تحليلات اخبارية من السودان
أراء و مقالات
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل وعودة ملك الخواتم بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
13/12/2005 8:34 ص

قبل شهر من الان عاد وزير الخارجية الاسبق د.مصطفي عثمان اسماعيل من زيارة قام بها الي القاهرة بصدد حضور مؤتمر المصالحة العراقية ، وشاهدناه من خلال شاشات التلفزة وهو يناشد الاطراف العراقية ويطلب منها الاتفاق علي أدني الحلول ، وقد حضر بصفته مستشارا لرئيس الجمهورية ولكن اذا أمعنا النظر في سياق زيارته فسوف نجدها تدخل في صميم عمل وزارة الخارجية والذي تم تقسيمه بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الي ثلاثة محاور ، الجزء الخاص بأفريقية أصبح من نصيب الحركة الشعبية ويقوم بهذا الدور الدكتور لام أكول ، ومحور أوروبا أصبح من نصيب مجموعة الهندي المتوالية ويشغل هذا المنصب السماني الشيخ الوسيلة تحت مسمي وزير دولة بوزارة الخارجية ، أما بالنسبة للدول العربية وبناء علي مبدأ العلاقات الشخصية التي ذكرها عبد الرحيم حمدي في ورقته تم اختيار الدكتور مصطفي عثمان من أجل شغل هذا الدور الحساس ، فعاد دكتور مصطفي عثمان الي الاضواء من جديد وأصبح يتجول بين البلدان العربية بصفته مستشارا للرئيس في الظاهر ولكنه في الباطن يرعي مصالح حزب المؤتمر الوطني في الدول العربية ، وبذلك يمكنه قطع الطريق علي الحركة الشعبية ويجعلها أسيرة الفضاء الافريقي فلا تمتد أياديها الي ضياع أعتبرها المؤتمر الوطني من ملكه الحر، وبما أن دكتور مصطفي عثمان أصبح قريب الصلة بعمل الامين العام لجامعة العربية الاستاذ/عمرو موسي وبما أنه أصبح بحكم عمله السابق يعرف متاهات العلاقات العربية – العربية فوقع عليه الاختيار من أجل توفيق بين رأسي الاطراف المتخاصمة ، فلعله يصبح نموذجا يحتذي به مثل المرحوم/محمد أحمد محجوب والذي كان يعرف أدق التفاصيل عن الساسة العرب من أمثال الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل ، فمصطفي عثمان يعتبر نفسه أحد رموز المحور الشمالي العربي الاسلامي في السودان ، وذلك يعني أنه يحمل أكثر من مؤهل من أجل اداء هذا الدور .
ولا أدري ما الذي حدث لمؤتمر المصالحة العراقية الذي رعته الجامعة العربية ولكن حالة العنف الطائفي المستشرية الان في العراق تغنيك عن الاجابة ، وهذا ليس بالشئ المهم طالما أن هناك مهمة جديدة تنتظر (بوند ) خارجية الانقاذ السابق ، والمهمة الجديدة أصعب من الاولي ، فقد طلب منه المشير البشير أن يصلح ذات البين بين سوريا ولبنان ، فتحرك السيد/اسماعيل للمرة الثانية وجاب الافاق وتهندم من أجل تنفيذ هذه المهمة الجديدة والتي بالتأكيد ان نجح فيها فسوف يستحق أن ينحني له التاريخ اجلالا واحتراما ، وان يكتب نجاحه بماء الذهب ويعلق فوق استار الامم المتحدة والجامعة العربية ، ان ما يحدث الان من احتراب بين سوريا و لبنان أعي بتعقيداته كل دول العالم ، والمواجهة جرت الجميع الي هذا المسرح الملتهب ، فهناك رجل دولة قتل بصورة بشعة و هناك عصابات تصطاد رموز المجتمع اللبناني الواحد تلو الاخر ، وليس ببعيد عن هذا المشهد المبكي يقف نظام بعثي من الطراز القديم يهدد باحالة المنطقة الي جحيم اذا مسه مجلس الامن بسوء ، وسط هذه الانواء يحاول السيد/مصطفي اسماعيل أن يبحر بسفينته العتيقة وفي خلال لقاء أجرته معه جريدة ( الشرق الاوسط ) تحدث عن احراز تقدم مهم في هذا المسعي ، ولم تمضي ساعات حتي اغتيل الاستاذ/جبران تويني صاحب جريدة النهار والكاتب المعروف بعدائه للنظام السوري ، وأشعل هذا الاعتداء النار من جديد بين لبنان وسوريا ولا أحد الان يتحدث عن وساطة السيد/اسماعيل والتي اصبحت ( كفص ملح ذاب في وسط الطبيخ ) .
