تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

من إبداعات كلية التقانة بقلم: Ali Yassin

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/29/2005 9:21 ص

مر التعليم الأهلي بالسودان بمراحل شتى، منذ خلاوي المجاذيب بالدامر، وخلاوي دارفور بجانا وكبكابية ومنواشي، مروراً بمدراس الكمبوني التي أسسها الأب دانيال كمبوني، ومدارس الإرسالية الأمريكية التي لعبت دوراً مؤثراً في تطوير التعليم الحديث غير الحكومي في السودان برغم الشبهات التي حامت حولها في بداية عهدها، لهذا قصر الإنتساب إليها على أبناء وبنات الدين المسيحي، ولكن سرعان ما لحق بهم أبناء وبنات المسلمين.
أدى ظهور تلك المدارس لخلق مناخ تنافسي، دفع برجال من القطاع الشعبي ولوج ساحة التعليم الأهلي، فكانت مبادرة انشأ المدرسة الأهلية بأمدرمان في عام 1927، والتي أعقبها تأسيس مدار س الأحفاد في عام 1929، لرائد التعليم الأهلي في السودان، بابكر بدري طيب الله ثراه، الذي اعتنى بصفة خاصة بتعليم المرأة. وجاء من بعده ابنه يوسف لينشئ كلية الأحفاد الجامعية للبنات، ثم جاء الجيل الثاني من ابنائه فكانت جامعة الأحفاد للبنات بأمدرمان، التي تعد من أعرق جامعات السودان. وتعتبر جامعة فريدة في نوعها على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا.
هذا النهج من التعليم الأهلي ساهم مساهمة فاعلة في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستوى الوعي والمهارات المهنية بين الأوساط الشعبية في بلادنا. وأصبح التعليم الأهلي وإلى يومنا هذا ركيزة أساسية للنهضة الحديثة في بلادنا. فقد قام التعليم الأهلي لتحقيق هدف أساسي ما زال يحافظ عليه وهو: "أن يكون التعليم الأهلي وسيلة فاعلة للتغلب على الفوارق الاجتماعية، والنهضة الاقتصادية ودعاماً للتوجه الوحدوي والانصهار بين الأعراق السودانية".
شهدت نهاية القرن المنصرم وطلائع هذا القرن، قفزة في النوع والمقدار كماً وكيفاً، في التعليم الأهلي. فقد ولج رأس المال الوطني لقطاع التعليم الجامعي، بهدف خلق نهضة تعليمية حقيقية تساهم في التنمية بجميع أبعادها الاقتصادية، والتقنية، والثقافية، والاجتماعية للأمة السودانية قاطبة. وكان من بين الناهضين والقائمين بهذا الأمر الدكتور معتز محمد أحمد البرير، الذي أنشأ بمجهود فردي كلية التقانة، تخليداً لذكرى والده وامتداداً لعطائه. لأن أباه يعد من الرعيل الأول الداعم للتعليم الأهلي بصفة عامة، ولمدرسة أمدرمان الأهلية بصفة خاصة.
فهاهي كلية التقانة تتوسع في وقت وجيز منذ إنشائها في عام 1995، ككلية تعنى بدراسة علوم التقانة والحاسوب وتقنية المعلومات، بهدف اللحاق بركب الأمم التي سبقتنا في هذا المضمار، وتسجل تطوراً ملحوظاً في أدائها وعطائها، لتشمل كليات أخرى، كالطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة، والمختبرات، والمعمار المدني، والعلوم الإدارية، والهندسة الكيمائية. بالإضافة لمركز دراسات الملكية الفكرية، ومركز المعلومات، ومركز التعليم عن بعد، ومركز تطوير القدرات والكوادر البشرية.
ما دفعني للكتابة عن هذه الكلية بصفة خاصة، والمنتظر ترقيتها إلى جامعة كاملة في نهاية هذا العام، تلك الصدفة المحضة التي جمعت أهالي قرية الشوال، والقرى المجاورة بولاية النيل الأبيض في ديسمبر 2003، بالدكتور معتز محمد أحمد البرير، فقد توقف عندها ضمن وفد كان متجهاً لجامعة الإمام المهدي بكوستي والجزيرة أبا، لحضور حفل خاص بتكريم الدكتور كامل إدريس المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وذلك لمنحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الإمام المهدي.
في الطريق أصطف أهل الشوال بكل سحناتهم وقبائلهم "سودان مصغر"، من جعافرة وكواهلة، وحسانية وبني هلبة، وهوسا، وتاما وبرقو وزغاوة، ومن قبل هؤلاء الشلك، فقد جأوا بقيادة رثهم، وبر فقة طلاب وطالبات المدارس، للترحيب بالضيوف وهم في طريقهم إلى كوستي. كان لقاءً عابراً ومعبراً، نحرت فيه الذبائح، وغنى فيه بلبل الشوال الفنان بلال مضوي أغنية الشوال جميلة بلد الحبايب، وأنشد طلاب المدارس، ورقص أبناء عمومتنا الشلك. واعتلى المنبر الأستاذ احمد حسن مدير مدرسة الأساس مرحباً بالضيوف، ومعدداً جهود أبناء الشوال وجهدهم الدؤوب في تطوير وتنمية قريتهم والقرى المجاورة، وتمنى أن تكون زيارة هذا الوفد إلى ولاية النيل الأبيض فاتحة خير وبركة. فإذا بمعتز البرير يعتلى المنبر دون إذن من أحد، ويقول في اقتضاب كان فيه سيد الخطباء: "أن جامعة التقانة ستخصص كل عام اعتباراً من هذا العام 2003، أربع منح دراسية لمدرسة الشوال الثانوية يتنافس عليها الطلاب والطالبات". وهبط من المنصة، وصعد قدره بين الناس. فتمثلت بقول الشاعر العربي:
عمـلت لكـل باقيـة وفعلك كلـه بـر
هي الأبقى من الدنيا وعند إلهك الأجر
وبهذه الأريحية التي من أجلها قامت نهضة التعليم الأهلي في السودان، تضيف كلية التقانة لسجل عطائها مدارس قرية الشوال والقرى المجاورة، للمنح التي سبقهم عليها أبناء وبنات الجنوب وكسلا ودرافور.
وإذا بتلك البشارة تفعل فعل السحر في نفوس الجميع من أهالي المنطقة، وبصفة خاصة وسط الطلاب والطالبات وإدارة المدرسة الثانوية وأولياء الأمور. فمنذ ذلك العام والي يومنا هذا يسجل طلاب وطالبات مدرسة الشوال الثانوية تفوقاً ملحوظاً في درجات امتحاناتهم، والكل يسعى بجهد حثيث للحصول على المراكز الأمامية لضمان حصوله على منحة من جامعة التقانة بأمدرمان، مما قاد بعضهم للمنافسة ودخول جامعة الخرطوم والجامعات الحكومية الأخرى، وهذا ما كان بعيد المنال فيما سبق. وبسبب هذه الأريحية، اكتسبت مدرسة الشوال الثانوية شهرة في المنطقة، وسعى الطلاب والطالبات للانتساب إليها، أملا في أن تتوج جهودهم الدراسية بمنحة التقانة.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved