عدم توافر المياه والمواد الغذائية ووجود حقول الغام شاسعة

جوبا (السودان) ـ أ.ف.ب: أعلن ممثل للامم المتحدة امس في جوبا، عاصمة جنوب السودان التاريخية ان عملية اعادة السلام الى منطقة جنوب السودان، التي تعاني الفقر والتخلف وانعكاسات الحرب، تشكل «اكبر تحد» لوجستي واجهته مهمة حفظ سلام دولية حتى الآن.
ففضلا عن المشكلات السياسية الناتجة عن مقتل جون قرنق الزعيم الجنوبي السابق، الذي عين نائبا اول لرئيس البلاد بشكل مفاجئ في 30 يوليو (تموز)، قال القومندان كيم رايز الناطق باسم الفرع العسكري لبعثة الامم المتحدة في السودان، ان القوات الدولية التي ستنتشر في جنوب السودان، وعديدها عشرة آلاف جندي، ستواجه تعقيدات اخرى نتيجة الافتقار الى بنى تحتية اساسية وعدم توافر المياه والمواد الغذائية ووجود حقول الغام شاسعة.

واضاف «اعتقد ان هذه المهمة هي اكبر تحد واجهته الامم المتحدة حتى الان، على الصعيد اللوجستي». وافاد ان الامم المتحدة ستستخدم نحو ثمانين طائرة نقل لارسال العتاد والعديد الى المنطقة في اطار تكليفها مراقبة تطبيق اتفاق السلام الموقع في يناير (كانون الثاني) الماضي في نيروبي بين الخرطوم والمتمردين السابقين بزعامة قرنق.

وأكد «انه اكبر اسطول جوي» نشرته الامم المتحدة حتى الآن. وستنشر الامم المتحدة فرقا دولية في ست قطاعات مختلفة من جنوب السودان، وفق مسؤولين في البعثة. ويوازي جنوب السودان بمساحته مجموع مساحات كينيا واوغندا ورواندا وبوروندي معا وهو اكثر فقرا من جميع هذه الدول.

واتفاق السلام الموقع في يناير (كانون الثاني) في نيروبي وضع حدا لـ21 عاما من الحرب الاهلية، اسفرت عن مقتل 1.5 مليون شخص ونزوح اكثر من اربعة ملايين.

ويلحظ تشكيل حكومة وحدة وطنية لمدة ست سنوات، ينظم بعدها في الجنوب استفتاء حول حق تقرير المصير. وقال خبير مدني في الامم المتحدة في جوبا «الواقع انه لم يتم القيام بأي شيء في جنوب السودان من اجل المساهمة في العملية، باستثناء اتفاق السلام والارادة السياسية لتطبيقه لدى الاطراف التي وقعته».

واضاف «على الصعيد الميداني، كل ما في جنوب السودان لا يتفق مع هذا الاتفاق، فالبنية التحتية المادية غير موجودة او دمرت خلال النزاع». وأكد احد زملائه ان «الظروف المناخية والامن الغذائي وتوزيع المياه، كل ذلك هش للغاية ويطرح مشكلات جدية».