تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

فنطزيةقراء.. ..وحمىتعليقات..!! بقلم توفيق الحاج

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/6/2005 4:56 م

فنطزيةقراء.. ..وحمىتعليقات..!!

بقلم توفيق الحاج


لفتت نظري منذ مدة..وأظنها لفتت نظر الكثير من الكتاب والقراء ظاهرة تميزت بها بعض صحف الإنترنت.
وهي ظاهرة تعكس أولويات اهتمامات القارئ العربي ورؤيته للأمور ومن يريد لمس هذه الظاهرة ومعاينتها فليدقق في عدد قراء المقالات والموضوعات المطروحة وكذلك عدد تعليقاتهم ونوعياتها.
إن إتاحة الفرصة والحرية للقارئ في اختيار ما يرغب ويريد من موضوعات هو حق حضاري مقدس ومفتوح الذراعين بكل الحب ولايمكن الوصاية عليه من أي أحد مهما كان وبالتالي فان حجب أي فكرة أو إبداع عن القارئ بحجة أو بأخرى يمثل النقيض لهذه الحرية وهو ما يرفضه العقل والمنطق واحترام الآخر طالما لا تتنافى هذه الحرية مع الذوق العام عدا عن ان خنق الفكرة غير ممكن وربما يكون مضحكا في ظل مساحات النشر المتوفرة على الصفحات الالكترونية.
وكذلك فان تعليق القارئ على ما يقرأ هو في حد ذاته فكرة ذكية وعملية لخلق تواصل أكثر حميمية بين الكاتب والقارئ بما يخدم الجميع .
ولكن..!!
من الواضح أن عدد القراء والتعليقات يزداد زيادة طردية إذا كان الموضوع المطروح فيه من الإثارة ما يكفي كأن يتكلم مثلاعن فضيحة أخلاقية أو جاسوسية وفساد أو عالم الجريمة أو أسرار الفنانين والفنانات الأحياء منهم والأموات
أو يعبر عن مشاعر الأنثى كما في قصيدة ساخنة لشاعرة أو مستشعرة
بينما يتضاءل عدد القراء والتعليقات وبشكل ملفت أحيانا للموضوعات والمقالات السياسية أو الثقافية الدسمة والجادة حتى لو كانت لكتاب معروفين جدا..!!
وأحيانا يرتبط عدد القراء والتعليقات ارتفاعا وهبوطا بلون الكاتب وأسلوبه
ومدى اقترابه من حقول الألغام والخطوط الحمراء..!!
ولاشك أن هناك بعض القراء وهم قليلون للأسف يقومون بمسح لكل ما يجد من موضوعات في الموقع وقراءتها والتعليق عليها بما يفيد
كم يضحكني ويؤلمني في ذات الوقت أن يتجلى أمامي انجذاب القارئ وتعليقاته الى كل ما يكتبه الجنس الآخر بغض النظر عن قيمته الفنية والإبداعية وهذه الجاذبية فطرية وموروثة وتنهض فينا جميعا دون استثناء ولكن أن تتحول الى عارض كاريكاتوري فهذا ما يجب الوقوف عنده والهمس في أذن المتلقي الذي نحبه ونقدره من منطلق الحرص على الارتفاع بذائقته كرأسمال لا ينضب للمبدع.
ولكي أدلل على هذا القلق.. أقدم اللقطة التالية بكل تجرد
شدني ذات يوم عنوان قصيدة لشاعرة شابة نسمع عنها لأول مرة وشدني أكثر صورتها الجميلة معتقدا أنها لفنانة من فنانات روتانا ولاحظت العدد الفلكي لقراء القصيدة وكذلك صف التعليقات وهو أشبه بطابور الواقفين أمام جمعية توزيغ الفراخ المشويةمجانا..!!وقلت في نفسي :لابد أنها قصيدة جميلة كصاحبتها..
فلأقرأ..واستمتع وانضم بسرعة الى طابور المعلقين..
وقرأت..كان كل شيء حاضرا الا القصيدة..فلا شعر ولاشعرية حتى بمنطق الحداثة والسريالية وما فوقهما..نعم لم يكن هذا الشيء..!! الا تلميحات جنسية سافرة..وتعبيرات مفككة مبتورة أحيانا ومبهمة أحيانا أخرى..ومع ذلك جربت أن" أحلي "بالتعليقات فوجدتها في معظمها إعجاب مكشوف أو غزل ملفوف بشعر الشاعرة إلى درجة ظننت معها أنه أحدهم يتغزل بشعرها "بفتح الشين "وبملامحها الفاتنة وكانت قمة المفاجأة انه أعطاها من شهاداته النقدية ما لم يعط من قبل ومن بعد لشاعرنا الكبير محمود درويش..!!
تعليق وحيد..لقارىء يبدو أنه احتفظ بعقله وذائقته رغم سطوة الانثى ووضع يده على الجرح " ليس فيك يا سيدتي من الشعر الا جمال صورتك "
لحظة..!!
أنا أفهم جدا أن نشجع وندفع المواهب قدما ولكن مالا أفهمه ان نخدع الحسان المبتدئات ونغالي في وصف جمال محاولاتهن كما لو كنا نصف جمال عيونهن..!!
أرجو ألا يعتقد أحد أن ما عرضته يمثل تعميما أو موقفا من شعر الأنثى بل العكس تماما فإنني افخر بوجود شاعرات شابات ورائدات مبدعات لهن بصمة وسحرا وأن ما طرحت يمثل استثناء سالبا ربما يسيء لشعر الأنثى وللموقع وللقراء معا.هذا عدا عن أن بعض التعليقات يخرج عن الذوق العام في وصلة للردح والإهانة أو وصلة للمديح والمجاملة..!! دون ائراء الفكرة بنقد موضوعي سليم .

ومن هنا يجب علي القراء العرب –بما فيهم أنا طبعا- أن يعوا هذه الظاهرة ويعترفوا بوجودها دونما خجل أو حاجة للتشنج و الدفاع ومواجهتها بعيون مفتوحة فمن المفروض ان نرتقي جميعا في نظرتنا للحياة ونعيد ترتيب أولويات اهتماماتنا بشكل يتناسب وزيادة الوعي وحساسية الثقافة
ولسنا بحاجة الى تأكيد حقيقة أن " النت " عند الغالبية العظمى من قرائنا ما هو إلا وسيلة لقضاء الوقت والتسلية بينما هو عند قراء العالم المتحضر وسيلة بحث وخلق..!!
كذلك أجد أن من أهم مهام الكاتب والمبدع العربي أن يرتفع قدر الإمكان باهتمامات المتلقي ويلبي حاجاته دون تنطع أو تنظير ويخرج به من قمقم التعود والاستسهال والاستثارة الى فضاء المشاركة والتأثير والتفاعل كما و أعتقد ان من واجب المواقع الالكترونية المسئولة ان تقوم بفلترة التعليقات منعا للاسفاف وتبادل الشتائم والغزل الرخيص ..!!
وأخير أتمنى أن يفهم ويتفهم عزيزي القارئ ما عنيته بالظاهرة
راجيا المعذرة..
وأهلا بالحوار..

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved