الخرطوم: اسماعيل آدم لندن:
اعتبرت القوى السياسية في السودان مقتل الدكتور جون قرنق النائب الاول للرئيس السوداني في حادث تحطم الطائرة خسارة كبيرة لكل السودانيين فيما اشارت قوى اخرى الى وجود شبه جنائية دون توجيه اتهام لأحد مطالبةً بتحقيق دولي. وقال الحزب الشيوعي السوداني في بيان وزعه امس ان قرنق فقد لا يعوض حيث كان الفقيد طرازا نادرا من القيادة السياسية والعسكرية، وطالب الحزب بلجنة تحقيق دولية في حادث تحطم الطائرة ، واقترح ان يتولى مجلس الامن الدولي تشكيلها وتحديد صلاحياتها.
ونعى حزب الامة بزعامة الصادق المهدي قرنق، وقال في بيان امس انه كان قائدا وطنيا وعلما بارزا من اعلام الامة السودانية، واضاف ان الفقيد كان وحدويا اسهم مع بقية القوى السياسية في وضع اللبنات للسلام في السودان، ودعا الجميع الى التحلي بضبط النفس.

ونعى المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني (الحاكم) قرنق، وعدّد مآثر الفقيد، مؤكداً حرص المؤتمر الوطني على استمرار الشراكة مع الحركة الشعبية. وقال بيان صادر عن الحزب ان «المكتب القيادي إذ ينعى الفقيد إنما يؤكد وقوفه وجماهير المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية ومواساتها في مصابها الأليم، وبفقده فقدت البلاد بأسرها أحد أبنائها الذين ساهموا في تحقيق السلام وترسيخه من منطلق الإيمان به، وكان شجاعاً عند اختياره المضي في درب السلام صادقاً ووفياً لتعهداته عاملاً على انفاذ الاتفاقية بكل مثابرة وإصرار. إن المؤتمر الوطني إذ ينعى الفقيد إنما يؤكد للشعب السوداني حرصه التام على استمرار الشراكة مع الحركة الشعبية وإتمام إنفاذ اتفاقية السلام الموقعة بين طرفينا». وقال الشريف زين العابدين الهندي ان قرنق صبر وثابر الى ان تحقق السلام، قبل ان يعده من الدعامات الوطنية طيلة قيادته للحركة الشعبية، وقال «وكان جسرا لتواصل السودان مع جيرانه واشقائه». وقال القيادى الجنوبي ابيل الير ان مقتل قرنق حادث طبيعي بسبب سقوط الطائرة وتحطمها نتيجة لسوء الاحوال الجوية، وذكر ان الطائرة وصلت حتى سماء مدينة نيوسايت في جنوب السودان ولكنها لم تستطع الهبوط فعادت وفي الطريق اصطدمت بالجبال، ودعا الى ضبط النفس وفهم الحادث في سياقه الطبيعي.

من جهتها نعت حركة العدل والمساواة في دارفور وفاة قرنق، وطالبت بتحقيق دولي. وقال احمد حسين ادم احد ابرز قياديي الحركة لـ«الشرق الاوسط» انه يطالب الجنوبيين التمسك بقوة بما حققوه في اتفاقية السلام وعدم التفريض فيها، لكنه لام الحكومة السودانية وحملها جزءا من مسؤلية قرنق «لانها لم توفر الحماية الكافية له كنائب للرئيس، رغم الظروف». واضاف «مفروض ان تتم مراعاة الظروف التي يسافر فيها». وطالب ادم الجنوبيين بالحذر ممن اسماهم بـ«المندسين، الذين يتصيدون في المياه العكرة». كما دعا باسم حركته الى اجتماع لكل القوى السياسية لاجتماع لاتخاذ خطوات لمستقبل السودان. واكد التزام حركته بالمفاوضات وبموعدها في 24 من الشهر الجاري.

من جهته قال عبد الواحد محمد احمد نور زعيم حركة جيش تحرير السودان ان وفاة قرنق نتيجة تحطم مروحيته «لم تنجم عن حادث».

وقال ان «وفاة جون قرنق خسارة كبيرة لقوى السودان الجديد ولكل الشعب السوداني». واضاف «الا انني اعتقد انها اتت نتيجة مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوداني وانا شخصيا لا اعتقد بحصول حادث».

ولم يتهم نور نظام الرئيس عمر حسن البشير بالوقوف وراء وفاة قرنق إلا ان العديد من المعارضين في حوادث سابقة مماثلة كانوا يسارعون الى توجيه اصابع الاتهام الى النظام السوداني.