اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

وزير رئاسة مجلس الوزراء والقيادي البارز بالحركة الشعبية دينق ألور لـ(الخرطوم) الجزء الثاني :): موقف الحركة الشعبية واضح من قضية دارفور ونحن الذين قررنا ذهاب علي عثمان إلى ابوجا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
16/4/2006 9:01 ص

وزير رئاسة مجلس الوزراء والقيادي البارز بالحركة الشعبية دينق ألور (2):
موقف الحركة الشعبية واضح من قضية دارفور ونحن الذين قررنا ذهاب علي عثمان إلى ابوجا
دارفور ولاية شمالية وحل المشكلة لن يكون على حساب نسبة الجنوب في نيفاشا
لسنا ضد القوات الدولية ولن ندخل في اي تعبئة ضد المجتمع الدولي
التنسيق مستمر بيننا وبين التجمع من اجل تسريع خطوات التحول الديمقراطي بالبلاد
لدينا تصور حاسم بخصوص قضية المفصولين وهناك جهات في المؤتمر الوطني تعرقل قرارات الرئيس
ماضون في اتجاه حسم الفوضى الامنية في الجنوب ووجود الدفاع الشعبي خرق واضح لإتفاقية السلام
الرئيس المصري قدم نصائح مهمة للحكومة.. والموقف لا يشبه آخر أيام صدام حسين!
أجراه : صلاح الدين مصطفى
ü دور الحركة الشعبية في قضية دارفور غير واضح، وبمعنى آخر، لا يتسق مع موقف المؤتمر الوطني، بعكس ما كان في آخر ايام الراحل د. جون قرنق الذي كان يضع حل هذه المشكلة أولوية لحل قضية الجنوب نفسه.. فهل تبدل موقف الحركة في هذه القضية الجوهرية بعد رحيل قرنق؟
ـ موقف الحركة الشعبية من قضية دارفور واضح، يمكن عدم الوضوح الذي تتحدث عنه أننا لم نأخذ فرصة كاملة، وذلك لأن المؤتمر الوطني كان يعتم موقف الحركة ولا يريدها ان تشارك مشاركة فاعلة، أنا اتحدث هنا عن لجان، عن مواقف مشتركة لم يحدث شئ إلا مؤخراً حيث حاولنا ان نجلس مع بعض لخلق نقاط واضحة ننطلق منها، وهذه العملية لم تكتمل بعد.. وتظهر نتائج هذا التفاهم الاخير في وفدنا الذي ذهب الى ابوجا مع نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه بقيادة مالك عقار، ولدينا مجموعة موجودة هناك اصلاً.
دارفور بالنسبة لنا اولوية، ونحن نسعى لايجاد حل سريع لهذه المشكلة وذلك باعتبار اشياء كثيرة في مقدمتها ضرورة ان يسود الأمن والسلام كل انحاء السودان.
ü بعد زيارة الاستاذ علي عثمان محمد طه إلى جوبا ومقابلته للنائب الأول الفريق سلفاكير رشحت بعض التحليلات السياسية التي تشير الى ان هذا اللقاء تم فيه الاتفاق على اجندة صعبة من ضمنها اعادة تقسيم نسب نيفاشا لصالح حاملي السلاح بدارفور .. ما هي رؤيتك لهذا الحديث؟
ـ (ده كلام غير صحيح اطلاقاً) لأن نيفاشا ما فيش حد يقدر يعمل ليها مراجعة تاني) ولم يتم التعرض لنسب نيفاشا في هذا اللقاء، ثانياً: حل مشكلة دارفور لن يمس هذه النسب، لأن دارفور ولاية شمالية، وسوف يتم الحل في اطار الشمال، الشمال لديه 52% من هذه النسبة وللجنة 28% فقط.
