وشددت إجراءات الامن في الخرطوم بعد أسوأ أحداث شغب بالعاصمة منذ عقود في أعقاب ورود أنباء موت قرنق الاسبوع الماضي. وتوفي نحو 111 شخصا في أحداث العنف وأُصيب أكثر من 300 آخرين.
وفتش مئات من رجال الامن بالمطار هؤلاء الذين كانوا في انتظار وصول كير وسط اجراءات أمن غير مسبوقة. ونزل كير من طائرة تابعة للخطوط الجوية السودانية المملوكة للدولة وهو يحمل عصا خشبية ويعتمر قبعته الشهيرة.
ومن المتوقع ان يحلف كير اليمين في مراسم محدودة يوم الخميس بعكس الاحتفالات الصاخبة التي صاحبت اداء قرنق اليمين في التاسع من تموز/ يوليو
وقال كير لدى وصوله "رغم اننا فقدنا بطلنا الرجل الذي حقق السلام .. الدكتور قرنق .. إلا اننا سنواصل السير بنفس الرؤية وبنفس الهدف وسوف ننفذ اتفاق السلام الشامل الذي وقعه في يناير الماضي." وحث كير الشعب السوداني على التزام الهدوء وعدم اللجوء الى العنف الذي اجتاح العاصمة وكثيرا من مدن الجنوب الاسبوع الماضي.
وكان كير وهو اخر عضو مؤسس بالحركة الشعبية لتحرير السودان يقود الجناح العسكري للحركة منذ انشائها. ولن يكون الزعيم الجديد كقرنق في المامه بتفاصيل اتفاق السلام. ولكن بعض المحللين يقولون ان ذلك سيدفعه الى اشراك أعضاء اخرين بالحركة الشعبية في المحادثات الخاصة بتشكيل حكومة جديدة وهي خطوة ايجابية تختلف عن القبضة الحديدية لقرنق في صنع القرار.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة واقتسام الثروة والسلطة وإجراء استفتاء بالجنوب على الانفصال عن الشمال خلال ست سنوات.
وكان من المقرر الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في التاسع من أغسطس اب ولكن عبد العزيز الحلوة المسؤول بالحركة الشعبية قال ان المهلة الجديدة لتشكيل الحكومة الائتلافية ستكون خلال ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع من اداء كير اليمين.
ولم تكن هناك لافتات ترحيب بكير ولم تتجمع حشود للقائه في الخرطوم. وعندما وصل قرنق قبل شهر توقفت الحركة في المدينة مع احتشاد أكثر من مليون سوداني مبتهجين في الساحة الرئيسية بالعاصمة للترحيب به. وكانت الشوارع مزدانة باللافتات والصور التي ترحب بعودته للخرطوم.
وقتل قرنق في حادث تحطم طائرة قرب معقل للحركة الشعبية في الجنوب بعد ثلاثة أسابيع فقط من ادائه اليمين. واعتبر موت قرنق انتكاسة لتنفيذ اتفاق السلام رغم ان نائبه كير عين على وجه السرعة خلفا له.
وقال جون برندرجاست من مجموعة الأزمة الدولية في تقرير "مفتاح تنفيذ اتفاق السلام الذي تفاوض عليه جون قرنق هو تماسك الحركة الشعبية لتحرير السودان...اذا تفسخت الحركة فسوف يكون ذلك أيضا مصير الاتفاق."
وتشكلت لجنة مشتركة للتحقيق في سبب تحطم طائرة قرنق الذي أرجع مبدئيا الى سوء الأحوال الجوية.
وقال سامسون كواجي المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان ان اللجنة مستقلة وتضم الحركة الشعبية وحكومة السودان وأوغندا وكينيا فضلا عن الامم المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة.
وقال الرئيس عمر حسن البشير انه عين الجنوبي والنائب الاسبق للرئيس ابيل الير رئيسا للجنة. ولكن كواجي قال ان الحركة الشعبية تريد ان يجتمع كل أعضاء اللجنة ويختاروا رئيسها بأنفسهم