يحتاج الاتحاد الافريقي الي أموال عاجلة من أجل ضمان سير العمليات في اقليم دارفور الممزق بسبب الحرب ، وقد فشل الاتحاد في دفع مرتبات القوات المنتشرة في هذا الاقليم ، وقد صرح أحد مصادر الاتحاد في يوم الخميس بالأتي : (( في خلال الثلاثة شهور المقبلة لن يعد في وسعنا دفع رواتب هذه القوات المنتشرة علي الارض ، والكل يعلم أن دور هذه القوات مهم ويجب أن يدعمنا المجتمع الدولي بأسرع فرصة ممكنة لأن الاموال تنفذ منا بسرعة ))
وقوات الاتحاد الافريقي ( من 53 بلدا ) المقدرة بخمسة ألاف جندي والذين تم نشرهم مؤخرا في دارفور تشكو الان من عدم التزام المجتمع الدولي بتوفير دعم مالي يصل الي 252 مليون دولار وهي تكلفة هذه القوات للسنة الواحدة ، وقد وفر المجتمع الدولي في السابق الطائرات والنقل والسكن وبعض الادوات العسكرية لهذه القوات ، أما النقد المخصص من أجل مقابلة احتياجات هذه القوات كان ضئيلا ، وقد فضل هذا المصدر عدم الافصاح عن اسمه .

وقد تعهد المجتمع الدولي بتوفير مبلغ 79 مليون دولار مخلفا وراؤه عجزا يصل الي 173 مليون دولار وقد قال نفس المصدر : ( لا يمكن أن يطالبنا المجتمع الدولي والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلف الناتو بزيادة قواتنا في دار فور من غير توفر الاموال اللازمة لذلك ))

وقد ثمن الخبراء مهمة هذه القوات في بسط الهدوء في بعض المناطق المضطربة في هذا الاقليم حيث ساعدت في وصول الامدادات الانسانية الي السكان الذين تضرروا من جراء هذه الحرب ، وقال السيد جان برونك ممثل الامين العام للأمم المتحدة في السودان خلال جلسة لمجلس الامن عقدت في شهر يوليو الماضي : (( ان قوات الاتحاد الافريقي ساعدت في خلق نوع من الاستقرار وقد أدت عمله بشكل يثير الاعجاب بما فيه من مهارة زائدة وتفاني ))

ويصل عدد هذه القوات علي الارض الي خمسة الاف جندي ومن المتوقع زيادة هذا العدد الي سبعة ألاف وخمسمائة عند نهاية شهر سبتمبر المقبل ، وقد صرح قائد هذه القوات السفير/بابا قانا كنجائب لمراسل رويتر ( أرن ) ان هذه الزيادة سوف تكتمل وفقا للجدول المعد لذلك حيث قال (( نتمني بنهاية شهر سبتمبر ان نتمكن من تغطية مناطق التوتر وبذلك سوف يتوفر مدي معين من الهدوء في دارفور ))

وفي يوم الثلاثاء قام عضو مجلس الكونعرس الامريكي السيد/كرايس سميث بزيارة اقيم دارفور في رحلة أستغرقت ثلاثة ايام ، وعند لقائه بمندوبي الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أببا صرح بالاتي : (( هناك نقص يحتاج الي المعالجة ، وعرفنا أن هناك عجزا قدره 173 مليون دولا ر أمريكي وهذا المبلغ يجعل برنامج الانتشار قائما لمدة ثلاثة اشهر حيث حيث تزداد الحاجة لهذا المبلغ في الحقل الطبي وذلك بالاضافة الي دفع مرتبات هولاء الجنود ، برفع الراية الان يمكننا ضمان مساهمة الدول المانحة لتأخذ دورها في هذا الجانب ))

وفي شهر يوليو دعت دعت الهيئة الدولية لللاجئين (RI) الي دعم قوات الاتحاد الافريقي ومدها بالمعدات اللازمة والتدريب المطلوب من أجل وقف العنف الموجه ضد المرأة في دارفور ، ووفقا لشهادات هذه الهيئة أن هذا النوع من العنف يتضاءل مع كل وجود متزايد لقوات الاتحاد الافريقي علي الرغم أن عدد هذه القوات غير كافئ ولا تملك صلاحيات قوية تمكنها من حماية النساء في دارفور .

وقد قدرت المجموعة الدولية للأزمات في تقريرها الاخير أن العدد المطلوب لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور يصل بين 12000 الي 16000 جندي وذلك من أجل حفظ الامن بالصورة المطلوبة ، وقد نوهت هيئة (ٌRI) الي منح هذه القوات صلاحيات وتفويضا صارما من أجل حماية نساء دارفور من خطر الهجمات والاغتصاب .

وقد بدأت أزمة دارفور في فبراير عام 2003 حيث تحالفت القوات الحكومية مع المليشيات المؤيدة لها من أجل محاربة المتمردين الذين ينادون بانهاء التهيش والتفرقة العنصرية المفروضة علي سكان هذاالاقليم من قبل الدولة، وتقدر الامم المتحدة أن ثلث سكان أقليم دارفور ( 2.50 مليون ) بما فيهم 1.90 نزحوا الي الداخل ( IDP) قد تأثروا سلبا بهذا النزاع .

ترجمة

سارة عيسي