اخبار سودانية

سلفا كير ينفي نزوعه إلى الانفصال ويؤكد وحدويته

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/11/2005 10:04 م

فور أدائه القسم وتسلمه منصبه الجديد
سلفا كير ينفي نزوعه إلى الانفصال ويؤكد وحدويته


الخرطوم - فرح أمبدة:

تعهد الرئيس السوداني المشير عمر البشير ونائبه الجديد الفريق سلفا كير ميارديت الذي أدى اليمين الدستورية أمس نائباً أول للرئيس بالعمل على تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين في التاسع من يناير/كانون الثاني الماضي وجعل الوحدة هي الخيار المفضل لسكان البلاد وبإشاعة العدالة والمساواة بين السكان في الشمال والجنوب وإتاحة الفرصة لكل أبناء السودان لإدارة شؤون بلادهم فضلاً عن إيجاد حل تسوية عادلة للنزاع في دارفور وشرق السودان وتحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة، وتعهدا بكشف حقيقة ما جرى لطائرة قرنق فور الانتهاء من التحقيقات.

وحدد البشير وسلفا كير الذي أدى اليمين الدستورية نائباً للرئيس وحاكما للجنوب أمس رؤيتهما للمرحلة المقبلة بتحقيق متطلبات السلام التي وردت في اتفاقية السلام الشامل وقطع الطريق أمام العودة إلى الحرب مجدداً والمشاركة الجماعية في ادراة شؤون البلاد وتوفير البيئة الصالحة للتجانس بين السكان وجعل الوحدة بين شطري البلاد جاذبة، وأكدا بأن اتفاقية السلام التي تربط بينهما هي ملك لكل الشعب السوداني ولا يمكن أن تتعثر لفقد الدكتور جون قرنق “بعد أن عبر كل منهما عن حزنه العميق لرحيله المبكر”.

وقال سلفا كير الذي بدأ ممارسة مهامه منذ الأمس أن يوم تسلمه لمهامه كنائب للرئيس وكحاكم للإقليم الجنوبي يعد من الأيام الأكثر حزناً بالنسبة له لأنه يعيد إلى ذاكرته فقده لصديقه وقائده قرنق الذي أدى القسم لممارسة نفس المهام قبل اقل من شهر، وأضاف ميارديت وسط صمت من حضروا مراسم تسلمه لمنصبه: “إن مشاعر الحزن التي كست الملايين من محبي قرنق في داخل البلاد وخارجها تؤكد بأنه لم يمت”، وشبه تأثر رفقاء قرنق برحيله بتأثر شعب الهند برحيل زعيمها الشهير المهاتما غاندي.

وأضاف كير في خطاب تنصيبه، حالنا بعد رحيل قرنق هي حال الشعب الهندي التي وصفتها كلمات رئيس وزرائها جواهر لال نهرو عندما قال عن غاندي: “لقد رحل عنا المجد وغابت الشمس التي أدفأت حياتنا وأصبحنا نرتجف برداً في الظلام ولكن مع ذلك تأثرنا بالمجد”، مشيراً إلى أن هذا الوصف ينطبق على حال السودان اليوم.

وأضاف كير: “الطريق الوحيد الذي يمكننا من تخليد ذكرى قرنق هو التمسك بالمبادئ التي أسسها وظلت الحركة الشعبية تقاتل من اجلها سنوات”، وقال متعهداً: “الآن وبعد أن أديت القسم كنائب للرئيس وحاكم للجنوب أؤكد أن الحركة ملتزمة بمبادئها وهذه مبادئ ليست فقط مجرد فقرات في اتفاقية السلام الشامل التي هدفت إلى حل إشكالية الحرب والسلام ولكنها أيضاً هي معايير هدفها حماية اتفاقية السلام والبلاد من الانقسام”.

ودعا كير جميع السودانيين أن ينخرطوا بجدية في عملية “استشفاء وطني” خاصة بعد ما حدث في الخرطوم عقب الإعلان عن وفاة قرنق ووصفها بأنها “مشاعر فالتة من البعض، وبعضها كان حقيقياً رعته جهة ما بهدف تحريض مجموعة من الشعب على مجموعة أخرى”.كما جدد الحديث عن رؤيته لمجابهة تلك الأحداث حتى لا تتكرر بقوله: “إن التماسك الاجتماعي يبدأ بتحمل الآخر والاعتراف به واحتمال كل وجهات النظر والتسامح بين كافة المعتقدات”، وأضاف: “إن ذلك من مسؤولية كل السودانيين وخصوصاً القادة السياسيين إذا كانوا حقيقة يريدون أن تظل بلدنا موحدة ومتحدة”.

وأشار في الخصوص إلى أن الطرفين الموقعين على اتفاقية السلام الشامل لهما دور في مجابهة ما حدث وقال متعهداً “بوصفي أحد الموقعين على الاتفاق فإنني قادر ومستعد ولدي الرغبة في القيام بدوري وأن أضع كافة مؤسسات الحركة الشعبية في السير باتجاه خط متطلبات اتفاقية السلام الشامل”، مشيراً إلى ثقته في أن الطرف الآخر المؤتمر الوطني سيكون له نفس الشيء.

ونبه كير إلى أن السلام الشامل يتطلب التوصل إلى تسوية عاجلة وعادلة للصراع في دارفور وفي شرق السودان وقال: “لتلك الغاية أبذل كل طاقات الحركة الشعبية وطاقاتي”.

وأكد خليفة قرنق ان التحول السياسي الذي قررت الحركة الشعبية الذهاب في طريقه: “يتعدى ويتجاوز كثيراً المشاركة في حكومته أو الحديث عن حجم المشاركة أو ماهيتها”، وشدد على انه ملتزم شخصياً وكرئيس للحركة الشعبية ب”تأكيد فتح المجال السياسي لكل الأحزاب والمجموعات وفقا للمعايير المحددة في الدستور الانتقالي”.

وفيما يتعلق بالأحداث التي جرت في الخرطوم مؤخراً ووصلت حصيلتها إلى مئات القتلى والجرحى، قال سلفا كير انه شعر بالحزن العميق لحدوث ذلك مثلما شعر عندما اطلع على الآراء التي تناولت بالتخمين ملابسات حادث الطائرة، ووجه حديثه للسكان في الجنوب والشمال قائلاً: “علينا أن لا نسترسل في التخمينات حتى لا نحرق بلادنا”، ودعاهم إلى التحلي بالصبر انتظاراً لما ستسفر عنه التحقيقات حول الحادث.

وفي اتجاه مغاير اعتبر كير الحديث عن نزعته الداعمة لانفصال الجنوب عن الشمال “تخمينات رسمها رسل المحاسبة دون معرفة به”، وأكد اتباعه للطريق الذي سلكه سلفه قرنق وهو طريق الوحدة وتمسكه بمبادئ الحركة الشعبية التي تنادي بذلك وتعمل من اجله وقال بوضوح “ ليس في نيتي التخلي عن هذا الطريق أو أن أعيد تعريف أهداف الحركة من جديد”.

وقال كير: إن قضية الوحدة بين شمال وجنوب البلاد ستظل العنصر الأهم في الأجندة السياسية لحركته قائلاً: “ان قضيتي الوحدة والحرب والسلام ستكونان دون معنى إذا لم ترتبطا بالتنمية وإزالة الفقر والاستجابة لمتطلبات مرحلة ما بعد السلام”، في ذات الاتجاه ما اسماهم بشركاء التنمية في السودان “المجتمع الدولي” الإيفاء بالتزاماتهم التي قطعوها على أنفسهم في مؤتمر اوسلو في ابريل/نيسان الماضي كما دعا المستثمرين المحليين والأجانب إلى التقدم إلى بلاده لتحقيق تنمية حقيقية بهدف مصلحة الجميع.

ومن جانبه قال البشير: “هذا يوم تتجاذب فيه مشاعر الحزن بمشاعر الفرح”، في اشارة إلى موت نائبه السابق جون قرنق، وقال ان شعبه تجاوز بسرعة آثار رحيل قرنق باختيارها لسلفا كير دون خلاف كما كان يتوقع البعض، وأضاف: اختيار سلفا كير اشارة ساطعة للمضي قدماً في تطبيق اتفاق السلام الذي وقع في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وقال البشير: ان بلاده دخلت مرحلة جديدة باعتمادها دستوراً جديداً يحكم البلاد وتعهد بالمضي قدماً في طريق السلام بلا رجعة، وقال ان السلام أصبح واقعاً معاشاً وان طريقه سيؤدي إلى اختيار سكان الجنوب للوحدة، وأكد انه يرحب بسلفا كير خلفاً لقرنق وتعهد امامه بالعمل معه لإسدال ستار الماضي، والمضي في التعايش السليم وبناء الثقة وتقوية النسيج الاجتماعي ولمحاربة الفقر والنهوض بالمناطق المتخلفة.

وأكد الرئيس السوداني التزامه بتنفيذ اتفاق السلام وبتوزيع ثروات البلاد بعدالة بين سكان بلاده وإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في السلطة.

وقال: “ان المرحلة التي بدأها مع قرنق ستمضي في ذات الاتجاه مع سلفا كير، وقال انه يعمل معه لتأسيس التحول الديمقراطي وإشاعة الحريات وحقوق الانسان وتقوية مؤسسات الرقابة، والتزم ما امكن بحل مشكلة دارفور بأسرع وقت ممكن ونلتزم بمواصلة الجهود مع المعارضة في الشرق حتى يتم التوصل معهم ونلتزم بأن تكون التنمية المتوازنة المستدامة حقاً لكل سكان السودان. وقال انه يتطلع إلى الاحزاب لمعاونته في تجاوز المرحلة عبر ممارسة سياسية مسؤولة ووفق الحوار المفضي إلى التداول السلمي للسلطة، وأضاف: نتعهد امام الشعب بأن نفتح للنصح بابا وان لا نترك للصراع بؤرة لا في الشمال أو الجنوب”. ودعا المجتمع الدولي للوفاء بالتزامته تجاه السودان ودعم جهوده لمجابهة مرحلة ما بعد الحرب واعادة النازحين واللاجئين وأكد ان حكومته ستتعامل بحزم مع من أشاعوا الرعب في الخرطوم مؤخراً. وتعهد البشير بنشر ما تتوصل إليه لجان التحقيق في مقتل قرنق وحول الاحداث الاخيرة التي جرت في الخرطوم عقب إعلان وفاته.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
SudaneseOnline.Com All rights reserved