اخبار سودانية

في قيادة سلفاكير هل تصمد تحالفات القوى الشمالية مع الحركة الشعبية ؟

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/10/2005 6:19 ص

في قيادة سلفاكير
هل تصمد تحالفات القوى الشمالية مع الحركة الشعبية ؟
تقرير: مزدلفة محمد عثمان
تبدو سانحة تحقيق الحل السياسي الشامل في السودان بعد مصرع جون قرنق زعيم الحركة والنائب الأول لرئيس الجمهورية محفوفة بسلسلة مصاعب بلا نهاية في ظل ما يشاع عن قلة الخبرة السياسية لخليفته سلفاكير ميارديت الذي تركزت مجهوداته طوال الأعوام الماضية على النشاط العسكري ولم يعرف عنه -على الأقل إعلامياً -المشاركة في تحالفات الحركة مع القوى والأحزاب الشمالية في التجمع المعارض أو خارجه، ويذهب الكثيرون إلى تأكيد ان إحدى نقاط الخلاف الجوهرية بينه وقرنق كانت تتبدى في حرص الأخير على مد وشائج القربى للقوى الشمالية ومحاولة استمالتها لصفه وتوسيع رقعة ما يعرف بالسودان الجديد الممتد وفقاً لشعارات الحركة التي رفعتها مؤخراً من حلفا حتى نمولي. ويؤكد مقربون من الحركة ان سلفاكير كثيراً ما حاول دفع قرنق لحصر اهتمامه با لجنوب ومستقبله دون التعويل على الشمال الذي أخذ حظه الكافي من النماء والإزدهار مقارنة با لجنوب ولأن الصورة نفسها ارتسمت في أذهان الغالبية العظمى ذهبت التفسيرات لمقتل قرنق إلى الاعتقاد الصارم بأن يوغندا دبرت لاغتياله بعدما اظهر ميلا قويا إلى الوحدة وفوت عليها فرصة توسيع رقعتها الجغرافية بضم جنوب السودان والاستفادة من ثرواته النفطية . ويقول محللون سياسيون إن سلفاكير بميوله الانفصالية أفضل من ينفذ تلك الخطة.
ولكن ثمة من يرى ان القائد الجديد للحركة وان صحت ميوله الرافضة للوحدة مع الشمال وجد نفسه في اختبار غاية في الصعوبة حيث جعله القدر خليفة لرجل واضح الخطى بما يحتم عليه السير في ذات الدرب دون ميلان على الأقل التزاماً بالمؤسسية والمنهج واتساقاً مع متطلبات المرحلة الجديدة، وأدرك كير ذلك وبادر في خطوة فاجأت كل فصائل المعارضة الشمالية حينما اختار الاتصال بمحمد عثمان الميرغني كأول زعيم سياسي شمالي ليؤكد ان المنهج والتنسيق لن يتبدل في غياب قرنق.
ويقول الشفيع خضر عضو هيئة التجمع والقيادي الناشط في الحزب الشيوعي إن ما يثار حول توجهات سلفاكير وعدم احتكاكه بالقوى الشمالية «غير دقيق» ويؤكد تمتع الرجل ببعد نظر ورؤية ثاقبة للقضايا إلى جانب كونه شخصية سياسية أسهمت بقدر واضح في وضع برامج الحركة المطروحة الآن على الساحة وكان على درجة من التفاهم مع قرنق وبقية قيادات الحركة إضافة إلى أنه مقاتل كما يقول خضر ومن واقع التجربة فإن المقاتلين أصحاب المبادئ دوماً يمتلكون رؤية يعبرون عنها وسلفا من هذا النوع ويمضي ليؤكد ان الحركة تمتلك هيكلاً تنظيمياً يفترض معه وجود درجة من المؤسسية التي تظل موجودة مهما تعاظم دور شخص بعينه ويزيد بأن فقدان قرنق القائد وصاحب الدور المقدر يجعل من تلك المؤسسية والهرم التنظيمي الآلية المثلى لسد ذاك الفراغ
ويظهر القيادي في المؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام تفاؤلاً بعدم تأثير غياب قرنق على تحالفات الأحزاب الشمالية مع الحركة ويقول بإنها ربما تمضي إلى الأفضل من واقع اطلاع سلفاكير على العمل السياسي بحكم منصبه كرجل ثاني في الحركة ويركز المحبوب في حديثه لـ«الصحافة» على ان الرجل تجاوب بالقدر الكافي مع مذكرة التفاهم التي وقعت بين المؤتمر الشعبي والحركة في لندن عام2001م، وأضاف بأن الاتفاق عُرض حينها على مؤتمر للحركة واجيز في وجود سلفاكير الذي أظهر موقفاً ايجابياً.
أما القيادي في الحزب الاتحادي والناشط في تجمع المعارضة التوم هجو فيعتقد جازماً بخطأ المفاهيم المثارة حول رئيس الحركة الجديد ويؤكد بأنه أسس للعلاقة التاريخية التي جمعت الميرغني وقرنق في اتفاقهما الشهير نوفمبر 1988م إلى جانب وجوده الفعلي كعضو بمؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية 1995م وأسهم كما يقول هجو في إقرار بنوده إضافة إلى ان الرجل ما كان منزوياً عن القوى الشمالية وحضر اجتماعات لهيئة القيادة وهو على صلة مباشرة بقيادات المعارضة ويتابع ويشارك في الملفات والعلائق الحزبية خاصة بين الحركة والاتحادي الديمقراطي. وقطع هجو بأن تولي كير الدفة لا يثير قلقاً أو مخاوف باحتمالات انقطاع الوشائج القديمة التي نسجها سلفه مع قوى المعارضة الشمالية، ويزيد بالقول ان الزعيم الجديد كان ممسكاً في السابق بملفات أخرى ولكن مقعده على رئاسة الحركة يعني انتقال كل الملفات إليه ومن بينها كما يقول التوم هجو الحل السياسي الشامل.
وبرغم الصورة الإيجابية التي يرسمها القادة السياسيون لسلفاكير إلا ان مراقباً سياسياً يعتبر ذلك ضرباً من التفاؤل المفرط، ولا يؤيد ما يقال عن مشاركته في قرارات واجتماعات التجمع ويقطع بأن سلفاكير حضر لقاءاً واحداً في أسمرا وخرج منه غاضباً بعد خلافات نشبت مع بعض القيادات حول الصياغة، ونقل عنه القول «إنهم مختلفون في الصياغة فهل يمكن الاتفاق معهم على قضايا مصيرية،؟؟ ويذهب المراقب إلى الأبعد بالقول إن ما بناه قرنق مع قوى الشمال خلال 16 عاماً معرض للانهيار مالم تخطُ القيادة الجديدة للحركة خطوات اوسع من التي مشاها قرنق ويوضح أكثر قائلاً( عليها ان تكسب ثقة الأحزاب الحليفة وتشركها في الحكومة الانتقالية.)
وبالمقابل فإن الشفيع خضر يتمسك بعدم التقليل من علاقات سلفاكير بالتجمع وفصائله ويؤكد لـ«الصحافة» ان لقاءات لا تحصى جمعته بالرجل خلال الأعوام الستة عشر الماضية وكانت في مجملها تشاورية وتفاكرية وأحياناً اجتماعية، ويقطع بعدم واقعيه حضوره اجتماعا واحدا لقياده التجمع بل اكثر وآخر مرة يقول خضر التقيته أيام محادثات السلام، في نيروبي وتحدث وقتها عن ضرورة تجاوز الحل الجزئي للازمة السودانية بأن تظل قوى التجمع موحدة ومتماسكه مع تركيزه على ضرورة قفز اتفاق نيفاشا فوق سابقيه في أديس أبابا والخرطوم للسلام باعتبارهما ركزا على قضايا السلطة واهملا بقية المشكلات، ويبدي الشفيع خضر ثقته في ان مستقبل التحالفات الشمالية مع الحركة لن يواجه عقبات برغم قوله ان مغادرة قرنق تخلق لا محالة جملة من الصعوبات لدوره البارز في القيادة ولكن بالمقابل فإن أي قائد يقول خضر لا يمكنه العمل منفرداً مهما ملك من مقدرات سحرية ولا بد من وجود أطراف اخرى مؤهلة ويعد سيلفاكير احد تلك الاذرع المساعدة وهو قائد عسكري من الطراز الاول ونجح في تحقيق مكاسب معروفة مما جعله قادرا كغيره من القيادات علي ادارة شئون الحركة وسياساتها.
ويمضي القيادي الشيوعي ليقول بإن كل الظروف تؤشر لحتميه تحول الحل السياسي الى شامل مع اهمية خلق كل القوى الشمالية واقعا جديدا يدفع باتجاه خلق اجماع وطني تماشيا مع الخط الذي كان يتبناه قرنق حتى لحظة رحيله.
ويمضي المحبوب عبد السلام في ذات الاتجاه بالتشديد على ضرورة تعويل القوى الشمالية على مؤسسات الحركة وارثها الذي وضعته الشخصيات القيادية وعلى رأسها قرنق والمتميز بفكرة السودان الواحد بما يستوجب على سيلفاكير الانتباه والوعي لان الحركة مؤسسة على الوحدة واذا طبقت الاتفاقية ـ الحديث للمحبوب ـ فالعلاقة بين الحركة والاحزاب الشمالية تدعم بقوة ذات الاتجاه سيما وان الايام تتناقص وتؤشر لقرب موعد الاستفتاء. ويضيف بالقول إن القيادات التي خبرتها الاحزاب الشماليةو على رأسها نيال دينق وياسر عرمان ودينق ألور مستوعبة لحد بعيد تلك الاطروحات. اما القول بإنها تحت امرة سيلفاكير الانفصالي فهذا غير صحيح بجزم المحبوب مستندا على ان نزعة الانفصال عند زعيم الحركة الجديد لم تختبر بعد ويضيف بأن امام الرجل فرصة كبيرة لتقديم قيادة جماعية تسد الفراغ الذي خلفته شخصية قرنق الذي كان يتمتع بصفات القيادة والكارزمية والنضالية الى جانب الفكر السياسي الثاقب، ويقطع عبد السلام بأن القيادة الجماعية تلك تصب لا محالة لصالح الوحدة.
ويتضح ان ذات القناعة التي تحدث عنها المحبوب عبد السلام في جملته الاخيرة ترسخت لدى قيادات الحركة التي كانت تميل الى الانفصال وفي مقدمتهم باقان اموم الذي قاطع التجمع في الآونة الاخيرة واعلن لمقربين منه عزمه حصر نشاطه في حكومة الجنوب فقط، ولكنه بدل على ما يبدو تلك القناعات واكد ان التطورات الاخيرة قد تجعله يعيد النظر في موقفه السابق والعمل لاجل الوحدة.
ويدافع المسؤول في التجمع التوم هجو عن الامين العام للكيان باقان اموم ويقول بإن الرجل لم يبتعد عن الكيان المعارض لكنه انشغل عنه لفترة ولم يتغيب بسبب موقف سياسي بقدر ما كان مهوما بترتيب اولوياته ومهامه التي قاربت على النهاية بتشكيل الحكومة الانتقالية ليعود ويتفرغ لمسؤولياته في التجمع.
ويعتقد هجو ان المؤتمر الوطني يقع عليه العبء الاكبر لسد الفراغ الذي خلفه مصرع قرنق ويشدد على ضرورة اسهامه الفاعل في تأمين حكم راشد مع الاهتمام بحاجيات المواطن البسيط وتقديم تنازلات غير مشروطة لمصلحة الحل الشامل. ويبدي تأسفا وحسرة واضحين على مصرع قرنق قبل ان يرى نتائج خططه التي كان يعتزم تنفيذها مع الاحزاب الاخرى قائلا بإن غيابه يضع مسؤولية جسيمة على عاتق القوى السياسية التي ينبغي عليها السير على نفس خطاه.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
SudaneseOnline.Com All rights reserved