تحليلات اخبارية من السودان
أراء و مقالات
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

عندما جعل البعض قوة حركة/جيش تحرير السودان وسلية للعمالة والارتزاق كان واجب الجميع الرجوع إلى القواعد، فكان، لكن العملاء والمرتزقة جن جنونهم بقلم عبد المنعم الغرباوى-جـــــــــــدة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
13/12/2005 4:58 ص

.

أن قضية دارفور كان من المفترض أن تجد الحل الشامل قبل فترة كافية لو أن القائم على أمرها تحمل مسئولياته التاريخية تجاه القضية، إلا أن الرئيس السابق الذي أوكل إليه هذه المهمة الصعبة قد جعل حلم الكثير من أهل دارفور وخاصة اللاجئيين فى المعسكرات داخل الوطن وخارجه والآمنين في المدن الذين اصبحوا أهدافا سهلة المنال من قبل كلاب الأمن والجنجويد الذين أوكل إليهم مهمة حراسة المدن تحت ذريعة الطوارئ ليستبيحوا بذلك حرمات الآمنين ونهب ممتلكاتهم، و دب اليأس والسراب في نفوس أولئك الفتية الأشاوس الذين دفعوا حياتهم رخيصة من اجل قضية دار فور العادلة التي رفعت لواؤها فتية جيش/ حركة تحرير السودان أولئك القابضين على جمر القضية وأصبح حلم التحرير سرابا بعد أن كان ممكنا أو قاب قوسين أو أدنى لكن آمالهم وطموحاتهم قد بدأت تتآكل أمام عجز الرئيس السابق في الارتقاء لمصاف تلك القضية الكبيرة وقد تسرب العجز واليأس إلى قلوب أولئك الذين أوصلوا القضية إلى منبر ابوجا بعدما رأوا أن رئيسهم قد تخلى عن القضية التي من اجلها اصبح رئيسا عليهم ، فقد انصرف الرئيس السابق الى قضايا هامشية فى القيل والقال والاستقطاب القبلى الصارخ والسعى خلف الطموح الشخصي وجعل الرئاسة مطية لتحقيق أغراض مادية وطموحات شخصية آنية لا ترتقى إلى حجم القضية وعندما انتقده الكثير من الصادقين والحادبين على هذه القضية المصيرية أتهم زورا أولئك الذين ينتقدونه ووصفهم بأنهم معارضين له على اسس قبلية وركب عبد الواحد حصان القبلية كأنه مفوض أو معين من قبيلته ليكون رئيس حركة تحرير السودان ونسى بان هذه الحركة اسمها حركة تحرير السودان ، ويبدأ الاستقطاب القبلي الرخيص من قبل الرئيس السابق مستغلا اختلاف وجهات نظره مع رفاق دربه متاجرا لتلك الانتقادات بطريقة ساذجة جعل الكثير يسخرون من هذا الرئيس الذى لايجيد الا القيل والقال فإذا استصحبنا اختلاف الوفد المفاوض فى قاعات التفاوض فى جولة ابوجا الخامسة فان القارئ لا يحتاج إلى دليل مادى لما وصل اليه الحال لقضية دارفور تحت رعاية عبد الواحد محمد نور وقد تحدثت وسائل الأعلام عن اختراق لحركة تحرير السودان ، للاسف للذين لايعرفون كان وسيلة الاختراق او الدخول لحركة تحرير السودان هوالسيد / عبد الواحد محمد نور فقط مبلغ قليل من المال كافى لان يجعلك مفاوضا مخضرما بغض النظر عن المصدر فالمصدر ليس مهما لسعادته ، حيث اختصر همه فقط فى قتل رفيق دربه الذى لا يصرح ولا يبوح بمشاكل الحركة للآخرين علىغير عادة الرئيس السابق الذى لا يتوانى فى أن يتصل بأصغر الناس فى داخل الحركة وخارجها ليبوح له بكل صغيرة وكبيرة متناسيا ومتجاهلا بذلك القضية برمته وتفرغ لاقناع الراىالعام بان خلافاته مع الامين العام السابق قبلية وهو يعرف تماما أن الأمين العام السابق لايمثل قبيلته ولا حتىالرئيس السابق لايمثل قبيلته او غير مفوض ليمثل قبيلته وعلى الرغم من تكوين عبد الواحد محمد نور لجسم قبلى داخل الثوره وسماه المجلس الثورى لقبيلة الفور بطريقة خادعة دون علم الكثير ممن وردت أسماؤهم فى تلك الوثيقة وذلك بالتنسيق مع بعض النفعيين الذين لا هم لهم الا شق الحركة وتشتيتها لكن هيهات ، فقد اكتشف الكثير من ابناء دارفور وابناء تلك القبيلة العريقة التى ينتمى اليها عبد الواحد بان تلك كان عمل استخباراتى اريد به قبلنة الثورة فادركوا وقالوا يذهب عبد الواحد ويبقى الثورة فان حركة التحرير آخر أمل لاهل دارفور خاصة وأهل السودان عامة للتحرر من قبضة المستبدين والقتلة . نقول أن عبد الواحد والامين السابق والرئيس الحالى الاثنان معا يمثلون حركة تحرير السودان وليس قبائلهم وندرك بان تلك وسيلة من وسائل الفرق تسد إلا انها فشلت وإنطلق العملاق إلى افاق أرحب ، أن الخلافات فى كل تنظيم أيا كان شكله إذا كان سياسيا اوعسكريا او برلمان فانها شيئا طبيعيا وقد رأينا كيف يتشابك بالأيادي نواب الدول المتقدمة داخل مجالسهم النيابية ونعلم تماما أن ما يدفع أولئك النواب لفعل ذلك ليست المشاكل الشخصية أو القبلية وانما المصلحة العامة والخلاف فى وجهات النظر ما يجعلهم يفعلون ذلك وتلك ليس غريبا طالما إنها من اجل مصلحة القضية العامة وليست لتحقيق مصلحة ذاتية آنية من مثل هكذا مشاجرات ولكن الغريب في أمر الرئيس السابق ينظر الى كل الانتقادات التى توجه اليه من زاوية واحدة فقط وهى الزاوية القبلية والعرقية الضيقة التى جعل الكثير من الناس يحس وكان حركة تحرير السودان حركة حكرية لقبائل بعينها وليعلم الرئيس السابق بان هذه الحركة ليست حكرا لقبيلة بعينها وانما حركة لكل أهل السودان وعندما سمت اسمها بذلك فأنها تعنى ذلك تماما .
لا يعقل أن يكون الرئيس غائبا عن قواعده وجيشه لمدة عامين ونيف ، وهنا كان المأساة حيث لا يهتم الرئيس ولا يعرف كيف يتم تمويل الجيش ولا كيف يحصل المقاتلين على المؤن والذخائر ولا اللبس ولا الاكل ولا العلاج فتلك ليس من اختصاصاته حيث تخلى عنها تماما وكان أول لقاء له مع بعض قيادات الميدان فى ملتقى طرابس الاول وبرفقتهم بعض الجرجى الذين كانوا في أمس الحاجة للدواء والعلاج فطالبوا الرئيس السابق بحكم منصبه الدستورى التوسط والمطالبة لدى دولة شقيقة لعلاج الجرحى ، لكن سعادة الرئيس السابق تنكر لأولئك القادة وتنكر للجرحى وقال الرئيس بانه لا يعرفهم فكان الصدمة للمقاتلين الذين ورثوا الإعاقة الدائمة وهذا يعتبر نكران للشهداء الذين دفعوا حياتهم من أجل أن ينال أهل دارفور حقوقهم .
إلا أن المفاجئة كانت عندما تقدم بعض القادة بطلب إلى نفس الدولة الشقيقة بعد أن رفض الرئيس السابق للقيام بهذا الدور بحكم منصبه الدستورى لعلاج هؤلاء الجرحى ، فجاء رد تلك الدولة الشقيقة سريعا حيث قالوا بأنهم سلموا السيد / عبد الواحد محمد نور مبلغ مئتان وخمسون الف دولار لعلاج هؤلاء المرضى ، فصعقوا من هول ما سمعوا وعندما سألوا الرئيس السابق تنكر ايضا وعندما تحروا فى الامر عرفوا بان السيد / عبد الواحد محمد نور وزع مبلغ خمسون ألف دولار على طاقم حراسته الشخصية أما المائتان ألف قد حوله إلى حسابه الشخصى ، لذلك ترى دائما عبد الواحد محمد نور محاط بطاقم من صغار السن لانه يدفع لهم بسخاء ولانه لايوجد من يحاسب عن الصرف فى ظل غياب المؤسسية والتنظيم ، كما نلاحظ ذلك السيل الهادر من المفاوضين صغار السن الذين ينتقيهم عبد الواحد خلف الكواليس ويأتى بهم فى ابوجا كمفاوضين وياتون وهم لايعرفون شيئا عن التفاوض ولا يملكون ملفا واحدا من ملفات القضية وياتون طمعا وبحثا عن حياة الترف التى توفرها الاتحاد الافريقى الذى يدفع بسخاء ويسرق من خلال عملية الدفع للمفاوضين ، والبعض الاخر ياتى وله اجندة حكومية ، هؤلاء الذين ياتى بهم عبد الواحد ليس لحل قضية أهل دارفور وانما بحثا عن الثمانون دولار الذى يدفعه الاتحاد الافريقى كنثريات يومية للمفاوضين ، هذا ما كان يدور تحت إدارة الرئيس الفاشل عبد الواحد محمد نور فماذا يكون احساس اللاجئين فى معسكرات اللجوء خارج حدود الوطن والنازحين فى اطراف المدن أو ماذا يكون احساس من دفعوا الاعاقة ثمنا عندما يدركون أن / عبد الواحد الذي تنكر لهم و استلم مبلغ علاجهم كاملة ووزعه على حراسه وما تبقى تم تحويله إلى حسابه الخاص ، فكيف لشخص مثل هذا أن يضمن مصالح بلد بكامله ناهيك عن مطالب إقليم من أقاليمه الشاسعة ، حيث تنكر حتى لرفقاء سلاحه ونضاله الذين رفعوه في القمة بفضل إنتصاراتهم الباسلة ، لذلك نرى أنهم يتهربون من المؤسسية بحثاً عن سبل إرتزاق حتى ولو برهان أمرهم للطغمة الحاكمة ، فالمهم عندهم المال والظهور أمام كاميرات الصحفيين.

في الحلقة القادمة نكشف الاتى:
كيف كان يتم اختيار وفود التفاوض من قبل الرئيس ونائبه وكيف تم اختيار وفد التفاوض فى الجولة السادسة ودور عبد الواحد في التلاعب الكبير في كشف المفاوضين المتفق عليه بينه وبين نائبه.

عبد المنعم الغرباوى
جـــــــــــدة

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved