الخرطوم - نيويورك -
حث مجلس الأمن الدولي شعب السودان على الوفاء لذكرى زعيم المتمردين الجنوبيين السابق جون قرنق من خلال إعادة الهدوء ومتابعة عملية السلام، في الوقت الذي شهدت فيه الخرطوم اضطرابات أثارها مقتله، فيما طالب مبعوث الأمم المتحدة في السودان يان برونك الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بالالتزام بموعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقرر، وهو التاسع من الشهر الحالي.
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام جان ماري جوهينو: ان نشر بعثة جديدة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في السودان سيمضي كما هو مخطط له.
وقال بيان اعتمده مجلس الأمن المؤلف من خمس عشرة دولة بإجماع أعضائه: “يثق مجلس الأمن في أن شعب السودان سيظل متحدا، وسيواصل العمل على تعزيز السلام في البلاد رغم وفاة الدكتور قرنق المفاجئة، وذلك من خلال تنفيذ اتفاق السلام الشامل الذي عمل من أجله الدكتور قرنق بلا كلل”.
وقال البيان الذي صدر عن مندوب اليابان الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية لمجلس الأمن: إن المجلس عازم على الاستمرار في مساعدة الشعب السوداني على وضع نهاية للقتال في شتى أنحاء البلاد والنهوض بالمصالحة الوطنية. وأضاف: “هذا وقت ينبغي فيه للمجتمع الدولي أن يهب مجتمعا لدعم رؤية الدكتور قرنق الداعية إلى الوحدة والسلام في السودان”.
وفي مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم أمس، دعا مبعوث الأمم المتحدة في السودان يان برونك السودانيين إلى ضبط النفس والهدوء، حتى لا تجهض مسيرة السلام التي بدأت فعلياً في بلادهم، وطالبهم بتجاوز التداعيات والعنف الذي خلفه الكشف عن وفاة قرنق، حتى يمضي اتفاق السلام وفق ما هو مرسوم له. وقال إن السلام الذي ضحى قرنق من أجله فرصة لا ينبغي أن تضيع.
ودعا برونك الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى الإسراع بتكوين حكومة الوحدة الوطنية التي من المفترض أن تدير شؤون البلاد خلال المرحلة المقبلة في موعدها المحدد، وشدد على أهمية أن تستكمل إجراءات تحويل السلطة إلى القيادة الجديدة “حتى تكتمل مؤسسات السلطة الجديدة التي أسسها اتفاق السلام”.
وقال برونك: إنه لا ينبغي أن يترك المجال أمام الأحداث التي تجري في الخرطوم كي تكون معوقا لمشروع السلام، “لأنه المشروع الوحيد الذي يضع البلاد في الطريق الصحيح”، مشيرا إلى أن السودان خطا خطوات كبيرة باتجاه ترسيخ السلام، وعليه أن يستكمل ذلك على الصعيد الجنوبي، حتى يتمكن من إيجاد حل لما يجري في دارفور وفي الشرق.
وأضاف: “من غير المقبول أن يعاد النظر في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في موعدها المحدد، ومن الصواب أن تكون الخطوة العملية لمواجهة ما يجري هي إعلان الحكومة في موعدها في التاسع من الشهر الحالي.
ووصف برونك ما يجري في الخرطوم وفي بعض المدن بأنه “تراجيدي محزن”، وكان نتيجة لغياب المعلومات عن حادث سقوط الطائرة التي كانت تقل قرنق في اللحظات الأولى، وقال: “على الحكومة والحركة والقوى السياسية في البلاد أن تقف بقوة لمواجهة ما يجري بالعقل والمنطق والحكمة، إذ ليس هناك سبب منطقي لأن ندع العواطف السالبة تتحكم في المشاعر”.