اخبار سودانية

البروفيسور الفرنسي جيرارد برونيه أستاذ التاريخ بجامعة باريس والموثق للمذابح العرقية في رواندا يكتب عن دارفور في كتابه الجديد ( دارفور والمذابح الغامضة )

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/31/2005 1:41 م

البروفيسور الفرنسي جيرارد برونيه أستاذ التاريخ بجامعة باريس والموثق للمذابح العرقية في رواندا يكتب عن دارفور في كتابه الجديد ( دارفور والمذابح الغامضة )

صحيفة الديلي تلغراف : 21/8/2005
اسم الكتاب : Darfur : The ambiguous Genocide
تعليق : سيمون سكوت


تعتبر قضية دارفور عارا لحق بجبين كل الدول التي ظلت ساكتة ولم تتحرك من أجل وضع حد لهذه المعاناة ، وبعد مضي اثني عشر عاما علي المجازر التي أرتكبها الهوتو في حق التوتسي والتي راح ضحيتها 800 ألف قتيل تحولت الماسآة الي اقليم دارفور الشاسع حيث طالت معاناة الناس من أعمال القتل والنهب والاغتصاب والمجاعة ، ويعتقد أن 310 ألف لقوا حتفهم من جراء هذه الاعمال ، وعلي الرغم من مظاهر الاحتجاج الا أن المجتمع الدولي لم يوفر غير المساعدات الانسانية وغير قادر علي فعل شئ كما حدث في الدرس الرواندي .
دارفور والمجازر الغامضة :
دراسة تحليلية للتاريخ والاحداث الراهنة لهذه المنطقة البعيدة والتي كانت سلطنة مستقلة علي مر العصور قبل أن تخضع لحكم ( الوادي النيلي ) ، وقد وجدت هذه المنطقة نفسها متورطة في نزاع لم يكن من نسج يدها ، وقد بدأ هذا الكتاب في شرح جغرافية دارفور وتاريخها واثنياتها العرقية وأنتهي الكتاب برسم صورة فيها الكثير من التشاؤم حول مستقبل هذه المنطقة ، البروفيسور جيرارد برونيه الباحث في التاريخ في جامعة باريس والذي كتب سابقا عن المذابح العرقية في رواندا والنزاع في الكونغو الديمقراطية هو نفسه مؤلف كتاب ( دارفور والابادة الجماعية الغامضة ) ، وقد استخدم في كتابه العديد من المصطلحات العربية المهمة .
وقد لخص البروفيسور جيرارد أسباب أزمة دارفور في العوامل التالية :
1- الجفاف الذي أصاب المناطق الشمالية من دارفور والذي أدي الي تعثر مهنة الزراعة وحول القبائل من شبه متنقلة الي متنقلة بالكامل ، وعن طريق مليشيا الجنجويد قامت هذه القبائل باصطياد القبائل الاخري المستقرة في الجنوب .
2- العامل الثاني عين الاحتقار التي ينظر بها المسلمين العرب للمسلمين الافارقة .
3- يشارك الرئيس القذافي القبائل العربية نفس النظرة الخبيثة و المتحيزة ، وقد أدخل العقيد الليبي دارفور في حساباته من أجل الاطاحة بنظام الحكم في تشاد ، وقد عانت هذه المنطقة من جفاف عام 1984 م
بالاضافة الي ذلك اقدام حكومة الخرطوم علي ممارسة قمع غير مسبوق أدي الي حدوث هذه الكارثة ، وأعترف جيرارد أن هذه المشكلة لم تكن من صنع حكومة الخرطوم وحدها ، فالرئيس جعفر النميري الذي حكم السودان بين ( 1969-1985 ) كان أيضا عنيفا مع حاكم دارفور عام 83 عندما حذره من خطر المجاعة ، والصادق المهدي الرئيس المنتخب ديمقراطيا والذي خلف النميري في مقعد الرئاسة قد سمح بسقوط المنطقة تحت سيطرة الليبيين ، والنظام الاسلامي الحاكم للسودان الان شعر بخطر تمرد المسلمين علي حكومة المركز منذ عام 2003 وأظهر موجة غير مسبوقة من العنف ضد المدنيين ، ويري الكاتب ان الابادة العرقية التي وقعت في دارفور تعتبر نسبية اذا ما قورنت بنظيرتها التي أرتكبت في الجنوب وفي منطقة جبال النوبة .
وهذه الخدعة الكبيرة التي يقوم بها المجتمع الدولي الان يجب أن تقابل بالاحتقار ، وقد وصفت الامم المتحدة ما حدث في دارفور ( بالكارثة الانسانية الاسوا في العالم ) ووصفها وزير الخارجية الامريكي كولن باول ( بالمذبحة العرقية ) ، ولكن جيرارد أوضح أن موقف الدول الغربية من هذه الكارثة لم يتجاوز غير تقديم المساعدات الانسانية والتي حفتها حكومة الخرطوم بالكثير من العوائق التكتيكية ، وان الغرب كان سعيدا عندما خلط الاوراق وأوكل مهمة انهاء العنف للاتحاد الافريقي من غير أن يساعده بالدعم اللوجستي المطلوب حيث خلص المؤرخ جيرارد الي القول : ( ان القوات يجب أن تكون أفريقية وصلاحيتها حددت فقط في مراقبة الماسآة الماثلة للعيان ) .
وأحد الاسباب التي أدت الي وقوف الغرب متفرجا علي هذه الكارثة هو الخوف من تهديد اتفاقية السلام الموقعة بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية بقيادة جون قرنق والذي أصبح نائبا أول للرئيس البشير ، ولكن قرنق قتل في حادث تحطم طائرة خلال الشهر الماضي ، وهناك شكوك حول مقدرة خلفه سلفاكير في ابقاء هذا الاتفاق الهش متماسكا ، وقد ضحي الغرب بقضية دارفور من أجل اتفاقية عريضة أتضح أنها كانت وهما ، واذا صدقت هذه الرؤية فعلي الدول الغربية أن لا تلوم الا نفسها .. وكيف تثق في حكومة وهي تتحدث عن السلام وتمارس في دارفور نفس التكتيكات التي كانت تتبعها في السابق مع الجنوبيين لفترة طويلة ، وكتاب جيرارد يذكرنا بالعجز الغربي تجاه هذه الكارثة والحل المتأصل داخل حكومة الخرطوم بقمع كل مظاهر الاحتجاج .
ترجمة سارة عيسي

[email protected]

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
SudaneseOnline.Com All rights reserved