تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الحركة الشعبية وفق ميزانهم المائل بقلم محمد ابوكيفو / ليبيا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/3/2005 8:59 م

الحركة الشعبية وفق ميزانهم المائل
محمد ابوكيفو / ليبيا
نم هانئا
سنكمل المشوار
فالعيون المبصرات
قد جلت أبصارها عن العمى
العالم عباس

كثرت وتعالت هذه الأيام أصوات غير صادقة، بدأت تنفث سما ونقدا في الحركة الشعبية وقائدها الراحل دكتور جون قرنق دي مابيور، بعيد هذا السطوع الباهر لنجميهما في الساحة السياسية السودانية والإقليمية والدولية، وذهبوا بشنف مهترئ يتحدثون عن الكيفية التى كان يدير بها الرجل الحركة الشعبية إبان قيادته لها, بل خلصوا إلي أن الرجل كان دكتاتورا ظل ممسكا بكل حبائل القيادة طوال هذه السنين، وبدأوا فيه (تقريسا و تقطيعا) وهو بالكاد استقر في مرقده, كنا نود علي الأقل لو أوجّل ذاك الحديث السم إلي وقت تستريح فيه القلوب والمآقي التي حزنت وبكت هذا الرجل الكبير العظيم, وان يكبروا في الحركة هذا التماسك المتين الذى تمكنت به من لملمة جراحاتها الغائرة وتعويض الوطن برجل قوي آخر لا يقل عن الراحل ، وان يحترموا حزن هذا الوطن الصامت الغاضب، ويعزّوه علي رحيل احد أبنائه الذي ما جاد الزمان بمثله منذ سنين خلت، إلا أنني عدت وقلت أن الحركة تنظيم ويجوز للمرء أن يتخير الزمان الذي يراه مناسبا وأي وقت يعجب الشامتون غير هذا الوقت ؟؟؟، ونحن حينما نتناول هذا الموضوع لا نأمل من ورائه تقديس احد ،أو تمجيده وتبجيله أو خلق هالة حوله لم تكن أصلا فيه، بقدر ما نعطي للرجال قدرهم ولا نبخس الأبطال أشيائهم، متيقنين أن التاريخ سينصف كل من قدم التضحيات الجسام لهذا الوطن.
عجبت لأمر هؤلاء الذين يتحدثون بغير تقدير عن الحركة الشعبية وقائدها، هذا التنظيم المقاتل الذي حمل السلاح لمدة عشرون عاما ونيفا، وسط أحراش وغابات وجبال , لن يسلم المقاتل فيها من وحوشها الضارية وأمراضها السارية, وان قدر له و نجا من الاثنتين أتته زخات رشاش آلي من حيث يدري ولا يدري، أو قصر خطوه لغم زرع بليل ومزقه أشلاء, يتحدث الناس عن قائد و حركة لا يأخذ مقاتليها راتبا علي ما يقومون به من عمل، لم يوعدهم قائدهم يوما بجنة من جنان الخلد، ولا حور عين، ولا انهر لبن وعسل بل بغد يعيشون فيه أحرارا فوق أرضهم وتحت سمائهم، يسألون عن حركة ضمت في صفوفها مجموعة من صقورهم امتدادا لحركة أنانيا الثانية التي كانت تنادي بفصل الجنوب عن الشمال نتاج ما وجدوه من الأخير من تهميش ولفظ عن سدة الحكم ، وأخرى يرون أن لا ضرورة للجلوس في طاولات الحوار طالما في الجسد روح ولسان حالهم يقول فالنفني نحن الآن ويهنئ أبنائنا غدا ، يتحدثون عن هيمنة الراحل وليتهم حضروا جلسة واحدة من جلسات حوار مجلس التحرير ليعرفوا كيف يكون موقف الدكتور حينما يتغيب في موعد ضربه لهم لمناقشة أمر ما وانشغل بأمر آخر اضطر فيه اضطرارا للتخلف وهو أمر مهم ويبقى فترات ليقنعهم بان الأمر لم يكن استخفافا ولا استهوانا بمجلسهم الموقر، يسألون لماذا كان الدكتور مهيمنا علي كل الأمور وانه لم يعطي الآخرون فرصا للظهور وان اسم الحركة كانت صنوا لاسم قائدها فما ذكر الرجل إلا وجاءت في المخيلة اسم الحركة وما ذكرت الحركة إلا واتي اسمه هو،و هل دري هؤلاء إن القائد الراحل قد عرض علي الفريق الراحل فوزي أحمد علي، رئاسة الحركة الشعبية بجناحيها العسكري والسياسي والخدمة تحت إمرته ليوضح للآخرين إن الحركة ليست حكرا للجنوبيين أو له بل هو البيت الكبير لكل المهمشين ، الباحثين عن موطئ قدم لهم في هذا البيت .
دعونا نقول أولا أن الرجل كان من الآباء المؤسسين لهذا التنظيم العظيم وان الأمر يختلف كثيرا حينما تتحدث عن حركة عسكرية مسلحة وسياسية بتلك المواصفات التي أوردناها سابقا وبين حزب سياسيي يحسن الأعضاء فيه تنميق الحديث وتزويقه والجلوس داخل القاعات المكيفة والفنادق الفارهة وقبض المال بل لا أقول منكرا ان قلت ان أحزابنا السياسية التي يوجه أعضائها مثل هذه الانتقادات ضد الحركة الشعبية هي الأكثر دكتاتورية بشهادة أغلب المراقبين والمتابعين والراصدين لتطور الحركة الحزبية السودانية. أتسائل فقط إن كان هناك حزبا ما يعلم اعضائة كيف يمول وأين يصرف مال الحزب أو ينتقد رئيس الحزب في أي أمر اخطأ التقدير فيه ؟؟؟
إخوتي لكل ثورة مقاتله قائد قد يعلو صوته وقت الحرب علي الآخرين وتستبان صورته أوضح من الآخرين، وينبغي لهذا القائد أن يكون قويا وان يكون مهابا خشية أن ينفرط عقدها، ويصبح ماء جهدها غورا، فكان هذا الرجل بقدر ما كان قويا مهابا لدي خصومه وأعدائه كان لذيذ المعشر باسما ضحكوا صاحب نكته حاضرة ويشهد علي قولي هذا أولئك الذين ساعدهم الحظ بالمكوث والعمل معه ومعاشرته و يشهد علي حديثى أيضا جل السودانيين الذين عرفوه في هذه الفترة القصيرة التي كان فيه بالخرطوم .
وإذا جاز لنا الحديث عن ما له وما عليه لوجدنا من أولى الأشياء التي تبدوا للناظرين وقلما يتحدث عنه النقاد إن هذه الاتفاقية ارتبطت به وبحركته فهو الشخصية الرئيسية لهذا العمل فالملايين التي استقبلته يومها في الخرطوم ومدن الجنوب كانت ترى فيه جالبا لهذا السلام فرغم الأشياء التي قيلت عنه إبان سنوات الحرب ورغم الضحايا التي قضت نحبها في تلك الحروب من الطرفين إلا أنها لم تهتم بذلك الفقد ونسيت سريعا كل الضخ الإعلامي السابق التي شوهت صورته وسط جميع السودانيين واستقبلته بحضور أربكت حسابات الجميع, لماذا لا نتحدث عن مقدرة الرجل القتالية والسياسية؟؟ التي برع فيهما الاثنتين، فبقدر ما كان مقاتلا جسورا تمكن من تحرير مدن كثيرة فهو أيضا سياسيا مفكرا بارعا عمل علي تماسك الحركة في أحلك الظروف، زمن ظن فيه كثيرون ان الحركة الشعبية ذهبت إلى الجحيم بلا رجعه، حارب فيها الانفصاليون من بني جلدته بلا رحمة من اجل وحدة ظن جمع منهم إنها وحدة خاسرة، لماذا لا يتحدث هؤلاء عن براعته في المفاوضات هو ورفاقه ؟؟ وعن هذا التوقيت الملائم لتوقيعها فقد كانت هناك حكومات عده توالت علي كرسي الحكم قبل هذه الحكومة لم يجلس الدكتور معهم الم توقف هذه الاتفاقية الحرب التي كان تستنزف الملاين من الدولارات يوميا والعشرات من الأرواح الفتيه الصبيه، وقضت على الأخضر واليابس ؟؟؟؟ ألم تحدد هذه الاتفاقية عمر حكومة الإنقاذ التى عجز عن تحديدها كل الاتفاقات السابقة ؟؟؟ ألم تثبّت هذه الاتفاقية حقوق كانت مهضومة مسلوبة وهي كثيرة لا يتعامى عنها إلا من نزع عنه نعمتي البصيرة والبصر حقوق للإنسان وللأحزاب للصحافة ؟؟؟ ألم تفتح الأبواب لكثر كانوا يعملون خارج الوطن في المهاجر وعادوا ليعملوا من الداخل ألم ألم ..... والقائمة تطول فالأجدر بنا إخوتي اقتناص هذه الفرصة لنبني هذا الوطن ولنعمل جاهدين ليهب من سباته الطويل، فلقد تخلفنا كثيرا فلنبني أحزابنا ونقويها فان أردنا الديمقراطية تلزمنا أحزاب تنشر الديمقراطية من داخلها أولا. لا يفيدنا كثيرا الحكي إن كان الراحل دكتاتورا بقدر ما يفيدنا بماذا أتى وقدم لنا الدكتور ولا يجدي فتيلا وصف فلان بالانفصالي وعلان بالشمالي ولنرى ماذا يقدمون ولنعطى هذه الحركة الفرصة للعمل فلقد خبرناها وقت الحرب وكانت قوية تفي بما توعد فلنراها أوان السلام لتطبق لنا تلك الأفكار والبرامج التي وعد به الدكتور كل السودانيين على مسمع ومرأى الجميع مثل مجانية التعليم والعلاج وتطوير الريف وتمدينه وحل إشكاليات دارفور والشرق وكافة المناطق الأخرى .
شكرا لهذا الرجل على ما قدمه للسودان، لقد أدى دوره وقام به على أكمل وجه، نسال الله له المغفرة والرحمة، وان يحزوا جميع ساستنا حزوه لنجنب هذا الوطن الشقاق والانفصال، ومن ناحية أخرى فالاتفاقية مثلما أعطت للسودانيين الكثير وعنت لهم الكثير أعطت أيضا للحركة الشعبية الكثير وعنت لها الكثير، وعلى سبيل الذكر لا الحصر ثبتت أقدامها أكثر وعرفتها قدر نفسها في كل بقاع السودان ، أتمني أن يفهم الأذكياء ذلك فالصقور ما زالوا يافعين أشداء، وأعطوا السلام فرصة ، وان عدنا فالعود احمد.

كلنا من اجل سودان جديد



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved