أكد الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول سيلفا كير لوفد الكونجرس الأمريكي الذي بدأ زيارته للخرطوم أمس (الخميس) انتهاء الحرب في الجنوب، وناشدا الدول المانحة الوفاء بالتزاماتها للمساعدة في ترسيخ السلام. وأعرب وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل عن أمل بلاده في انتهاء عدائية الكونجرس الأمريكي تجاه بلاده، في وقت أعلنت أوغندا تأجيل قمة إيقاد الطارئة بشأن السودان والتي كان مقررا عقدها غدا (السبت) إلى أجل غير مسمى.

وبدأ وفد من الكونجرس الامريكي مناقشاته مع المسؤولين السودانيين في الخرطوم أمس بلقاء الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سيلفا كير والمسؤولين في وزارة الخارجية، قبل أن يجتمع مع زعماء يمثلون الدين الإسلامي والمسيحي واللجنة الوطنية لاعادة الاطفال المختطفين، ويقوم الوفد الذي يترأسه كريستوفر سميث رئيس اللجنة الفرعية لافريقيا ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس بزيارة الى ولايات دارفور التي تشهد نزاعا مسلحا منذ عامين وربما بعض المواقع في جنوب البلاد، واعتبر الرئيس عمر البشير زيارة الوفد “فرصة طيبة” للوقوف على الحقائق على الأرض بدلا من تلقيها من جهات لا معرفة لها ببلاده، وأكد نائبه سيلفا كير أن بلاده قطعت خطوات مهمة في طريق السلام وتنتظر إيفاء المانحين بدعم جهودها لمرحلة ما بعد الحرب.

وقال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين إن وفد الكونجرس الأمريكي الذي التقى كلاً من البشير ونائبه الأول تعهد بأن يقوم بإعادة تقييمه لما يجري في السودان بناء على المعلومات التي يقف عليها بنفسه بعد أن يقوم بزيارة ولايات دارفور، ووصف إسماعيل الزيارة بالمهمة .

وكان البشير شدد في حديثه مع وفد الكونجرس على أن بلاده ترغب في إقامة علاقات متينة مع الولايات المتحدة وفي التعاون معها لمحاربة ما يعكر صفو السلام العالمي شريطة أن تقوم تلك العلاقات على الاحترام المتبادل والتعاون المتبادل ومبنية على قاعدة صحيحة من المعلومات وان توظف لمصلحة الشعبين، ونبههم الى أن ذلك لا يكون حقيقيا ما لم تقم الولايات المتحدة بتصحيح بعض الإجراءات من بينها إعادة النظر في مقاطعتها الاقتصادية للسودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية ل “الإرهاب”.

من جهته أكد سيلفا كير النائب الأول للرئيس وحاكم الجنوب خلال لقائه الوفد الأمريكي أن بلاده خطت خطوات مهمة في طريق السلام وتنتظر المعاونة من أصدقائها ومن محبي السلام في العالم، وكشف ان الحكومة الجديدة التي تدير شؤون البلاد خلال المرحلة المقبلة ستعلن في غضون أسبوع، ودعا عبرهم الحكومة الأمريكية للإيفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها إبان مؤتمر أوسلو للمانحين بدعم جهود مرحلة ما بعد الحرب واعادة بناء ما تم تدميره خلالها.