افتتح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ورئيس وزراء النرويج كيجلى ماجنى أمس(الاثنين) في العاصمة النرويجية أوسلو مؤتمر الدول المانحة لبحث سبل توفير المساعدات المالية لإعادة بناء جنوب السودان. ويشارك السودان بوفد يرأسه النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمود طه اضافة الى وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة رئيس الحركة جون قرنق.

ويحضر المؤتمر الذي يستمر يومين وفود تمثل نحو 60 دولة ومنظمة دولية لمناقشة كيفية جمع مبلغ 6,2 مليار دولار لدعم عملية بناء المناطق الجنوبية من السودان التي دمرتها أطول حرب أهلية شهدتها القارة الإفريقية (21 عاماً)، ولكن الدول المانحة تشعر بقلق بسبب استمرار الصراع في دارفور.

ودعا الامين العام للامم المتحدة الاطراف الدولية الى دعم مسار السلام الهش في جنوب السودان مذكرا بضرورة مساعدة سكان منطقة دارفور. وقال عنان في اليوم الاول من المؤتمر «ان السودانيين يتطلعون الى مياه نظيفة وشيء من الغذاء لعائلاتهم ومدارس لاطفالهم ونظام صحي مقبول وآفاق تنمية».

واضاف «انهم يستحقون السلام ويجب علينا ألا نتركهم مهمشين» وأكد رئيس وزراء النرويج كيجلي ماجني في كلمة له عند افتتاحه المؤتمر «ان المسألة السودانية تستحوذ على اهتمام عدد كبير من دول العالم »، واضاف «ان هناك اهمية كبيرة ان يسفر هذا المؤتمر عن مشاركة قوية من قبل الدول الحاضرة لدعم جنوب السودان». وقال النائب الاول للرئيس السوداني في اوسلو امس «وقعنا على اتفاقية سلام ولكن نعرف ان السلام يذهب الى مدى ابعد من اوراق التوقيع».

وقال زعيم الجبهة الشعبية لتحرير السودان « الاتفاقية مكسب للجميع» وأكد كلاهما أن احتياجات المساعدات كبيرة بعد حرب جعلت جيلا لا يتذكر شيئا عن السلام. وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية اليابانية أمس الاثنين إن اليابان ستدفع مساعدة مالية تبلغ مئة مليون دولار للمساعدة على إعادة اعمار جنوب السودان، وأوضحت ان نائب وزير الخارجية الياباني ايشيرو ايساروا سيكشف تفاصيل المساعدة اليابانية في مؤتمر الجهات المانحة في أوسلو.

وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بى بى سى) امس أنه من المتوقع أن يطلب الامين العام من الدول المانحة التعهد بتوفير 2,6 مليارات دولار لاعادة بناء جنوب السودان، موضحة أن الأمم المتحدة كانت قد أكدت في وقت سابق أنه لا يمكن تحقيق السلام الدائم في هذا البلد دون توفير الدعم المالي العاجل من المجتمع الدولي.

وقالت الإذاعة إن الولايات المتحدة أعلنت بالفعل أنها ستساهم في نسبة كبيرة من المبلغ المطلوب، إلا أنها أكدت (مثل غيرها من الدول المانحة) أهمية إنهاء العنف بإقليم دارفور. ويحضر نائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك محادثات أوسلو اليوم (الثلاثاء).

وقال عنان إن على الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان التعاون وان يضعوا «ما يحدث في دارفور نصب أعينهم» وأضاف «إن الوضع في تلك المنطقة الواقعة غرب البلاد شديد الخطورة مع استمرار إساءة معاملة السكان المدنيين والهجمات على العاملين في هيئات الإغاثة».

وقال نائب الرئيس السوداني للصحافيين الليلة قبل الماضية انه «يتعين على الجهات المانحة ألا تحجم عن تقديم المعونات بسبب الصراع في دارفور وان السودان بحاجة إلى المساعدة.. وعندما يجد سكان دارفور أن مكافأة السلام هي التأييد والتشجيع من المجتمع الدولي اعتقد انه سيكون حافزا مهما للغاية كي يسود السلام في دارفور» ويقول تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أيدته الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان ان السودان يحتاج إلى معونات تبلغ 6,2 مليار دولار حتى نهاية عام 2007 للمساعدة في بناء كل شيء من الطرق الى المدارس.