ü طيب ما هي الملامح العامة التي خرج بها هذا اللقاء، الأمر الذي جعل نائب الرئيس يذهب لأبوجا وهو يحمل تأكيدات قاطعة بضرورة حل قضية دارفور؟
هذا القرار اصدرناه نحن في رمبيك وأعني ذهاب نائب الرئيس علي عثمان محمد طه لأبوجا، وعملنا على ان يتم هذا الامر، ولمزيد من التنسيق بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني في هذه القضية جاءت زيارة علي عثمان لجوبا والحديث الذي دار هو اشراك الحركة الشعبية، وتم الاتفاق بين الطرفين على موضوعات محددة، او رؤوس مواضيع، ولذلك تقرر ان تسهم الحركة الشعبية في هذا الاطار بعمل اتصالات مع حاملي السلام، وبالفعل ذهب وفدنا بقيادة مالك عقار، وهنالك اتصال مباشر مع كل قادة الحركات المسلحة وبدأ حوار مباشر بين الحركة الشعبية وهذه الحركات مستفيدين من العلاقة القديمة بين كل هذه الاطراف، ومستفيدين ايضاً من تجربة الحركة الشعبية في الحوار، ولدينا نضال طويل في اساليب الحوار لاحداث التغييرات المطلوبة في المواقف.
ü في تقديرك الخاص ومن خلال معرفتك بما يدور هناك وعلى ضوء المشهد السياسي الآن، هل تكون هذه الجولة هي الحاسمة ؟
ـ نحن نتمني ان تكون حاسمة (وطبعاً ده حوار انت ما بتكون جازم في حكمك عليه إلا بعد اعلان النتيجة النهائية) ولدينا تجربة مماثلة في نيفاشا وماقبلها، ومن الصعب أن تجزم بأن هذه الجولة نهائية وأن هذا الاجتماع نهائي ويمكن ان يتم الحسم بعد يوم او يومين ويمكن تستمر، هذه المسائل شائكة وهي مسائل سياسية وامنية.. ومحاولة بناء علاقات بين خصمين دارت بينهما حرب وضحايا مسألة صعبة (عشان كدة أنا بتمني انو تكون دي الجولة النهائية) لكن الاماني وحدها لا تكفي.
ü القوات الدولية في دارفور كثر الحديث حولها، وتضاربت المواقف، المؤتمر الوطني يرفض بشدة والحركة الشعبية تقول إنها لا تريد ان تدخل في مواجهة مع الأمم المتحدة، وللحركة تجربة ناجحة مع المؤتمر الوطني نفسه في جبال النوبة، حيث تم القبول بوجود هذه القوات وقد حققت الامن والاستقرار لحد كبير.. الآن كل الدلائل تشير الى ان القوات الدولية سوف تأتي لا محالة الى دارفور سواء تم الوصول الى سلام ام استمرت الحرب.. نريد رؤية واضحة ومحددة للحركة الشعبية تجاه مسألة القوات الدولية في دارفور؟
ـ لنا تجارب مع القوات الدولية، فقد أتت لجبال النوبة قبل توقيع اتفاقية السلام، وبعد اتفاقية السلام جاءت القوات الدولية وانتشرت في مناطق عديدة بما فيها الخرطوم (فهي موجودة موجودة) (واذا أنحن عايزين القوات الاجنبية دي تجئ بعد اتفاق السلام حقوا نتوصل لاتفاق) وذلك بتقديم العديد من التنازلات لصالح السلام من كل الاطراف، اذا نحن ما دايرين قوات دولية في دارفور . لا. ده كلام غير منطقي أو كلام غير مقبول) لأن المجتمع الدولي له الحق في كثير من الاشياء التي يراها بمنطقه الخاص، ونحن جزء من هذا المجتمع الدولي ولنا التزامات بمواثيق وقوانين تحكم كثيراً من الاشياء (وهي بتجي عشان تراقب عملية تنفيذ السلام وتساعد في ذلك) لكن قبل السلام نحن ايضاً ما ضد القوات الدولية، (نحن قلنا انو نركز على ايجاد حل سريع لمشكلة دارفور وحل عادل) هذا افضل لكل الاطراف.. (لكن كمان ما ننسى نحن عضو في الاسرة الدولية) والحديث عن قوات الامم المتحدة كقوات غازية ومعادية ليس من مصلحتنا. ونحن كحركة شعبية لا يمكن ان نحارب الاسرة الدولية لا يمكن نحارب الجميع (نحن واضحين في المسألة دي) (ولا يمكن نخش حتي في تعبئة كلامية ضد الامم المتحدة).
ü بعد دخولكم في السلطة غاب التنسيق بينكم وبين التجمع الوطني الديمقراطي في العديد من الموضوعات المشتركة، خاصة إكمال اتفاق القاهرة.. كيف تنظر الى علاقة الحركة الشعبية بالتجمع الوطني الديمقراطي في ظل التغيرات السياسية التي حدثت مؤخراً؟
ـ نحن أعضاء في التجمع الوطني الديمقراطي، واعضاء مؤسسين (يمكن حصلت فترة بتاعت جمود) لكن بعد عملية السلام حدث تنسيق تام بين كل أعضاء التجمع، وقد بدأنا في اعادة العلاقات والاتصالات لان السودان يدخل مرحلة حاسمة من نواح كثيرة، فيما يجري في دارفور الآن يهم كل القوى السياسية، بل كل السودانيين، ويجب ان يتشاور الجميع من اجل الوصول الى بر الامان، لكل ذلك بدأنا بتفعيل الاتصالات.
ثم ايضاً نحن نهتم كثيراً بمسألة التحول الديمقراطي والذي يتطلب تكثيف الاتصالات بكل القوى السياسية، والقرار الذي اتخذناه بتكثيف الاتصالات في رمبيك اكدنا فيه على ان هذه الاتصالات لا تتم مع المؤتمر الوطني فقط، بل مع كل القوى السياسية، الاتحادي الديمقراطي، حزب الامة، الاحزاب التي خرجت من حزبي الامة، والوطني الاتحادي، اضافة للحزب الشيوعي.. فقد تبقى لنا سنتان أو اقل لموضوع الانتخابات، وبالتالي فإن جهودنا مع اعضاء التجمع سوف تستمر لانفاذ كل ما تم الاتفاق عليه.
ü مشروع السودان الجديد، كان يبشر بتحولات جذرية على مستوى الحياة السياسية، الآن يبدو ان رؤية الحركة الشعبية انكفأت على الحدود الجغرافية للجنوب.. ما هو موقف الحركة الشعبية الآن من مشروع السودان الجديد بكل الملامح التي وضعها الراحل د. جون قرنق؟
ـ مشروع السودان الجديد يظل محوراً مهماً في فكر الحركة الشعبية سواء تم الانفصال أم كنا في دولة واحدة، وحتى لو حدث الانفصال، فإن الجنوب سوف يعيش في ظل السودان الجديد، هذه هي فلسفة الحركة الشعبية، ونحن نريد سوداناً يسع الجميع، هذه اطروحاتنا التي ننادي بها دائماً، لكن هذه الفكرة ليست ملزمة للجميع، وهي تتوقف على عوامل معينة ابرزها خلق الجو الملائم للوحدة الطوعية، وبالذات في الفترة الانتقالية وتبقت منها عدة سنوات، سوف نحاول ان نخلق جواً سودانياً جديداً نعيش فيه، هذا الجو هو المناسب لتوصيل الرسالة، الجنوب نفسه يحتاج لسودان جديد، لوضع جديد لمفاهيم جديدة في التنمية والخدمات، نحن نريد إحداث تحولات تنموية في كل البلد، ومثلما يتحدث الناس عن تجربة النمو الآسيوية، نحن نريد مثل هذه التجربة وسوف يحدث ذلك بالتحول الديمقراطي، التحول الاجتماعي والتحول الاقتصادي.
ü بخصوص إعادة المفصولين من العمل.. لم يتم تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية كما ورد في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال، وبهذا الخصوص نلحظ ـ دائماً ـ عدم الاهتمام بالتوجيهات والقرارات التي يصدرها رئيس الجمهورية في كثير من القضايا المهمة.. ما هو دوركم في إجبار الجهات ذات الصلة بتنفيذ قرارات الرئيس.؟
ـ (دي واحدة من المواضيع المهمة الي حنناقشها مع المؤتمر الوطني) أنا شخصياً على اتصال مباشر مع لجان المفصولين واشعر بأن هناك قصوراً من الدولة بهذا الخصوص ، وهنالك مجموعات من داخل الحكومة تحاول تعطيل جهود رئيس الجمهورية، وهذه العناصر هي مجموعة من المؤتمر الوطني (وعشان كده نحن الموضوع ده بنعتبرو من الملفات الاساسية) والناس يتحدثون عن دارفور، هذا الملف مهم وضروري ولا يقل اهمية عن دارفور، لانه يناقش (حقوق ناس عندهم اسر وعندهم مسؤوليات اجتماعية وتطلعات بخصوص ابنائهم).. وعندما يتم تجاهل هذا الموضوع يجب ان نسأل (ايه الي بيحصل ده)! الحكومة يجب ان تهتم بالناس، هناك ازدواجية في معالجة هذا الموضوع..
وهذا الملف واحد من الموضوعات الرئيسية التي سوف نناقشها مع المؤتمر الوطني بحكم اننا الشريكان الاساسيان في تنفيذ الاتفاق، وهذا الموضوع يخصني شخصياً باعتبار انني وزير في الحكومة وليس عضواً في الحركة الشعبية فقط.
ü زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الاخيرة للخرطوم كانت خاطفة وسريعة، وأثارت الكثير من التفسيرات وقد شبهها البعض بزيارة مماثلة لبغداد قبل ان ينفرط عقدها، ويشير البعض الى انه قدم معادلة واضحة وصريحة للحكومة بخصوص حل مشكلة دارفور. بمعني آخر المكاسب التي سوف تعود للحكومة في حالة الحل والمصاعب التي سوف تواجهها اذا لم تحل هذه القضية .. الزيارة كانت مفاجئة ولم يعرف أحد تفاصيلها..؟
ـ نحن ايضاً لا نعرف شيئاً عن هذه الزيارة، او عن تفاصيلها، لأننا كنا خارج العاصمة، فكل قيادات الحركة الشعبية كانوا في رمبيك، لكن تشبيه هذه الزيارة بالوضع في العراق وموقف صدام حسين، فيه تشاؤم وأنا لا أحب أن اكون متشائماً.. الرئيس حسني مبارك اتى بنصائح كصديق للسودان ويهمه استقرار هذا البلد، وكانت الزيارة إيجابية (حتى لو كنا غير ملمين بتفاصيلها) نعتقد أنها مفيدة وافتكر اننا يجب ان نعمل بهذه النصائح، والآن بدأت حركة دؤوبة في الاتجاه الى حل قضية دارفور، وهذا هو المهم، واذا استطعنا حل مشكلة الجنوب بكل تعقيداتها فمن السهولة ان نقدر على حل قضية دارفور..
ü اهمية الزيارة تأتي في ظل غياب الرئيس مبارك عن قمتين مهمتين بالخرطوم ثم حضوره فجأة.. هذا الوضع هو الذي يثير الاهتمام وو...؟
ـ صحيح.. أنا معك الرئيس المصري غاب عن القمتين ولكنه حضر في هذا الظرف الدقيق وجاء بعد منع نائب الامين العام للشؤون الانسانية بالامم المتحدة من زيارة دارفور وكان مشفقاً على تصعيد الاوضاع في السودان، خاصة وان ابوجا لم تحقق شيئاً.
ü استقطاب الفصائل الجنوبية المسلحة بين الحركة والمؤتمر الوطني اصبح شبيهاً بما يعرف في كرة القدم (بفك التسجيلات) وهذا الذي يحدث ويسبب نوعاً من الخلل او الفوضى، خاصة في مناطق الجنوب وهنالك كثير من الحوادث التي القت بظلال سالبة على الامر.. نريد منكم رؤية واضحة حول هذا الموضوع؟
ـ الملف الامني في جنوب السودان من الموضوعات الرئيسية التي نوقشت في رمبيك على مستوى قيادة الحركة الشعبية، وهذا الملف ـ ايضاً ـ من الملفات المهمة التي سوف يتم نقاشها في الاجتماع المرتقب مع المؤتمر الوطني. نحن ملتزمون تماماً بما جاء في نصوص اتفاق السلام، والذي اعطى هذه المليشيات الحق في ان تختار الانضمام للجيش السوداني او جيش الحركة الشعبية. هذا نص واضح وصريح .
(نحن ما عملنا استقطاب. نحن حاولنا تنفيذ هذا النص) وعقدنا اجتماعات مع هذه الفصائل لنرى مدي رغبتها في الانضمام للجيش الشعبي او الجيش السوداني. هنالك فصائل رتبت اوضاعها مبكراً وحسمت امرها بالانضمام الينا ، وما حدث اخيراً بالنسبة لفصيل فاولينو ماتيب وانضمامه لجيش الحركة الشعبية هو ان قيادات الجيش وقيادات المؤتمر الوطني احدثوا ذوبعة كبيرة، واحدثوا كثيراً من الاشياء والاجراءات التي اعتبرناها عملاً عدائياً وليس عمل شريك (عاوز ينفذ اتفاق وعايز يعيش في سلام) انت لو مخلص في تنفيذ الاتفاق بتحترم الاتفاق، بل ان الذي حدث هو تحريك هذه المجموعات ضد مجموعات فاولينو ماتيب.. وقد حدث هجوم بالقرب من ابيي وللاسف فإن المجموعة التي قامت بهذا الاعتداء (لسة فري)، والحركة الشعبية لن تسكت على هذا.
هنالك أمر آخر هو تصعيد بعض الامور في منطقة البيبور حيث تم منع نائب رئيس حكومة الجنوب من زيارة بيبور، (يعني خلقوا وضع امني معين، عشان ريك مشار ما يزور بيبور.. عمل زي ده ما بعني سلام).
ü من الاشياء التي تحسب على الحركة الشعبية أن الفريق سلفاكير يريد حل موضوع جيش الرب بعيداً عن الحسم العسكري، ربما بسبب مصالح اخرى ومعادلات لا نعرف عنها شيئاً، المهم أنه بفضل الحل عبر التفاوض.. لكن جيش الرب اصبح مصدر قلق في الجنوب ومهدداً امنياً كبيراً، مما يستوجب الاسراع في حسمه عسكرياً.. ما هو قولك في هذا الشأن؟
ـ جيش الرب قبل يومين هاجم وللمرة الثانية منطقة يامبيو، وريك مشاور الآن موجود هناك (يوم الاربعاء) نحن نعتقد ان تصعيد اعمال جيش الرب لم يأت من فراغ، ونحن نحمل المؤتمر الوطني المسؤولية، هم لا يعترفون بهذا، لكن النائب الأول ورئيس حكومة الجنوب حمَّل المؤتمر الوطني مسؤولية ما يحدث، وكل الاشارات وكل المعلومات التي لدينا تشير الى وجود تعامل مع جيش الرب. هذا سوف نناقشه بصراحة شديدة مع المؤتمر الوطني واذا كانت هنالك جهة تهدف لخلق جو توتر في جنوب السودان وتعتقد أن هذا الجو ممكن يجعلها مسيطرة على الجنوب هذه رؤية خاطئة، لأننا نملك كل الامكانيات التي تخلق عدم الاستقرار، والمسألة ما مكن تسير في اتجاه واحد، نحن عندنا ضبط نفس، وفي اجتماع القيادة برمبيك طالبنا ناسنا بالالتزام بنصوص الاتفاق مهما حدثت استفزازات، لكن لكل شئ حدود وأتمني ألا نصل المرحلة التي تجعلنا نرد بالمثل نحن نتيح وقتاً معيناً لحسم كل الفوضى، وهمنا الاول هو اعادة المواطن الجنوبي الى قراه ، ونعمل على ان نوفر له سبل الاستقرار.
