اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

السودان.. حالة التهاب حدودي...! تقرير: ضياء الدين بلال

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
21/4/2006 8:35 ص


تقرير: ضياء الدين بلال

[email protected]


السؤال الذى قد لا ينتظر الاجابة... هل تعود العلاقة بين السودان واغلب دول الجوار الى ما كانت عليه فى مستهل التسعينات من توترات واضطرابات، تدفع بالخرطوم هذه المرة تجاه بذل مزيد من الترتيبات الامنية والسياسية، مقرونةً بنشاط دبلوماسي كثيف، لعل المياه ان لم تعد لمجاريها، الا تتسبب فى هدم الجسور القائمة؟

نعم.. قد تكون الاحداث وتطوراتها اسرع من ترتيب اجابة احتمالية للسؤال، لا سيما وان التوترات القائمة الآن على الحدود الغربية والقابلة للتصعيد كما تشيرالخارجية الفرنسية، التى لا يزال دور حكومتها فى صد الهجوم على انجمينا او تأجيله يكتنفه كثير من الغموض مابين قول المتمردين انهم تلقوا صفعات جوية ساخنة من الطيران الفرنسى ورد الفرنسيين ان عونهم لديبي لم يتجاوز بعض المنح اللوجستية فقط!

ما يهمنا فى الامر.. اذا صحت الاتهامات التشادية للسودان بانه كان وراء الهجوم على انجمينا، أو كانت تلك الاتهامات ظنوناً ووساوس نمت فى الاجواء السياسية المتدهورة بتشاد او نتاج الظرف الصحى الذى يكابده الرئيس ادريس ديبى، المؤكد ان حدود السودان مع تشاد لن تشهد استقراراً على المدى القريب، كما هو الحال مع الجارة الاخرى افريقيا الوسطى التى آزرت ديبي فى اتهاماته للخرطوم، بل مضت أكثر وقامت باغلاق حدودها مع السودان تضامناً مع انجمينا او قل تحسباً لمفاجآت غير سارة قد تأتى من هنالك..!

من جهة الغرب

في الوقت الذى توقع فيه الكثيرون ان تشهد علاقات السودان الخارجية خاصة بدول الجوار، تحسناً وتقدماً فى مناحى شتى، بعد توقيع اتفاقية السلام الا ان مؤشرات عديدة تقول ان الاوضاع الحدودية الآن ليست افضل مما كانت عليه قبل اتفاقية السلام.. بل ان بعض الخطوط الحدودية تدهورت على امتدادها والتهبت اوضاعها تماماً كما هو ماثل الآن على الجبهة الغربية.

بعد احداث انجمينا من المتوقع- اذا ضمن ادريس ديبى وجود حرص فرنسي او امريكى على بقائه بالسلطة او الزمته الاحداث الاخيرة بعقد صفقة مع احدى الدولتين تقوم على اعتبار مصالحها مقابل ضمان حمايته-فأن خيار ديبي الاول اذا فشلت ابوجا او تباطأت سيكون توجيه صفعة للخرطوم بتقديم العون العلني لحاملى السلاح بدارفور، خاصة بعد ان افلح في توحيد الفصيلين الاساسيين (حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة)... وقد تصبح تشاد فى حال فرض دخول قوات الامم المتحدة لدارفور بعد انتهاء مهلة الأشهر الستة قد تصبح المنفذ الاهم لتلك القوات، خاصة وان ادريس ديبي سبق وان دعا فى الثالث من يناير الماضى وقبل يومين الامم المتحدة لفرض السيطرة الكاملة على اقليم دارفور بحجة ان الخرطوم تستغل الصراع هنالك لزعزعة استقرار الدول المجاورة.. وبالقطع سيستغل ديبي ماحدث فى التأكيد على دعوته تلك، و سيستغلها في ادراج افريقيا الوسطى ضمن الموقف المناوئ للخرطوم خاصة وان لتشاد دوراً مقدراً فى وصول الرئيس بوزيزيه للسلطة والاطاحة بالرئيس السابق انجي فليكس باتاسيه. بل ان الخرطوم قد قامت من قبل بارسال قوات من الجيش السوداني ضمن الآلية الافريقية للحماية والمحافظة على أمن افريقيا الوسطى قبل انهيار نظام ''باتاسيه''..ويبدو انها تشتبه في وجود دور للخرطوم في دعم باتاسية ليعود للسلطة مرة اخرى ومن هنا جاء قرار عزل سفيرها بالخرطوم الذى يتهم بوجود علاقة سرية تجمعه بالرئيس السابق!

يضاف الى ذلك وجود توترات قبلية متقطعة بين السودان وافريقيا الوسطى جراء عمليات الصيد الجائر الذي تقوم به بعض القبائل السودانية داخل اراضي افريقيا الوسطى، مثلما حدث بمحافظة ''بيرو'' بين قبائل ''الفلاتة'' و''التعايشة'' وقبيلة ''القلا'' بافريقيا الوسطى التي مات زعيمها في تلك الاحداث وقتل عدد كبير من السودانيين ومن افريقيا الوسطى... كما ان هنالك نزاعاً فاتراً بين افريقيا الوسطى والسودان على منخفض أم دافوق.. وهو عبارة عن منخفض مائي غني بالمياه الجوفية، يعتمد عليها المزارعون والرعاة السودانيون وتحدث فيه توترات متفرقة!!

كل هذه المكونات والاحداث قد تسهم فى خلق حلف ثنائي على الحدود الغربية بين تشاد وافريقيا الوسطى ضد السودان، خاصة وان التحركات الاخيرة التي استهدفت انجمينا جاءت اليها عبر افريقيا الوسطى وهذا الحلف بالقطع سيلقى بتهديدات جديدة على الحدود السودانية الغربية..! A

مع أريتريا

وعلى الجزء الشرقي من السودان وقبالة الحدود مع أريتريا بدأت المعارضة المسلحة المكونة من مؤتمر البجا وحركة العدل والمساواة، في تهييج الاوضاع هنالك، بالهجوم على بعض المواقع الطرفية والتهديد باحتلال همشكوريب بعد انسحاب قوات الحركة الشعبية منها.. تأتى تلك التطورات فى وقت بدا فيه تحسن طفيف فى العلاقة بين اسمرا والخرطوم، وان كانت المساحة المتبقية بين العاصمتين قد تمنح فرصاً اخرى لتوترات جديدة..وربما تسهم فى خلق تنازع بين الشريكين المؤتمرالوطنى والحركة الشعبية لا سيما وان الحركة وعبر اجتماع مكتبها السياسي الاخير برمبيك أكدت على ضرورة ان يكون هنالك اشراك فاعل لاسمرا فى مفاوضات الشرق، بينما يتضح من خلال تصريحات عديدة ان المؤتمر الوطنى ان لم يكن رافض كلياً للدور الاريترى فى مفاوضات الشرق، فبالقطع ان له محددات حمراء تعين حدود هذا الدور، وهو الامر الذى قد لا ترتضيه اسمرا وقد يجد تحفظاً من الحركة الشعبية.. وقد اوردت مصادر صحفية فى 13 ابريل الجارى وجود اتصالات مكثفة تشهدها مدينة اسمرا بين مسؤولين امريكيين وقيادات من الاسود الحرة وجبهة الشرق لترتيب ملف الشرق في الفترة القادمة. كما اشارت المصادر لوجود مبادرة نرويجية –مجهولة الملامح- تسعى لترتيب الاوضاع هنالك..!

من المتوقع ان تشهد الجبهة الشرقية تصعيداً ساخناً فى حال تعذر الجلوس حول طاولة التفاوض بين الحكومة وجبهة الشرق او تعثر العلاقة بين اسمرا والخرطوم لاي سبب من الاسباب..!

مع اثيوبيا

الحدود مع اثيوبيا، وان كانت العلاقة بين الخرطوم واديس تبدو مستقرة ومتطورة في جوانبها الاقتصادية الا ان النزاع على منطقة الفشقة يظل قائماً ما لم تتم تسوية للحدود تكون مرضية للطرفين.. وقد شهد شهر يناير الماضى توترات حدودية تلافتها التدابير الدبلوماسية.. وتردد على مدى واسع ظهور حركة مسلحة بالشرق تدعو لتحرير الفشقة من الوجود الاثيوبي.. الامر الذى يجعل الحدود على هذه الجبهة قابلة للاشتعال، وهى الآن لا تزال تحتفظ بسخونتها..!

جيش الرب

وعلى الحدود مع يوغندا لا يزال جيش الرب يمثل الهاجس الاكبر على الحكومة هنالك. ولم تجد معه المطارات ولا يزال الساحر جوزيف كونى بعيداً عن متناول ايدي الجميع.. ولا تزال الاتهامات التى اطلقها رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت فى العشرين من فبراير الماضى عبر الـ ''بي بي سي''.. بأنه يعتقد ان الجيش السودانى ما زال يواصل دعمه لجيش الرب رغم انه -أي سلفاكير - لا يملك ادلة وان كان المسؤول السابق عن المخابرات بجيش الحركة ادوار لينو قد صرح أكثر من مرة انهم يملكون ادلة على ذلك ولن يظهروها الا في الوقت المناسب.. و لكل هذا لا تزال الحدود اليوغندية السودانية تعاني حالة التهاب شبه مزمنة..!!

حلايب مرة اخرى

المسكنات الدبلوماسية فقط، هى التى تمنع الاوضاع على مثلث حلايب وشلاتين من ارتفاع درجة الحرارة... حيث كان آخر توتر بين السودان ومصر حول ملف حلايب فى اواخر اغسطس2002 بعد اعتراض مصر على اتفاقية مشاكوس، لمنحها حق تقرير المصير للجنوبيين.. وتم التعبير عن ذلك في تصريحات صحفية حيث أكد الرئيس عمر البشير لصحيفة الوطن القطرية أن منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها بين مصر والسودان أراضٍ سودانية، مشددا على أن السودان لن يتنازل أبدا عن المطالبة بها.!

وقال البشير للصحيفة: ''إن الخرطوم جددت المطالبة بحلايب قبل أشهر قليلة أمام مجلس الأمن الدولي''..

وفي تلك الايام انتظرت الخرطوم أن ترد القاهرة على خطة سابقة قدمتها السفارة السودانية بالقاهرة للحكومة المصرية بشأن مشروع التكامل في منطقة حلايب والذي سبق أن اتفق عليه الرئيسان مبارك والبشير، فتأخر الرد المصري (وفق المصادر السودانية) فأعلنت الخرطوم تمسكها بحلايب.. وحاولت القاهرة الرد باستدعاء السفير السوداني في القاهرة وقتها''أحمد عبد الحليم'' للاحتجاج على تصريحات البشير بشأن حلايب..!

وفسرت دوائر مصرية اثارة السودان لموضوع حلايب بأنه تعبير عن اجندة امريكية.

الدكتور ''إبراهيم نصر الدين'' أستاذ الدراسات الأفريقية في القاهرة قال وقتها لقناة ''الجزيرة'' القطرية: إن إثارة قضية حلايب في هذا التوقيت بالذات إنما تدل على وجود ضغوط أمريكية على الحكومة السودانية بسبب موقف مصر المساند للقضية الفلسطينية، والمعارض لتوجيه ضربة أمريكية للعراق، وإن هذه الضغوط تعد ''محاولة أمريكية لإسكات الصوت المصري عن أية تسوية في جنوب السودان تمنع تقسيمه وانفصاله!!

وقبل ان تبلغ العلاقة بين مصر والسودان حد التوتر فى 2002 تسارعت المساعى الدبلوماسية لتتدارك التطورات التى كانت تلقى بظلال ثقيلة على العلاقة بين البلدين.

فظل ملف حلايب ساكناً الى العام 2005 وفي إحدى جلسات البرلمان السابق ناقش النواب اتفاق الحريات الأربع مع مصر.. حرية التنقل، وحرية العمل، وحرية التملك، وحرية الإقامة.. وتوقف النواب كثيراً عند حريتي التملك والإقامة.. فأثاروا قضية حلايب.. وعلت أصوات الاحتجاج.. وعندما حاول رئيس الجلسة تهدئة الحضور وقف العضو كمال موسى وقال (يا سيادة الرئيس ما يحدث في حلايب احتلال).. وبعد عدة جلسات تمت إجازة الاتفاق..!

وقبل ايام فقط ذكر الدكتور زهير السراج في عاموده اليومي بصحيفة «السوداني» ان السلطات المصرية اغلقت المعابر التجارية فى مثلث حلايب، فى اتجاه واحد حيث تسمح السلطات بدخول السلع الدولارية الى مصر ولكنها تمنع انتقال البضائع من مصر الى السودان.. وقال السراج ان حلايب قد تمت ''مصرنتها'' تماما وانها ستتحول الى منتجع سياحى وان هنالك مشاريع تعدين ستبدأ قريباً هنالك...!

اخيراً

اذاً هى حالة التهابية اخرى على حدود السودان الشمالية الشرقية مع الجارة مصر تأتى متزامنة مع حالات أخرى، قد لا تكون تداعياتها كما هى عليه بالحدود الاخرى.. ولكن ذلك لا يقلل من اهمية السؤال.. هل الحالة الالتهابية التي تعانى منها حدود السودان المختلفة هى حالة عرضية عابرة ام هى اشارة لمرض خطير قابل للانفجار القريب..؟!




اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved