المعتاد و المالوف فى المسيرات والمظاهرات انها تقوم ضد الانظمة الحاكمة فى حالة تنظيمها بواسطة المعارضين للنظام وتقام لدعم السلطة فى حالة تنظيمها بواسطة المؤيدين والداعمين للنظام الحاكم فى اى دولة فى العالم , وتكون هذه المظاهرات والمسيرات اما عفوية بواسطة جمهور المواطنين بدون سابق تخطيط او تنظيم , او تكون مظاهرات منظمة بواسطة جهات تدفع المواطنين للخروج فى زمن محدد وفى منطقة محددة احياناً بعلم النظام واحياناً اخرى بدون علم النظام , الا اننى بصدد الحديث عن نوع غير مالوف وغير معتاد من المظاهرات والمسيرات ربما يكون هو الحدث الاول من نوعه فى العالم اذا نجحنا فى اقامته . تعلمون اننا فى الايام المقبلة ننتظر ولادة حكومة وحدة وطنية ستتألف من عدة احزاب وتيارات سياسية وستتكون من مجموعة من الوزراء ووزراء الدولة وولاة الولايات ووزراء الولايات اضافة الى مجموعات من اعضاء المجلس الوطنى واعضاء المجالس الولائية وعدد من المعتمدين للمحليات المختلفة , العدد الكلى (يعلم به الله) , لكن الى حين الحصول على الاحصائيات الرسمية للعدد الكلى لهذه المجموعات , اتقدم بالدعوة المبدأية لهم جميعاً للقيام بمظاهرة ومسيرة عشية اداء القسم للحكومة تكون نقطة انطلاقها من القصر الجمهورى يقودها السيد الرئيس ونائبيه على ان تكون بالارجل تتحرك صوب الوزارات والجامعات المختلفة ينتظرها الموظفون والطلاب فى مبانيهم وعند وصولها لمدخل كل وزارة يقوم بمخاطبتها رؤساء النقابات والعمال كذلك الامر فى مداخل الجامعات يخاطبها رؤساء الاتحادات الطلابية , وبهذا تكون هذه بمثابة فاتحة عهد جديد لسودان جديد نتطلع فيه الى نوع جديد حتى فى المظاهرات والمسيرات فقد تعب الشعب وسئم من المظاهرات فعليه ان يرتاح قليلا ويبدأ المسئولون بقليل من العناء لأداء واجبهم , نتمنى ان يتقدم السيد الرئيس ونائبيه المسيرة على ان لا تصحبها عربات ومواتر الحرس والمراسم لا من خلفها ولامن امامها ولا عن يمينها ولا عن شمالها , يقوم القائد ونائبيه والوزراء ووزراء الدولة والولاة والبرلمانيين الاتحاديين والولائيين والوزراء الولائيين والمعتمدين , بمسيرة تطوف بالمصانع والمكاتب المختلفة يرحب بهم العمال والموظفون وهم يقومون بتادية واجبهم اليومى دون تعطيل او توقيف للعمل , يقوم القادة بتشجيعهم للعمل والانتاج ومحاورتهم فى كيفية تطوير العمل , كذلك تطوف المسيرة بالمناطق الصناعية والزراعية , لمشاهدة العاملين فى بناء الطرق والكبارى وتشجيعهم وليس ايقافهم عن العمل للحضور الى ساحات القصر الجمهورى , يطوفون بالقرى المحيطة بالعاصمة ويتفاكرون ويتساءلون عن كيفية حل مشاكل هذه القرى ,, يطوفون بالمدارس وهى تعمل ويحكون مع طلاب الجامعات والمعاهد العليا وهم فى قاعاتهم ويتدارسون مع اساتذة الجامعات عن كيفية الخروج من الازمات والمشاكل المختلفة , يطوفون بالاسواق والمحلات المختلفة فى المحليات ويتدارسون مع الناس فى مواقع العمل عن الفترة المقبلة وكيف يجب ان تكون وكيفية بناء السودان الجديد .

اذا قامت هذه المظاهرة ( الالفية ) فستقوم كل قطاعات المجتمع من اتحادات مهنية وطلابية واجتماعية بتقديم النصح والشورى بدون ضغط على النظام ووفق الامكانيات المتاحة وبرحابة صدر وطيب خاطر طالما ان المسئولون نزلوا وجاءوا اليهم فى اماكنهم .

على الجهات الاعلامية فى يوم المسيرة ( الالفية ) ان تبحث عن خطة جديدة تمكنها من نقل الحدث الى العالم بالصورة التى تليق ويجب عليهم توجيه الكاميرات نحو جمهور الوزراء ووزراء الدولة والمعتمدين والبرلمانيين بالتساوى وعدم التركيز على شخصيات محددة .

اذا قامت هذه المظاهرة فسوف يتحدث العالم عنها وستكون حكومتنا اول حكومة فى التاريخ تنزل الى الشارع وتمشى بين الناس وتبحث وتتدارس معهم امورهم .

صلاح الدين حمزة الحسن

لاهاى - هولندا