الحكومة الجديدة جاءت مخيبة لأمال الشعب السوداني فقد جاءت بكل الوجوه الكالحة من أصحاب المصالح والشركات وحتى عبد الرحيم محمد حسين الذي استقال بسبب انهيار البناية التابعة لوزارة الداخلية عندما كان وزيرا لها كوفئ بتعيينه وزيرا" للدفاع ومن لم يجد له مكانا" في الوزارة عين مستشارا" في القصر. لم يعد خافيا" أن النظام يسعى لتوطيد سلطته واقصاء الاخرين ، وسيتبع منهجا" هدفه ادخال اليأس في نفوس الاخوة في الحركة الشعبية ودفعهم نحو التخلي عن التفكير في مشاكل السودان ككل والتركيز على الجنوب مما سيعني اختيار الانفصال بعد انتهاء الفترة الانتقالية.
سيستمر النظام في اختراق الاحزاب وشقها بشراء الذمم وتغذية الخلافات خلال المرحلة القادمة التي تسبق الانتخابات وسيستخدم آلته الأعلامية الضخمة وكل مقدرات الدولة لخلق البلبة والمشاكل حتى يختلط الحابل بالنابل ، وتختلط الاوراق ويفقد الشعب الاتجاه ويصبح الواحد منا غير قادر على التمييز بين الصديق والعدو والعاجل من الآجل وما هو مؤقت وما هو دائم ولك أن تتصور من سيكسب الانتخابات القادمة في مثل هذه الظروف.
المطلوب من أحزابنا تفويت الفرصة على النظام ولنا في الحزب الاتحادي درس الامس القريب حينما مارس النظام مناوراته ووقع اتفاقا مع ما يسمى بلجنة الخمسة في الحزب الامر الذي أثار حالة من الاستقطاب الحاد وكثيرا" من البلبلة في اوساط الحزب فهل ياترى سيكون في هذا الدرس عظة وعبرة لنا جميعا بأن هذا العصابة الحاكمة لا تؤمن بالوطن ولا بالشعب ومصالحه وكل همها السلطة المطلقة من اجل النهب والسلب والمزايا وهم لن يراعوا عهدا ولا ميثاقا ولذلك فان علي الحزب الاتحادى الديمقراطي والتجمع الوطني عدم المشاركة والعمل على وضع استراتيجية واضحة لتصعيد العمل الشعبي للوقوف في وجه النظام ومحاولاته للالتفاف حول اتفاقية السلام لتوطيد حكمه الشمولي ودفع الاخوة في الجنوب نحو الانفصال. وعلى المثقفين والمتعلمين تنظيم أنفسهم وترك الوقوف على السياج وهم يرون البلاد تسير في اتجاه التفتت ومن الله التوفيق.