تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

متى يتحول السودان من نظام التيارات السياسية المتعددة الى الحزبية بقلم عبدالغني بريش اللايمى /الولايات المتحدة الامريكية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/30/2005 7:19 م

بسم الله الرحمن الرحيم
متى يتحول السودان من نظام التيارات السياسية المتعددة الى الحزبية
عبدالغني بريش اللايمى /الولايات المتحدة الامريكية
يمكن القول ان السودان في تاريخه السياسي الطويل لم يعرف نطام الحزبية، وان حزبا الأمة والاتحادي اللذان ظهرا في فترة الليبرالية أو التحرر السودانية بعد قيام مؤتمر الخريجين الذي انحاز الى صالح قضايا الوطن والمواطنين ، لم يكونا أي الأمة والاتحادي حزبان بالمعنى المتعارف عليه في النظام السياسي الحديث انما كانا حركتان شعبيتان التف حولهما الجماهير من أجل التخلص من الإستعمار الانجليزي وبإعتبارهما معبران عن آمال عدد كبير من قطاعات الشعوب السودانية التي كانت تبحث عن مخرج لمعاناتها ومشاكلها سيما ان اغلبية الشعوب السودانية كانت مسلمة وان حزب الأمة خاصة لها خلفية اسلامية تعود الى حركة المهدي التي إدعى مفجرها انه المهدي المنتظر ووقتها انضم إليه عدد كبير من القبائل السودانية-
أولا---النظام الحزبي كما هو متعارف عليه سيداتي سادتي اليوم في الديمقراطيات المستقرة الناجحة في الدول المتقدمة هو وجود حزبين سياسين كبيرين بأجندة وبرامج وطنية واضحة، من السياسة الخارجية، والسياسة الاقتصادية ،والأمن الوطني، وسياسة الضرائب، والبطالة، والهجرة، والإسكان، وحقوق الإنسان، والحقوق المدنية والإجتماعية، وحق التصويت، والتعليم، والصحة-------- الخ يتنافسان على السلطة بشكل متساوئ ويتبادلان المواقع التنفيذية والتشريعية بشكل يمنع انفراد أي منهما بالسلطة لفترة طويلة مثلا النظام الامريكي والاسترالي والمملكة المتحدة "بريطانيا"
ومن الغرائب ان النظام الأمريكي مثلا يضمن لحزب الأقلية حق عرقلة تعيينات الرئيس خاصة للمحكمة العليا الأمريكية وتعييناته للمناصب التنفيذية من قبل مجلس الشيوخ "حزب الأقلية"
او ثانيا----- وجود حزبين كبيرين وعدد من الأحزاب المتوسطة والصغيرة تشكل ائتلافا مع أي منهما لترجيح كفته في الحكم ،مثال على ذلك النظام الألماني0
ولكن تبقى عملية التداول السلمي للسلطة العلامة الأساسية على وجود حياة حزبية ديمقراطية حقيقية 0
هناك اصوات ونقاش هادئ يجري بين اصحاب التعددية الحزبية ونظام الحزبين حول اي النظامين اصلح وافضل للشعوب اليوم0
فذهب اصحاب نظام الحزبين بالقول ان بعض الدول في الاصل بدأت بنظام التعددية الحزبية لكنها تدرجيا تحولت الى نظام الحزبين وهناك دولا تقليديا سيطر عليها نظام الحزب الواحد لكنها شهدت ميلاد حزب ثاني وقدموا امثلة كثيرة منها النظام الكندي0
اما اصحاب التعددية الحزبية "ملحوظة هناك فرق بين التيارات السياسية والتعددية الحزبية" قالوا ان التعددية الحزبية تؤدي الى تشكيل حكومات ائتلافية يشارك فيها الجميع بمختلف افكارهم وتوجهاتهم وهذا شئ جيد0
وجاء رد اصحاب نظام االحزبين سريعا قائلين اذا نجحت هذه التجربة فان نجاحها سيكون محدودا نسبة للتعقيدات والصعوبات التي تعتري دائما الحكومات الائتلافية
وقدموا مبررات قالوا فيها ان حكومات نظام الحزبين عادة قوية وتتمتع بالخبرة وضربوا مثلا بالدول كفرنسا وايطاليا اللتان تحولتا من التعددية الى نظام الحزبين وشهدتا استقرارا وتقدما في المجال السياسي0
ونحن في الواقع نميل الى الاخذ بنظام الحزبين نسبة لما يتمتع به هذا النظام من تقدم واستقرار وخبرة عملية، ولأن رؤيتهما وبرنامجهما واجندتهما عادة شاملة ومفصلة، الأمر الذي يجعل من هذه الاحزاب المتوسطة والصغيرة تبدو غير جادة وغير جماهيرية الآ إذا كان طرحها على اساس ديني او طائفي اوقبلي 0
بعد مجئ نظام الإنقاذ العسكري 1989 للحكم صادر الحريات، وقضوا على التجربة الديمقراطية الوليدة عام 1986 قبل ان تكتمل هذه المحاولة التي بداتها كافة التيارات السياسية السودانية ،وألغوا هذه التيارات السياسية وكمموا افواه الجميع، ووضعوا كل من يجرؤء على الكلام في بيوت الأشباح، وحشد النظام الجشعي المنبطح كل طاقات المجتمع وقوته العسكرية وقدرته الخارقة على هزيمة الحركة الشعبية لتحرير السودان وإزالتها من على الوجود لكن اهتز العسكر اهتزازا وسمحوا بوجود التيارات السياسية تحت مسمى احزاب التوالي0
لكن تيارات كثيرة خاصة التي كانت قد انضوت تحت لواء التجمع الديمقراطي بالاضافة الى الأمة جناح الصادق المهدي رفض مظلة التوالي التي كان الهدف منها تركيع هذه التيارات وتجميل صورة الانقاذ القبيحة
ان التيارات السياسية التي انضمت الى نظام التوالي لم تتحول الي الحزبية حتى الأن فالتعددية في الوطن العربي عامة وفي السودان خاصة لا تعدو كونها عملية تجميلية ديكورية تهدف الى خلق منابر وتيارات ضعيفة لا برامج ولا اجندة لها ، ولاتنافس الحزب الحاكم ولا تطمح للوصول الى الحكم، ولا يسمح لها بخلق قواعد جماهيرية وظهورها وتمويلها مرهونان بإرادة الحزب الواحد الحاكم ، وخير مثال على ذلك ماحدث لمبارك الفاضل رئيس الأمة جناح الاصلاح والتجديد حيث اقاله الرئيس عمر البشير ورئيس المؤتمر الوطني الحاكم من منصبه كمستشار له بين ليلة وضحاها دون إبداء اسباب0
إذن هناك واجب على المثقفين السودانيين القيام به إزاء التيارات السياسية المتعددة، عليهم ان يساعدوها على التحرر من العادات القديمة التي اكتسبتها من خلال تخبطها السياسي ودفعها الى إدراك الوجهة الحقيقية والحديثة للحزبية ومن ثم الديمقراطية لان هذه التيارات السياسية الكثيرة ضعيفة للغاية وفي حاجة الى المساعدة للتوصل الى فهم الحزبية حسب النظم الديمقراطية الحديثة0
يمكن القول بوضوح ان ضعف التيارات السياسية عندنا وعدم تقربها من الجماهير وعدم تحولها الى الحزبية الحديثة أدى الى عدم الاستقرار السياسي وفتح الباب على مصراعيه للإنقلابات العسكرية التي تهدد استقرار البلاد ، ونعتقد ان اي سوداني جاد يريد ان يكون فعالا بالنسبة لبلاده سيتحاشى اللجوء او الانضمام الى هذه التيارات السياسية المبتورة التي لايعرف زعماءها مجرد مخاطبة جماهيرهم 0
ولنا ان نعترف ان توحيد او اصلاح هذه التيارات السياسية سيكون صعبا مع ان الأدلة لفشلها تتراكم أمام اعين زعماء ورؤساء هذه التيارات ،الآ انهم لن يبصروها الآ من خلال تلك الغمامة ولن يقدموا في كل الاحوال سوى تفسيرات خاطئة وستحال نظريات لايمكن تصديقها ابدا ولكنها ستبدو لهم على اي حال اكثر منطقية من الحقيقة الواردة في انهم فاشلون ومجرد ديكور للحزب الحاكم0
ان هذه التيارات السياسية رغم فشلها الفظيع في مجال السياسة الآ انها تنظر الى شعوبها نظرة إزدراء وتعالي لانها ترى ان هذه الشعوب المسكينة هي التي اوصلتها الى الحضيض وتحت اقدام السلطة الحاكمة،وهذا الإطار التعيس ينفي إمكانية قيام احزاب مؤثرة تسعى لكسب ثقة الجماهير ودعمها عبر برامج وطنية جادة ونزيهة،وأدى ذلك الى نفور شعوبنا واللجوء الى اصحاب الشعوذة والحكام لتقبيل يد الحاكم وحذاءه وسرواله من أجل الحصول على حصته من السكر او ملوة ذرة----الخ ونرى شبابا يهربون من السودان من أجل الحصول على توطين لهم في الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية وكندا واستراليا وغيرها من الدول الخ،
ان الموضوع أو الكلام الذي نتحدث عنه ينطبق على الإنتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في مصر حيث قادها الرئيس حسني مبارك عن الحزب الوطني الحاكم بإلاضافة الى تسع اخرين ممثلين عن تيارات سياسية لا وزن لها ولا شعبية ، وبعد فرز الأصوات لم يحصل الأشخاص التسعة ولو على مليون صوت من سبعة مليون صوت بينما حصل الرئيس المصري حسني مبارك على اكثر من ستة مليون صوت ، أليس هذه فضيحة لهؤلاء التسع الذين نافسوا مبارك ، مش كان احسن لهم ان ينزلوا الانتخابات بقائمة واحدة وبشخص واحد ينافس الرئيس مبارك اذا كانت فعلا تيارات سياسية تهمها قضايا المواطنين
نفس الوضع تكرر في السودان ومازال مستمرا وسيكون كذلك مالم تتحد هذه التيارات السياسية لتكوين أحزاب بأجندة وطنية وببرامج شاملة وواضحة لتلبية رغبات وطموحات الشعب السوداني
ان الديمقراطية ستكون بالنسبة للسودانيين مجرد حديث للتسلية وإضاعة للوقت اذا لم تتحد هذه التيارت السياسية وتنظم نفسها في أحزاب مؤسسة ووطنية ،انظروا الي هذه التيارات التي تسمي نفسها أحزاب السيد محمد عثمان الميرغني رئيس للإتحادي الديمقراطي مدى الحياة،الصادق المهدي زعيما مدى الحياة للأمة، ومحمد ابراهيم نقد السكرتير العام للشيوعي السوداني مدى عمره،والترابي للشعبي مدى الحياة ايضا ،هل هذا هو فهم الحزبية بالنسبة للسودانيين؟
[email protected]

للمزيد من االمقالات
للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved