نائب الترابي لـ«الشرق الأوسط»: ما كنا نعتقد أن الخلاف مع الحكومة يصل إلى حد القتل

سودانيز اون لاين
9/12 11:20pm

قال الدكتور علي الحاج، نائب الامين العام للمؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي، ان منظمات حقوقية دولية بينها منظمة «هيومان رايتس ووتش» الاميركية، تتابع قضية الطالب الذي قتل في معتقله بالخرطوم، اول من امس، نتيجة لتعرضه للتعذيب. وقال الحاج الذي اتهم حزبه قبل ايام بالاعداد لمؤامرة تخريبية، في السودان ومحاولة اسقاط نظام الحكم، انه لا يجد تفسيرا منطقيا لما يحدث وللاتهامات ضدهم، لكنه اشار الى انه ما كان يعتقد ان الخلافات بين الاسلاميين، تصل الى درجة القتل. ونفى الحاج في حوار مع «الشرق الاوسط» كل الاتهامات التي وجهتها لهم الحكومة في ما يتعلق بالمحاولة الانقلابية او التخريبية، او مزاعم تهريب السلاح من اريتريا، مشيرا الى انها «اكذوبة» واوضح ان حزبه لا يحتاج الى جمع السلاح، لانه ليس حركة مسلحة، وانه تعلم الدرس من انقلاب يونيو (حزيران) 1989. وهذا نص الحوار:
* قتل احد الطلاب من عناصر حزبكم، في المعتقل، هل تعتقدون ان الوفاة كانت من جراء التعذيب؟ - بالتأكيد.. نعم، لان التقرير الطبي أكد انه تعرض لضربات في الرأس وبقية اجزاء جسمه، واننا حاليا بصدد الحصول على نص التقرير، وتصعيد القضية دوليا. فالعالم الان بقي قرية صغيرة، وما يحدث في أي مكان، اصبح عرضة للكشف عنه في الحال، كما ان السودان الان تحت المجهر. والقتيل اسمه شمس الدين ادريس وهو مسؤول طلابي في الشعبي، وخريج جامعة النيلين.
* كيف قتل وهل تحدثتم مع ذويه؟
- انا اتصلت بوالد القتيل واخيه، وقالا لي انه صلى الجمعة في مسجد بضاحية ام بدة بأم درمان، حيث يقيم، وبعد الصلاة تم القبض عليه ثم اتصلوا بأهله لاحقا وقالوا لهم ان ابنهم مات، وكان يشتكي من الم في بطنه. ثم هددوهم من التحدث بشيء، لكن والده قام بارسال ابنه الى المشرحة وهناك اكتشف انه أصيب بكسر في الرأس واليد. وهناك حالات اخرى في العناية المكثفة بالمستشفيات. ونقوم حاليا باتصالات مع منظمات حقوق الانسان، لكشف ما يحدث، كما ان منظمة هيومان رايتس ووتش الاميركية اتصلت بي لمعرفة ملابسات وفاة الطالب شمس الدين، وقد زودناها بكل الحقائق.. لكننا نخشى على البلد، اكثر من خشيتنا على الافراد.
* كيف تردون على الاتهامات ضدكم.. وفيها اتهام ضدكم بالاعداد لانقلاب وتهريب للسلاح؟ - المحاولة هي مجرد «اكذوبة» تطلقها الحكومة كلما مرت بأزمة، وهذه ليست المرة الاولى، كما تعلم.. ونحن لن ننشغل بما تقوله الحكومة.
* ولكن لماذا تستهدفون انتم دون غيركم؟
- نحن مثل الاخرين في حيرة من تصرفات هذا النظام، واصبحنا لا نعرف اهدافهم، ولكن على الاقل ما كنا نعتقد ان تصل الامور بيننا لدرجة القتل.. وقد كنا في السابق جسما واحدا.. ولكنني الان اقول اننا فشلنا في ايجاد قراءة صحيحة لما يدور، كنا نعتقد انهم «ناسنا» ولكن اكتشفنا اننا على خطأ. ونحن نسأل دائما عما يدور ولكننا لا نجد اجابة.
* هناك ربط بين زيارتك الاخيرة الى اريتريا، وما اثير من تهريب السلاح من هناك؟ - زيارتي لأسمرة كانت لاجراء محادثات سياسية، ولا علاقة لها بما يقال. نحن لا نحتاج الى سلاح من أي جهة لاننا لسنا حركة مسلحة.. نحن قمنا بانقلاب في السابق، واستعملنا الة الجيش، واتينا بهؤلاء.. ورأينا نتيجة الانقلاب. لذلك نحن لا نحتاج لجلب سلاح من اريتريا، او من غيرها.. ولا نؤيد العمل المسلح.. نحن نؤيد العمل السياسي والشعبي المفتوح.
* ولكنكم طالبتم مرارا باسقاط نظام الحكم؟
- نحن طالبنا وما زلنا نطالب باسقاط الحكومة، ولكن ليس بالسلاح، بل بثورة شعبية يشترك فيها كل الناس بما في ذلك حاملو السلاح، سواء ان كان في الحركة الشعبية او في دارفور او غيره.
* معنى ذلك انكم تدعمون الحركات المسلحة؟
- نحن ندعمها سياسيا فقط، لان قناعتنا ان حمل السلاح في حد ذاته ليس مجديا. وتجربتنا في هذا المجال تمنعنا من القيام بأي عمل مسلح. واعتقد ان لدينا المقدرة لعمل انقلاب فالامر ليس بالشيء الصعب.. ولكننا لا نريد تكرار تجربة سيئة. يكفي الاخطاء التي حصلت وعرفناها وتبنا منها، وأخذنا درسا كبيرا في موضوع الانقلابات، ولا نحتاج لتكرارها. ولكننا نعتقد ان الشعب السوداني الذي قام بثورات شعبية من قبل، قادر على الاطاحة بهذا النظام ايضا. نحن ندرك خطورة العمل المسلح على بلادنا لذلك لا نميل اليه ابدا، وحتى اتصالاتنا مع الحركة الشعبية والاخرين المسلحين في دارفور، ليس بغرض طرح الموضوعات العسكرية.
* بالنسبة لحركة العدل والمساواة الناشطة في دارفور هل هناك روابط معكم كما يقولون؟
- بعض القائمين على امر هذه الحركة وليس كلهم، كانوا عناصر فاعلة في الحركة الاسلامية، وكانوا معنا.. مثلهم مثل علي عثمان طه والبشير. والذين هم في السلطة الان كانوا معنا ايضا.. لكنهم خرجوا علينا ونقضوا العهد، والامانة وفعلوا ما فعلوا بالاسلام وصورة الاسلام. كله خروج سواء من هنا او من هناك. والذين في السلطة الان فعلوا سابقة سيئة، وحملوا السلاح.. حتى على الاسلاميين مثلهم.
* هل يشارككم الاخرون في المعارضة باسقاط النظام عن طريق الثورة الشعبية؟
- أوكد لك وانا قادم من اسمرة (العاصمة الاريترية) قبل ايام.. كل القوى السياسية مجتمعة تريد ان يذهب هذا النظام، ولكن منهم من يريد ان يذهب عن طريق المشاركة في السلطة، أي مشاركة تؤدي الى اسقاط النظام، ومنهم من يريد ان تكون نهايته بالعمل السياسي، ومنهم من يرى ان يذهب بالطرق العسكرية. لكنهم كلهم مع ذهاب هذا النظام.
* هل انتم قادرون الان لقيادة ثورة شعبية؟
- رغم اننا نتميز بالقدرة على تحريك الشارع، ولكننا لن نقود الثورة الشعبية وحدنا، ولكن مع الاخرين. تجربتنا علمتنا ان الحركة الاسلامية يجب ان لا تنفرد بشيء، ولا بد ان تعمل مع الاخرين.. ونتائج الانفراد رأيناها، والبلد ليس ملكا لنا وحدنا، ونحن جزء من الاخرين ونعمل معهم، ورغم ان اطروحاتهم قد لا تكون مقبولة لدينا، ولكننا سنتعامل معهم. والذي يريد ان يشارك الحكومة، فليشارك، والذي يريد صنع السلام، فليصنع، والذي يريد ان يفاوض الحكومة سواء كان في اسمرة او القاهرة او جدة او ابوجا، فليفعل ما يشاء. ولكن خطنا النهائي انه لا يمكن ان يتحقق سلام حقيقي في الجنوب او في دارفور، ولا يمكن ان تكون هناك حريات او ديمقراطية مع الحكومة القائمة، لانها لا تؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة. وهذا هو سبب خلافنا معهم.. لاننا كنا نريد ان نعود للنظام الديمقراطي وهم رفضوا.
* الان وبعد كل هذا الهجوم عليكم.. هل ستغيرون اسلوبكم.. ام ستبقون على كل شيء كما هو عليه؟ - نحن سنستمر في اسلوبنا السياسي الشعبي، ولن نحمل السلاح، لان ذلك سيكون فيه خطورة على البلد. فالحكومة من غبائها حملت السلاح في دارفور مع اناس كانوا معنا في القتال، وكانوا مجاهدين هؤلاء ليسوا عنصريين او قبليين. سنظل في تمسكنا بالعمل السياسي الدؤوب.
* يقال انكم كنتم تخططون لهروب الترابي من معتقله؟
- هذا «كلام فارغ».. هم في الاساس يستهدفون الترابي، ويريدون الايقاع به، ويفعلون كل ذلك من اجل ايجاد ذرائع للايقاع به وتنفيذ سيناريوهاتهم. فالترابي.. حتى لما كان طليقا قبل اشهر، لم يفكر في الخروج، ولو اراد لفعل. وكان عرض عليه قبل سنوات ان يذهب الى بلد عربي للاقامة.. ورفض. فالافضل للترابي ولنا ان يكون موجودا في الداخل. ولكني اقول مرة اخرى ان ما يثار الغرض منه ايجاد طريقة لتنفيذ بعض السيناريوهات المعدة سلفا، ومن بينها التصفية الجسدية. قد يستطيعون فعل ذلك ولكن الاجواء الدولية الحالية ربما لا تناسب، وربما تقف عائقا لهم. كما انهم يعرفون انهم بعد ترك السلطة سيكونون ملاحقين من قبل المجتمع الدولي في قضايا كثيرة، منها مثلا محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك. حتى هذا الطالب الذي قتلوه اول من امس فان اهله سيطالبون بدمه. هم يعرفون ان نهايتهم اوشكت ولا يريدون تلطيخ اياديهم بمزيد من الدماء. ورغم ذلك فهم يضيقون على الترابي وقطعوا عنه الاتصالات كلها ولا يستطيع الان استقبال أي مكالمة خارجية.

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اخبار السودان بالانجليزى | اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد

contact Bakri Abubakr
Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved