سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 4/4/2005 7:07 ص
الخرطوم - ا ف ب تستعد الخرطوم لازمة مفتوحة مع الامم المتحدة بعد رفضها تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دافور الى المحكمة الجنائية الدولية فيما يرفض المتمردون القمة المصغرة حول دارفور التي دعت اليها مصر في 20 ابريل الجاري. وقد شكلت الحكومة السودانية "خلية ازمة" للاشراف على هذا الملف القضائي والدبلوماسي الساخن برئاسة رئيس الدولة عمر البشير الذي "اقسم بالله العظيم ثلاثا" امس الاول السبت بعدم تسليم اي مواطن سوداني للحاكمة في الخارج. وتؤكد الخرطوم، التي لم توقع الاتفاقية الدولية حول انشاء المحكمة الجنائية الدولية، ان القضاء السوداني "مختص بنظر هذه القضايا" وانه "نزيه وعادل". وقال امس الاحد وزير الاعلام السوداني عبد الباسط سدارات في ختام اجتماع للحكومة ترأسه الرئيس البشير ان "مجلس الوزراء يعتبر ان القرار يتناقض مع العدالة والموضوعية وينتهك السيادة الوطنية". واضاف ان مجلس الوزراء يعتبر ان القرار "سياسي وليس قانونيا ويرى انه لا يساهم في حل" المشكلة، لكنه "يعطي المتمردين مؤشرا سيئا للاستمرار في تعنتهم". وكان مجلس الامن الدولي اصدر الخميس القرار 1593 الذي يسمح للمحكمة الجنائية الدولية بملاحقة المسؤولين عن القتل والاغتصاب والنهب في دارفور. وتعتبر الحكومة السودانية ان هذا القرار يمس ب "السيادة الوطنية" للدولة. وذكرت الصحف السودانية ان قائمة تضم 51 سودانيا متهمين بجرائم حرب في دارفور من بينهم وزراء ولكن ايضا متمردين وقادة ميليشيات موالية للحكومة سلمت الى الامين العام للامم المتحدة من قبل لجنة التحقيق التي شكلتها المنظمة الدولية على اثر زيارة لدافور في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ولم يكشف النقاب عن اسماء المتهمين. ونصح الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة فس السودان يان برونك الحكومة السودانية ب "التعاون" مع المحكمة الجنائية الدولية مشيرا الى انها لم ترد على طلباته السابقة باحالة المتهمين بجرائم حرب امام القضاء السوداني. وقال المحلل السوداني محمد عبد اللطيف انه "يتعين على الحكومة السودانية ان تقدر بشكل دقيق النتائج المحتملة لرفضها (قرار مجلس الامن) وقدرتها على دفع فاتورة هذا الموقف المتمثلة في تصاعد الضغوط الدولية". واعتبر ان "هامش المناورة المتاح امام الخرطوم محدود للغاية". من جهة اخرى رفض رئيس حركة تحرير السودان (حركة التمرد الرئيسية في دارفور) محمد احمد النور مسبقا نتائج القمة المصغرة التي دعت اليها مصر في في 20 ابريلالجاري في شرم الشيخ. وقال النور في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس اليوم الاثنين "ان هذه القمم المصغرة لا تخدم قضية دارفور ولا الشعب السوداني ولكنها تضر بهما لان الحكومة السودانية تستغلها للحصول على تاييد الدول المشاركة وهو ما يؤدي الى زيادة اصرارها" على رفض اي تسوية للازمة. وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اعلن امس الاحد ان مصر ستستضيف قمة افريقية مصغرة حول دارفور تضم الى جوارها السودان وليبيا ونيجيريا وتشاد وهي خمس دول افريقية معنية بازمة دارفور. ويشهد دارفور منذ فبراير 2003 حربا اهلية اسفرت عن سقوط اكثر من 300 الف قتيل وفقا لتقرير اخير للجنة برلمانية بريطانية كما ادى الى نزوح اكثر من 2 مليون شخص من بينهم اكثر من 200 الف لجاوا الى تشاد. ويقول النور ان الامم المتحدة يجب ان تبقى "الوسيط الرئيسي" بين المتمردين والحكومة المركزية من اجل التوصل الى تسوية سياسية للازمة. ويرفض متمردو دارفور منذ عدة اسابيع المفاوضات مع الحكومة التي تجرى في ابوجا تحت رعاية الاتحاد الافريقي والمعلقة منذ مطلع العام الجاري.
اقرا اخر الاخبار السودانية على
سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............
للمزيد من الاخبار
