تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حرما سيدتى الحكومه نشاط باهر وحصاد باهت!! بقلم عثمان فضل الله

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
9/24/2005 6:44 م


حرما سيدتى الحكومه

نشاط باهر وحصاد باهت!!

بقلم/عثمان فضل الله

بعد كل قيصر يموت ينبت منشق ومع كل منشق تاتى الوزاره والجميع ينظر بعين ملؤها الرجاء كم تساوى اذا كم تاخذ هكذا ابتدرت كثير من الاحزاب جملها الاعتراضيه فى تفسير حكومة الوحده الوطنيه التى تنفست الهواء الخميس الماضى بعد طول مخاض وعثر فى الولادة بائن للعين و يبدو من سياق الأحداث أن هناك قطيعة تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية من جهه وبين القوى الشماليه والمؤتمر الوطنى من الجهة المقابله وأن لا تواصل بين الجميع إلا عبر التراشق بالتصريحات المتضاربة والحادة في غالب الأحيان! وبقدر ما فشل المؤتمر الوطنى في التوافق مع أية قوى معارضة يزداد التخبط وسط المعارضه نفسها بين المناطحة والمصالحة سواء داخلها أو بينها و شريكى الحكومه الجديده! ولعل اللافت للأنظار هوالنشاط الباهر الذى صحب تشكيل هذه الحكومه ابتداءا من ذاك الذى بذله الزعيم الراحل د. جون قرنق مرورا بلجنة امين حسن عمر وانتهاءا بمفاوضات د. نافع مع الاتحادين ولعله جهد لم يحدث ان بذل لتشكيل اى من الحكومات التى تعاقبت على هذه البلاد منذ الاستقلال وحتى تاريخ دخول محمد على المرضى القصر الجمهورى ليؤدى القسم وزيرا للعدل دون أن يمر بقبه المهدى ولكن الحصاد لم يكن بحجم التطلعات.

وتفحص الماضى القريب مقرونا مع ترتيبات اعلان الحكومه يجعل العين تلحظ ثمة قطيعه بين شركاء القصر الجدد تزداد اوتقل هذا متروك للاحداث والزمن ولكن ان يعلن المتحدث الرسمى باسم الحركه الشعبية حينها ياسر عرمان عضو البرلمان حاليا ان الحكومه حالت دون ترتيبات الحركه الخاصه باعلان نباء وفاة قرنق من نيو سايت محملا الحكومه مسؤلية تبيعات ماتلى الوفاة وان يتحدث نائب رئيس حكومة الجنوب قبل يوم واحد من اعلان الحكومه عن ان ايلولة الطاقة للمؤتمر الوطنى من شانه ان يقوى حجج الانفصالين و تغيب او تغيب الحركة عن ترتيبات اعلان الحكومة بشكل كامل كل ذلك يدعو للتساؤل او القلق عند الذهاب للاسواء من الاحتمالات .. ثمة قطيعه وثمة خلاف بين الشريكين يلوح بوضوح اكثر فى حديث د. لام اكول اجاوين لحظة اعلان الوزارة الجديدة التى تقلد فيها حقيبة الخارجية متوقعا بروز خلاف جديد حول تشكيل المفوضيات واعتبر اكول هذا الخلاف المتوقع واحدا من المهددات التى ستواجه الاتفاق ونشر حديث اكول فى ذات اليوم الذى اعلنت فيه التشكيلة الوزارية وبذات الصفحه التى حملت نباء تعينه وزيرا للخارجية اما القراءه الاكثر خطورة هى ما ادلى به رئيس الحركة الشعبية للصحافين على هامش مؤتمر الارهاب من حديث يحمل اكثر من وجه وكل وجه اخطر من سابقه حيث قال ان حركته دافعت بقوة عن موقفها -قبيل اعلان التشكيل الوزاري الاخير- وقدمت وجهة نظرها بالكامل لقيادة حزب المؤتمر الوطني التي تنبني على أهمية اسناد مسؤولية ادارة وزارة الطاقة لها ولم يكتفى كير خسب ما تناديه وكلات الانباء العالميه بذلك بل اردفه بقوله «لقد قامت بعض الاصوات بلومي في الصحف بأنني كنت ضعيفا» ولم ا تمسك بوزارة الطاقة، كما اعتبرت بعض الجهات تنازل الحركة بمثابة السعي المبكر للانفصال غير انى اوكد اننى كنت احارب لـ «23» عاما كاملة ولم اقم خلالها بالتنازل عن قضية الجنوب أو بيع مصالح مواطنيه ولا يمكنني ان افعل ذلك «في وقت حققنا فيه السلام». هذا كله على صعيد نتاقضات وتقاطعات شريكى الاتفاق الرئيسين اما تناقضات الحركه مع قوى الشمال من غير المؤتمر الوطنى اتضحت بعد ان تجلى صدود الحكومة وتمنعها وإصرارهاعلى إقصاء الآخرين دون سبب أو منطق أوحتى فائدة عائدة لها بقدر ما تزيد من عزلتها، اسهم هذا التمنع بوضوح فى فضح أخطاء الحركة التي لا مصلحة لها أو للوطن في عدم مواجه شريكها المقبل لتحقيق مصلحة حلفائها السابقين!وشعر الذين كانوا يتطلعون اليها بحسبانها الأكثر استعداداً للتفاهم بخطاء حساباتهم فتحدث كثير منهم عن الدكتاتوريه الثنائيه المقبله وعن ضرورة العمل والتنسيق من اجل حماية الحريات وحقوق الانسان بل ذهب سليمان حامد عضو مركزية الشيوعى السودانى اقرب الاحزاب للحركه وصاحب الفضل الحقيقي فى تسويقها شمالا الى ان الدخول فى الحكومه الانتقاليه يعد انتحارا سياسيا وجاهر غير ذات مره عدد من قيادات الحزب الاتحادى بان الحركه الشعبيه لم تعد تهتم بمايدور شمالا ووضعت بيضها فى سلة الجنوب عاطفين كل تحركاتها الاخيرة لتعضدد ارائهم والمجال لا يتسع لايراد امثله على ذلك من احاديث الاتحادين وفى اتجاه المؤتمر الشعبى الذى دخل امينه العام المحبس بسبب مذكرته ذائعة الصيت مع الحركه بدا الياس يدب من الحلفاء بعد ان رفضوا علنا مشاركته لهم حكومة الجنوب فاطلق الترابى تصريحات ناقده للحركه ودعا لتكتل يجمعه الى خصومه التقليدين المهدى، نقد، الميرغينى اما انتقادات الحركه الشعبيه للقوى السياسيه جرت على لسان العددين ولعل اشهرها ما قاله باقان اموم علما انه هو الامين العام للتجمع بان اعتبر التجمع هو الحزب التحادى فان شارك فالاخرين ليسو ذى اهميه- هذا مانقلته صحف الخرطوم الاربعاء الماضى - وعدم التواصل الذى اوردناه يثير الكثير من علامات الاستفهام ويزيد من تراكمات عدم بناء الثقة بين اطراف المعادله السياسيه فى السودان، وهو ما حدث بالفعل بعد اعلان التشكيل الوزارى الجديد. ولعل من أبرز الآيات الدالة على ذلك هو التراشق في التصريحات مما يشي بأن السودان ليس قريباً من تشكيل حكومة وحدة وطنية ولا حتى شراكة ثنائية متوافقة، بل أن الشراكة ستكون متباغضة! ولا أحد يعلم كيف ولماذا لم يتوصل طرفا الاتفاق طوال هذه المدة لتوافق بينهما يسهل على البلاد عبور محنه او امتحان تقرير المصير المنتظر،وفى ذلك يقول عدد من المحللين ان التشكيل المعلن ابعد مايكون عن حكومة الوحده الوطنيه باعتبار ان قوى رئيسيه نخلفت عنه ويعتقد ون ان لجوء الحكومه للمنشقين واهتمامها بهم افقدها فرصة انضمام الاحزاب الرئيسيه ذات الثقل والوزن السياسى ولم يكسبها سوى اصوات ما كانت ستحتاجها ان احسنت التعامل مع معطيات المشهد السياسى وتناقضات الثلاثه الكبار غير انها فضلت الدقير على الميرغنى وفضلت مسار ونهار والزهاوى على المهدى ومبارك الفاضل وعينها فى ذلك على( 14%) لتكمل ال( 66%) التى تعطيها الحق فى تعديل الاتفاقيه ان هى ارادت واغفلت ان ضمان استمرار الحكومه رهين بضمان الاستقرار وضمان الاستقرار مرتبط بنسج اجماع قوى للسلطه الوليده وذلك ما لايوفره مجلس الوزراء بتركيبته الحاليه الضامه لعددلاباس به من الشخصيات المختلف عليها ولايصب في أطار رسالة جعل الوحدة جاذبة الأمر الذي يثير الكثير من الأسى والأسف ويدعو الى المطالبة بوضع منهاج يجعل "الرسالة والرسول" في موضع الالتزام الأكبر بما يجمع ولا يفرق وصولاً للوحدة الطوعية التي أمنت قواعد الاتفاق أن تكون لها الأولوية، ولم نر حتى الآن التزاماً بهذه القاعدة لا من المؤتمر الوطنى ولا من الحركة!ولاحتى الاحراب التى فضلت مقاعد المتفرجين ،الإصلاح بالمواجهة والصراحة مطلوب في كل الأحوال ومع حساب الرابح والخاسر يبدو أن السودان هو الخاسر الأكبر وأن المؤتمر الوطنى تقع عليه المسؤولية الرئيسيه. فهل يعود لخزائن سياسته ويراجع كيف وضع نفسه في هذه الجزيره المعزوله برغم من اهداره للكثير من الأوراق التي كانت بيده ولا يزال يفعل؟ والقوى السياسية الأخرى عليها أن تتأمل الخطوات التي أخذت تشطح فيها الحركة باعتبارها الشريك الثانى وتبدي فيها رأياً عسى أن تعود بها من تلك الأخطاء التي تصل الى أن تكون خطايا، حتى لاتبدو وكأنها من فرط قطيعة شريكها الاكبر لاتبالي بتقطيع السودان نفسه! وعلى الحركة أن تترك لعبة الهروب الى الامام وان تعلم ان تقسيم السودان لن يحسب فى التاريخ على المؤتمر الوطنى وحده وان الوحدوين وسط الجنوبين لايقلون ان لم يزيدوا عن رصفائهم فى الشمال ، وان للشمال فى الجنوب حق مثل الذى للجنوب فى الشمال وعليها أن تتصرف من واقع المصلحة الوطنية ومصلحة الجنوب والشمال معا دون تمييز قبل أن تتفجر الأوضاع وينهار السلام وتشتعل الحروب الأهلية بشكل مريع في الشمال و الجنوب على وجه الخصوص ،وحرما سيدتى الحكومه فقد اديتى الصلاه لكنها منقوصه والصلاة المنقوصه تحتاج لاعاده وليس عيبا ان يعيد المرء صلاته ان ظن فيها عيبا


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved