تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الحكومة الجديدة بقلم د. على بابكر الهدي/واشنطن

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/24/2005 7:10 م

د. على بابكر الهدي/واشنطن
[email protected]

بعد انتظار طويل للشعب السوداني الذي عانى ولا يزال من ويلات الحروب ، ومن بطش النظام وقمعه ، ومن الفقر والجوع والمرض وتدهور كل أوجه الحياة اليومية، وبعد مخاض عسير تمخض الجبل فولد فأرا" فقد خرج علينا النطام والحركة الشعبية بحكومة سموها زورا وبهتانا" بحكومة الوحدة الوطنية. سيطر فيها المؤتمر الوطني على كل الوزارات المهمة بما في ذلك الطاقة التي تنازل عنها خليفة قرنق بكل سهولة ودون بذل اي محاولة لكسب التأييد من دول الايغاد والمجتمع الدولي لجانب الحركة في مطالبتها العادلة والمنطقية لهذه الوزارة. وبذلك يسقط النظام في اول امتحان له ولم يكن ذلك بالأمر المستغرب أو غير المتوقع ولكن موقف الحركة وما جاء على لسان قائدها أمر يدعو للخوف من المرحلة القادمة. فقد كان املنا كبيرا في ان تعمل الحركة الشعبية على كبح جماح العصابة الحاكمة ووقف تسلطها على العباد وآمل أن لا يكون ما حدث فاتحة للمزيد من التنازلات من الحركة فيما يتعلق بقضايا التحول الديمقراطي ، ووقف الفساد الذي استشرى في جميع أجهزة الدولة وقضايا الاصلاح السياسي والاقتصادي والتشريعي والاداري والاجتماعي ونأمل أن لا يكون هذا هو نهج الحركة فنحن على ابواب صراع طويل مع هذه العصابة الحاكمة ولا زلنا نؤمل في وقوف الحركة في صف الجماهير في كل انحاء السودان وليس في الجنوب فقط.

الحكومة الجديدة جاءت مخيبة لأمال الشعب السوداني فقد جاءت بكل الوجوه الكالحة من أصحاب المصالح والشركات وحتى عبد الرحيم محمد حسين الذي استقال بسبب انهيار البناية التابعة لوزارة الداخلية عندما كان وزيرا لها كوفئ بتعيينه وزيرا" للدفاع ومن لم يجد له مكانا" في الوزارة عين مستشارا" في القصر. لم يعد خافيا" أن النظام يسعى لتوطيد سلطته واقصاء الاخرين ، وسيتبع منهجا" هدفه ادخال اليأس في نفوس الاخوة في الحركة الشعبية ودفعهم نحو التخلي عن التفكير في مشاكل السودان ككل والتركيز على الجنوب مما سيعني اختيار الانفصال بعد انتهاء الفترة الانتقالية.

سيستمر النظام في اختراق الاحزاب وشقها بشراء الذمم وتغذية الخلافات خلال المرحلة القادمة التي تسبق الانتخابات وسيستخدم آلته الأعلامية الضخمة وكل مقدرات الدولة لخلق البلبة والمشاكل حتى يختلط الحابل بالنابل ، وتختلط الاوراق ويفقد الشعب الاتجاه ويصبح الواحد منا غير قادر على التمييز بين الصديق والعدو والعاجل من الآجل وما هو مؤقت وما هو دائم ولك أن تتصور من سيكسب الانتخابات القادمة في مثل هذه الظروف.

المطلوب من أحزابنا تفويت الفرصة على النظام ولنا في الحزب الاتحادي درس الامس القريب حينما مارس النظام مناوراته ووقع اتفاقا مع ما يسمى بلجنة الخمسة في الحزب الامر الذي أثار حالة من الاستقطاب الحاد وكثيرا" من البلبلة في اوساط الحزب فهل ياترى سيكون في هذا الدرس عظة وعبرة لنا جميعا بأن هذا العصابة الحاكمة لا تؤمن بالوطن ولا بالشعب ومصالحه وكل همها السلطة المطلقة من اجل النهب والسلب والمزايا وهم لن يراعوا عهدا ولا ميثاقا ولذلك فان علي الحزب الاتحادى الديمقراطي والتجمع الوطني عدم المشاركة والعمل على وضع استراتيجية واضحة لتصعيد العمل الشعبي للوقوف في وجه النظام ومحاولاته للالتفاف حول اتفاقية السلام لتوطيد حكمه الشمولي ودفع الاخوة في الجنوب نحو الانفصال. وعلى المثقفين والمتعلمين تنظيم أنفسهم وترك الوقوف على السياج وهم يرون البلاد تسير في اتجاه التفتت ومن الله التوفيق.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved