تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

القائد مع الثوار! بقلم/ ذيو بول شبيت.

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/27/2005 4:30 ص

رحم الله المناضل مرحوم دوت كات الذي (فتح عيوننا) على شخصية المناضل الشهيد د/ جون قرنق دي مبيورمن خلال برنامجه القائد مع الثوار و الذي كانت اذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان تزيعه اسبوعيا.لم أقدر فقط أن أتعرف على شخصية القائد العام وما يرمي اليه من وراء اصراره على تحرير كل السودان، بل عرفت أيضا أن هناك سودانيين مهمشين أكثر من الجنوبيين في الشرق و الغرب و حتى الشمالية. فقد همشوا النوبيين و حرفوا تاريخهم بكتابات تاجر الملح و البخور المدعو نعيم شقير.

في احدى حلقات هذا البرنامج، تكلم القائد د/ جون مخاطبا جنود و ضباط لواء الجراد المتجهين الى مناطق العمليات في بحرالغزال (بعربي جيل والدي من الجنوبيين الذين رفضوا الرضوخ للاستعمار الشمالي في تعليمهم اللغة العربية اجباريا)، خاطبهم شارحا أهداف الحركة الشعبية لتحرير السودان وقال لهم: ( الجلابة في الخرطوم بيأسلو قال الجنوبيين عايزين شنو؟ و لمن نقول ليهم أنحنا دايرين تحرير! برجعوا و يقولو تحرير من منو؟ فانتو أمشو قولو ليهم مش تحرير من منو، بل تحرير من شنو).

كان قصد الشهيد د/ جون هو أن الجلابة كانت تحاول اقحام الحركة الشعبية في (مربع) العنصرية التي تميزت بها النظم التي قامت منذ خمسين سنة في الخرطوم. فاذا أجبت على سؤالهم (تحرير من منو) فأنك بذلك تقر بأن الجنوبيين (دايرين يحرروا البلد من العرب) و بذلك يرى الجنوبيين أن كل العرب أعداء (بما في ذلك الفور و الزغاوة و البجة و الهدندوة)، و بنفس الطريقة يرى كل الشماليين ( بتصنيف الجلابة) أن هنالك خطر يتحدق بوجودهم، و أن (حركة التمرد الجنوبية – كما يعرفها الجلابة) تهدف الى طردهم من ديارهم لتعبث بمكتسبات الأمة الاسلامية و تدنس الأرض الطاهرة بدنس العمالة و الصحاينة. و في نفس الوقت، تجد النظام الدعم العربي و الاسلامي من ايران و الباكستان و السعودية. ولكن اذا صححت السؤال بأن التحرير ليس (من منو) بل التحرير (من شنو)، فقد تفتح الباب لكل المهمشين في السودان بأن التحرير جاءت من اجلهم جميعا، و التحرير انما قام لتذيل التهميش و الظلم من كل أقاليم السودان. هذا كان من زكاء د/ جون في توضيح و توجيه الأهداف ضد الأعداء. و كان ذلك يدل على براعة كمندر مرحوم دوت في عكس ما يقوله القائد للثوار قبيل توجههم لمناطق العمليات حتى يعرف كل جندي ما كان يقاتل من أجله وكذلك المستمعين للبرنامج من الشعب.

أول معرفتي بدارفور و أبنائه المناضلين كان قريبا جدا. كان ذلك أيام الجامعة و الكلية. و بما انني من الجيل الذي يعتبر (الحظو نحس) لاننا دخلنا الجامعة في السنوات الأولى من انقلاب الجبهة الاسلامية، والتي معها صارت الجامعة (كوم رماد، لأ فيها آداب ولأ اقتصاد) على حسب تعبير أحد زملاء الدراسة، الا اننا كنا الدفعة الأولى لاحدى جامعات (الثانوي الممتاز) العشوائية التي فتحتها جنرالات الجبهة عندئذٍ. و لذلك كان لنا أن نعيش في داخلية (عشوائية) لكنها الأحسن على الاطلاق مقارنة بالجامعات العملاقة مثل جوبا والجزيرة والخرطوم. كان عدد الدفعة (في كليتنا) 168 طالبا وطالبة. و كعادة الطلاب في ذمن الجبهة الاسلامية، صارعت الكل في تكوين الروابط القبلية و الدينية و الأثنية ...الخ. بالطبع كوننا رابطة التحالف الوطني الديمقراطي والتي ضمت كل أبناء الجنوب و جبال النوبة. و كونت الكيزان ما عرفت بالاتجاه الاسلامي لتضم الجبهجية على نطاق السودان. كان هناك اثنين فقط من أبناء دارفور من بين هذا الكم من الطلبة. واحدا منهما كان (منظما) فدخل الى تنظيم الجبهة، أما الآخر فاختار التحالف الديمقراطي.

كان هذا الزميل قريب الي شخصي ربما لاننا في نفس التخصص، أو لربما لأن زميلنا الآخر (المنظم) كان يقول لي باستمرار انني أشبه (واحد فوراوي يعرفه – على الرغم من ان شعري ليس كثيفا مثل الفوراوي الذي يزعم انني أشبهه). روى لي هذا الزميل (الغير منظم – على حد تعبير الكيزان) مدى التهميش الذي وقع فيه الفور منذ زمن الانجليز و حكى لي كيف باع (أولاد البلد) الفور للمستعمر الانجليزي بعد أن كان أبناء دارفور هم الذين نصروا جد الصادق و لعبوا دورا أساسيا في انتصار المهدي على غردون، ولكن عندما مات المهدي و جاء دور الخليفة عبدالله التعايشي، رفض الجلابة خلافته بحجة انه عبد (أسود) و لأ يستحق قيادة أولاد البلد من الشمالية!فحاكوا ضده مؤامرة وهكذا انهارت الثورة بموت الخليفة و انسحاب أولاد دارفور منها. استمرت الجلابة في تهميش دارفور بعد ذلك بمنعهم من مواصلة التعليم بحجة الدين. حيث شجعت الجلابة الفور لحفظ القرآن و عدم دخول أي مدرسة غير الخلاوي التي تحفظ القرآن فقط.وحتى الفور الذين يحفظون القرآن عن ظهر قلب، لم يدعوهم يقودون الصلاة أو أن يصبح أحدهم اماما لمسجد ما، وفي أحسن الحالات يسمح لفوراوي أن يصبح آذانا و لا أكثر من ذلك. و منعوا الفور من الذواج من بناتهم، واذا حدث ذلك، يرحلونه الي مدني واذا سألته بعد سنة واحدة يقول لك هذا الشخص (المرحل) انه من الجزيرة! وبذلك سرق الجلابة خيرة أبناء دارفور و المتعلمين منهم وحسسوهم بأن الأنتماء لدارفور يدعوا للحرج و يدل على التخلف و عدم العروبة و ما شابه ذلك من أوهام. ومنذ ذلك التاريخ صدقت و عرفت لماذا يصر د/ جون على تحرير كل السودان و خلق سودانا جديدا خاليا من ظلم التفرقة العنصرية. سودانا يتساوى فيه كل السودانيين بغض النظر عن ألوانهم و ثقافاتهم و دياناتهم. و من هنا أقول أن للحركة الشعبية واجبا لم تقم بها بعد، ألا و هو تحرير دارفور من ظلم و طغيان الجلابة المحتلين. و بقدر ما دعمتنا دارفور برجال في الخنادق و الخطوط الأمامية، يجب لنا أبناء الجنوب دعم الفور بالرجال و العتاد ليحققوا تقرير مصيرهم كجبال النوبة و الأنقسنا. ولقادة رجال التحرير في دارفور أقول، ان الانتصارات التي حققتوها على الجلابة كانت بوحدتكم ووقوفوكم بقوة في خندق واحد، فلأ تتركوا الجلابة لتفعل بكم ما فعلت بنا في الجنوب عندما شرخ وحدة الصف الثوري، و أخر انتصارا كان محققا في التسعينيات الي أكثر من عشر سنوات. و أن هؤلاء الجلابة لن يعطوكم شيئا، بل عليكم انتزاعها منهم لأنها حقكم والحقوق لأ تعطى، بل ينتزع بالقوة كما سلبها العدو بالقوة.

عاشت دارفور قوة موحدا يهابها العدوا، وعاشت قادة الكفاح المسلح ثوارا غير هادفين للمناصب و المصالح الذاتية، والنضال مستمر، و النصر مؤكد باذن الله

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved