليم دارفور بأضرار كبيرة.

وخلال الأسبوعين المنصرمين حدثت مواجهات مسلحة بالقرب من الجنينة (غرب دارفور) وقريضة (جنوب دارفور) حيث بقي الوضع الأمني هشاً. ولا تزال عمليات اللجنة الدولية غربي ولاية غرب دارفور معلقة في أعقاب الأحداث الأمنية الأخيرة التي استهدفت المنظمة و لا تزال تمنع موظفيها من مواصلة عملهم على نحو آمن. ولم تسترجع حتى الآن سيارتا اللجنة الدولية اللتان سرقهما مقاتلون شرق صليعة في ولاية غرب دارفور (لمزيد من التفاصيل أنظر النشرتين السابقتين العدد 35 والعدد 36 ).

هذا وتواصل اللجنة الدولية تغطية حوالي 60% من أراضي ولاية غرب دارفور من مكتبها في زالنجي. إلا أن السكان المدنيين في المناطق التي يغطيها مكتب الجنينة على طول الحدود مع تشاد يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ولهذا من الضروري أن تستأنف اللجنة الدولية عملها هناك في القريب العاجل. وتشهد أيضاً هذه المناطق مواجهات مسلحة متفرقة وتنامي أعمال اللصوصية التي تزيد من هشاشة الوضع الأمني وتكبح قدرة اللجنة الدولية على القيام بمهمتها الإنسانية.

وكانت اللجنة الدولية قد أجرت سلسلة طويلة من المحادثات مع كل الأطراف المعنية بشأن مشكلة سرقة المقاتلين لممتلكاتها. والأهم من ذلك أن المنظمة شددت على مسألة الحصول على ضمانات أمنية فعلية من كافة المجموعات المسلحة المعنية في غرب دارفور. وهذا هو السبيل الوحيد لتمكين اللجنة الدولية من استئناف عملها الإنساني.

قتل موظف من الهلال الأحمر السوداني في مخيم أبو شوك
أعربت اللجنة الدولية عن عميق حزنها لمقتل موظف من الهلال الأحمر السوداني في مخيم أبو شوك في ضواحي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وكان الموظف الذي يعمل سائقاً في قسم دعم أنشطة الهلال الأحمر للبحث عن المفقودين قد لقي مصرعه بتاريخ 2 ديسمبر عندما أطلقت النار عليه من مسافة قريبة وتوفى بعد قليل من وصوله إلى مستشفى الفاشر.
وتحقق الشرطة المحلية في الحادث الذي يعتقد أنه حدث خلال محاولة لسرقة سيارة الهلال الأحمر.

فريق الجراحة الميداني في زالنجي
في 9 نوفمبر بدأ فريق الجراحة الميداني التابع للجنة الدولية بالعمل في زالنجي (غرب دارفور) من أجل مساعدة السلطات الصحية المحلية في المستشفى حيث يعالج عدد كبير من الذين جرحوا خلال المواجهات الأخيرة في المنطقة. ومنذ إنشائه في أبريل 2005، انتقل الفريق 25 مرة في مختلف أنحاء دارفور وأجرى أكثر من 300 عملية جراحية. ويتألف هذا الفريق من طبيب جراح وطبيب للتخدير وممرض لغرفة العمليات وممرض للمستشفى ، وهو يعالج الجرحى في دارفور في الحالات التي لا يتوفر فيها جراحون مؤهلون أو حين تواجه المرافق القائمة صعوبات في تأمين احتياجاتها.

الأوضاع في قريضة تتحسن ببطء
تعود الأوضاع الأمنية إلى الحالة الطبيعة شيئاً فشيئاً في مدينة قريضة (جنوب دارفور) بعد عدة أسابيع من التوتر الناتج عن سلسلة من المواجهات العنيفة التي تسببت في نزوح حوالي 000 15 شخص في الولاية. وبالرغم من التحسن ، تتزايد باستمرار الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وتواجه اللجنة الدولية التحديات التي أوجدتها محاولاتها لمساعدة هذه الأعداد الكبيرة غير المتوقعة .

وقد ضرب العنف بصورة مباشرة أكثر من 20 قرية فشرد المقيمين ولم يترك لهم غير خيار الهرب نحو الأمن النسبي في قريضة. وقامت اللجنة الدولية بتسجيل كل القادمين الجدد وتقييم حاجاتهم العاجلة وبدأت على الفور بتوزيع المواد الأساسية مثل القماش المشمّع والصفائح والصابون والبطانيات. واستكمل مخزون المواد الغذائية من المستودعات في نيالا عاصمة جنوب دارفور ويجري الآن توزيعها. كما يجري العمل للاستجابة لمتطلبات التزويد بالماء فيما ستعزز أيضاً عيادات العناية الصحية الأولية القائمة، والتي تدعمها جمعيتا الصليب الأحمر البريطاني والأسترالي، بحيث تتمكن من توفير استشارات طبية إضافية يقدر أن عددها سيصل إلى 250 استشارة يومياً. وقد أرسل فريق الجراحة الميداني المتنقل التابع للجنة الدولية إلى المدينة من أجل مساندة السلطات الصحية المحلية. وأجرى الفريق حتى الآن أكثر من 70 عملية جراحية لأشخاص أصيبوا بجراح. وحددت اللجنة الدولية، بالتعاون مع السلطات المحلية، أماكن مناسبة لإقامة مخيم جديد للأسر النازحة. وهكذا يظهر أن البدء من الصفر لإقامة مخيم جديد مهمة اضطلعت بها اللجنة الدولية مرات عديدة منذ بداية أزمة دارفور.

هذا وبالرغم من تحسن حالة الأمن داخل المدينة نفسها، إلا أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية لا تزال شديدة، الأمر الذي يطرح أمام اللجنة الدولية تحدياً هائلاً. ولا تزال الأسر النازحة تصل إلى هنا ويتوقع أن يرتفع الرقم إلى 000 20 شخص وصلوا في الفترة الأخيرة. وبهذا سيصبح عدد النازحين في قريضة حوالي 000 65 شخص أي أكثر من ثلاثة أضعاف عدد السكان الأصليين.

عملية جمع شمل عائلي عبر الحدود
في 10 ديسمبر ، بدأت رحلة عودة ثلاثة أطفال سودانيين إلى ديارهم وسيتم جمعهم بأهلهم بعد عدة أشهر أمضوها في مخيم اللاجئين في "تولوم" ، داخل تشاد. وكان الأطفال الثلاثة وهم صبيّان وفتاة قد هربوا من السودان واجتازوا الحدود بحثاً عن ملجأ، فأعيدوا براً من "تولوم" إلى الجنينة في غرب دارفور. وستقوم طائرة تابعة للجنة الدولية لاحقاً هذا الأسبوع بنقلهم إلى منازلهم في كبكابية في شمال دارفور.

ندوة حول موضوع جراحة الحرب
عقدت وزارة الصحة المركزية السودانية ندوة حول جراحة الحرب من 26 إلى 28 نوفمبر وذلك بالاشتراك مع الجمعية السودانية الطبية والجمعية السودانية لجراحي العظام واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وشارك فيها أكثر من 135 جراحاً وأطباء من كافة أنحاء البلاد ومنهم ممثلون عن عدة مستشفيات عامة في دارفور. وركزت الندوة على تحسين المعرفة بأفضل طرق التعامل مع سلسلة واسعة من المشاكل الطبية التي تبرز عادة في أوقات الحروب، ابتداء من طرق معالجة جراح الحرب المعروفة ، وصولاً إلى كيفية معالجة أعداد كبيرة من الإصابات. إضافة إلى ذلك تناولت الندوة بالتفصيل مسألة تهم بشكل خاص المشاركين وهي حماية العاملين في المجال الطبي والمنشآت الطبية خلال النزاعات. وتعّد القواعد التي تتطلب الحفاظ على العاملين في المجال الطبي وعلى المنشآت الطبية جزءاً أساسياً من القانون الدولي الإنساني (الذي يحكم سير العمليات العدائية) وجزءاً مركزياً في مهمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكان من بين المشاركين من اللجنة الدولية الدكتور "كريس جيانو" رئيس قسم جراحة الحرب الذي قام بدور منسق المناقشات. وتحدث أيضاً عدد كبير من الخبراء السودانيين لتأمين عرض شامل للمعارف والخبرات الخاصة بحالة السودان.

ندوات القانون الإنساني المخصصة لقوات الشرطة والأمن
نظمت اللجنة الدولية خلال الأسبوعين المنصرمين دورتين الأولى موجهة لقوات الشرطة السودانية والثانية لموظفي الأمن القومي. ويأتي هذان الحدثان كجزء من الجهد الطويل المدى لإدراج القانون الدولي الإنساني في برامج التدريب والممارسة لهاتين الهيئتين. ويجري التحضير لبرنامج مماثل مع القوات المسلحة السودانية والسلطات السياسية كجزء من مهمة اللجنة الدولية الرامية إلى مساعدة الدول الأطراف في اتفاقية جنيف على ضمان الامتثال للقانون الإنساني. وتستخدم هذه البرامج نهج التوجه إلى النظراء في سعيها إلى "تدريب المدربين" من مختلف المسؤولين في الولايات ومن الأوساط الأكاديمية كوسيلة لتسهيل إدماج القانون في التشريعات الوطنية وبرامج التدريب.

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال
بالسيدة Lorena Brander ، بعثة اللجنة في الخرطوم، الهاتف: 249912137764++
أو السيد Paul Coneally، بعثة اللجنة في الخرطوم، الهاتف: 249912170576++
أو السيدMarco Jiménez Rodriguez ، مقر اللجنة في جنيف ،الهاتف: 41792173217++
أو الاطلاع على موقع اللجنة على الإنترنت: www.icrc.org