100 قتيل في اعمال الشغب .. السلطات تعتقل 1450 متهما والجيش ينتشر في جوبا
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/3/2005 7:58 م
اعلن حاكم ولاية الخرطوم عبد الحليم اسماعيل المتعافي الليلة ان السلطات الامنية اعتقلت مايزيد عن 1450 متهما في اعمال العنف التي شهدتها الخرطوم عقب الاعلان عن مصرع النائب
الاول للرئيس جون قرنق. من جهة ثانية فقد قتل 100 شخص على الاقل في اعمال الشغب اثر الاعلان الاثنين عن مقتل زعيم التمرد الجنوبي السابق جون قرنق في حادث تحطم مروحية، في وقت دعا الرئيس الجديد للحركة الشعبية لتحرير السودان سالفا كير الى التهدئة مؤكدا ان استمرار العنف يعرض اتفاق السلام للخطر. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نقلا عن الهلال الاحمر السوداني امس الاربعاء ان 84 شخصا قتلوا في اعمال الشغب في الخرطوم، بينما قتل 18 شخصا على الاقل في اعمال شغب اندلعت في جوبا، كبرى مدن جنوب السودان، بحسب ماافاد مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان وشهود. وافاد صحافي في وكالة فرانس برس ان الخرطوم استعادت هدوءها الاربعاء فيما اعلن محافظ المدينة تخفيف حظر التجول بحيث يبدأ الساعة 00،21 بالتوقيت المحلي بدل الساعة 00،18 كما كان الامر عليه في اليومين الماضيين ويستمر حتى الساعة 00،6 صباحا. وانتشرت قوات من الجيش النظامي الاربعاء بكثافة في جوبا حيث سيشيع جون قرنق السبت المقبل. وكان متظاهرون جنوبيون نزلوا فور الاعلان عن مقتل قرنق في تحطم مروحية كانت تقله من اوغندا، الى شوارع الخرطوم وجوبا رافضين تصديق ان موته نتج عن مجرد حادث. وعمدوا الى تحطيم عشرات السيارات والمتاجر واحراقها. بينما افيد عن سقوط قتلى في اعمال الشغب هذه وفي مواجهات بين القوى الامنية وجنوبيين كما ذكر شهود. وفي نيوسايت (جنوب السودان)، دعا خلف قرنق على راس الحركة الشعبية، الجنرال سالفا كير، الاربعاء "كل الشعب السوداني" الى الهدوء. وقال في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع وزير خارجية جنوب افريقيا نكوسازانا دلاميني زوما "نريد ان ينتهي هذا الوضع باسرع وقت ممكن لكي يعود الامن الى الخرطوم وضواحيها". واضاف ان العنف "يثير الاسف ولقد تحدثنا عنه بشكل علني في وسائل الاعلام لا سيما الاعلام السوداني، سعيا الى تهدئة الناس، الجنوبيين والشماليين". ويشكك الجنوبيون بان وفاة قرنق نتجت عن حادث، رغم تاكيد السلطات السودانية وارملة قرنق والحكومة الاوغندية ان الحادث نتج عن سوء الاحوال الجوية. واعلن الرئيس عمر البشير، نتيجة ذلك، تاليف لجنة مشتركة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة للتحقيق في ظروف الحادث الذي اودى بحياة نائب الرئيس السوداني و13 شخصا كانوا برفقته. من جهة ثانية، دعت اوغندا الى عقد قمة طارئة لقادة دول الهيئة الحكومة للتنمية (ايغاد) لمناقشة التطورات الجارية في السودان بعد مقتل جون قرنق الذي اصبح نائبا اول للرئيس السوداني في التاسع من يوليو. والتقى كير في نيوسايت الاربعاء مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية كونستانس نيومن والمندوب الاميركي الخاص الى السودان روجر وينتر اللذين عبرا امام وسائل الاعلام عن ارتياحهما لالتزام المسؤول الجنوبي الجديد بالسلام. وتخشى الولايات المتحدة التي بذلت جهودا كبيرة من اجل التوصل الى اتفاق السلام من ان يؤدي مصرع قرنق الى تعطيل هذا الاتفاق. وقال وينتر "هذه الحركة مباركة. لديها قادة يتمتعون بمستوى نادر في الحركات المتمردة في هذه القارة". واعرب كير من جهته عن قناعته بوجوب ان يشكل اتفاق السلام بين الشمال والجنوب حافزا للتوصل الى حل لازمة دارفور في غرب السودان. وقال "يجب ان يصمت السلاح في كل البلاد والا فان الحرب في دارفور ستتسلل الى جنوب السودان (..) وسنعود الى نقطة الصفر". واضاف "على الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان ان تبذلا كل ما في وسعهما من اجل احلال السلام في دارفور". من جهة اخرى نفى المتعافى ان تكون هناك اجراءات استثنائية ضد النازحين من ابناء الجنوب موضحا انه "سيتم التعامل معهم وفقا لمبدأ المواطنة" ولافتا الي ان هناك "اجراءات صارمة ستستخدم الايام المقبلة لتنظيم الاسواق ومحاربة الباعة المتجولين والمهن الهامشية". يذكر ان اعمال عنف واسعة اندلعت منذ اعلان مصرع النائب الاول للرئيس جون قرنق امس الاول اثر تحطم مروحيته. وقال المتحدث باسم الحركة باغان امون لفرانس برس ان الحركة تتوقع "على الاقل مشاركة نصف مليون شخص" في مراسم التشييع، علما ان المدينة تضم نحو 300 الف نسمة. واوضح ان "الف عنصر من الحركة الشعبية سينتشرون في المدينة اضافة الى قوات الامن السودانية". وكان قرنق اختار جوبا لتكون عاصمة جنوب السودان، كون اتفاق السلام الذي وقع فييناير الماضي في نيروبي بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية يلحظ ان تكون رومبك عاصمة موقتة خلال فترة الحكم الذاتي الانتقالية التي تستمر ستة اعوام.