اكثر من 36 قتيلا و200 جريح بعد الاعلان رسميا عن وفاة الزعيم الجنوبي جون قرنق
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/1/2005 5:57 م
اعلن محافظ العاصمة ومساعد وزير الداخلية ان المصادمات التي اندلعت امس الاثنين في الخرطوم بعد الاعلان رسميا عن وفاة الزعيم الجنوبي جون قرنق اوقعت اكثر من 36 قتيلا و200 جريح. وقال هارون ان "36شخصا قتلوا
في المصادمات التي وقعت وان عشرات الاشخاص قد جرحوا". واكد ان الخسائر المادية "جسيمة مع احتراق عشرات السيارات" معلنا ان لجنة امنية رسمية "اتخذت سلسة اجراءات مثل فرض حظر التجول من الساعة 00،18 الى 00،6 صباحا وحظر التجمات من اجل الحفاظ على النظام العام". وكانت حصيلة سابقة لمصادر طبية تحدثت عن مقتل اربعة اشخاص على الاقل وجرح اكثر من مئة في المصادمات التي وقعت في الخرطوم. كما بث التلفزيون ايضا بيانا للجيش الشعبي لتحرير السودان اكد فيه ان جون قرنق كان ضحية "حادث خلافا للشائعات التي راجت وتحدثت عن اسباب اخرى لمقتله" وحث انصار الجيش الشعبي لتحرير السودان على ضبط النفس. ومن ناحيته، توجه السلطان دينغ ماشام وهو احد كبار وجهاء اتنية دنكا، الى الجنوبيين عبر التلفزيون وتحدث باللغة العربية ولغة الدنكا لاقناعهم بعدم الاخذ بالشائعات والتعاطي مع بيان الجيش الشعبي لتحرير السودان بجدية. وقال "لا تصدقوا اولئك الذين يقولون لكم ان جون قرنق قتل من قبل الموندوكورو (الشماليين)" مؤكدا ان "قرنق قضى في حادث". ودعا ايضا الجنوبيين الى الاعتدال.اعلن الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني اليوم الاثنين انشاء لجنة تحقيق خاصة في حادث المروحية الرئاسية الاوغندية الذي اودى السبت بحياة نائب الرئيس السوداني جون قرنق و13 شخصا آخرين. وقال موسيفيني في بيان تلاه نائب الرئيس جيلبير بوكينيا امام البرلمان "قررت انشاء لجنة مؤلفة من ثلاثة خبراء للتحقيق في الحادث". واوضح موسيفيني ان وزير النقل الاوغندي سيسمي فريق الخبراء هذا على وجه السرعة. كما اكد موسيفيني انه طلب من حكومة اجنبية الاطلاع على ملابسات الحادث من اجل التاكد نهائيا مما اذا كان الامر يتعلق بحادث - وهي نقطة يشدد عليها المسؤولون الاوغندويون - ام بعمل تخريبي او عمل ارهابي. وتوقف موسيفيني في بيانه مطولا عند ما تتميز به مروحية "ام آي- 72" التي اشترتها اوغندا منذ ثمانية اعوام من صفات امنية وتجهيزات متطورة خاصة بالطيران. ووجه الرئيس الاوغندي تحية الى جون قرنق على انه افريقي وطني حقيقي. ووصف مقتله بالماساوي، الا انه اعتبر انه لن يؤدي الى تقويض اتفاق السلام الموقع في نيروبي في التاسع من يناير والذي وضع حدا لحرب اهلية استمرت 21 عاما بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وسلطات الخرطوم. وقال موسيفيني "ان موت شقيقنا خسارة ماساوية للقضية الوطنية في افريقيا". احد زعماء تمرد دارفور يستبعد فرضية الحادث وراء مقتل قرنق صرح احد زعماء حركة التمرد في دارفور لوكالة فرانس برس امس الاثنين ان وفاة نائب الرئيس السوداني جون قرنق نتيجة تحطم المروحية التي كانت تقله السبت من اوغندا الى السودان "لم تنجم عن حادث". وقال عبد الواحد محمد احمد نور زعيم حركة جيش تحرير السودان ان "وفاة جون قرنق خسارة كبيرة لقوى السودان الجديد ولكل الشعب السوداني". واضاف "الا انني اعتقد انها اتت نتيجة مؤامرة كبيرة ضد الشعب السوداني وانا شخصيا لا اعتقد بحصول حادث". ولم يتهم نور نظام الرئيس عمر حسن البشير بالوقوف وراء وفاة قرنق الا ان العديد من المعارضين في حوادث سابقة مماثلة كانوا يسارعون الى توجيه اصابع الاتهام الى النظام السوداني. وكان تنظيم نور يقيم علاقات وثيقة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتراسها قرنق. واصبح قرنق في التاسع من يوليو الماضي نائبا للرئيس في السودان بموجب اتفاق السلام الذي وقع في التاسع من يناير الماضي في نيروبي ووضع حدا لاحدى وعشرين سنة من الحرب الاهلية بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والسلطات السودانية. واوقع هذا النزاع نحو مليون قتيل ونصف المليون وادى الى تشرد اكثر من اربعة ملايين شخص. وكان قرنق غادر اوغندا السبت عائدا الى الخرطوم اثر زيارة دامت يومين الى اوغندا التقى خلالها الرئيس يويري موسيفيني، قبل ان تتحطم مروحيته في جنوب السودان ما ادى الى مقتله ومقتل 13 شخصا اخرين كانوا معه.
