تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل نحن حقا واهمون ؟؟ بقلم صلاح شكوكو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/9/2005 4:33 م

هل نحن حقا واهمون ؟؟

( صلاح شكوكو )

 ظللنا نقرأ ونسمع دوما بأن ثمة عيوب تلازم الممارسة الرياضية عندنا .. بل أن هناك إجماع بأن الرياضة عندنا يعتريها كم هائل من من العيوب والتشوهات الخلقية التي تحتاج الى جراحات كبيرة لإستئصال شأفة المرض منها .. ومما لا شك فيه أن كل ممارسة إنسانية متكررة تستند الى عدة مفاهيم ومباديء يعتنقها الناس ويسيرون على هداها .. وهي التي تحدد الإتجاهات والمسارات .

 لكننا ورغم إدراكنا لما نحن فيه من أخطاء .. نُصرُ على التعامل بذات الكيف الخاطيء .. وربما أن بعضنا يفعل ذلك مجاراة للأحوال التي تحيط به .. وربما دون إدراك بالخطأ .. وآخرون يفعلون ذلك لأن الشعور العام يتقبلها ولايمكن أن يتقبل الحياد عنها .. بل أن منا من يفعل ذلك ويقول :- ( الناس عايزه كده ) .

 وهكذا تقف بعض المفاهيم والمعتقدات حجر عثرة أمام كل تطور أو محاولة أو مبادرة نحو التغيير والتطور .. فنجد الناس غارقين في الممارسة تائهين عن جادة الطريق .. لأنهم لا يتحركون وفق خطط مدروسة ولا إستراتيجيات محددة .. بل يستغرقهم الزمان والمكان ..

 لذا فنحن ندور حول إلفنا الخاطيء مكبلين بقيود العادة ولا نستطيع الفكاك منها .. بل أن بعضنا يفعل ذلك وهو ينظر الى الى منافسيه في أحايين كثيرة .. يجاريهم تارة .. ويحسدهم تارة أخرى على ماهم فيه من نعيم .. بل ربما يحاربهم في الخفاء والعلن .. وإن أخطأوا أخطأ معهم بتعليل هو أقبح من الخطأ ذاته وهو أن ( موت الجماعة عرس ) .

 وهكذا هي الأندية عندنا ... تمارس ألوانا من الأخطاء العامة والخاصة ( خاصة أندية المقدمة ) .. بل تفعل ذلك وهي متوهمة أنها أفعال مشروعة ومبررة .. ولنضرب مثالا على ذلك بفترة التسجيلات التي أطلقوا عليها اسم ( معركة التسجيلات ) أو أم المعارك .. وصوروا الأمر وكأنه معركة تسيل فيها الدماء للركب .. وكلمة معركة تعني أنها سباق محموم تستخدم فيه كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة لكسب وتكديس اللاعبين .. أو على الأقل حرمان المنافس الآخر من الظفر بهم ..

 هذه التسجيلات التي كان من المفترض أن تكون وفق حاجة فنية .. ودراسة دقيقة تحدد مكامن الحاجة وتحدد مواضعها وتضع معايير للاعب المطلوب ( دون تحديد إسمه ) لتبدأ رحلة البحث عنه حتى بين اللاعبين المغمورين أو الأشبال المؤهلين لأداء هذا الدور .. وتاريخنا الرياضي يحدثنا عن لاعبين تم إختيارهم من الأندية الدنيا للفرق القومية ..

 وما أن تفتح فترة الإنتقال حتى نجد الأندية عندنا ( التي كانت بالأمس تشتكي من قلة مواردها ) قد بدأت الإنقضاض على اللاعبين وأنصاف اللاعبين وفق ردود أفعال وفق إشاعات زكتها بعض الأقلام هنا وهناك .. وحشدت لها لها بعض وسائل الأعلام كل وسائل الدعاية و ( الغرض ) .. فتدخل الأندية غمارها تحت شعار :- ( الحشاش يملأ شبكتو ) .. وصالة القدوم بمطار الخرطوم ما زالت شاهدة توثق لبعض فصول المعركة التي دارت رحاها هناك .. والتي طارت فيها العمائم ووقار الرجال .

 تخرج الأندية من هذه المعاركة وقد بددت كل مواردها في صفقات أكثرها خاسر .. وربما لا تحتاجها أصلا .. لكنها تكدسها لتحرم الغرماء من الإستفادة منها .. وعندما تسألهم عن ذلك التبديد يقولون لك :- ( هو دعم من الأقطاب ) وكأن مال الأقطاب مال ينبغي تبديده لأنه غير مدرج في موازنة النادي .

 بعض الإداريين الحادبين يعتقدون أن مجرد حرمان نادي منافس من لاعب معين هو نصر لا يعدله نصر آخر .. حتى لو لم يستفيد ناديه من هذا اللاعب .. ناسين أن اللاعب ثروة قومية .. وناسين أن قوة غريمهم هي في الحقيقة قوة لهم ... ودوما ينعق البوم والباقون في صمم .

 وهكذا نجد النادي وقد سجل لاعبيه دونما رؤية فنية ودونما دراسة تحليلية لإحتياجاته الفعلية .. إضافة الى أن اللاعبين الجدد سيشكلون عبئا ماليا جديدا من خلال الإلتزامات المالية التي تم إقرارها عند التعاقد معهم في رحى المعركة والنشوة الزائفة .

 وذات الحديث ينسحب على اللاعبين المحترفين الذين نستجلبهم من الخارج دونما معايير فنية دقيقة .. إذ أن أغلب اللاعبين الذين نستجلبهم يجيئون تزكية من قطب هناك أو صديق غيور أو ( بأخوي وأخوك ) .. بينما العمل المؤسسي لا يحتمل مثل هذه التصرفات والممارسات التي تستوجب المحاسبة الدقيقة .

 في ظل هذا الوهم الكبير الذي يستنزف المليارات من الجنيهات يبقى الحديث عن البراعم والناشئين أو المدارس السنية ضربا من الخيال .. وحلما من الأحلام لن يلامس تراب الواقع المأزوم وإن إستبشر بعض الناس ببعض التجارب هنا أو هناك .. وتبقى العبرة بالمفاهيم والقيم .. وستظل الفكرة كسيحة تحبو لتشرب الماء .. ومن لم يستطيع أن يروي ظمأ ملاعبة لن يستطيع أن يروي جدب معينه .

 نعم في ظل هذه المفاهيم التي تقبض بكلكلها على العقل الرياضي في بلادنا ستظل فكرة الأشبال في الأندية ديكورا من ( فلين ) يزين الممارسة الكسيحة .. ولمثل هـذا لن يدفع الأقطاب لأننا نبحث عن المكاسب العاجلة ونضجر من الأفكار الآجلة .

 فكرة البراعم والناشئين فبرغم أشواقنا اليها إلا أنها ستظل صيحات مرتدة في محيط شديد الظلمات .. وستبقى مجرد أماني في ظل هذا الواقع العجيب .. ذلك أن فكرة البراعم والأزاهير تستلزم مناخا تربويا وأبويا رشيدا .. لكن المشهد المعاش يؤكد أن المناخ عندنا ملبد بالغيوم وتحوم فوقه الكواسر والجوارح والصقور .

 ومازالت في فمي بقية من ماء .

 ولنا عودة ( إن شاء الله ) .

--------------------

ملء الســـنابل تنحــني بتواضـــع ...... والفـــارغات رؤوســهن شوامــــخ

------------------

كلمـــات متقاطعـــــــة :-

 مصـــطفى صــالح شـــوف .. مدرب وإعلامي مغمور .. فكه مهذب مبدع مهيب .. أفق واسع من المعرفة .. خيال رحب من الإبداع بل يعتبر أحد منارات مدينة بورتسودان .. نحتاج إليه لتحليل هذا الواقع المأزوم بعباراته الجزلة المفعمة بالحس الصادق والقول الحكيم ..

 مصطفى البشـــير الشيخ .. شاب طموح .. معلق رياضي متميز .. إختارته إذاعة الشباب المصرية لينقل لها كل فعالياتها من السودان .. يشكل مع الأعزاء الرشيد بدوي عبيد ويوسف محمد يوسف دعامة من دعامات التعليق الإذاعي بالإذاعة السودانية ..

صلاح محمد عبدالدائم ( شكوكو )
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved