أجمعت شخصيات من مختلف الأحزاب والتشكيلات السياسية السودانية على أن فقدان نائب الرئيس جون قرنق، وهو الزعيم الجنوبي البارز، هو فقدان لكل السودان، وخسارة كبيرة، بالنظر إلى دوره الكبير في التوصل إلى اتفاق السلام. وقالت هذه الشخصيات ل”الخليج” في استطلاع لآرائها وتوقعاتها وتمنياتها في مرحلة ما بعد قرنق إنها تأمل أن تتجاوز البلاد هذا الحدث المحزن، وأهابت بالقياديين الجنوبيين والحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يتزعمها قرنق بأن تخمد بوادر الفتنة، وتحافظ على أجواء الوحدة الوطنية في البلاد، وأن تمضي في مسار السلام. كما طالبت الحكومة بالتعاون مع كل القوى السياسية في البلاد، من أجل التعامل مع الحدث بجدية، وتجاوز تأثيراته.

وقال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني فاروق كدودة إن وفاة جون قرنق كارثة قومية كبيرة، أربكت أشياء كثيرة بما فيها عملية السلام، لما في شخصية قرنق من صفات خاصة. وليس هناك من ينكر الدور الشخصي لقرنق الذي واجه مختلف العناصر شمالية وجنوبية وحتى أفراداً من عائلته.

ورأى كدودة أنه يجب أن يتم التعامل مع حدث غياب قرنق كحقيقة، على رغم الإحساس بالفقد الكبير، إلا أن على الشعب أن يتخذ من هذا الحزن فرصة للتوحد، كما يجب على الإدارات الأهلية في جنوب السودان والموجودين في العاصمة أن يركزوا الجهد لاحتواء الغضب المنفلت.

وأضاف كدودة أن المطلوب من الحكومة أن ترتفع إلى مستوى الأحداث، وأن تقطع تجاهلها لأدوار القوى السياسية، وعليها أن تنجح لتكوين حكومة وحدة وطنية عريضة، وأن تتخلى عن البرنامج الثنائي وتوافق على عقد المؤتمر الجامع، حتى يجتمع كل أهل السودان.

وقال نائب رئيس حزب الأمة الدكتور آدم موسى مادبو إن قرنق شخصية سودانية أصيلة طرح أطروحات قوية حول التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، وله تاريخ واضح اختتمه بالتوصل إلى اتفاق السلام، وهو مناضل وتمكن من توحيد أهل الجنوب وتقدم نحو الشمال، ونأمل أن تحول شعاراته لتعم كل السودان، ونأمل ألا تتراجع المسيرة إلى الوراء، ونأمل أن لا يترك رحيله فراغاً.

ورأى مادبو أن تأثير حدث مقتل قرنق على السلام كبير، ولابد للحكومة أن تتعامل مع الحدث بجدية، وأن تسعى لتوحيد كل أهل السودان، وبغير ذلك ربما تدخل البلاد إلى مرحلة الخطر، وعليها أن تتراجع عن الثنائية والسلطوية التي تصر عليها. كما أن على الحركة الشعبية أن ترتفع باتجاه تكوين حكومة وحدة وطنية من كل القوى السياسية لإدارة البلاد.

وقال القيادي الجنوبي ونائب الرئيس الأسبق ابل الير إن الوقت حان لكل سوداني في الشمال وفي الجنوب للعمل على وحدة البلاد، فوحدة الصف مهمة جداً في المرحلة الحاضرة، وعلى كل من يعمل في العمل العام أن يسعى لمجابهة أية حالة انفلات يمكن أن تحدث.

وقال الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي المعارض في الداخل علي أحمد السيد إن فقد جون قرنق أمر جلل، وإن رفاقه في تجمع المعارضة كانوا يريدون أن يعيش ليرى ثمار ما حققه من سلام وديمقراطية وحرية، لكن الله يريد ويد الله غالبة.