ü واذا استمرت الاوضاع متدهورة مما يجعل الاستقرار غير ممكن ما هي آلية الحركة الشعبية لحسم هذا الموضوع؟
ـ لابد ان تكون لدينا اشياء نرجع لها ، ونحن نتمني ان تسير الامور بشكل طيب.
ü يري بعض المراقبين ان هنالك جوانب خفية في اتفاقية السلام، او اشياء غير معلنة لحسم كثير من الموضوعات والملفات وهذه الجوانب لا يعرفها سوى الراحل د. جون قرنق وعلي عثمان محمد طه، ويرى البعض ان فقدان احد الطرفين الاساسيين هو الذي جعل الطرف الآخر حائراً، أو بمعني آخر جعل المؤتمر الوطني يبدو وكأنه لا يريد تنفيذ الاتفاق .. كيف تنظر الى هذا الامر.؟
ـ الاتفاقية والحوار الذي دار بين الراحل د. جون والاستاذ علي عثمان كان حواراً صريحاً وواضحاً وشفافاً ومعروفاً للجميع (يعني ما كان عندهم اشياء خفية)، صحيح أنه نمت علاقة خاصة وحميمة بين الرجلين، لقد جلسا مع بعض فترة طويلة (تخاصما وتصالحا) ونمت بينهما علاقة إنسانية، تحولت الى صداقة وكان الاثنان يدركان اهمية هذا الاتفاق وصعوبة هذه الاتفاقية.
صحيح ان رحيل د. جون خلق عدم توازن حول بعض الجوانب وأثر على تنفيذ الاتفاق .. يمكن حدث تفسير خاطئ من الشريك الآخر بالاعتقاد أن د. جون هو كل شئ في الحركة الشعبية وأنه الوحيد الذي يمسك بزمام الامور في الحركة الشعبية والاعتقاد بان بموته سوف ينفرط عقد الحركة، يمكن يكون هذا التحليل نابع من المؤتمر الوطني، ولكن الحركة الشعبية مؤسسة سياسية وقتالية لها اكثر من 21 سنة ولا يمكن ان تنهار بفقدان قائدها مثلما حدث لحركات افريقية عديدة، الحركة الشعبية حدثت لها صدمة. هذا صحيح، ولكنها خرجت من هذه الصدمة بفوائد كبيرة، الحركة لم تمت بموت د. جون ولم تضعف، بالعكس لقد ازدادت قوة لقد حدث تحد للقيادة الجديدة حول الواقع وكان لابد من مجابهته بروح مسؤولية عالية.
ü هنالك موضوع حدث فيه اختلاف كبير وهو موضوع الدفاع الشعبي هل يدخل ضمن الجيش القومي أم يظل هكذا.. نريد ان نعرف وضع الدفاع الشعبي بنص اتفاقية السلام؟
ـ هذه واحدة من الخروقات الاساسية لاتفاقية السلام، وقد ناقشنا هذا الوضع، الاتفاقية اعطت كل المليشيات المسلحة الاختيار، واذا اختار الدفاع الشعبي الانضمام للجيش السوداني لهم الحق في ذلك، الاتفاقية تحدثت عن جيشين فقط.. الجيش السوداني وجيش الحركة الشعبية، هنالك قوات مشتركة (وهو جيش المستقبل في حالة الوحدة)، لكن ليس في الاتفاقية كلام عن مليشيات او قوة دفاع الجنوب، كل هذه القوات كانت تحارب التمرد في وقت معين.. الاتفاق اعترف بها واعطاها الاختيار وحتى الآن مستقبل الدفاع الشعبي بالنسبة لنا واضح، هم جزء من الجيش السوداني والافضل لهم ان يذوبوا في الجيش لأن استعمال اسم الدفاع الشعبي يعني خرق الاتفاقية.



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved