أعلن المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في نيوسايت (جنوب) أمس أن جثمان الزعيم جون قرنق سيوارى الثرى يوم السبت المقبل، السادس من الشهر الحالي في مدينة جوبا التي كان قد اختارها لتكون عاصمة الجنوب، وقال: “ندعو أصدقاءنا في المنطقة والعالم إلى الانضمام إلينا”، وأضاف أن “جثمان قرنق سينقل بعد غد إلى عدة مدن في الجنوب، مثل رومبيك وبور التي شهدت انطلاق كفاحنا المسلح في 1983 وإلى ياي على الأرجح”، حيث كان المقر العام للجيش الشعبي لتحرير السودان فترة طويلة.

وكان قرنق قد أعلن أن جوبا ستصبح عاصمة جنوب السودان في إطار الحكم الذاتي، وإن رومبيك ستكون عاصمة مؤقتة خلال فترة الحكم الذاتي المقررة لستة أعوام، بموجب اتفاق السلام الذي وقع مع الحكومة السودانية في نيروبي في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقد زار وفد من الحكومة السودانية أمس المقر العام للحركة الشعبية لتحرير السودان في نيوسايت، وغادرها بعد تقديمه التعازي بوفاة زعيم الحركة جون قرنق، وصرح رئيس الوفد الوزير السوداني للعلاقات الاتحادية نافع علي نافع عقب لقاء مع سلفا كيير الذي عين أول أمس رئيسا جديدا للحركة الشعبية بأنه “لا شيء أهم من التوصل إلى السلام، فهذا هو السبيل الوحيد لتكريم الدكتور قرنق”.

وأضاف نافع الذي يتولى أيضا منصب الأمين العام للمؤتمر الوطني، حزب الرئيس السوداني عمر البشير: “نحن هنا لنقول إننا مستعدون للعمل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ومع قائدها الجديد”، وأضاف “نحن مصممون على العمل كشركاء مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ومع الرئيس الجديد لها”. وقال نافع: “إن فقدان قرنق خسارة ليس فقط لسكان جنوب السودان، إنها خسارة كبيرة لجميع السودانيين، لأنه أمضى حياته في العمل لمصلحة سلام كنا نحلم به جميعا”.

وقام الوفد الحكومي بتقديم تعازيه إلى ريبيكا أرملة قرنق التي انهارت أرضا، وهي تجهش بالبكاء لدى ترجلها من سيارة رباعية الدفع.. فساعدها شخصان على النهوض ثم الجلوس على فراش في ظل شجرة.

وفي منزل صغير من غرفة واحدة مشيد من الحجارة وسقفه من الصفيح في نيوسايت يرقد جثمان جون قرنق، وقد وضع النعش المغطى بعلم جنوب السودان على سرير، حيث أشعل عند أسفله البخور.