حمير غرب السودان تنقذ الارواح في الحرب ولكنها تموت جوعا!

سودانيز اون لاين
4/20 5:54pm

الفاشر - رويترز
تفكر عائلات هاربة من الحرب في غرب السودان القاحل كيف تطعم أطفالها عند العودة الى بيوتها لان الحمير التي تحملهم الى مناطق آمنة تموت من التعب والجوع.
ساعدت الحمير في انقاذ حياة الالاف بحمل نساء وأطفال الى الامان من هجمات رجال الميليشيا من أصول عربية في اقليم دارفور كما انها عنصر حيوي لجماعات المزراعين من اصول افريقية.
قالت أنا رياتي من صندوق الامم المتحدة للطفولة)اليونيسف( في الفاشر عاصمة ولاية دارفور الشمالية لرويترز "عندما يقع هجوم فإن أول شيء يفعله القرويون هو وضع اطفالهم على الحمير وارسالهم أولا."
ويحبر رجال الميليشيات او الجنجويد المزارعين الافارقة الاصل وعائلاتهم على الخروج من قراهم في دارفور فيما تصفه منظمات دولية بانه تطهير عرقي بل حرب ابادة.
حملت منظمتان للثوار السلاح ضد الحكومة في دارفور في العام الماضي وشكتا من أن الحكومة اهملت الاقليم وسلحت رجال الميليشيا. ولكن حكومة الخرطوم تصفهم بأن هم خارجون على القانون.
ويقول قرويون ان الرحلة المضنية الى الامان عبر ارض قاحلة تسبب خسائر في الحمير. بعضها لا يستطيع اكمال الرحلة والبعض الاخر ينفق.
قال محمد موسى ادم )35 سنة( الذي هرب من القتال الى مخيم مشتال بالفاشر "مات حمارنا منذ جئنا الى هنا. أرسلت زوجتي وابني الاثنين على ظهره عندما بدأ الجنجويد الهجوم حتى أتأكد انهم في امان."
وقد تشرد مئات الالاف من الناس وفر أكثر من 100 ألف شخص عبر الحدود الى تشاد المجاورة.
وتقول رياتي ان الحمير تعاني لان أصحابها يخشون الخروج واحضار حشيش لغذائها.
وتهيم حمير عجفاء بحثا عن الغذاء في أكوام القمامة بين ملاجيء مؤقتة تتكدس بنحو 38 ألف نسمة في أحوال معيشية سيئة على مسافة 800 كيلومتر جنوب غرب الخرطوم.
وتحت الشمس الحارقة تتناثر على الطريق خارج الفاشر بقايا حمير ماتت قبل ان تكمل الرحلة.
قبل الحرب كانت الحمير تحمل الماء لري الزرع ونقل المحاصيل الى السوق. وتخشى الجماعات الافريقية الزراعية من تناقص عدد الحمير بحيث لا يستطيعون بدء حياتهم من جديد.
قال عبد الرحمن عيسى )38 سنة( احد سكان المخيم الذي هرب من بيته في شمال الفاشر ان الحمير يجب ان تعيش.
أضاف قائلا "اهم شيء الان الحشيش للحمبر. اذا ماتت كيف نستطيع العودة الى بيوتنا وأرضنا."
وتقدر اليونيسيف ان كل عائلة في ولاية شمال دارفور تمتلك بين ثلاثة وأربعة حمير في المتوسط.
قالت رياتي في اجتماع عقد لجمع نقود لشراء طعام للحمير "أصبح الحمار الان رمزا."
وموت الحمير ليس فقط كارثة اقتصادية لجماعات سكانية زراعية ولكن أيضا خسارة معنوية لاناس فقدوا الكثير.
قالت رياتي "عندالحديث مع هؤلاء الناس عن حميرهم يتأكد المرء من انها تعتبر جزءا من العائلة."

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اخبار السودان بالانجليزى | اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد

contact Bakri Abubakr
Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved