وصرح سكان اولد فانجاك وهي قرية معزولة بولاية أعالي النيل للصحفيين بأن الاتفاق بين الحكومة السودانية وحركة الجيش الشعبي لتحرير السودان المتمردة السابقة أثارت الامال في أنه قد يعاد جمع شملهم بأقاربهم.
وأضافوا أن معظم عمليات الخطف قامت بها ميليشيات ساندتها الحكومة السودانية. وتنفي الخرطوم ضلوعها في الاختطاف ويشير محللون إلى أن الميليشيات التي قيل إنها مسؤولة عن اختفاء معظم هؤلاء الاشخاص ليست طرفا في اتفاق السلام.
بيتر رواي كولنيانج غالب دموعه حين تذكر خطف زوجته وطفله الرضيع عام 2001. وقال كولنيانج (37 عاما) وهو من قبيلة النوير بقرية اولد فانجاك بوسط السودان "جنود الحكومة وأفراد الميليشيات جاءوا في زورق وأخذوا يطلقون النار بكثافة. حاولت أن أمسك بزوجتي التي كانت ترضع طفلي لكنهم أمسكوا بها قبلي وحملوهما على متن الزورق... لم أرهما مجددا."
وتتشابه قصته مع القصص التي يرويها الاف اخرون ممن فقدوا أقارب على يد خاطفين خلال الحرب في جنوب السودان المصدر للبترول.
وتحمل هذه الروايات أصداء العبودية التي كانت جزءا من ماضي السودان حيث كان العرب يخطفون الرجال والنساء والاطفال من جنوب السودان في غارات عنيفة حتى يباعوا كعبيد. وتنفي الحكومة أن يكون الرق ما زال موجودا في السودان.
وقال جون نهيال الذي كان قد خطف أيضا "جاء الجنود وأفراد الميليشيا في زورق وانتشروا في كل مكان ثم خطفوا أشخاصا ووضعوهم على متن الزورق."
وأضاف وهو يظهر لثته حيث انتزعت أسنانه السفلية "ضربوني كثيرا وعذبوني وأخذوا يضربوني بالبندقية وانتزعوا أسناني". وتمكن نهيال من الهرب فيما بعد.
ويريد سكان اولد فانجاك من المجتمع الدولي ممارسة الضغوط على الحكومة لتأمين اطلاق سراح أقاربهم. وتنفي الخرطوم ضلوعها في هذا الامر. وصرح مصدر بالجيش لرويترز لدى سؤاله عن عمليات الخطف قائلا "لم تهاجم الحكومة وقوات الميليشيات التابعة لها مدنيين أو ترتكب انتهاكات بحقهم قط."
وبموجب الترتيبات الامنية التي وضعت في اطار الاتفاق يتعين على الميليشيات الانضمام اما إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان أو القوات الحكومية في غضون 12 شهرا من التوقيع. وقالت منظمات اغاثة إن الميليشيات لم تنضم إلى أي من الجانبين بعد وما زالت تعتدي على سكان القرى وتسطوا عليهم.
وصرح الاب انطونيو لا براكا وهو مبشر كاثوليكي يعيش في المنطقة منذ قرابة عشرة أعوام لرويترز أن الاسرى يستغلون في الاساس دروعا بشرية في البلدات التي يسيطر عليها الجيش لاثناء الجيش الشعبي لتحرير السودان عن مهاجمتها. وأضاف أنهم كانوا يستخدمون ايضا عمالا فيما كان البعض يجبر على القتال.
وقال العديد من السكان إنه رغم اطلاق سراح زوجاتهم وأطفالهم فانهم لم يستطيعوا العودة بسبب نشاط الميليشيات على امتداد النهر وهو الطريق الرئيسي الذي يقود إلى القرية.
وقال بيتر كولنيانج "إنهم يخافون العودة. إنهم يخشون أن تقوم الميليشيات الموجودة في فم وهي بلدة تطل على النهر بخطفهم مجددا."
وقال العديد من السكان إن أقاربهم موجودون في مالاكال وهي بلدة تسيطر عليها الحكومة على بعد 120 كيلومترا من القرية غير أنهم اما خائفون من العودة أو لا يملكون الموارد اللازمة لذلك. وقال ساكن آخر "نناشد المجتمع الدولي وحكومتنا أن تنظر في حالتنا وأن تساعدنا على لم شمل أسرنا حيث ان هناك سلاما الان."
من وانجوي كانينا