ويمكننا أن نعتبر تجوال الدكتور/مصطفي عثمان بين العواصم العربية وهو يحاول فك طلاسم النزاعات العربية بأنه نوع من فوائد السفر ، فأزمات السودان الداخلية استعصت علي كل من له حكمة وعقل فكيف بنا نطوف الافاق ونقرع ابواب الغير ونعرض عليهم الحلول تطوعا ، فقبل تقرير ملس الشهير تم تداول أمر السودان في مجلس النواب الامريكي بغرض اصدار قانون حماية دارفور ، ونام رسميو الانقاذ في العسل وهم ينتظرون المعجزة فحلت عليهم (لعنة ) هيومان رايت واتش والتي أعدت تقريرا جنائيا متماسكا حددت فيه الضحايا وأسماء الجناة ، ويا ليت المفاجأت وقفت عند هذا الحد ، فاليوم سوف يناقش مجلس الامن ثلاثة تقارير تخص السودان ، ولا ندري ما هي المفاجأة التالية ولكننا موعودين بفصل جديد من المسلسل اليومي (Friends) ، ففي الفصل السابق أيام صدور القرار 1593 ندبت الانقاذ في الدفاع عن نفسها كل البروفيسور ابراهيم أحمد عمر وعبد الباسط سبدرات واسماعيل الحاج موسي ، ولا ندري من هم أبطال هذه الحلقة ؟؟ فالدكتور لام أكول طلب من أعضاء المجلس الوطني الوقوف بقوة ضد قرار حظر النفط ، وهذه الوقفة لا تدل علي أنه يساند النظام ولكنها تظهر حرصه علي حصة الحركة الشعبية من أموال النفط ، والبطل الجديد في المنازلة الاعلامية القادمة مع مجلس الامن هو السماني الشيخ الوسيلة وزير الدولة بوزارة الخارجية ، ومن المحتمل الاستعانة بالدكتور مصطفي عثمان اسماعيل ونقله من قسم الشئون العربية بالقصر الجمهوري الي قسم تدشين المسيرات .
ومن الابطال الجدد في هذا المسلسل الاستاذ/مطرف صديق والذي استبق المعركة بالشتائم والسباب ووصف تقرير هيومان رايت واتش ( بأنه سخيف وباطل وصادر من منظمة تعادي الاسلام ) ، فاذا خاضت الانقاذ معركتها الاعلامية بهذه اللغة الهابطة فسوف تخسر بالضربة القاضية من الجولة الاولي ، فعالم مجلس الامن والامم المتحدة لا يحبذ هذه المفردات ، ومثل هذا الخطاب المتشنج بالتأكيد لن يجد طريقه الي آذان السامعين في الامم المتحدة ، وذلك اذا أفترضنا أن السودان لم تعلق عضويته في الامم المتحدة ، وللأمانة وللتاريخ ان منظمة هيومان رايت واتش وقفت بشدة مع معتقلي سجن أبو غريب ونددت بتلك التجاوزات ، وهي ايضا قامت بكتابة تقارير تستهجن فيها قيام الولايات المتحدة بانشاء سجون سرية في اوروبا لتمارس فيها تعذيب المعتقلين ، ولها مواقف مشرفة ونبيلة في فضح ممارسات الجيش الاسرائيلي في فلسطين ، وهي استخدمت نفس المعايير السابقة عندما كتبت عن السودان ، ومن يعتبر بأنها معادية للاسلام من أجل النجاة من العقوبة فهو واهم ولن يصدقه أحد ، فما دخل الاسلام بجرائم الحرق والابادة الجماعية والاغتصاب ، فكلنا عشنا مأساة دارفور وما كتبته هذه المنظمة في تقريرها الحالي عن الاوضاع هناك لا يمثل عشرة في المائة من قيمة التجاوزات الحقيقية والتي وقعت تحت سمع وبصر الجميع .. وبعد كل هذا التطويل الممل هل أدرك ملك الخواتم ( الدكتور مصطفي اسماعيل ) أن أزمة السودان أعمق من أزمة سوريا مع المجتمع الدولي ، فاذا ساندت سوريا القوات متعددة الجنسيات في العراق وأقامت صلحا مع اسرائيل فسوف تخرج من هذا الفخ ، ولكن نظام الخرطوم لا يملك مخرجا سوي التخلي عن أراضي السودان الشاسعة والانكفاء علي جغرافية الشمال .. فنظامنا يصف الترياق لغيره وأغفل أمر نفسه .
ولنا عودة
سارة عيسي

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved