 |
 |
 |
 |
|
|
|
|
|
رسالة رقم 4 إلي رئيس حركة تحرير السودان/عبد الواحد محمد احمد النور
مهزلة مفاوضات (ابوجاء) هي السكة التي تقودنا إلي الجهنم ومنها إلي مزبلة التاريخ!!!
تحية طيبة وبعد:
آخى الرئيس لماذا تخالفون ضمائركم وتقتلوا فينا الأمل بالمستقبل ؟ لماذا تتمادوا في سكة العناد التي تنهش من لحم الثورة؟ لماذا تركبون موجة العناد وتزرعون بذرة الشيطان في روح الثورة؟ لماذا تساهموا في تكريس ثقافة (فرق تسد) ؟ لماذا تفسدوا بذرة الثورة النقية بثقافة شراء الذمم والرشاوى والتحريض السلبي القاتل؟ ما العيب من الترجل وإفساح المجال لثورة أن تمضي قدما بخطى راسخة وقوية إذا عجزتم قيادة الثورة والوصول بها إلي بر الأمان بنفس روح التحدي والصمود التي انطلقت بها الثورة في بداية عهدها المبكر ؟
أخي الرئيس اتقوا الله حق تقاته وتذكروا دماء الشهداء وجثث الأطفال الرضي وتذكروا أيضا مشاهد القرى المتفحمة وخاصموا العناد ولا تفسحوا المجال لبذرة الشر والدمار والتفتيت والتشرزم أن تغلغل في روح الثورة النقية .
أخي الرئيس لا تخالفوا ضمائركم وتساهموا في تفتيت الثورة بأيدكم وتزرعوا البسمة والفرحة في قلوب اولئك الذين احرقوا القرى ودفنوا البشر وهم أحياء يرزقون فان فعلتم ذلك عمدا وقصدا فانتم تستحقون الخزي والعار ولعنة الله والملائكة والناس وسوف تذهبون إلي مزبلة التاريخ في نهاية المطاف وعياذ بالله من النهاية المخيبة لآمال والطموحات.
هل تعلم يا أخي الرئيس أين توجد مزبلة التاريخ ؟ هل تعلم اين توجد الخدعة الكبرى؟ هل تعرف ما هي المهزلة الكبرى التي تجلب لنا ولكم الندم والحسرة؟ هل تعلم متى يلطم الخدود وتسكب الرمال في الرؤوس؟ هل تعلم متى سنسكب الرمال علي رؤوسنا ونقول يا ليتنا كنا أذكياء قبل أن ننخدع بتلك المسرحية الهزلية؟ هل...هل
ليس عيبا أن أحيطك علما بان الخدعة الكبرى هي ( وهم مفاوضات ابوجا) وان اوبجا هي مزبلة التاريخ ولا يمكن في لحظة معانقة شيطان العناد والغباء والسذاجة أن نكتشف هذه الخدعة التاريخية الكبرى إلا في نهاية هذا الفيلم الهندي المضحك الذي يسخر بعقول أهل دارفور جميعا قبل أن يستهتر بعقل فخامة رئيس حركة تحرير السودان وهذا عيب كبير وإهانة لمواطن الدافوري الذي يوصف الذكاء وسرعة البديهة
أخي الرئيس أنا لست مجنونا ولكن لدي طقوس عجيبة عندما اعتزم الكتابة ولا يمكن أن اكتب حرفا واحد في لحظة الفرحة والنشوى والسعادة والاطمئنان بالمستقبل بل أكون بليدا خاملا في إطار دائرة السعادة والاطمئنان ولكن هذه الأيام لست مطمئنا من مستقبل الثورة لذلك ينتابني القلق والتوجس والخوف علي مدار الساعة وفي كل دقيقة وثانية تكبر هذه الموجة المزعجة في أحشائي وتجبرني علي الكتابة لذلك شرعت في كتابة هذه الرسالة التي تحمل في ثناياها هموم وشجون ومخاوف وأحزان ملايين من المشردين والمضطهدين علي امتداد مشارق الأرض ومغاربها ومن خلال هذه الرسالة نناشدك ومن اجل المصلحة العامة ووفاءا لعهد الله ووصونا لحرمة دماء الشهداء أن تعلن حربا بلا هوادة علي شيطان العناد الذي يقودنا جميعا الي هاوية الهلاك ومنها الي ومزبلة التاريخ إذا استجبنا لرغبة شيطان العناد الذي يعمي بصيرتنا ويشجعنا دائما في المضي قدما في اتجاه مخالفة الضمير والخيانة والهلاك.
أخي الرئيس توجسي وقلقي من مستقبل الثورة يجبرني أن استهل ما أود أن اكتبه إلي ضميرك الإنساني بالاستعاذة من مغبة إتباع خطوات الشيطان.
أعوذ بالله من وسوسة الشيطان! أعوذ بالله من معصية الله ! أعوذ بالله من مخالفة البشر لضمائرهم ! أعوذ بالله من لعنة الله وملائكة الرحمان! أعوذ بالله من لعنة الله وسخط الأمهات والأرامل ! عياذ بالله من عواقب خيانة دماء شهداءنا الأبرار ! عياذ بالله من عواقب جريمة التحريض في اتجاه التفتيت وشراء الذمم بالرشاوى!
أخي الرئيس نحن لا ندعى بعلم الغيب ولا نزعم بمعرفة عما يدور في القلوب وما يختلج في الصدور ولكن بإمكاننا نخمن بما يجرى ويدور خلف كواليس وبإمكاننا أيضا تخمين بطبيعة بعض المخططات والمؤامرات التي تستهدف وهن وإضعاف الثورة والنيل من مكتسباتها وإجازاتها التي تحققت بدماء الشهداء وبفضل إرادة وصمود اولئك الثوار الأبطال الذين ما زالوا علي عهدهم ووفاءهم بمواصلة مسيرة الصمود والتحدي حتى النصر بإذن الله وان الله علي نصرهم لقدير.
أخي الرئيس نحن اليوم لسنا في حاجة للمجاملة والمديح بقدر حاجتنا الماسة لجلد النفس وتعرية الذات الذي يتحالف مع الشياطين عنادا من اجل جلب الغزى والعار والندم والحسرة في وقت لاحق لملايين من الأبرياء والمساكين والامهات والاطفال والأرامل الذين ذاقوا الموت والويل والتشريد والذل والاهانة والتنكيل والبطش من قبل فئة شريرة عقدت العزم أن تبديهم وتمحيهم من وجه البسيطة ليس بسبب ذنب اقترفوه ولكن تعاليا من جنسهم وتعففا من عرقهم وقتلا لصحوتهم بعد عقود من العذاب والخداع والتضليل وما تلاها من ماسي ويلات تقشعر لها الأبدان وتهتز لها الجبال ولكن مع ضخامة هذه الماسي الإنسانية المؤلمة يبدو أننا ما زلنا لم نتعلم ونتعظ بعد من تلك الماسي والتجارب المريرة التي ألمت بنا جميعا ودليل علي ذلك تصرفاتنا وتحركاتنا علي الأرض التي توحي بالريبة والشك والخيانة بحرمة دماء شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الغالية ليس عبثا وحبا للموت ولكن فداءا لثمن الحرية والعزة والكرامة والشرف.
أخي الرئيس أود أصارحك بكل شفافية وأمانة بأننا الآن أصبحنا اقرب من دائرة خيانة دماء الشهداء أكثر من أي وقت مضى ناهيك عن دفن قضية دارفور في وقت مبكر ولا سيما بعد قطعنا شوطا لا باس به في اتجاه تحرير السودان من براثن الشياطين والمنافقين والدجالين والطغاة وقتلي الأطفال والنساء والشيوخ.
أخي الرئيس أناشدك وأنصحك بان تراجع نفسك من مغبة ركوب موجة العناد وإتباع سكة الندم والحسرة والألم
مبارك إبراهيم