المؤتمر الشعبي خطط لضرب مصفاة البترول بالطائرات

الخرطوم – هيام الإبس

تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بإقامة حكم العدل كاملا علي كل المتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي استهدفت قيادات الدولة العليا ومواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم والتي احبطتها الاجهزة الامنية في مراحلها الاولية ، وقال البشير ان عملية المؤتمر الشعبي الانقلابية يحركها الحقد ولم يكن الهدف انقلابا لاسنلام السلطة فقط بقدر ما كانت محاولة بخطط تخريبية بديلة منها استخدام الطائرات في ضرب مصفاة البترول ومحطة الكهرباء ، وقال البشير ان المؤتمر الشعبي قصد بعملياته التخريبية نقل الحرب من دارفور الي الخرطوم .

وهاجم البشير بعنف زعيم حزب المؤتمر الشعبي د/ حسن الترابي وحمله شخصيا مسؤولية المحاولة الانقلابية الاخيرة. ووصف البشير أساليب الشعبي ومحاولاته إثارة النعرات العنصرية والجهوية بالوضيعة والدنيئة، واستهدفت تفكيك الوطن وخلق بؤر للصراع مثل تلك التي تعيشها دارفور الآن. واعلن في لقاء مع رؤساء التحرير وقادة النقابات والاحزاب المسجلة امس، ان المؤتمر الشعبي سيظل محظورا الا في حال ادانة قادة الحزب افعال الترابي وعزله عن زعامته، واعتبر ان اي حوار مع المؤتمر الشعبي خيانة للامانة مشيرا الي ان قادة الحزب لو فعلوا ذلك فسيسمح لهم بممارسة نشاطهم وإعادة دور الحزب المغلقة واصدار صحيفته المعطلة ، واتهم البشير حزب المؤتمر الشعبي بالتعاون مع منظمات مشبوهة تسعي اصلا الي تقسيم السودان منها منظمة التضامن المسيحي التي مولت ما يعرف بمؤتمر المهمشين المؤنمر الذي نظمه د / علي الحاج وخرجت اوامره من الترابي وقال البشير ان هذه المنظمات تدعم المؤتمر الشعبي والحركات المتمردة في دارفور بملايين الدولارات .. وأضاف ان المحاولة الاخيرة اعد لها بدقة عبر خلايا صغيرة كانت لا تعرف بعضها، ولها اسلحة جاهزة منتشرة في مدن الخرطوم الثلاث بصورة افضل من التي كشفت عنها السلطات في مارس الماضي. واكد البشير ان كل هذا العمل هومسؤولية الترابي موضحا ان هناك شخصا واحدا بين الترابي وبقية قادة المحاولة، وقد تكون هناك قيادات محدودة لها علم بذلك، ورأى ان اضراب الترابي عن الطعام في معتقله الشهر الماضي كان مخططا لنقله من السجن الي المستشفي حتي يدير العملية التخريبية ويوجه عناصره بصورة مباشرة، وقال ان الاسلحة التي وصلت الخرطوم جاءت عبر مهربين متخصصين ونقلت عبرالطرق الترابية لتجنب مراقبتها. واكد البشير انه تم احباط المحاولة الاخيرة تماما بعد اعتقال قيادتها العليا والميدانية وضبط معظم الاسلحة الاساسية التي كانت ستستخدم فيها. وتطرق الرئيس الى مستقبل التفاوض مع الحركة الشعبية على خلفية تصريحات زعيمها جون جارانج الأخيرة وقال سنستمر في المفاوضات في نيفاشا رغم التصريحات السالبة لجارانج. وتحدث بكري حسن صالح وزير الدفاع عن متابعة الاجهزة لعناصر المحاولة الانقلابية لمدة 38 يوما ورصد تحركاتهم ولقاءاتهم التي نقلوها الي العراء لتجنب رصدها امنيا، مؤكدا ان السلطات لا تزال تبحث عن اسلحة اخري بعد ان اجرت تمشيطا بالطائرات شرقا وغربا للتأكد ان كانت هناك اسلحة كانت في طريقها الي الانقلابيين. ووجه انتقادا لمواقف الحركة الشعبية وتحركات رئيسها جون جارانج والتجمع المعارض. وقال ان الحكومة رغم ذلك، لن تغلق باب الحوار معهما وستذهب الي القاهرة ونيروبي لاستئناف المفاوضات من اجل تحقيق الوفاق واقرار السلام في جنوب السودان.

وأعلن أن السلطات العسكرية بدأت في التحقيق مع العسكريين المتورطين في الأحداث التي كان مخططا لها الجمعة الماضي. وأشار عبدالرحيم محمد حسين وزير الداخلية في اللقاء الى تمكن الأجهزة المختصة من القبض على قيادات الخلايا بنسب كبيرة في بحري والخرطوم وأم درمانمؤكدا أن عمليات البحث عن الاسلحة ستستمر في الأيام القادمة، وطالب قادة التنظيمات السياسية والمهنية التي شاركت في اللقاء سرعة تقديم المتورطين لمحاكمات عادلة وحذروا من مجاملة الشعبي باعتبار أن المجاملة هي التي أوصلتهم لهذا المستوى من التآمر.

ترحيب سوداني

من جهة أخري ابلغت الحكومة السودانية الأمم المتحدة رسمياً ترحيبها بزيادة قوات حماية المراقبين التابعة للاتحاد الافريقي بولايات دارفور. وقال د/ مجذوب الخليفة وزير الزراعة الامين السياسي للحزب الحاكم ان الحكومة ارسلت خطاباً رسمياً للأمم المتحدة وآخر للاتحاد الافريقي ترحب فيه بزيادة قوات الحماية للمراقبين واضاف في تصريحات صحفية امس ان

النقاش التفصيلي لهذا الامر سيكون من اختصاص الاجهزة الفنية المختصة مع السطات المختصة في الاتحاد الافريقي. واكد الخليفة دور ليبيا المتقدم والمتميز بحكم علاقتها الخاصة بالسودان وصلتها بالاتحاد الافريقي في حل قضية دارفور واضاف ان ليبيا جزء من الحوار الدائر والعمل الآتي لحل قضية دارفور. وكشف عن زيارة سابقة قام بها لطرابلس في ذات الاطار وتنسيق العلاقة لحل قضية دارفور. و قال الخليفة في تعليقه على انضمام عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان لوفد التجمع الذي يفاوض غداً الحكومة ان هذا يسأل عنه التجمع. واضاف اذا انضم متمردو دارفور للتجمع واصبحت القاهرة مكاناً لحل القضية كلها فالحكومة تفاوض في نيفاشا وابوجا والقاهرة للوصول الى رؤية جادة لحل كافة القضايا.

اعلن البشير ان وفد الحكومة لمفاوضات القاهرة مع التجمع الوطني المعارض سيتوجه اليوم الي القاهرة برئاسة د/ نافع علي نافع وزير الحكم الاتحادي علي ان يلحق النائب الأول بالوفد خلال اليومين المقبلين. وقال البشير ان الحكومة ستعمل على مواصلة الحوار مع جميع القوى السياسية دون عزل أو حجر، وفي غضون ذلك اعلن شارلس سنايدر المبعوث الأمريكي للسودان أن نجاح مفاوضات القاهرة يعطي اشارة نجاح للمبحاثات المرتقبة بين الحكومة وحاملي السلاح في دارفور.

موافقة علي الحل الساسي

وعقدت سكرتارية التجمع الوطني الديمقراطي بالداخل اجتماعاً الليلة قبل الماضية، ضم القوى السياسية خارج التجمع، باستثناء حزب الامة، الذي لم تقدم له الدعوة حسب ما قال امينه العام د/ عبدالنبي علي احمد ، واستبعد علي السيد الناطق الرسمي باسم التجمع ان يكون غياب حزب الامة بسبب الحوار مع الحكومة. واكد السيد ان القوى السياسية تفهمت موقف التجمع، ووافقت على الحل السياسي. مشيراً الى ان اجتماعاً يعقد في غضون الايام القادمة لمعرفة ما اذا كانت تلك القوى تفوض التجمع أو تعين مناديب لها في التجمع الوطني مشيراً الى ان المبادرة وجدت الترحيب من القوى السياسية. واوضح د/ عبدالنبي علي احمد ان حزب الامة ليس لديه تحفظ بشأن الحوار بين الحكومة والتجمع، مؤكداً تطور العلاقات بين الحزب والتجمع، وقال سنرد للتجمع كتابة عن رأينا في كل ما يتعلق بكافة القضايا. واشار الى ان تجمع الداخل لا يحق له ان يدعو اي طرف للمشاركة في الحوار، بدعوى ان المفاوضات برعاية مصرية ولا يحق للتجمع أو الحكومة دعوة اي طرف.

هجوم علي معسكر النازحين

وعلي صعيد الاوضاع في دارفوراعلن الحاج عطا المنان والي جنوب دارفور ، مقتل اثنين من افراد الشرطة وجرح اخرين بمعسكر كلمة للنازحين قرب مدينة نيالا إثر هجوم نفذه مجهولون امس، ووصفت وزارة الداخلية الحادث بأنه تطورا خطيرا خطيرا يسعي لافشال الجهود الرامية للسيطرة علي الاوضاع الامنية في دارفور في الوقت الذي تسعي فيه الشرطة لتأمين النازحين وتعمل علي الايفاء بالتزامها باتفاقاتها مع الامم المتحدة. وقال البيان ان الاعتداء يجسد روح عدم المسؤولية وعدم احترام التمرد لما تم الاتفاق عليه في انجمينا من وقف لاطلا ق النا ر بين المواطنين وخلق فجوة امنية خطيرة. واعلنت الشرطة ان عدد مواقعها التي دمرت بلغ 68 موقعا بجانب مقتل 408 من افرادها، وقالت ان الحوادث علي افرادها بلغ مجملها 40 تعديا منذ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار في ابريل الماضي، 18 اعتداء منها بولاية شمال دارفور و15 بجنوب دارفور و7 في غرب دارفور، واضاف البيان ان الاعتداءات طالت حتي قوات الرقابة الافريقية حيث اعلن ذلك رئيس لجنة المراقبة النيجيري فو اوكونوكو. واعربت الداخلية عن اسفها من ان التمرد بدأ يستهدف الشرطة المناط بها حفظ الامن بصورة مباشرة واغتيال افرادها، بجانب تعرضها للتشكيك والاتهامات المغرضة بهدف خلق هوة بينها وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وحمل المتمردين علي الاقلاع عن اعتداءاتهم التي تعيق جهود السيطرة علي الامن.

حكم بالإعدام

أدانت محكمة نيالا الخاصة رقم (1) برئاسة هشام أسد قاضي المحكمة تسعة من المتهمين في قضايا تتعلق بالقتل والحرق والنهب المسلح وحيازة أسلحة غير مشروعة بولاية جنوب دارفور. قضت المحكمة حسب محجوب عبدالله قاضي المحكمة العامة المشرف على مجمع المحاكم بولاية جنوب دارفور بإعدام ثلاثة من المتهمين شنقا حتى الموت وقال إن المحكمة أدانت ستة آخرين في البلاغ وصلت عقوبتهم السجن لفترات تتفاوت بين ثلاث الي خمس سنوات. و قال إن المحكمة الخاصة تنتظر خلال اليومين القادمين في بلاغات (40) منتظرا في جرائم تتعلق بالقتل والحرابة والنهب المسلح.

ما بعد السلام

ناقش المهندس ابراهيم محمود حامد وزير الشئون الانسانية مع المسئولين في الوزارة امس خطتها لعام 2005م موضحا ان الخطة ارتكزت علي مرحلة ما بعد السلام وعلي برامج اعادة النازحين واللاجئين وتوطينهم ودمجهم في المجتمع والعمل علي توفير المساعدات الانسانية العاجلة في مناطق العودة ونزع الغام في برنامج منفصل لولايات دارفور . وقال الوزير ان الخطة تشتمل علي برامج للولايات التأثرة بالحرب والجفاف في شرق السودان وشمال كردفان وبرامج للسلام الاجتماعي وبناء قدرات المنظمات الوطنية ومؤسسات الحكومة مشيرا الي ان وفدا من الوزارة سيشارك في مؤتمر المانحين يحمل مشروعات محددة لمناقشتها في المؤتمر . ورد وزير الشئون الانسانية بقوة علي تصريحات لممثلة لجنة حقوق الانسان بشأن الابادة الجماعية والاغتصاب التي وصفها حامد بأنها نابعة من ابعاد شخصية ولا تعبر عن الحقيقة ، وكانت ممثلة لجنة حقوق الانسان ادعت امس ان هناك اغتصابا منظما وعمليات حرق لقري كاملة في دارفور رغم ان لجنة حقوق الانسان الدولية لم تصدر تقريرها بعد عن الاوضاع في دارفور .