اخبار سودانية

ازدياد حالات العمى بسبب القصور الإداري والصحي ... السودان

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/21/2005 4:27 م

ازدياد حالات العمى بسبب القصور الإداري والصحي ... السودان
الخرطوم - "مكتب الخليج":


وضعت زيادة مطردة في حالات أمراض العيون بلغت معها أعداد المصابين بالعمى خمسمائة ألف حالة يمثلون 5.1% من تعداد سكان السودان البالغ 31 مليون نسمة وفق آخر تعداد سكاني، عددا من التساؤلات أمام الأجهزة المعنية، حول الأسباب التي أدت إلى استفحال الظاهرة توطئة لحلول تساعد على تخفيض نسبة الإصابة.

ويمثل المصابون بالكتراكت “الموية البيضاء” 06% والتراكوما 18% والجلاكوما 17% أما الالتهابات الأخرى فتبلغ 5% من النسبة العامة للعمى في السودان.

أما الخدمات الطبية المتوفرة في البلاد فتبدو عاجز عن مقابلة الزيادة الكبيرة في حالات العمى وأمراض العيون حيث لا تتجاوز المستشفيات الحكومية المتخصصة أربعة مستشفيات عيون وثلاثة مستشفيات خيرية ومستشفيين تابعين لمنظمات غير حكومية و12 قسم عيون ملحقة بمستشفيات منها تسعة بالخرطوم والأخرى في كل من مدني وبورتسودان والقضارف.

أما الكوادر المتخصصة فتبلغ 116 طبيب عيون في جميع ولايات البلاد جميعهم بالعاصمة عدا 22 طبيبا يتوزعون على الولايات الأخرى بينما يبلغ عدد مساعدي طب العيون في البلاد 576 نصفهم يعمل بالعاصمة والآخر في ولاية البلاد الأخرى، فيما تتوزع الكوادر في مجال البصريات فعددهم 835 منهم 568 في الخرطوم و267 تتوزعهم بقية الولايات.

ويبدو القصور في الخدمات أكثر وضوحا في مستشفى الخرطوم التعليمي للعيون الذي يقع عليه العبء الأكبر في استقبال الحالات باعتباره أكبر المستشفيات الحكومية المتخصصة الموجودة في البلاد حيث بلغ عدد المترددين على العيادات بالمستشفى طبقا لتقارير في هذا الخصوص -326.76 مريضا خلال العام 2003م بينما بلغت العيادات المحولة لذات العام 2734 وبلغت العمليات الجراحية الصغيرة والكبيرة خلال العام 2003 - 6683 عملية.

ويرى نائب منسق البرنامج القومي لمكافحة العمى الدكتور إسماعيل عبد الله أن أمراض العيون انتشرت في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة جدا وكذلك حالات العمى ويعود ذلك لعدة عوامل كانتشار التراكوما والكتراكت والجلوكوما “المياه السوداء” وهي السبب الأول لحدوث العمى في السودان. أما العوامل المساعدة فهي قلة الخدمات الطبية في جانب أمراض العيون من مستشفيات ومراكز صحية وأطباء عيون وأهم العوامل على الإطلاق هو الفقر لأن معظم الإصابات تكون في أواسط الفقراء وأقصى ما يقوم به المريض الفقير إذا ما ضايقه مرض في العين أن يقوم بالكشف فقط فإذا ما عرف أن حالته تستدعي إجراء عملية يقوم بصرف النظر عن هذا الأمر نظرا لظروفه المادية الصعبة، فأقل عملية في مستشفى العيون الحكومي والأرخص على مستوى مستشفيات العيون كعملية الموية السوداء تكلف 310 آلاف جنيه وعملية الشبكية تكلف 6.1 مليون جنيه.

معوقات العمل


ويمضي الدكتور عبد الله معددا المعوقات التي تحول دون تنفيذ خطط العمل مثل عدم وجود المعلومات الكافية والإحصائيات الكاملة على انتشار أمراض العيون ونوعها وأين تنتشر وحجم الانتشار، عدم وجود خطة قومية لمكافحة أمراض العيون والعمى في السودان، قصور الميزانيات والإيرادات المالية المقدمة سواء الإيرادات الذاتية أو المصدقة من وزارة المالية التي لا تفي احتياجات المستشفى ناهيك عن شراء الأجهزة والمعدات، تدني أجور العاملين مما ساهم بصورة كبيرة في ضعف الأداء وفقدان الكوادر المدربة، وضعف المبالغ المخصصة من صندوق التكافل لعلاج المحتاجين من المرضى.

ومن جانبه يرى اختصاصي العيون بمستشفى العيون في الخرطوم الدكتور هشام احمد الشيخ أن من أهم العوامل المساعدة لانتشار العمى في السودان هو عدم وجود الخدمات والرعاية الطبية في المناطق الطرفية البعيدة عن العاصمة وأغلب أمراض العيون تبدأ بحالات التهابية بسيطة منها التراكوما وما يعرف عندنا بالمياه البيضاء وهو من أكثر الأمراض انتشارا في السودان وتسببا للعمى، وهناك مرض الجلاكوما ويعتبر هو السبب الأول للعمى في دول العالم المتقدم، إضافة إلى التهاب العين القرنية والتهابات العيون التي تتطور في أغلب حالاتها وتسبب العمى إذا لم تجد العناية والاهتمام الطبي، ويؤكد الشيخ انه إذا أردنا أن نضع خطة لتدارك الأمر فلا بد من نشر أطباء العيون في كافة ولايات السودان فهذه الأمراض عادة تنتشر في المناطق البعيدة وكذلك توفير الأجهزة اللازمة لمعالجة هذه الأمراض في مراحلها الأولى، وأجهزة إجراء العمليات الصغيرة حتى نستطيع أن نوقي مواطنينا من نشر العمى.

عمى الأنهار


وتعتبر الإصابة بعمى الأنهار من أكثر أمراض العيون انتشارا وفي هذا الجانب يقول مدير إدارة مكافحة الأمراض المعدية وعمى الأنهار بوزارة الصحة الدكتور عبد الله الصديق العباس المرض تسببه ذبابة تعيش في المياه المشبعة بالأكسجين وتعيش في المياه العذبة سريعة الجريان وتسمى بالذبابة السوداء ويشكل دم الإنسان مادة غذائية دسمة لها.

ويكشف ان عملية الإصابة تتم بالانتقال عبر دم الإنسان فتصيب جلد الإنسان وتصيب العين وتسبب التهابات في كل من القزحية والقرنية والمشيمة ومن ثم تقود للإصابة بالعمى يكافح مرض عمى الأنهار بمبيدات معينة وفي طور معين هو طور اليرقة ويعتبر من أصعب الأشياء مكافحة الدودة في طورها التام أو ما يعرف “بالدودة الكاملة” وتتم مكافحة الدودة والذبابة بأدوية لابد من أن تتوفر فيها السلامة.

وأوضح انه تتم معالجة المرض في هذه الأيام عن طريق عقار حديث يسمى “ميكتران” وهو عبارة عن حبوب تستخدم على حسب حجم الشخص ويستمر هذا العلاج مع الشخص المصاب لمدة عشرة أعوام حتى يقضي على المرض تماما.



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
SudaneseOnline.Com All rights reserved