أكد الاستاذ فاروق أبو عيسى مساعد رئيس التجمع للشئون القانونية والدستورية ان
على الحكومة السودانية استحقاقات نابعة من اتفاق القاهرة الموقع بينها والتجمع
الوطنى المعارض تتعلق بعدد من القضايا الوطنية التى تستوجب الايفاء بها ، ونفى
أبو عيسى فى تصريح لمراسلة (أخبار اليوم) ان تكون الحكومة قد اتصلت رسميا
ومباشرة بقيادات التجمع فى القاهرة بشأن قضية المشاركة فى لجنة الدستور او
غيرها ، الا انه قال (علمنا بان هناك اتصالات تمت بين الحكومة وبعض التنظيمات
والاحزاب من وراء ظهر التجمع ، منبها الى ان هذا الامر قد رفض من قبل سكرتارية
التجمع فى الداخل ، ومؤكدا تأييد التجمع لموقف سكرتاريته بالداخل ، وقال ابو
عيسى بانه لامكان للمفاوضات والاتصالات الثنائية على طريقة النهج الذى تتبعه

الحكومة .

واعتبر ان موقف الحركة الشعبية المؤيد لموقف سكرتارية الداخل امر طبيعى لان
الحركة نفسها جزء أصيل لايتجزأ من التجمع الوطنى المعارض .

وشدد ابو عيسى على ان التجمع الوطنى مازال مصرا على ان الدستور هو الاطار
القانونى الذى يجب ان يحكم قضايا السلام ،والتحول الديمقراطى ، والوحدة،
والتنمية خلال الفترة الانتقالية، الامر الذى يحتم مشاركة كافة القوى السياسية
باحزابها وجماعاتها ومجتمعها المدنى بما يوفر الاجماع الذى لابد منه لدرء
المخاطر العديدة التى تحدق بالبلاد .

وجدد ترحيب التجمع باتفاق الحكومة والحركة على ضرورة تعديل نسب مشاركة القوى
السياسية الاخرى فى لجنة الدستور بما يحقق العدل والمساواة وفق الفقرة الثانية
من اتفاق القاهرة .وقال ان ترحيب التجمع مرتبط ومتلازم تلازما لافكاك منه بين
مراجعة نسب المشاركة فى السلطة ،والتأكد من صدق وجدية الحكومة فى التنفيذ
الحرفى لذلك الاتفاق باعتباره الاساس الذى لابد منه للتحول الديمقراطى .

واكد ابو عيسى على ان التطورات والمستجدات فى المنطقة وعلى الساحة الدولية
بلؤرت مزاجا ايجابيا عبر عن نفسه بوضوح فى مؤتمر المانحين بأسلو مؤخرا وذلك فى
تأكيده على ان اتفاقية السلام والتحول الديمقراطى لايمكن لهما ان يريا النور
ويكونا حقيقة مالم تحل قضايا دارفور، والشرق بما يحقق مطالب واشواق اهلنا هناك
، مشيرا الى حرص المجتمع الدولى على هذا الامر مما جعله صريحا فى المطالبة
بحكومة بديلة تعبر عن اجماع الامة ، وتكون مؤهلة لمواجهة التعقيدات التى ترتبت
على سياسات الفترة الماضية على ان تكون هذه الحكومة مقبولة شعبيا، ودوليا،
واقليميا ، وان تكون معبرة عن طموحات أهل السودان فى الجنوب والشرق والغرب ،
والشمال .

وحذّر ابو عيسى قائلا: لايخفى على احد الان بأن الجميع امام ظروف جديدة فرضتها
المستجدات التى طرأت على الساحة مؤخرا.

وطالب أبو عيسى الجميع بالارتقاء الى مستوى هذه الاحداث ، والتعامل مع الامور

بطريقة جديدة بعيدا عن سياسة الاستيثار، وانكار الاخرين ، والتقليل من قدرهم .

واوضح ابو عيسى بان التجمع عقد اجتماعا هاما ظهر امس بمقره بالقاهرة تركز حول

بلؤرة خطه السياسى التفصيلى فى مواجهة المستجدات على كافة الساحات وصولا الى
الحلول الناجعة والشاملة لمجمل الازمة السودانية ، وقال ابو عيسى ان التجمع
يكثف اجتماعاته مع كافة عضويته وفصائله الموجودة فى القاهرة هذه الايام باعتبار
ان خط التجمع السياسى يرتكز على تحقيق اجماع وطنى بمشاركة كافة القوى السياسية
الفاعلة على الخارطة السياسية السودانية وذلك من اجل حماية سيادة الوطن وامنه
القومى ، والالتزام بتنفيذ اتفاقية السلام تنفيذا خلاقا يحقق السلام، والوحدة
ويجعلها خيارنا الاول ، ويسير فى طريق التحول الديمقراطى بطريقة جادة( لالف
فيها ولادوران ولامناورات) وذلك عبر حكومة قومية تكون بديلا حقيقيا للوضع
الحالى .