تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

بين الضفة والساحل الفصل الثالث عشر – نشيد الوطن - بقلم: بقادى الحاج أحمد-جدة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/29/2005 9:06 ص


ملخص لما نشر:
الفصل الأول: بالروح بالدم نفديك يا سودانا
قدم الراوي مشهد من موكب انتفاضة ابريل1985م،صمود المنتفضون أمام فوهات
البنادق:
" لماذا اعتقل يا ترى؟
سأل الناس لا سبب
حان الوقت ليعرف الناس يعتقلون
من دون سبب"
ثم ما تبع ذلك من تغيير في الحياة ، لم يستغل في تنمية حقيقية، بل خفت صوت
الانتفاضة سريعا وتلاشى، وكأن شيئا لم يحدث.
الفصل الثاني: الله يسلمك..
نزل الراوي من قمة جبل الانتفاضة، يبحث عن آثارها.. واسباب لقمة العيش. ظل
نشاطه موزع بين العمل والدارسة الجامعية، تراوده أشواق العثور علي شريكة
الحياة، في طيف ندى .. أميرة وسمراء.
الفصل الثالث: الضفة الخضراء
وجد الراوي في تتطبيق أحد توصيات المؤتمر الاقتصاد الذي تلي الانتفاضة- اخذ
إجازة بدون مرتب لمدة عامين قابلة لتجديد، وجد فيها ضالة المنشودة، أزمع علي
الرحيل للعمل مؤقتا في الخليج،وجد فرصة عمل في شركة خليجية، اخذ إجازة بدون
مرتب، حمل حقيبة صغيرة، بعد أن ودع الأهل والأحباب والبلد ورحل رغم اغراءات
الابنوسية المكتنزة في الطائرة، ألا انه صمم علي ما هو مقدم علية .
الفصل الرابع: الحرمين..والهجرة
وصل الراوي ومن معه إلى جدة، فالرياض مقر إدارة الشركة، كان نصيبه أن يعمل في
فرع في منطقة المدينة المنورة، التي تشرفت بالمصطفي صلي الله عليه وسلم. واصل
طريقه إلى مكان عمله الجديد ، تراوده أشواق الذهاب إلى البيت العتيق والتعلق
بأستار الكعبة.

الفصل الخامس: الشمس تهمس بالشعاع
بدأت أعراض ال " هوم سيكـنس" تظهر علي الراوي، في صورة أحلام اليقظة، أخذ يتذكر
الأهل والصحاب والأيام والليالي، التي قضاها معهم في ارض الوطن، الذي اصبح
بينهما الآن فضاءات وبحور، مدن تسبح في النور وليالي سرمدية كما الدهور.

الفصل السادس: مدينة صغيرة علي الساحل
استلم الراوي العمل في فرع المدينة التي ترقد في حضن البحر، مدينة صغيرة، تسير
الحياة فيها بنمطية، وكذلك دوامات العمل- دوامة الدوامات- دوام صباحي ودوام
مسائي في تتابع، تباعد بينهم عطلة نهاية الأسبوع، حيث الاسترخاء ومواصلة
الدوامات من جديد.

الفصل السابع : وطن اخضر
يبعث الراوي رسالة إلى صديقة وزميل العمل السابق/ غابريل ماجوك، يحدثه فيها عن
المنطقة وعمله الجديد في الغربة، حيث يذكر أن الغربة: " تعطى الواحد فينا
الفرصة ليتأمل نفسه ويراها من بعيد.. فرصة للتفكير واستعادة الذكريات وأعادة
اكتشاف النفس.".
الفصل الثامن: مجتمع الرحلة
يتذكر الراوي رحلة الباص إلى الأبيض في الخريف، فيتنفس دعاش الوطن.. يا وطن مثل
عسل النحل، ريحك طيب،وطعمك عذب، وحلاوتك صادقة، بين الاوطان اخضر طويل وقيافه.
الفصل التاسع:عزيزتي سمراء
بين تداعيات إجازة زميل الراوي حمد النيل، وطلعات نهاية الأسبوع علي الساحل،
يرسل رسالة إلى خطيبه سمراء يقول في ختامها:" انا جاى باذن الله ليك، ياوطن
اخضر وغالي، ونيل طامح يلالي، فوقو الطير والوزين..".

الفصل العاشر: باركوها ياجماعة..
يروي الراوي حادثة د. محمد علي مع زميله الهندي وملابساتها، ويذكر حادثة شجار
حدثت له مع كمساري الباص في أمد رمان.
الفصل الحادي عشر: حكاية ماديبا- نلسون مانديلا- نشر الفصل مقدما إلى روح
المناضل د. جون قرنق.
الفصل الثاني عشر: حمد النيل ..امدرمان السوق

يا وطن، مثل عسل النحل، ريحك طيب،وطعمك عذب،وحلاوتك صادقة ،بين الأوطان؛اخضر
طويل وقيافة،يواصل الراوي ذكرياته في أمد رمان.

الفصل الثالث عشر
نشيد الوطن

كان "حمد النيل" أكثرنا بعدا عن "الزهج" والعكننه، كان دائما مبتسم غير عبوس،
وإذا احتد النقاش بينه واحدنا، هو دائما أول من يعتذر ويبادر بإعادة الأمور إلى
وضعها الطبيعي. حتى يوم تطور المزاح بينه واحد الزملاء الوطنين، ووصل إلى قذف
الزميل السودان بالجوع، عندها توتر الجو في الفرع لان أمر السودان مسنا أنا
و"قاسم" أيضا ، كان "حمد النيل" مستمرا في الدفاع عن السودان بكل ما أوتى من
حجج وسعة صدر. تدخلت أنا وطلبت من الجميع أن يكفوا عن هذا النقاش.
كان "العم شحا ته" موجودا بالفرع يمارس تواجده اليومي بيننا، وقتها كان الباب
قد أوصد دون الجمهور ليتمكن الموظفون من إنهاء فترة الدوام الأول، سمع "العم
شحاته" ، الذي دار بين "حمد النيل" و"أبو محمد" من نقاش لمس السودان
والسودانيين بالتجريح. قام "العم شحا ته" من حيث كان جالسا وواجه "أبي محمد"
متحدثا عبره إلينا جميعا:
" أنا ما أبقى أقول الكلام هادا عشان السودانيين هادولا قاعدين ، أنا ابقي
أقولك إياه عشان كلمة حق، اسمح لي "أبو محمد" أنت علي هديك الايام ما خلقت لسه
– ما حضرتها بس أبوك الله يرحمه كان حاضرها وعارفها.
كنا ساكنين في الجبال هادى – أشار بيده إلى حيث حي البلد - الحي القديم (الكائن
أطلالا مهجورة كأطلال مدينة سواكن ، بجوار البحر كشاهدين من شواهد الزمن
الماضي).
كان رزقنا علي البحر وما نصطاده من سمك، جزء نأكله وجزء نبيعه.أيامها كانت تجي
الباخرة من السودان كل سنه حامله خيرات الله من الذرة توزعها علي أهل البلد
والمناطق المجاورة.".
*
عاني "حمد النيل" في طفولة الباكرة، رغم إنها كانت في قرية وادعة ترقد في حضن
الجنوب عند حدوده الشمالية.حيث التهمتها نيران الحرب، عندما اندلعت مرة أخرى
في مطلع الثمانينات. نزح "حمد النيل" واسرته مع من نزح من أهل القرية إلى
الشمال، بعيدا عن السنة نيران الحرب- سكنوا قرية جديدة عند بحر ابيض – النيل
الأبيض، ضاحية مدينة ربك.
هبت رياح الغربة العاتية، واقتلعت هذا الإنسان الوديع؛ "حمد النيل" من جذوره
مره أخري، واتت به إلى هنا - عند المدينة الصغيرة الساحلية.
رغم أنى كنت اجزم علي اني اعرف هذا الإنسان البسيط واحفظه عن ظهر قلب، لانه كان
صريحا معي، ودودا وطيب المعشر، كنا زميلين في العمل والغرفه، نتقاسم فيها أيام
وليالي الغربة الطوال، ولـم تكن لنا سلوى ، ولا بثينة، سوى اجترار ذكريات
الماضي وسماع نشيد الوطن ..
بعد طول معاشرة خلال هذه الأعوام بدأت أرى "حمد النيل" آخر، غير ذاك البشوش
المرح، اصبح عبوسا كثير الصمت، يزهج ويتشاجر لاسباب تافه، مع العملاء
والزملاء..
كان سابقا في ساعات الصفاء، وما أكثرها، ونحن في السكن وقت الراحة يقول لي:
عليك الله شغل لينا شريطك داك ..
كان يطلب ذلك في أحيان كثير، يقولها بفرح وتشبث طفولي.
لـم اكن اتمنع أو أعاند في تلبيه طلبه.
كان دائما هناك الفرح والإلحاح الطفولي.
كنت أرده إلى سماعه للغناء الحزين..
لأنني كنت اطرب له كثيرا ايضا، نحن قوم نطرب للحزن..
الحزن هو الكائن الأصيل فينا، كما يقول أصحاب النظريات، يعتبر الإنسان اكثر
صدقا عندما يكون في حالة حزن، اكثر منه عندما يكون سعيدا.لذلك الحزين لا يكذب
وكذلك الغاضب..السكران..والطفل.
لـم اكن اعلم –أن ذلك الحزن- هو نار ممتدة من تلك التي حرقت الجنوب، أو لعل
معها نار أخرى.
كان " حمد النيل" من قبل مثل الكتاب المفتوح إمامي، إلا إنني تبـينت أن هناك
أماكن من النفس لا يستطيع الإنسان أن يعرفها ويفهم دوافع بعض التصرفات لنفسه
ناهيك عن الآخرين.
[email protected]

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved