مرحبا بكم فى مركز السودان للاخبار

وقائع الحوار الذي أجرته صحيفة الأضواء ونشر على حلقتين مع الأستاذ علي الريح عضو القيادة القومية ونائب أمين سر قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/29/2005 8:08 م

علي الريح عضو القيادة القومية لحزب البعث:

لا فرق بين التجمع والحكومة وكلاهما يتصارع حول قسمة السلطة

وقائع الحوار الذي أجرته صحيفة الأضواء ونشر على حلقتين مع الأستاذ علي الريح عضو القيادة القومية ونائب أمين سر قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي

الأضواء :

يقف حزب البعث العربي الاشتراكي في جزيرة وحده خارج موقف التجمع والحكومة ، ويحمل أراء وتحليلاً عميقاً لكل الذي يجري الآن من أحداث في المشهد السياسي السوداني الأستاذ / علي الريح السنهوري يكشف للأضواء هذه الرؤية التي يحملها حزبه عن الأحداث السياسية في الساحة السودانية وكذلك ما يجري داخل حزب البعث من صراع وحوار بعثي ـ بعثي والأستاذ علي الريح هو عضو القيادة القومية للبعث العربي الاشتراكي واحد الرواد في قيادة قطر السودان وشاهد عيان لكل النوازل في العراق الشقيق منذ الحصار وحتى الهجمة الإمبريالية عليه.

الموقف الوطني الصحيح يقود للموقف القومي الصحيح وليس العكس ، هذا هو الشعار الذي رفعه الذين خرجوا عنكم 1997م في سياق نقد التجربة القومية وحل تناقضات الموقفين الوطني والقومي ما هو موقفكم من ذلك ؟

المتساقطون من حزب البعث العربي الاشتراكي شأنهم شأن المتساقطين من بقية الأحزاب العقائدية بشكل خاص يحاولون أن يميزوا أنفسهم ببعض الشعارات سيما بعد أن فقدوا أي تأثير على قاعدة حزب البعث العربي الاشتراكي بالسودان وظلوا عناصر معزولة ومحدودة ومنكفية على ذاتها كل منهم يبحث عن دور سواء تحت ظل الزعامات الطائفية أو بالاستناد على جدار آخر ، إقليمي أو دولي هذا الشعار ـ الموقف الوطني الصحيح يقود إلى الموقف القومي الصحيح ـ هو شعار البعث وليس شعار المتساقطين من حزب البعث العربي الاشتراكي ولكن منهج البعث منهج جدلي ، أي في ذات الحين فإن الموقف القومي الصحيح يقود إلى الموقف الوطني الصحيح ، طالما نحن نؤمن بأن الأمة العربية أمة واحدة ، ذلك يعني أننا ننظر إلى الأمور في هذا لوطن نظرة كلية وليس نظرة مجتزئة ، مصيبة العرب في النظرات المجتزئة لقضاياهم بينما العدو الإمبريالي الصهيوني يواجه أمتنا باعتبارها أمة واحدة ، بل يواجه هذه الأمة بإمتداداتها الحضارية والروحية ، المعركة تجري الآن ليس ضد الأمة العربية فحسب بل ضد المسلمين وكل الأحرار والثوار في العالم باعتبارهم امتداداً لهده الأمة ، لذلك يجب أن نواجه المخطط الإمبريالي الصهيوني بهذا المنظور وليس بمنظور التجزئة ، إذا جزأنا قضيتنا فهذا يعني أننا خدمنا المخطط الإمبريالي الصهيوني الذي يريد أن ينفرد بكل قطر على حدة وبكل فصيل داخل القطر الواحد ، أزمة حركة الثورة العربية بكل فصائلها وأزمة القوى الوطنية والقومية والإسلامية في الوطن العربي ، أن كل فصيل منهم يواجه هذه المعركة منفرداً وليس متحداً . في ستينيات القرن الماضي طرحنا شعار جبهة شعبية قومية وطرحنا شعار أن لا نغلب التناقضات الثانوية على التناقضات الرئيسية وبالتالي لا نسمح للعدو أن ينفذ من خلال التناقضات الثانوية لتفتيت الحركة الشعبية العربية وإخضاع الأمة لمخططاتهم ومشاريعهم ولا زلنا متمسكين بذات المبادئ ن لأن المنهج أثبت صحته في مواجهة التحديات المتعددة ولا يزال منهجاً سليماً وصحيحاً ولا تزال قضيتنا هي تجميع القوى الوطنية.

الوطنيون الحقيقيون:

وهنا يقول الأستاذ علي الريح : أؤكد على كلمة (وطنية) وأضع تحتها خط ، بمعنى من هو الوطني ومن هو اللا وطني ، القضية واضحة الآن فالوطني هو من يتصدى للمخطط الذي يستهدف الأمة ، واللا وطني هو الذي يتحدث أن هذا القرن هو القرن الأمريكي ، وأن علينا أن نخضع للمخططات الأمريكية وللمشاريع الأمريكية والأجندة الأمريكية وكل من هو وطني بهذا المفهوم يقف في خندق البعث ، وأقول خندق البعث لأن البعث هو طليعة المواجهة مع الامبريالية والصهيونية وهذه حقيقة ليست محل جدال ، وبالتالي كل من هو وطني ينبغي أن يقف في هذا الخندق بعض النظر عن مشروعه الفكري السياسي وغيره .. لأن المعركة هي ضد العدو الامبريالي والمستهدف ليس حزب البعث ، أو هذا الفصيل أو ذاك ، إلا بقدر ما يعبر هذا الفصيل أو ذاك عن الالتزام بالثوابت الوطنية والقومية والحضارية بمعنى أن معركتنا ذات أفق إنساني وليست مجرد معركة قومية بل معركة قومية وروحية وانسانية نلتقي فيها مع التيار المناهض للعولمة الرأسمالية المتوحشة في العالم.

البعث خارج التجمع الوطني الديمقراطي ، كما أنه لم يدخل في حوار ثنائي مع النظام كما فعل الآخرون في سياق هذا الوضع .. كيف تطلون على الساحة السياسية ؟ وما هي الأدوات والوسائل؟

صراعات التجمع:

إن حزب البعث العربي الاشتراكي بادر منذ الأيام الأولى لانقلاب 30/6م1989م بالاتصال بكل القوى السياسية لتنفيذ ميثاق الدفاع عن الديمقراطية الموقع في 17 نوفمبر 1985م والذي يقضي [ان تدخل كل القوى السياسية والجماهيرية في عصيان مدني وإضراب سياسي في حال قيام انقلاب عسكري يؤدي إلى اجهاض الديمقراطية في البلاد . وبعد اتصالات مضنية جداً تم التوقيع على ميثاق التجمع في أكتوبر 1989م ، أي بعد فوات الأوان .عدم وحدة قوى المعارضة السياسية والجماهيرية السودانية منذ اللحظة الأولى وعدم تنفيذ التزامها أدى إلى تمكين هذا النظام وبقائه واستمراره ومع ذلك واصل الحزب نضاله داخل التجمع لتفعيل دور التجمع بحيث يتمكن من تعبئة وتنظيم الحركة الجماهيرية في اتجاه الانتفاضة الشعبية الشاملة لإسقاط النظام . لم يتحقق هذا الهدف لأسباب كثيرة ، منها عجز القوى التقليدية السودانية وعزلتها عن الجماهير وإفلاسها في التجارب الماضية في السودان مما أدى إلى أضعاف حماسة الجماهير في تلبية النداءات الصادرة من هذه القوى، ثانياً سعى كل حزب من أحزاب التجمع للعمل بشكل منفرد لتحقيق مشروعه السياسي ، وبرز ذلك في الإضراب غير المخطط له من قبل الأطباء والذي كان من المفترض أن يستتبعه إضراب للمهندسين وغيرهم ، ولكن هذه العملية لم تكن مخططة من قبل قيادة التجمع ولذلك فشلت ، ثم انقسام قوى المعارضة في العمل لاستنفار القوات المسلحة لأداء واجبها الوطني والدستوري في تنحية الطغمة التي قامت بانقلاب 30 يونيو باسم القوات المسلحة والقوات المسلحة منها براء بل إن هذا التزاحم والتنافس والانقسام في تعبئة القوات المسلحة وصل حد التناحر.

الخروج عن التجمع:

ولكن ـ يقول علي الريح ـ السبب الرئيسي لخروجنا من التجمع الوطني الديمقراطي هو أن عناصر من الأحزاب السياسية كانت موجودة بالقاهرة أعطت نفسها الحق دون الرجوع إلى قيادة التجمع بالداخل ، ودون الرجوع إلى قيادات الأحزاب المؤسسة لهذا التجمع بالداخل أعطت نفسها الحق في أن تعدل ميثاق التجمع الوطني ، لذلك رفضنا هذا الأمر داخل السودان وطالبنا عناصر التجمع التي سمت نفسها فرعاً للتجمع بأن تتراجع عن هذا الشئ ولم تتراجع مما أدى إلى انقسام قوى التجمع داخل السودان، السبب الثاني لخروجنا عن التجمع هو أن هذه العناصر نصبت نفسها قيادة للتجمع دون تفويض من أحد بذلك، نحن في حزب البعث العربي الاشتراكي لدينا موقف ثابت منذ أيام نميري يرفض المعارضة الخارجية ، نحن نؤمن أن المعارضة ينبغي أن تنبثق من الشعب بالداخل ، لأن قاعدة المعارضة ومادتها هي الشعب السوداني فكيف يعقل أن تكون قيادة المعارضة خارج إطار هذا الشعب؟

ولأن وجود القيادة للمعارضة السياسية السودانية في الخارج يؤدي إلى الاتكاء على جدر القوى الإقليمية أو الدولية ، مما يفضي إلى أن ترتهن إرادة قوى المعارضة السودانية لقوى أجنبية أو قوى خارجية وبالتالي تغلب أجندة القوى الخارجية على الأجندة الوطنية وهذا ما حدث في 1995م في أسمرا عندما التزمت قيادة التجمع بحق تقرير المصير للجنوب وبضمانات دولية في أي اتفاق بينها مع حكومة السودان . وهذا كان أخطر تحول في تاريخ السودان الحديث لم يسبق للقوى الوطنية السودانية أن فرطت في استقلالية السودان واستقلالية القرار السياسي السوداني ، ولم يسبق للقوى الوطنية السودانية أن فرطت في وحدة البلاد كما حدث في 1995م في اسمرا وفي حينها اصدر حزب البعث بيانا يوضح فيه أن هذا التطور سوف يمهد الطريق أمام هذا النظام للوقوع في أحضان القوى الدولية وتنفيذ المخططات الإمبريالية والصهيونية لإضعاف السودان وتفتيته وهذا ما حدث . إن الذين يرفضون اليوم حق تقرير المصير والتدخل الدولي في شئون السودان والاحتلال الطوعي لهذه البلاد هم الذين مهدوا الطريق أمام هذه التطورات وأعطوا ضوءاً اخضر لهذا النظام لتقديم هذه التنازلات بقراراتهم التي صدرت في اسمرا 1995م. هذه المقدمة ضرورية لمعرفة موقف الحزب من التجمع .

الثوابت الوطنية :-
إن – يقول محدثنا – حزب البعث العربي الاشتراكي لا يرفض الحوار واللقاء مع القوى الوطنية السودانية ، ولكن الحوار واللقاء والتحالف يجب آن ينطلق من الالتزامات بالثوابت الوطنية لأن التجمع آو الجبهة آو التحالف ليس هدفاً في حد ذاته وإنما هو وسيله لتجميع قوي الشعب حول الثوابت الوطنية والدفاع عن هذه الثوابت علماً بأنه في ذلك الوقت لم تكن المشكلة قضية الديمقراطية وما سوف يترتب علي قيام نظام مثل نظام 30يونيو . نحن في أول بيان صدر لنا بعد انقلاب 30يونيو ذكرنا أن هذا النظام حل زائف لازمة حقيقية قائمة في السودان من قبل 30يونيو . هذا النظام هو حل زائف لتلك الأزمة وإن هذا النظام الذي يستند علي برنامج وفكر ونهج الجبهة الإسلامية بقيادة حسن الترابي لن يؤدي آلا آلي تفاقم الأزمة والي تعقيدها ، هذا كان هو إستقراؤنا للواقع وللمستقبل السوداني في ظل هذا النظام ، وكذلك سعينا مع كل القوى آلاخرى – كما آشرك – منذ اليوم الأول لاسقاط هذا النظام وإعادة النظام الديمقراطي ، والشرعي ، والدستوري ، لان النظام الديمقراطي بكل مفاسده ومساوئه وإفلاسه وعجزه كان يتيح الفرصة للحركة الجماهيرية الديمقراطية آن تنمو وان تتقدم في اتجاه وضع السودان في الاتجاه الصحيح . إذن فشل التجمع وتفريطه في الثوابت الوطنية في اسمرا 1995م كلها عوامل تدفعنا إلي آن ناخذ موقعنا المستقل خارج التجمع . وبالنظر إلي التجمع اليوم فهو لا يختلف عن النظام القائم لا في الثوابت ولا في النهج والسياسات ، وقضية التجمع اليوم المطروحة علناً هي قضية قسمة السلطة وليست قضية السودان ، فالشعب السوداني لا يختلف حول من يحكمه ولكن شعب السودان يريد من حاكمه آن يحترم الثوابت الوطنية ، واستقلال البلاد وقرارها السياسي ووحدتها الوطنية ومصالح القوى الكادحة في هذه البلاد باحداث تنمية متوازنة تؤدى إلي إخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والمعيشية . . . . الخ وليس التفريط في كل الثوابت وفي كل الحقوق وضياع كل المكتسبات من قبل قوى لم تعلن إي خلاف مع هذا النظام ، فقسمة السلطة هذا شأنها وليس شأن الشعب السوداني وقواه الطليعية ، القضية ليست في عدد الأحزاب وإنما في الموقف الصحيح نحن نساند كل موقف صحيح يصدر من القوى الوطنية السودانية ولكننا ننظر بأسف شديد لتخلي أقسام واسعة جداً من القوى السياسية السودانية عن الثوابت الوطنية واندماج بعضها في المخطط الامبريالي الصهيوني الذي يجري تنفيذه الآن في السودان والتزرع بان هذا المخطط وهذه الإجراءات سوف تقود إلي الديمقراطية الليبرالية فهي ديمقراطية زائفة وتعددية زائفة . وكان الثمن هو التفريط في الاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية ومصالح وحقوق شعب السودان .


نائب أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي

في مواجهة ساخنة مع الأضواء 2-2

يواصل الأستاذ/ علي الريح السنهوري نائب أمين سر القطر السوداني وعضو القيادة القومية في الجزء الثاني من هذا الحوار مع الأضواء ما كان قد بدأه من تشخيص للازمة السودانية ثم يواصل متحدثاً عن المقاومة العراقية والراهن العراقي وقضايا الديمقراطية كممارسة داخل البعث وكذلك ينفي لجوء البعث للانقلابات العسكرية ونود أن ننوه القارئ أن هذا الحوار أجرى مع الأستاذ/ علي الريح قبل قرار مجلس الأمن بتقديم المتهمين بارتكاب جرائم في دار فور للمحاكمة وستقوم الأضواء بنشر رأي الحزب حول تلك المسألة في الأيام المقبلة.

· حركة رمضان هدفت لاستعادة الديمقراطية بشهادة البشير

· نيفاشا أمليت على الطرفين ولا تعبر عن شراكة الحكومة والحركة

· ما يجمع الحكومة وحركة قرنق الانصياع للبيت الأبيض

· متمردو دار فور ينافسون الحكومة في حصة الفساد

· الشعب السوداني بعيد عن هذه الاتفاقية ولم يلتف حولها.

اتفاقية السلام بين الشراكة الثنائية والتحول الديمقراطي والتعددية السياسية

كيف يقيم البعث هذين الاحتمالين؟

هذا سؤال كبير وأرجو أن تسمحوا لي بالإطالة أولاً تسمية الاتفاقية باتفاقية السلام هي تسمية غير صحيحة ، صحيح أن هذه الاتفاقية قد أوقفت الحرب ولكن أرجعوا لتصريحات د. جون قرنق والتي يقول فيها (إن القضية ليست قضية سلام فقد كان السلام في السودان مستتباً عندما قمنا بحركتنا ضد نظام جعفر نميري).

إذن لد. جون قرنق أجنده أخرى وأهداف أخرى بعضها مشروع وبعضها هي ليست أهداف قرنق فحسب، هي أهداف وطنية عادلة ومن بينها معالجة قضية التخلف في الجنوب وترقية أوضاع شعبنا في الجنوب، هذه قضية عادلة وليست خاصة بقرنق أو بالجنوبيين لأنه ومن خلال النظرة الكلية للقضية السودانية ما لم تحقق تنمية متوازنة لا يمكن للسودان أن ينهض، السودان لن ينهض بمجهود قسم من أبنائه بل بمجهود كافة أبنائه في مختلف الولايات، إضافة إلى أن القوى الوطنية السودانية أقرت ومنذ وقت بعيد ـ يونيوـ 1969 م بأن هنالك مطالب مشروعة لشعبنا في الجنوب وبأن هنالك تمايزاً ثقافياً وجغرافياً بين الشمال والجنوب يجب أن يوضع في الاعتبار سواء في صيغة الحكم أو في تحقيق الحقوق القانونية أو الثقافية أو الاقتصادية أو الاجتماعية … ألخ للجنوب،لا أريد أن أخوض كثيراً في هذا الموضوع لأن القضية معقدة والهوية الثقافية للجنوب نفسها ليست هوية واحدة، صحيح أن هنالك تمايزاً بين الجنوب والشمال ولكن هنالك هويات متعددة في الجنوب وليست اللغة الإنجليزية التي فرضت على الجنوبيين كلغة رسمية هي التي تشكل الهوية الجنوبية، هل لغة وافدة هي لغة المستعمر هي لغة النخب وليست لغة عامة الجنوبيين إلى جانب اللهجات العامة في الجنوب هنالك اللغة العربية ( المكسرة) وتسمى بعربي جوبا وهي لغة التخاطب بين القبائل الجنوبية في الجنوب.

اتفاقية فض اشتباك:

وبالعودة إلى لب الموضوع ـ يقول محدثنا ـ نجد أن هذه الاتفاقية وضعت السودان أمام مستقبل غامض لا أحد يستطيع أن يتنبأ بمستجداته بما في ذلك الأطراف التي وقعت على الاتفاقية، هذه الاتفاقية ليست شراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، هذه الاتفاقية أمليت على الحركة كما أمليت على المؤتمر الوطني، بنود هذه الاتفاقية وغيرها كتبت ورسمت خارج السودان في مركز معروف للدراسات بأمريكا وفرضت على الطرفين وكل من يتتبع سير ما يسمى بالحوار والتفاوض … ألخ كان يلاحظ الوجود الأمريكي الكثيف والضغط الأمريكي المعلن والمعترف به من قبل مختلف الأطراف لتوقيع هذه الاتفاقية عبر الوكلاء الذين يسمونهم شركاء في دول الإيقاد وهم وكلاء الغرب في صناعة هذه الاتفاقية.

طرفا الاتفاقية متناقضان تماماً سواء المؤتمر الوطني أو حركة قرنق ، وهذه الاتفاقية اتفاقية فض اشتباك أكثر من كونها اتفاقية تلاحم واتحاد في جبهة واحدة ، إن الشراكة تعني التوافق على الحد الأدنى من الرؤية للأشياء في واقعها الراهن وفي اتجاهاتها المستقبلية ، طرفان سياسيان يتوافقان على حد أدنى طوعاً يتفقان لمرحلة معينة إنهما يوحدان قواهما في إطار جبهة لمواجهة تحديات هذه المرحلة، وهذا مايحدث بين المؤتمر الوطني وبين الحركة الشعبية، والملاحظ أن كل طرف من الطرفين يتربص بالطرف الآخر، فهل يمكن أن يحدث تحالف بين أطراف تتربص ببعضها؟ لا يوجد قاسم مشترك بين المؤتمر الوطني وحركة قرنق سوى الانصياع لأوامر البيت الأبيض، وبما أن الأمر كذلك فكل الاحتمالات مفتوحة، كقوى وطنية سودانية نسعى لتجنب أسوأ الاحتمالات :

أولاً: نسعى للدعوة إلى الوحدة الوطنية ووحدة القوى السياسية في الشمال والجنوب للالتزام بالثوابت الوطنية السودانية، إن الفرقة بين القوى السياسية ـ كما أسلفت ـ يجب أن تقوم على ثوابت وطنية كل القوى في أي بلد متحضر في العالم يتميز بمستوى من الوعي الوطني تتوافق القوى السياسية والاجتماعية فيه على ثوابت، هنالك سياسة عليا لا يصح المساس بها تتوافق وتتعاهد عليها كل القوى وتسمى الثوابت الوطنية لذلك البلد.وتصل هذه الثوابت وتتجذر إلى الحد الذي يجعلك في بعض البلدان لا تلاحظ الفروقات بين حزب وآخر الهم إلا في الشخصيات القائدة لهذا الحزب أو ذاك.

إذن نحن نناضل حتى يعود السودانيون إلى ثوابتهم الوطنية وإلى أن يكون القرار السياسي السوداني قرار وطني وفي قلب ذلك فإن مستقبل أي جزء من أجزاء السودان يجب أن يقرره السودانيون بأجمعهم ليس من حق قسم من السودانيين أن يقرروا مصير جزء من أجزاء هذا البلد، أن يكون جزءاً من السودان أو لا يكون.

تقرير المصير:

ومن هنا يقول ـ محدثنا ـ فإن السودان ملك لكل السودانيين وليس لهذا الجيل فقط وإنما للأجيال القادمة . أيضاً من يعطي جزءاً من السودانيين في جزء من البلاد الحق في أن يقرروا مصير السودان كله ؟ فصل الجنوب أو استمراره كجزء من البلاد ليس قضية تهم فقط أبناء شعبنا في الجنوب إنما تهم كل أبناء السودانن لأن وجود الجنوب جزء من السودان يؤثر على مصير ومستقبل السودان وبتر الجنوب عن السودان يؤثر على مستقبل السودان ككل، فكيف يقرر ذلك جزء من أبناء السودان ؟! القرار يجب أن يعود لكل السودانيين وليس لجزء من أبناء السودان، ثم من قرر هذه الاتفاقية ووافق عليها؟ هذه الاتفاقية التي تمس وتؤثر على مستقبل السودان موحداً أو مجزأ … ألخ قررت من حزبين ، حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ولم تقرر من قبل السودانيين كافة ولم يكلفوا أنفسهم عناء عرض الأمر على الشعب السوداني، بل حتى عندما عرضوه على الجمعيات الخاصة بهم ـ جمعية المؤتمر الوطني التي تسمى بالمجلس الوطني، ومجلس الحركة الشعبية عرض عليهم بقرار أن ليس لهم الحق في إجراء أي تعديل على هذه الاتفاقية إنما لإجازتها كما هي، أي اتفاقية وقعت في الخفاء بين عناصر من الحركة الشعبية وعناصر من المؤتمر الوطني وفرضت على شعب السودان، إذن شعب السودان لم يأخذوا برأيه في هذه الاتفاقية موافقاً أو رافضاً ولم يسأله أحد عن رؤيته لم يستفتى فهو غير مسئول عن هذه الاتفاقية ، هذه الاتفاقية مفروضة على السودان من الخارج، فكيف نناقش تفاصيل اتفاقية نحن لم نكن طرفاً فيها ولم يكن شعب السودان طرفاً فيها ولم تسألنا الجهات المختصة المسيطرة على مقاليد الأمور في البلاد عن رأينا فيها ولم تسأل الشعب السوداني !! واستغرب لمجلس الأمن عندما يتبنى اتفاقية وهو يعلم علم اليقين بأن شعب السودان لم يستفت ولم يسأل عن رأيه فيها.

غياب السلطة التقدمية:

ما هي رؤية البعث فيما يجري في دارفور والشرق؟
نحن وضعنا رؤية لأزمة دار فور منذ بداية الأزمة ندعو للوئام الوطني والوئام القبلي الذي كان سائداً في تلك المنطقة ولحل مشاكل الإقليم بالوسائل التي كانت تمارس في السابق بين الرعاة والمزارعين عندما تحدث احتكاكات فيما بينهم ولكن الآن مع تصاعد قضية دار فور نحن نطرح سؤال مهم جداً لكل الذين يتحدثون عن التهميش هل إقليم دار فور وحده المهمش ؟ أم الشرق أم الشمالية؟ السودان كله يعاني من التهميش منذ عام 1989م بل نحن نقول التهميش منذ الاستقلال منذ الاستقلال لم يحكم السودان بواسطة سلطة وطنية تقدمية قادرة على التعبير عن تطلعات وحقوق ومصالح هذا الشعب، ولكن عندما ننظر إلى الواقع الراهن نجد شعب السودان وفي كل أقاليمه مغلوب على أمره ويعاني الأمرين في مناحي حياته على كافة الأصعدة، فالقضية ليست في دار فور ولكن ولنفترض جدلاً أن إقليم دار فور هو أكثر الأقاليم السودانية المهمشة، فما هو الحل؟ هل الحل في انتفاضات قبلية تفتيتية وليست قبلية وطنية؟ يعني القضية الآن أن من يسمون أنفسهم بحركات التحرير أو التمرد أو العدل والمساواة ….ألخ هل يعبرون عن مصالح أهل دارفور وإن كانت هي حركات قبلية هل يعبرون عن مصالح القبيلة التي يدعون تمثيلها؟أنا أشك في ذلك هذه الفئات التي تقود الحركات المسلحة في دار فور هي في ذات خندق النظام القائم ولا تختلف عنه في شئ إنها عناصر تسعى لتحقيق مصالحها الذاتية الضيقة على حساب أبناء قبائل دار فور بما فيها القبائل التي يدعون أنهم يمثلونها لأن حل مشكلة دار فور لا يتم بانتفاضة قبيلة ولا يتم حتى بانتفاضة كافة أبناء دار فور بمختلف قبائلهم وثقافاتهم حل مشكلة دار فور يتم بحل مشكلة السودان يعني وكأن أبناء دار فور الذين تمردوا قد رأوا الطغمة الحاكمة قد احتكرت الثروة بالأساليب الفاسدة وهم يريدون حصتهم من هذا الفساد، أنا حقيقة لا افهم غير ذلك وإلا لماذا تبنوا أهداف قبلية وجزئية وإلا لكانت أهدافهم الوطنية والسودانية واضحة وجلية، هل يمكن لإقليم دار فور أو لجزء من إقليم أن ينجو من الويلات التي يعاني منها بقية السودان في ظل هذا النظام باتفاق معه؟ إذا كان النظام فاسداً فلا يمكن أن نبني في ظله مجتمعاً قائماً على الأسس الصحيحة ، علينا أن نعالج الأزمة الوطنية الشاملة وعلى رأسها وجود هذا النظام بعد ستة عشر عاماً من حكم الإنقاذ، وبعد نصف قرن من الاستقلال أثبتت الحكومات المتعاقبة فشلها في تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة، وهذه التنمية في بلد ضعيف مثل السودان من حيث الإمكانات لا يمكن أن تحقق إلا من خلال حكم مركزي بحيث تحشد كل الإمكانات المادية والبشرية في سبيل تنمية شاملة لكل القوى والأقاليم بل أن العالم اليوم صار يسعى نحو تكتلات كبيرة حتى يحافظ على ترقية مستواه الاقتصادي والمعيشي … علينا نحن في السودان أن نبحث عما يجمعنا عربياً وأفريقياً بتكتلات اكبر لتحسين أوضاعنا الاقتصادية والمعيشية بل وللانقلاب على أوضاعنا الراهنة بالثورة عليها لأن السودان لا يمر بظرف اقتصادي طبيعي أو ظرف تنموي طبيعي .

نحن نحتاج أكثر من ثورة لتحقيق تنمية، وهذه الثورة تحتاج إلى حشد إمكانات الأشقاء عرباً وأفارقة في سبيل تحقيق تنمية بوتائر سريعة تخرجنا من حالة التخلف وتجعلنا ننتقل من هامش الاقتصاد العالمي إلى داخل هذا الاقتصاد. وقبل هذا وذاك فالكل يعلم أن العنف وحمل السلاح كوسيلة لرفع المظالم واسترداد الحقوق لن يقود كما دلت التجربة إلا للمزيد من الاقتتال وسفك الدماء وتوليد الرغبة المتزايدة للحصول على السلاح بحيث يصبح اللجوء للأجنبي لتوفير ذلك هو الطريق الأقصر ولكن بما يعنيه ذلك من ارتهان للأجنبي والوقوع في خدمة مخططاته لا سيما وأن السودان بشكل عام واقليم دار فور بشكل خاص وبحكم ثرواته وموقعه الجغرافي ظل محل اهتمام وصراع وتنافس واطماع مختلف الاستراتيجيات الرامية لتعزيز هيمنتها على المنطقة أو استعادة نفوذها أو إيجاد موطئ قدم لها على أرضه، ونعني بذلك التنافس الاستعماري الأمريكي الفرنسي الحالي بدون إغفال لجذور التنافس الاستعماري البريطاني الفرنسي السابق.

من أكبر التهم الموجهة للبعث غياب الديمقراطية واتباع أقصر الطرق
للوصول للحكم كيف ترد؟
الديمقراطية داخل حزب البعث تتمثل في انتخاب القيادات من القواعد وفي اتخاذ القرارات سواء في المؤتمرات أو في الاجتماعات بأكثرية الحاضرين بمعنى الالتزام بقرار الأكثرية هو القرار الحزبي والتزام القيادات الدنيا بقرارات القيادة الأعلى لأن الأخيرة تمثل قاعدة أوسع من الأولى.

وهذه مسألة ممارسة لأنها جزء النظام الداخلي لحزب البعث العربي الاشتراكي وجزء من أسسه التنظيمية، وعندما يخرج أحد الأشخاص على قيادة الحزب تمسكاً برأيه فهذه هي الممارسة اللا ديمقراطية ، فالديمقراطية هي أن تخضع لرأي الأكثرية في القيادة المختصة وفي أي تشكيل اجتماعي لا يصح للفرد أن يفرض رأيه على الأكثرية، حزب البعث يعطي العضو الذي يحمل رأياً مختلفاً عن رأي الأكثرية الحق في الاحتفاظ برأيه وفي تبنيه وفي الدفاع عنه ويطالب الأكثرية أن تحترم رأي الأقلية هذه هي الديمقراطية.

أما على صعيد الانقلابات أين هي الانقلابات التي قام بها حزب البعث العربي الاشتراكي حزب البعث تصدى لكل الانقلابات التي قامت في سوريا بل تمكن بقواه داخل القوات المسلحة من إجهاض انقلاب وإعادة الديمقراطية في سوريا والتي ينتج عنها مجلس قيادياً إلى أن تحققت وحدة 1958 بين مصر وسوريا.

حزب البعث في كل الأقطار العربية كان ضحية للأنظمة الدكتاتورية ولا يزال حزب البعث محظوراً في السودان لا يمارس نشاطه بشكل علني وقانوني إلا في قطرين وفي هذين القطرين ـ الأردن واليمن ـ يمارس نشاطه بالخضوع لقوانين غير ديمقراطية وهو محظور حتى في بلد مثل لبنان التي تحفل بالتعددية.

إن الذين يطلقون الكلام على عواهنه لا يستطيعون أن يقدموا دليلاً واحداً يدل على أن حزب البعث يعتمد أسلوب الانقلابات العسكرية كوسيلة للوصول للسلطة. وأهم وسيلة من وسائل حزب البعث للوصول إلى السلطة هي الشعبية، وحزب البعث يعتبر مصادر قوته ـ إلى جانب اسمه ـ هو اعتماده على الشعب، على الجماهير ويرفض الانقلابات المعزولة، وللبعث تحليل دقيق جداً حول الانقلابات العسكرية في الوطن العربي، فهذه التهمة تقدم بلا دليل من الصحة.

استعادة الديمقراطية:

كثيراً ما يتم تصوير القيادة القومية للبعث كمؤسسة سرية تسعى إلى تحقيق الوحدة وإسقاط الأنظمة العربية عبر الانقلابات العسكرية كيف ترد على ذلك؟

نعم، نحن نناضل من أجل وحدة الأمة العربية، والقيادة القومية هي ليست مؤسسة سرية هي مؤسسة معروفة بأشخاصها وأهدافها … ألخ وهي مؤسسة منتخبة من مؤتمراتها وملتزمة بمقررات مؤتمراتها، الفيصل عندنا هو مقررات المؤتمرات عندما ينعقد مؤتمر قومي للممثلين للحزب في كل الوطن العربي ويقر سياسة معينة فعلى البعثيين يلتزموا بها ومن له رأي مخالف لهذه المقررات عليه أن يحتفظ به والحزب يحترم الرأي، أما أن البعث قد اعتمد الانقلاب العسكري كوسيلة للوصول إلى السلطة فهذا اتهام غير صحيح، فلا نظرية البعث توافق على الانقلابات العسكرية ولا تطبيقات حزب البعث تم اعتماد الانقلابات العسكرية كطريق للوصول إلى السلطة، وأنا أريد أن أقودك هنا إلى السؤال ( المضمر) وهو أن البعثيين تحركوا في 1985 وفي 1990م لتغيير الأنظمة وأجيب على ذلك بـ:

أولاً: ليس هناك ما يثبت أن البعثيين كانوا وراء هذين التحركين فلنلقي نظرة عليهم التحرك الأول 1985م بقيادة الشهداء خالد الزين ومحمد عثمان كرار وبلول وغيرهم من كوكبة الشهداء كان في إطار تجمع الشعب السوداني. ضمن أهداف معلنة هي إعادة الديمقراطية والتعددية … ألخ والتحرك الثاني في 1990م الذي استشهد فيه نفر من خيرة أبناء السودان ومن أعظم ضباط جيش السودان ، هؤلاء باعتراف الرئيس عمر حسن أحمد البشير كانوا يريدون إعادة الديمقراطية وإعادة الأحزاب .. فأين النهج اللا ديمقراطي ؟ إذا كنا متهمين بحركة مارس ـ أبريل 1985م ورمضان 1990م فإن كلا الحركتين كانتا تهدفان إلى إعادة الديمقراطية وهذه حقائق ثابتة لا يستطيع أن يجادل فيها إلا مكابر لأن أعداء الحركتين أقرا بذلك، هذا دليل إثبات على نهج البعث الديمقراطي إذا كان هو وراء هذين الحركتين.

ماذا عن الحوار البعثي البعثي ، ومحاولة اندماج البعثيين

في تنظيم واحد ـ العراقي والسوري؟

لا يوجد حوار بعثي ـ بعثي فحزب البعث هو حزب واحد نحن لا نعترف بوجود حزب آخر للبعث ، في سوريا جرى منذ 23/2/1966م انقلاب على حزب البعث العربي الاشتراكي وسمى الانقلابيون انفسهم باسم حزب البعث أي انتحلوا الاسم كما تنتحله بعض الفئات بدعم من أجهزة الأمن السوداني.

أجهزة الأمن في السودان أخرجت فئات من مختلف الأحزاب حتى تظهر هذه الأحزاب بمظهر الانقسام والتفتت، فأخرجت فئات من حزب البعث فهذا ليس انقساماً، ونحن نسمي هؤلاء بالمتساقطين عن مسيرة البعث فهل يجري حوار بين الحزب وبين المتساقطين عن مسيرته والذين شككوا في أمر الوحدة وعروبة السودان ؟ أين القاسم المشترك مع هؤلاء ، هنالك قاسم مشترك بيننا والأحزاب الناصرية واللجان الثورية وكل أصحاب الاتجاهات القومية ولكن المرتدين على حزبهم فليس بيننا وبينهم حوار، فلم يعد هنالك قاسم مشترك حتى نتحاور معهم ، راجع وضع القوى السياسية في جامعات العاصمة والأقاليم وفي الأحياء المختلفة في المدن ووسط القوى الجماهيرية من أطباء ومحاميين … ألخ هل تجد غير حزب البعث العربي الاشتراكي هل تجد ممثلين عن من تساقطوا عن مسيرة الحزب، فهذه مجرد مجموعات صغيرة معزولة عن حزب البعث والحركة الشعبية وإذا جرى تبنيها من بعض الأشخاص والقوى السياسة التي تريد إيذاء حزب البعث ، فهي إذن مجرد أدوات لهذه القوى وإذا أردنا الحوار فلنتحاور مع من يصنعونهم، وهذا ليس تعالياً وإنما هذه هي الحقيقة وأنا طلبت من بعض قادة القوى السياسية الذين التقيتهم أن ينظروا لهذا الأمر من هذه الزاوية.

البعض يعتقد أن المقاومة تسعى إلى إعادة العراق إلى مرحلة صدام حسين

وهي في نظره محاولة يائسة ومرفوضة؟

اليائسون هم المتساقطون عن المسيرة وليس البعث، فالبعث هو حزب الإيمان والتفاؤل . البعث يؤمن بحتمية النضال ولكن الذين يعتقدون أن أمريكا لا تهزم هم اليائسون نحن نؤمن إيماناً أكيداً أننا سوف نهزم أمريكا، نحن يومياً نهزم أمريكا في العراق المقاومة في حد ذاتها هزيمة لأمريكا بإعتراف قادة أمريكا بانهم لم يتوقعوا أن تكون بهذه القوة ومن أين للمقاومة هذه القوة ؟ العراق ليس بلداً تحتمي فيه المقاومة بالجبال والغابات المقاومة في العراق تحتمي بالشعب، كما اعترف توني بلير الذي قال إن هؤلاء يذوبون وسط المجتمع أي يحتمون بالشعب وهذه حقيقة فليست هنالك جبال أو مغارات . كيف تحتمي بالشعب إن لم تكن لها قاعدة شعبية أصلاً مقاومة بهذا المستوى وهذه الفعالية وعلى مدى عامين تواجه أعتى قوة في العالم ، فكيف يمكن لهذه المقاومة أن تستمر وتتصاعد وان تكون بهذا العنفوان و القوة على مدى عامين وهي محاصرة من دول الجوار ومحاصرة من قبل العملاء الذين جاءوا من إيران وغيرها، كيف يمكن لها مع ذلك أن تستمر لو لم تكن ذات قاعدة شعبية عريضة ؟ مواجهة أمريكا ليست هزلاً ورأيتم ما حدث في الفلوجة ، سامراء .. الخ مقاومة عنيفة أكثر من 55.000 معتقل في العراق عدا الشهداء الذين فاقوا الـ 200.000 المقاومة التي تعتمد وتنطلق من الشعب لابد أن تنتصر والذين لا يؤمنون بقدرة الشعوب على تحقيق النصر هم ليسوا يائسين فحسب، بل يحاولون إشاعة هذا اليأس وسط جماهير الأمة لستر عجزهم واستسلامهم.



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
SudaneseOnline.Com All rights reserved